fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

سفيان كوارع: حلواني غزّة الذي التهمت جسده شظايا القصف الإسرائيليّ

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“سفيان قتل كضحية هذه الحرب المستمرة، التي لا يوجد أي أفق لإنهائها، أو إمكانية للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، وتوقف القتل المستمر، ونزيف الدماء الذي يستهدف المدنيين بالدرجة الأولى، وعودة النازحين إلى حياتهم الطبيعية وما تبقى من منازلهم”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

صباح يوم السبت 13 يوليو/ تموز الجاري، استيقظ الشاب العشريني سفيان كوارع من نومه، وبدأ بتجهيز نفسه للذهاب إلى عمله في صناعة الحلويات، في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، المكتظة بمئات الآلاف من النازحين.

توجه سفيان إلى عمله من منطقة سكنه شرق خان يونس، بعد تناوله وجبة الإفطار مع زوجته بيسان، التي ارتبط بها قبل 5 سنوات، ولم يرزقا بأطفال لأسباب صحية.

وعند الساعة السابعة صباحاً وصل سفيان إلى مكان عمله، وهو عبارة عن بسطة يصنع فيها حلوى “الكلاج” و”البسبوسة” و”النمورة”، ويبيعها للنازحين في منطقة المواصي، كما اعتاد منذ نزوح مئات الآلاف من رفح في مايو/ أيار الماضي إلى خان يونس، بسبب تنفيذ الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً هناك.

تقع منطقة المواصي على الشريط الساحلي الفلسطيني للبحر الأبيض المتوسط، جنوب غربي قطاع غزة، من دير البلح شمالاً، مروراً بمحافظة خان يونس، حتى محافظة رفح جنوباً، وتبعد عن مدينة غزة نحو 28 كيلومتراً، وتمتد بطول 12 كيلومتراً وعرض نحو كيلومتر واحد.

واشتهرت المواصي بأراضيها الزراعية ومياهها الجوفية العذبة، وقد تحولت من جراء سياسات الاحتلال الإسرائيلي من “سلّة غذاء قطاع غزة” إلى أراض قاحلة، وبؤرة لتجمع النازحين في القطاع.

وتقدر مساحتها الإجمالية بنحو 12 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) وتمثل نحو 3% من مساحة قطاع غزة، وتتكون من كثبان رملية، يطلق عليها محلياً “السوافي”، وهي عبارة عن رمال صحراوية بيضاء، تتخللها منخفضات زراعية خصبة غنية بالمياه الجوفية.

“ماهراً في صنع الحلويات، ومعروفاً بين أهل خان يونس قبل الحرب، وخلالها بين النازحين، بأنه يتقن مهنته جيداً، ويصنع حلوى لذيذة، بخاصة النمورة والبسبوسة”.

“الانفجار الكبير”

بعد وصول سفيان إلى مكان عمله بأربع ساعات، أسقطت طائرات أف 35 الأميركية الصنع، حمم صواريخها على المنطقة التي يعمل فيها سفيان والمكتظة بالنازحين، ليسود الصمت لدقائق ثم يعلو الصراخ والبكاء، ويهرب الآلاف من خيامهم.

أصيب سفيان بعدد كبير من الشظايا في كل أنحاء جسده، ودمرت الغارات بسطة بيع الحلويات، وقتل 4 من زملائه على الأسفلت أمام عينيه.

نُقل سفيان مع مئات المصابين إلى مجمع ناصر الطبي، ولكن بعد ساعة من وصوله، أُعلن مقتله بسبب الجروح البالغة والمتعددة التي أصيب بها.

إلى جانب سفيان، وصلت حصيلة مجزرة المواصي إلى 90 قتيلاً و300 جريح، نصفهم من الأطفال والنساء، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

وفي شرق خان يونس، كانت بيسان زوجة سفيان قد تلقت خبراً عن حدوث مجزرة في مواصي خان يونس، وهنا بدأ التوتر يسيطر عليها، فذهبت إلى بيت والدتها وطلبت من شقيقها فرج الاتصال بسفيان، ولكنه لم يرد على هاتفه.

عندها، سارع فرج في الذهاب إلى منطقة المواصي لمعرفة مصير زوج شقيقته، وحين وصل إلى منطقة عمله وجد آثار الدماء والدمار فيه، فتوقع أن سفيان ليس بخير.

توجه فرج إلى مجمع ناصر الطبي الذي يبعد عن المواصي 2 كيلو متر، ودخل إلى قسم الاستقبال والطوارئ، فوجد جثة زوج شقيقته على الأرض، بسبب عدم وجود سرير فارغ.

لم يعرف فرج ما هي الطريقة الأقل وطأة على بيسان ليخبرها بمقتل زوجها، بخاصة أنه لم تمر شهور على وفاة والدهما، وهو ما يزيد حالة الصدمة التي لا تزال تعيشها شقيقته المكلومة.

قرر فرج الخروج من مستشفى ناصر، وعودة أدراجه إلى منزله، ليخبر شقيقته وجهاً لوجه، وليس عبر الاتصال بالهاتف، مدركاً هول الصدمة التي تنتظرها، وهو ما حدث فعلاً، حين أخبرها بمقتل زوجها بالغارة التي استهدفت مواصي خان يونس.

كانت ردة الفعل الأولى لبيسان، قولها إنها علمت بمقتل زوجها في هذه الغارة، منذ وصول الخبر الأول عن وقوع المجزرة، بسبب شعور داخلي لديها كان يقول لها إن زوجها قتل في الغارة، كما روى شقيقها عن انفعالاتها الأولى بعد تلقيها خبر مقتله.

خسرت بيسان حلمها في هذه الغارة، فقد كانت تدخر مع زوجها بعض المال من أجرة عمله في الحلويات، من أجل دفعه بدل عملية زراعة طفل أنابيب، بعد أن فقدا الأمل في الإنجاب، لمرور 6 سنوات على زواجهما من دون أن يتمكنا من ذلك.

يقول فرج عن زوج شقيقته: “سفيان شاب مكافح، وكان كل همه تحصيل مبلغ معين من المال، من أجل إجراء عملية زراعة طفل، وقتله هو ظلم كبير كونه لم يكن يشكل أي خطر على أحد، أو يؤذي أحداً أصلاً”.

ويوضح أن “سفيان قتل كضحية هذه الحرب المستمرة، التي لا يوجد أي أفق لإنهائها، أو إمكانية للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، وتوقف القتل المستمر، ونزيف الدماء الذي يستهدف المدنيين بالدرجة الأولى، وعودة النازحين إلى حياتهم الطبيعية وما تبقى من منازلهم”.

كان سفيان حسب شقيق زوجته “ماهراً في صنع الحلويات، ومعروفاً بين أهل خان يونس قبل الحرب، وخلالها بين النازحين، بأنه يتقن مهنته جيداً، ويصنع حلوى لذيذة، بخاصة النمورة والبسبوسة”.

عمل سفيان منذ صغره في صناعة الحلويات، لذلك أتقن مهنته جيداً، حتى خلال الحرب لم يتركها، ونقلها معه حيثما نزح، عمل بصناعتها في رفح، ثم انتقل بها إلى خان يونس، بعد الهجوم على رفح.

سيفتقد الكثير من سكان خان يونس، كما يقول، فرج، صانع الحلوى الماهر سفيان، سيفتقده الأطفال بالأخص، فقد اعتادوا على كرمه وعلى جودة ما كان يصنعه ويبيعه من حلويات لذيذة.

“سفيان قتل كضحية هذه الحرب المستمرة، التي لا يوجد أي أفق لإنهائها، أو إمكانية للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، وتوقف القتل المستمر، ونزيف الدماء الذي يستهدف المدنيين بالدرجة الأولى، وعودة النازحين إلى حياتهم الطبيعية وما تبقى من منازلهم”.

صباح يوم السبت 13 يوليو/ تموز الجاري، استيقظ الشاب العشريني سفيان كوارع من نومه، وبدأ بتجهيز نفسه للذهاب إلى عمله في صناعة الحلويات، في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، المكتظة بمئات الآلاف من النازحين.

توجه سفيان إلى عمله من منطقة سكنه شرق خان يونس، بعد تناوله وجبة الإفطار مع زوجته بيسان، التي ارتبط بها قبل 5 سنوات، ولم يرزقا بأطفال لأسباب صحية.

وعند الساعة السابعة صباحاً وصل سفيان إلى مكان عمله، وهو عبارة عن بسطة يصنع فيها حلوى “الكلاج” و”البسبوسة” و”النمورة”، ويبيعها للنازحين في منطقة المواصي، كما اعتاد منذ نزوح مئات الآلاف من رفح في مايو/ أيار الماضي إلى خان يونس، بسبب تنفيذ الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً هناك.

تقع منطقة المواصي على الشريط الساحلي الفلسطيني للبحر الأبيض المتوسط، جنوب غربي قطاع غزة، من دير البلح شمالاً، مروراً بمحافظة خان يونس، حتى محافظة رفح جنوباً، وتبعد عن مدينة غزة نحو 28 كيلومتراً، وتمتد بطول 12 كيلومتراً وعرض نحو كيلومتر واحد.

واشتهرت المواصي بأراضيها الزراعية ومياهها الجوفية العذبة، وقد تحولت من جراء سياسات الاحتلال الإسرائيلي من “سلّة غذاء قطاع غزة” إلى أراض قاحلة، وبؤرة لتجمع النازحين في القطاع.

وتقدر مساحتها الإجمالية بنحو 12 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) وتمثل نحو 3% من مساحة قطاع غزة، وتتكون من كثبان رملية، يطلق عليها محلياً “السوافي”، وهي عبارة عن رمال صحراوية بيضاء، تتخللها منخفضات زراعية خصبة غنية بالمياه الجوفية.

“ماهراً في صنع الحلويات، ومعروفاً بين أهل خان يونس قبل الحرب، وخلالها بين النازحين، بأنه يتقن مهنته جيداً، ويصنع حلوى لذيذة، بخاصة النمورة والبسبوسة”.

“الانفجار الكبير”

بعد وصول سفيان إلى مكان عمله بأربع ساعات، أسقطت طائرات أف 35 الأميركية الصنع، حمم صواريخها على المنطقة التي يعمل فيها سفيان والمكتظة بالنازحين، ليسود الصمت لدقائق ثم يعلو الصراخ والبكاء، ويهرب الآلاف من خيامهم.

أصيب سفيان بعدد كبير من الشظايا في كل أنحاء جسده، ودمرت الغارات بسطة بيع الحلويات، وقتل 4 من زملائه على الأسفلت أمام عينيه.

نُقل سفيان مع مئات المصابين إلى مجمع ناصر الطبي، ولكن بعد ساعة من وصوله، أُعلن مقتله بسبب الجروح البالغة والمتعددة التي أصيب بها.

إلى جانب سفيان، وصلت حصيلة مجزرة المواصي إلى 90 قتيلاً و300 جريح، نصفهم من الأطفال والنساء، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

وفي شرق خان يونس، كانت بيسان زوجة سفيان قد تلقت خبراً عن حدوث مجزرة في مواصي خان يونس، وهنا بدأ التوتر يسيطر عليها، فذهبت إلى بيت والدتها وطلبت من شقيقها فرج الاتصال بسفيان، ولكنه لم يرد على هاتفه.

عندها، سارع فرج في الذهاب إلى منطقة المواصي لمعرفة مصير زوج شقيقته، وحين وصل إلى منطقة عمله وجد آثار الدماء والدمار فيه، فتوقع أن سفيان ليس بخير.

توجه فرج إلى مجمع ناصر الطبي الذي يبعد عن المواصي 2 كيلو متر، ودخل إلى قسم الاستقبال والطوارئ، فوجد جثة زوج شقيقته على الأرض، بسبب عدم وجود سرير فارغ.

لم يعرف فرج ما هي الطريقة الأقل وطأة على بيسان ليخبرها بمقتل زوجها، بخاصة أنه لم تمر شهور على وفاة والدهما، وهو ما يزيد حالة الصدمة التي لا تزال تعيشها شقيقته المكلومة.

قرر فرج الخروج من مستشفى ناصر، وعودة أدراجه إلى منزله، ليخبر شقيقته وجهاً لوجه، وليس عبر الاتصال بالهاتف، مدركاً هول الصدمة التي تنتظرها، وهو ما حدث فعلاً، حين أخبرها بمقتل زوجها بالغارة التي استهدفت مواصي خان يونس.

كانت ردة الفعل الأولى لبيسان، قولها إنها علمت بمقتل زوجها في هذه الغارة، منذ وصول الخبر الأول عن وقوع المجزرة، بسبب شعور داخلي لديها كان يقول لها إن زوجها قتل في الغارة، كما روى شقيقها عن انفعالاتها الأولى بعد تلقيها خبر مقتله.

خسرت بيسان حلمها في هذه الغارة، فقد كانت تدخر مع زوجها بعض المال من أجرة عمله في الحلويات، من أجل دفعه بدل عملية زراعة طفل أنابيب، بعد أن فقدا الأمل في الإنجاب، لمرور 6 سنوات على زواجهما من دون أن يتمكنا من ذلك.

يقول فرج عن زوج شقيقته: “سفيان شاب مكافح، وكان كل همه تحصيل مبلغ معين من المال، من أجل إجراء عملية زراعة طفل، وقتله هو ظلم كبير كونه لم يكن يشكل أي خطر على أحد، أو يؤذي أحداً أصلاً”.

ويوضح أن “سفيان قتل كضحية هذه الحرب المستمرة، التي لا يوجد أي أفق لإنهائها، أو إمكانية للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، وتوقف القتل المستمر، ونزيف الدماء الذي يستهدف المدنيين بالدرجة الأولى، وعودة النازحين إلى حياتهم الطبيعية وما تبقى من منازلهم”.

كان سفيان حسب شقيق زوجته “ماهراً في صنع الحلويات، ومعروفاً بين أهل خان يونس قبل الحرب، وخلالها بين النازحين، بأنه يتقن مهنته جيداً، ويصنع حلوى لذيذة، بخاصة النمورة والبسبوسة”.

عمل سفيان منذ صغره في صناعة الحلويات، لذلك أتقن مهنته جيداً، حتى خلال الحرب لم يتركها، ونقلها معه حيثما نزح، عمل بصناعتها في رفح، ثم انتقل بها إلى خان يونس، بعد الهجوم على رفح.

سيفتقد الكثير من سكان خان يونس، كما يقول، فرج، صانع الحلوى الماهر سفيان، سيفتقده الأطفال بالأخص، فقد اعتادوا على كرمه وعلى جودة ما كان يصنعه ويبيعه من حلويات لذيذة.