fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

زيارة إلى معبد لالش الإيزيدي:
العيش على حافة التكفير والسبي والتعريب

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ساهمت الأنظمة الحاكمة في العراق على طول سنين حكمها بشيطنة الديانة الإيزيدية في أوساط العراقيين من الديانات الأخرى، من أبناء الوسط والجنوب والشمال من الديانات الأخرى لأسباب كثيرة و غايات “سوداء”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يحرص الايزيديون على السير حفاة في الوادي الذي يحتضن “معبد لالش” المقر الروحي للطائفة التي تضرب جذورها عميقاً في شمال العراق منذ أكثر من 5000 سنة. 

عصابات داعش الإرهابية قامت بتفجير أكثر من 68 مزاراً ومعبداً إيزيدياً في أقضية سنجار وسهل نينوى خلال سيطرتها بعد عام 2014 حتى هزيمتها، لكنها لم تستطع الوصول إلى قضاء شيخان بسبب بعد المسافة وفق الناشط الإيزيدي ساهر ميرزا.

ويضيف ميرزا خلال حديثه مع “درج” أن “معبد لالش” لم يخل من رجال الدين ولا من الـ”خلمتكار”(خدم المعبد)، الأشخاص الذين يعملون داخل المعبد خلال فترة وجود داعش الإرهابية”، مشيرًا إلى أن “المعبد كان آمناً في تلك الفترة”.

فيما يكشف الباحث الإيزيدي ميسر الأداني عن تأثير العصابات الإرهابية على المواطن الإيزيدي بشكل سلبي خلال فترة الاجتياح، “منذ سنوات لم تجر مراسم دينية في معبد لالش أو أي معبد إيزيدي آخر بسبب هدم المزارات ونزوح الكثير من الإيزديين من مناطقهم وبقاء قسم كبير منهم في المخيمات بالإضافة إلى وجود العديد من المختطفين والمختطفات عند عصابات داعش الإرهابية حيث توقفت الأعياد والطقوس الدينية التي كانت تمارس سابقًا بشكل طبيعي وخصوصًا في عيدهم السنوي الجماعي الذي يصادف في تشرين أول/ اكتوبر من كل عام”.

المعبد الرئيسي

يعتبر معبد لالش مقراً مقدساً ورئيسياً للديانة الإيزيدية ويقع في وادي لالش الذي يبعد نحو 9 كيلو مترات عن قضاء شيخان المتنازع عليه بين الحكومة العراقية و حكومة إقليم كردستان في شمالي البلاد (لاحتواء باطنه على الغاز الطبيعي).

تحيط بمعبد لالش ثلاثة جبال وهي (عرفات-حزرت-مشت) ذات أشجار كثيفة تتخللها عيون الماء الجبلية، إذ يحرص الإيزيديون على المشي حفاة الأقدام في هذا المعبد تعظيمًا لقدسية المكان ويوجد فيه عدد من مراقد رجال الدين الإيزيديين بالإضافة إلى العديد من مراقد الأولياء وتظهر القباب المخروطية البيضاء شاخصة حيث ترجع بعض المصادر تأريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد.

يعتبر معبد لالش بحسب الميثولوجيا الإيزيدية “خميرة الأرض” و يحج إليه الإيزيديون من العالم أجمع، فيما يحرص الإيزيديون المحليون القاطنون على مقربة من المعبد، على زيارته يومياً. 

يتحدث ميسر الأداني لـ”درج” عن نزوح 36 ألف إيزيدي من كل المناطق الايزيدية “سنجار – بعشيقة – بحزاني – بابيرا” ولم يبق في تلك المناطق ألا عددٌ قليل من العوائل المسلمة لا يتجاوز عددها أصابع اليدين، إلى جانب بقاء 3 مسيحيين يعانون من أمراض، أحدهم اعتقله داعش الإرهابي و الآخرين ماتا جوعا.

ويكمل الأداني سرد ذكريات تلك الأيام السوداء: “في ليلة 6 أغسطس/ آب 2014 هاجر سكان تلك المناطق نحو قرى و قصبات إقليم كردستان وهاجمت عصابات داعش في اليوم التالي جميع مناطق سهل نينوى واحتلتها”.

إقرأوا أيضاً:

التجربة التطوعية الفريدة

قام الازيديون بإعادة ترميم المزارات والأضرحة والمقامات الدينية الخاصة بهم في مناطق بعيشة و بحزاني بعد تحريرها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 من التنظيم الإرهابي.

جرى تدمير جميع القباب الخاصة بالمكون الإيزيدي ومراقد دينية الأخرى بالإضافة إلى هدم القبور وفق الإعلامي مهند السنجاري.

ويكشف السنجاري أن العمل لإعادة الإعمار كان تطوعياً لتنظيف المدن من مخلفات الحرب الداعشية.

“الديانة الشيطانية”

ساهمت الأنظمة الحاكمة في العراق على طول سنين حكمها بشيطنة الديانة الإيزيدية في أوساط العراقيين من الديانات الأخرى، من أبناء الوسط والجنوب والشمال من الديانات الأخرى لأسباب كثيرة و غايات “سوداء”.

تعرضت الديانة الإيزيدية إلى سيل من فتاوى التكفير و الخروج عن الدين و الملة بدءً من أيام مير جعفر الداسني الذي توفي في العام 841 ميلادية مرورًا بحملات القتل العثمانية، وانتهاءً بحملات الابادة التي ارتكبها تنظيم “داعش”.

معظم هذه الحملات كانت تهدف إلى إبادة الإيزيدية وجوديًا وفرض سياسيات التعريب والتتريك والتفريس على الهوية الازيدية، لمحاولة محوها بشكل تام من المجتمعات التي تعيش فيها، ودفن ديانة تمتد جذورها إلى 5000 عاماً في التاريخ.

ويرجع أصل التسمية الإيزيدية إلى كلمة (ئيزي) التي تعني “الله” حسب القصائد الدينية المقدسة لديهم و (ئه ز) يعني الخالق باللغة الكردية، و الإيزيدي يعني عبد الخالق ويعتقد الإزيديون بأن الخير والشر بيد الله فقط، وانه خلق سبع ملائكة من نوره وأنّ “طاووس ملك” هو رئيس الملائكة، بحسب الميثولوجيا الإيزيدية، وهو اسم من أسماء الله ومسؤول عن تدبير أمور الكون ورمز للخير والمحبة حيث يؤمن الإيزيديون به أشد الأيمان و يقدسونه لدرجة كبيرة.

وقد أطلقت الشائعات قبل عام 2003 وترسخت في أذهان كثير من العراقيين الجنوبيين تحديدًا، تقول إن الإيزيدي يمتلك “ذيلاً” في جسمه، مما ولّد خوفًا لدى بعض العراقيين الذين انطلت عليهم هذه السرديات، بالإضافة إلى تسويق اجهزة استخبارات ومؤسسات دينية ترتبط بالأنظمة، لتحذيرات للعراقيين ان لا يشتروا بضائع الإزيديين وان لا يأكلوا في بيوتهم ومطاعمهم لأنهم “كفار”. 

إقرأوا أيضاً:

06.09.2021
زمن القراءة: 4 minutes

ساهمت الأنظمة الحاكمة في العراق على طول سنين حكمها بشيطنة الديانة الإيزيدية في أوساط العراقيين من الديانات الأخرى، من أبناء الوسط والجنوب والشمال من الديانات الأخرى لأسباب كثيرة و غايات “سوداء”.

يحرص الايزيديون على السير حفاة في الوادي الذي يحتضن “معبد لالش” المقر الروحي للطائفة التي تضرب جذورها عميقاً في شمال العراق منذ أكثر من 5000 سنة. 

عصابات داعش الإرهابية قامت بتفجير أكثر من 68 مزاراً ومعبداً إيزيدياً في أقضية سنجار وسهل نينوى خلال سيطرتها بعد عام 2014 حتى هزيمتها، لكنها لم تستطع الوصول إلى قضاء شيخان بسبب بعد المسافة وفق الناشط الإيزيدي ساهر ميرزا.

ويضيف ميرزا خلال حديثه مع “درج” أن “معبد لالش” لم يخل من رجال الدين ولا من الـ”خلمتكار”(خدم المعبد)، الأشخاص الذين يعملون داخل المعبد خلال فترة وجود داعش الإرهابية”، مشيرًا إلى أن “المعبد كان آمناً في تلك الفترة”.

فيما يكشف الباحث الإيزيدي ميسر الأداني عن تأثير العصابات الإرهابية على المواطن الإيزيدي بشكل سلبي خلال فترة الاجتياح، “منذ سنوات لم تجر مراسم دينية في معبد لالش أو أي معبد إيزيدي آخر بسبب هدم المزارات ونزوح الكثير من الإيزديين من مناطقهم وبقاء قسم كبير منهم في المخيمات بالإضافة إلى وجود العديد من المختطفين والمختطفات عند عصابات داعش الإرهابية حيث توقفت الأعياد والطقوس الدينية التي كانت تمارس سابقًا بشكل طبيعي وخصوصًا في عيدهم السنوي الجماعي الذي يصادف في تشرين أول/ اكتوبر من كل عام”.

المعبد الرئيسي

يعتبر معبد لالش مقراً مقدساً ورئيسياً للديانة الإيزيدية ويقع في وادي لالش الذي يبعد نحو 9 كيلو مترات عن قضاء شيخان المتنازع عليه بين الحكومة العراقية و حكومة إقليم كردستان في شمالي البلاد (لاحتواء باطنه على الغاز الطبيعي).

تحيط بمعبد لالش ثلاثة جبال وهي (عرفات-حزرت-مشت) ذات أشجار كثيفة تتخللها عيون الماء الجبلية، إذ يحرص الإيزيديون على المشي حفاة الأقدام في هذا المعبد تعظيمًا لقدسية المكان ويوجد فيه عدد من مراقد رجال الدين الإيزيديين بالإضافة إلى العديد من مراقد الأولياء وتظهر القباب المخروطية البيضاء شاخصة حيث ترجع بعض المصادر تأريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد.

يعتبر معبد لالش بحسب الميثولوجيا الإيزيدية “خميرة الأرض” و يحج إليه الإيزيديون من العالم أجمع، فيما يحرص الإيزيديون المحليون القاطنون على مقربة من المعبد، على زيارته يومياً. 

يتحدث ميسر الأداني لـ”درج” عن نزوح 36 ألف إيزيدي من كل المناطق الايزيدية “سنجار – بعشيقة – بحزاني – بابيرا” ولم يبق في تلك المناطق ألا عددٌ قليل من العوائل المسلمة لا يتجاوز عددها أصابع اليدين، إلى جانب بقاء 3 مسيحيين يعانون من أمراض، أحدهم اعتقله داعش الإرهابي و الآخرين ماتا جوعا.

ويكمل الأداني سرد ذكريات تلك الأيام السوداء: “في ليلة 6 أغسطس/ آب 2014 هاجر سكان تلك المناطق نحو قرى و قصبات إقليم كردستان وهاجمت عصابات داعش في اليوم التالي جميع مناطق سهل نينوى واحتلتها”.

إقرأوا أيضاً:

التجربة التطوعية الفريدة

قام الازيديون بإعادة ترميم المزارات والأضرحة والمقامات الدينية الخاصة بهم في مناطق بعيشة و بحزاني بعد تحريرها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 من التنظيم الإرهابي.

جرى تدمير جميع القباب الخاصة بالمكون الإيزيدي ومراقد دينية الأخرى بالإضافة إلى هدم القبور وفق الإعلامي مهند السنجاري.

ويكشف السنجاري أن العمل لإعادة الإعمار كان تطوعياً لتنظيف المدن من مخلفات الحرب الداعشية.

“الديانة الشيطانية”

ساهمت الأنظمة الحاكمة في العراق على طول سنين حكمها بشيطنة الديانة الإيزيدية في أوساط العراقيين من الديانات الأخرى، من أبناء الوسط والجنوب والشمال من الديانات الأخرى لأسباب كثيرة و غايات “سوداء”.

تعرضت الديانة الإيزيدية إلى سيل من فتاوى التكفير و الخروج عن الدين و الملة بدءً من أيام مير جعفر الداسني الذي توفي في العام 841 ميلادية مرورًا بحملات القتل العثمانية، وانتهاءً بحملات الابادة التي ارتكبها تنظيم “داعش”.

معظم هذه الحملات كانت تهدف إلى إبادة الإيزيدية وجوديًا وفرض سياسيات التعريب والتتريك والتفريس على الهوية الازيدية، لمحاولة محوها بشكل تام من المجتمعات التي تعيش فيها، ودفن ديانة تمتد جذورها إلى 5000 عاماً في التاريخ.

ويرجع أصل التسمية الإيزيدية إلى كلمة (ئيزي) التي تعني “الله” حسب القصائد الدينية المقدسة لديهم و (ئه ز) يعني الخالق باللغة الكردية، و الإيزيدي يعني عبد الخالق ويعتقد الإزيديون بأن الخير والشر بيد الله فقط، وانه خلق سبع ملائكة من نوره وأنّ “طاووس ملك” هو رئيس الملائكة، بحسب الميثولوجيا الإيزيدية، وهو اسم من أسماء الله ومسؤول عن تدبير أمور الكون ورمز للخير والمحبة حيث يؤمن الإيزيديون به أشد الأيمان و يقدسونه لدرجة كبيرة.

وقد أطلقت الشائعات قبل عام 2003 وترسخت في أذهان كثير من العراقيين الجنوبيين تحديدًا، تقول إن الإيزيدي يمتلك “ذيلاً” في جسمه، مما ولّد خوفًا لدى بعض العراقيين الذين انطلت عليهم هذه السرديات، بالإضافة إلى تسويق اجهزة استخبارات ومؤسسات دينية ترتبط بالأنظمة، لتحذيرات للعراقيين ان لا يشتروا بضائع الإزيديين وان لا يأكلوا في بيوتهم ومطاعمهم لأنهم “كفار”. 

إقرأوا أيضاً: