fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

زهرة كودايي ولاعبات أخريات يدفعن ثمن فساد “الاتحاد الرياضي الايراني”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الضجة التي أثارتها قضية زهرة كودايي توضح كم تدفع اللاعبات الإيرانيات ثمن عقود من التمييز الثقافي والجندري تجاه الخيارات الفردية وتجاه علاقة الأشخاص بهويتهم الجنسية ومحاولة مصادرة تلك الهوية بسبب ذرائع دينية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تستحق حارسة مرمى منتخب السيدات الإيرانيات لكرة القدم، زهرة كودايي، كل ما حظيت به من تضامن ودعم وتعاطف، بعد الضجة التي أثيرت حول هويتها الجنسية، والتي أخذت أحياناً، طابع التحريض على الكراهية، باعتبارها هدفاً سياسياً، وما تبعها من حملة تنمر جنسي، استخدمت فيها كل أشكال الإهانات اللفظية والتلميحات الذكورية، في وصف شكل جسدها وملامح وجهها وحجم كفيها وقدميها.

في الشق الإنساني، يؤكد نشطاء إيرانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن حجم العنف اللفظي الذي تلقته كودايي، سبب لها ألماً نفسياً عميقاً، خصوصاً أنه أخذ منحى تهكمياً، ونقلوا عنها أنها سوف تقاضي “الاتحاد الأردني لكرة القدم”، لأن الشكوى التي تقدم بها، للاتحاد الآسيوي، للتحقق من جنسها، كانت السبب المباشر لما حدث.

تاريخ الاتحاد الايراني

تستند الشكوى الأردنية بشأن الهوية الجندرية للاعبة كودايي إلى سجل إيراني ملتبس بهذا الشأن، وبرغم عدم الإشارة إلى كودايي بنفسها، فقد ورد في السطر الأخير منها، ما معناه أن المنتخب الإيراني لكرة القدم للسيدات، له تاريخ من السلوكيات المشكوك بها، كالاستعانة بلاعبين ذكور، في مباريات دولية.

علماً أنه ليست هذه المرة الأولى، التي يخسر فيها المنتخب الأردني للسيدات أمام نظيره الإيراني، وليست المرة الأولى أيضاً، التي يشكك فيها الاتحاد الأردني بوجود “رجال” في المنتخب الإيراني للسيدات، ففي بطولة غرب آسيا التي أقيمت عام 2011، فازت سيدات المنتخب الإيراني على سيدات المنتخب الأردني، بمهارة المهاجمة مريم رحيمي، التي قدمت في المباراة أفضل عروضها على الإطلاق، ونالت لقب أفضل لاعبة في البطولة. كانت نجمة المباراة بلا منازع، إذ سجلت ثلاثية رائعة “هاتريك”، وكتبت الصحف الأردنية يومها، “أفضل لاعبة في آسيا رجل” الأمر الذي وصفه الاتحاد الإيراني لكرة القدم بالاتهام المهين.

المفاجأة التي حصلت بعد سنوات، أن مريم رحيمي، التي كانت تعاني من اضطراب الهوية الجنسية، تحولت إلى رجل، بعد إجراء عملية تغيير جنس، وهي الآن نيما رحيمي.

والمفاجأة الأشد وقعاً، أن مريم التي صارت نيما، ظلت بعد إجرائها عملية التحول، تلعب في الدوري الإيراني للسيدات، ضمن ناديها بعقد مالي ممتاز، وصارت هويتها الجنسية الواضحة، مثار جدل في الصحافة والإعلام ولدى الرأي العام، لكن ذلك لم يدفع الاتحاد الإيراني لكرة القدم، إلى إخراجها من كرة القدم النسائية، واستمرت في اللعب خلافاً للقانون، بينما استمر الاتحاد بالتلاعب على القانون، لمدة سنتين من تاريخ تحولها إلى رجل. 

وبعيداً من الحساسيات التي أثارتها، الشكوى الأردنية، فقد سبق أن أوقف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ثلاث لاعبات إيرانيات عن اللعب، في تصفيات كأس آسيا للعام 2009، لكونهن عابرات جنسياً، كما أن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، طلب عام 2016، إجراء سلسلة من الفحوص الطبية لأربع لاعبات إيرانيات، بعد شكوك دارت حول جنسهن.

المفاجأة الأشد وقعاً، أن مريم التي صارت نيما، ظلت بعد إجرائها عملية التحول، تلعب في الدوري الإيراني للسيدات، ضمن ناديها بعقد مالي ممتاز.

 من المستحسن لحل هذا اللغز، الرجوع إلى عام 2009، حين ارتفعت أصوات تتحدث عن وجود عابري جنس في كرة القدم النسائية، في هذه الأثناء، كشف المدير التنفيذي لنادي “شن ساي – ساوه” محمد مرتضوي نجاد، أسماء 8 لاعبات عابرات جنسياً في أندية كرة القدم النسائية، من بينهن: بيان محمودي، مريم رحيمي، زمرد سليماني، زهرة زماني، هاجر شاه ملك بور وزُهرة كودايي، حارسة المرمى إياها، ورفع مذكرة بأسمائهن إلى الاتحاد، أشار فيها إلى أنه من السهل تمييز هؤلاء اللاعبات عن زميلاتهن، لما يتمتعن به من قدرات جسدية عالية، ومهارات رياضية تفتقر إليها النساء، ويمكن أيضا تمييزهن خارج الملعب، من خلال أصواتهن وحركة أجسادهن وحجم أطرافهن. ودعا الاتحاد إلى النظر بجدية في هذه المسألة ومناقشتها بتروٍ، وأيدته في ذلك مدربتان في الدوري الممتاز لكرة القدم، للمطالبة باستبعاد هؤلاء اللاعبات من كرة القدم النسائية، لكن الاتحاد لم يتجاوب مع هذا الطرح، ونفى الادعاء بشدة، معتبراً أنه أتى على خلفية خصومة ومنافسة بين الفرق الرياضية، ومرت الأيام، وظل الاتحاد متستراً على هذه القضية.

7 من اللاعبات الـ8، أجرين عمليات تثبيت جنس، أي تم تحويلهن إلى نساء بتدخل طبي وبحقن هرموني.

مسؤولو الاتحاد يتجنبون الحديث عن تلك الفترة الزمنية، وإذا ما حشروا بسؤال، يصرون على نفي الشائعات وتكذيبها، على رغم أن القضية أخلاقية بالدرجة الأولى، تتعلق بالطرفين، بعابري الجنس وبالإناث، فالطرف الأول حُرم من إشهار هويته الجنسية لعقود، من أجل تحقيق الانتصارات، وحين افتضح أمره سمحوا للطب بالتدخل، أما الطرف الآخر، فقد بذل قصارى جهده لتحقيق النجاح، ولكنه خسر في منافسة غير عادلة.

توضح الشكوى (القديمة) التي قدمها مرتضوي نجاد، أن كودايي عابرة جنسياً،  ونجاد كان أكد مراراً أن اللاعبات الثماني، اللواتي سماهن، ومن بينهن كودايي، هن “لسن نساء” ولا يحق لهن اللعب في منتديات السيدات، لأن ذلك حرام شرعاً.

وفي هذا الخصوص، كتب أحد مدربي منتخب السيدات أن هؤلاء اللاعبات، استطعن بسبب الفساد الإداري في الاتحاد الرياضي تصدر المساحة الخاصة باللاعبات، وخطفن فرصهن في أن يكن بطلات بلادهن، ورأى أنه حتى في الرياضة المرأة الإيرانية، لها نصف حصة.  

الضجة التي أثارتها قضية زهرة كودايي توضح كم تدفع اللاعبات الإيرانيات ثمن عقود من التمييز الثقافي والجندري تجاه الخيارات الفردية وتجاه علاقة الأشخاص بهويتهم الجنسية ومحاولة مصادرة تلك الهوية بسبب ذرائع دينية أو بسبب مصالح سياسية وفساد مزمن.

إقرأوا أيضاً:

يمنى فواز- صحافية لبنانية | 18.01.2025

ماكرون يحاول تعويض خساراته الفرنسية في شوارع بيروت !

يسير إيمانويل ماكرون في شوارع بيروت يتلفت يميناً ويساراً، يأمل أن تلتقط الكاميرات مجدداً امرأة تهرع إليه كمنقذ وكأنه رئيس لبنان، أو طفل فرح يركض إليه من أي اتجاه، لكنه وجد نفسه محاطاً بجمع من الصحافيين، ومتفرجين من المارّة، في الشارع ذاته الذي استقبله بحفاوة وكأنه رئيس البلاد في 6 آب 2020.
22.11.2021
زمن القراءة: 4 minutes

الضجة التي أثارتها قضية زهرة كودايي توضح كم تدفع اللاعبات الإيرانيات ثمن عقود من التمييز الثقافي والجندري تجاه الخيارات الفردية وتجاه علاقة الأشخاص بهويتهم الجنسية ومحاولة مصادرة تلك الهوية بسبب ذرائع دينية.

تستحق حارسة مرمى منتخب السيدات الإيرانيات لكرة القدم، زهرة كودايي، كل ما حظيت به من تضامن ودعم وتعاطف، بعد الضجة التي أثيرت حول هويتها الجنسية، والتي أخذت أحياناً، طابع التحريض على الكراهية، باعتبارها هدفاً سياسياً، وما تبعها من حملة تنمر جنسي، استخدمت فيها كل أشكال الإهانات اللفظية والتلميحات الذكورية، في وصف شكل جسدها وملامح وجهها وحجم كفيها وقدميها.

في الشق الإنساني، يؤكد نشطاء إيرانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن حجم العنف اللفظي الذي تلقته كودايي، سبب لها ألماً نفسياً عميقاً، خصوصاً أنه أخذ منحى تهكمياً، ونقلوا عنها أنها سوف تقاضي “الاتحاد الأردني لكرة القدم”، لأن الشكوى التي تقدم بها، للاتحاد الآسيوي، للتحقق من جنسها، كانت السبب المباشر لما حدث.

تاريخ الاتحاد الايراني

تستند الشكوى الأردنية بشأن الهوية الجندرية للاعبة كودايي إلى سجل إيراني ملتبس بهذا الشأن، وبرغم عدم الإشارة إلى كودايي بنفسها، فقد ورد في السطر الأخير منها، ما معناه أن المنتخب الإيراني لكرة القدم للسيدات، له تاريخ من السلوكيات المشكوك بها، كالاستعانة بلاعبين ذكور، في مباريات دولية.

علماً أنه ليست هذه المرة الأولى، التي يخسر فيها المنتخب الأردني للسيدات أمام نظيره الإيراني، وليست المرة الأولى أيضاً، التي يشكك فيها الاتحاد الأردني بوجود “رجال” في المنتخب الإيراني للسيدات، ففي بطولة غرب آسيا التي أقيمت عام 2011، فازت سيدات المنتخب الإيراني على سيدات المنتخب الأردني، بمهارة المهاجمة مريم رحيمي، التي قدمت في المباراة أفضل عروضها على الإطلاق، ونالت لقب أفضل لاعبة في البطولة. كانت نجمة المباراة بلا منازع، إذ سجلت ثلاثية رائعة “هاتريك”، وكتبت الصحف الأردنية يومها، “أفضل لاعبة في آسيا رجل” الأمر الذي وصفه الاتحاد الإيراني لكرة القدم بالاتهام المهين.

المفاجأة التي حصلت بعد سنوات، أن مريم رحيمي، التي كانت تعاني من اضطراب الهوية الجنسية، تحولت إلى رجل، بعد إجراء عملية تغيير جنس، وهي الآن نيما رحيمي.

والمفاجأة الأشد وقعاً، أن مريم التي صارت نيما، ظلت بعد إجرائها عملية التحول، تلعب في الدوري الإيراني للسيدات، ضمن ناديها بعقد مالي ممتاز، وصارت هويتها الجنسية الواضحة، مثار جدل في الصحافة والإعلام ولدى الرأي العام، لكن ذلك لم يدفع الاتحاد الإيراني لكرة القدم، إلى إخراجها من كرة القدم النسائية، واستمرت في اللعب خلافاً للقانون، بينما استمر الاتحاد بالتلاعب على القانون، لمدة سنتين من تاريخ تحولها إلى رجل. 

وبعيداً من الحساسيات التي أثارتها، الشكوى الأردنية، فقد سبق أن أوقف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ثلاث لاعبات إيرانيات عن اللعب، في تصفيات كأس آسيا للعام 2009، لكونهن عابرات جنسياً، كما أن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، طلب عام 2016، إجراء سلسلة من الفحوص الطبية لأربع لاعبات إيرانيات، بعد شكوك دارت حول جنسهن.

المفاجأة الأشد وقعاً، أن مريم التي صارت نيما، ظلت بعد إجرائها عملية التحول، تلعب في الدوري الإيراني للسيدات، ضمن ناديها بعقد مالي ممتاز.

 من المستحسن لحل هذا اللغز، الرجوع إلى عام 2009، حين ارتفعت أصوات تتحدث عن وجود عابري جنس في كرة القدم النسائية، في هذه الأثناء، كشف المدير التنفيذي لنادي “شن ساي – ساوه” محمد مرتضوي نجاد، أسماء 8 لاعبات عابرات جنسياً في أندية كرة القدم النسائية، من بينهن: بيان محمودي، مريم رحيمي، زمرد سليماني، زهرة زماني، هاجر شاه ملك بور وزُهرة كودايي، حارسة المرمى إياها، ورفع مذكرة بأسمائهن إلى الاتحاد، أشار فيها إلى أنه من السهل تمييز هؤلاء اللاعبات عن زميلاتهن، لما يتمتعن به من قدرات جسدية عالية، ومهارات رياضية تفتقر إليها النساء، ويمكن أيضا تمييزهن خارج الملعب، من خلال أصواتهن وحركة أجسادهن وحجم أطرافهن. ودعا الاتحاد إلى النظر بجدية في هذه المسألة ومناقشتها بتروٍ، وأيدته في ذلك مدربتان في الدوري الممتاز لكرة القدم، للمطالبة باستبعاد هؤلاء اللاعبات من كرة القدم النسائية، لكن الاتحاد لم يتجاوب مع هذا الطرح، ونفى الادعاء بشدة، معتبراً أنه أتى على خلفية خصومة ومنافسة بين الفرق الرياضية، ومرت الأيام، وظل الاتحاد متستراً على هذه القضية.

7 من اللاعبات الـ8، أجرين عمليات تثبيت جنس، أي تم تحويلهن إلى نساء بتدخل طبي وبحقن هرموني.

مسؤولو الاتحاد يتجنبون الحديث عن تلك الفترة الزمنية، وإذا ما حشروا بسؤال، يصرون على نفي الشائعات وتكذيبها، على رغم أن القضية أخلاقية بالدرجة الأولى، تتعلق بالطرفين، بعابري الجنس وبالإناث، فالطرف الأول حُرم من إشهار هويته الجنسية لعقود، من أجل تحقيق الانتصارات، وحين افتضح أمره سمحوا للطب بالتدخل، أما الطرف الآخر، فقد بذل قصارى جهده لتحقيق النجاح، ولكنه خسر في منافسة غير عادلة.

توضح الشكوى (القديمة) التي قدمها مرتضوي نجاد، أن كودايي عابرة جنسياً،  ونجاد كان أكد مراراً أن اللاعبات الثماني، اللواتي سماهن، ومن بينهن كودايي، هن “لسن نساء” ولا يحق لهن اللعب في منتديات السيدات، لأن ذلك حرام شرعاً.

وفي هذا الخصوص، كتب أحد مدربي منتخب السيدات أن هؤلاء اللاعبات، استطعن بسبب الفساد الإداري في الاتحاد الرياضي تصدر المساحة الخاصة باللاعبات، وخطفن فرصهن في أن يكن بطلات بلادهن، ورأى أنه حتى في الرياضة المرأة الإيرانية، لها نصف حصة.  

الضجة التي أثارتها قضية زهرة كودايي توضح كم تدفع اللاعبات الإيرانيات ثمن عقود من التمييز الثقافي والجندري تجاه الخيارات الفردية وتجاه علاقة الأشخاص بهويتهم الجنسية ومحاولة مصادرة تلك الهوية بسبب ذرائع دينية أو بسبب مصالح سياسية وفساد مزمن.

إقرأوا أيضاً:

22.11.2021
زمن القراءة: 4 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية