fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

“سكاي نيوز” تتسبّب بتوتّر سعودي – إماراتي: مستقبل بن سلمان مهدّد بالتطبيع مع إسرائيل 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الخروج من تحت وصاية الإمارات، التي لعبتها بذكاء خلال السنوات الماضية، ليس بالأمر السهل على السعودية في الوقت الحالي. فمرحلة ولاية محمد بن سلمان قد لا يختلف اثنان على ارتباطها الوثيق بالإمارات، وتحديداً بحاكمها محمد بن زايد.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

من يراقب الواقع السعودي، بسياساته الإقليمية وتغيّراته المحلية منذ العهد الجديد، ليس فقط مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، بل أيضاً مع ابنه محمد الذي بلغ ولاية العهد خلال فترة وجيزة وتغنّت به وسائل الإعلام العالمية وبالتغييرات الاجتماعية التي قام بها، والتي يُقال إنها قفزت بالمواطنين السعوديين قفزات ضخمة، يلاحظ كيف انتقلت السعودية من محور إقليمي ثقيل إلى محور هشّ لا يحرك شيئاً في المنطقة. كما يلاحظ كيف أن التغييرات الداخلية التي استهدفت ملف الفساد والسيطرة الدينية فشلت بشكل كبير.

إقليمياً، بدأت حقبة محمد بن سلمان بتنفيذ أوامر محمد بن زايد في الإمارات لصد التمدد القطري والسيطرة الإقليمية المنافسة، بخاصة من خلال تلك الأزمة الإعلامية المفتعلة التي أدت إلى حصار وفرقة خليجية نادرة. 

وعلى رغم أن السعودية، خلال العقود الماضية، كانت مرتبطة بملفات دولية متعلّقة بالإرهاب، إلا أن أهميتها ودورها العربي والإسلامي كانا يشكلان مظلة كبرى تغطي على الدورين القطري والإماراتي. ولكن مع رغبة بن سلمان العارمة في الوصول إلى كرسي الحكم، عاش تحت مظلة الإمارات لسنوات عدة، حيث أدى دوراً في تنفيذ ما يمليه عليه بن زايد. 

وأخيراً، بدأ التوتر في هذه العلاقة يظهر الى العلن من خلال تبادل الاتهامات التي تقودها حسابات وهمية أو أسماء غير معروفة في موقع “إكس”. يُذكر أن السعودية تتبنى الرد من خلال هذه الحسابات المجهولة، بينما تتصدّر الحسابات الإماراتية المعروفة المشهد بصوت جريء، ما يعكس قوة كل طرف في هذه المعركة الباردة. تضاف إلى ذلك، أخبار تخرج الى العلن من حين الى آخر عن تباين المواقف بين البلدين في ملفات اقتصادية وجغرافية وغيرها.

وحديثاً، بثّ حساب قناة “سكاي نيوز” الإماراتية على “إكس”، فيديو فيه تحليل لما ذكرته صحيفة “بوليتكو” عن مخاوف ولي العهد من أن يلقى مصير الرئيس المصري السابق أنور السادات نفسه بعد التطبيع مع إسرائيل، فشكّل الحدث الأبرز لنقل هذه الفرقة الى مستوى آخر.

وقد تحدّث في الفيديو السعودي عبدالعزيز الخميس، محرر الشؤون الخليجية في القناة، والذي اختصر كلامه بتأكيده أن السياسي مستهدف. لكن ما لبثت القناة أن حذفت الفيديو من دون تقديم اعتذار أو بيان يوضح سبب النشر أو الحذف.

الخروج من تحت وصاية الإمارات، التي لعبتها بذكاء خلال السنوات الماضية، ليس بالأمر السهل على السعودية في الوقت الحالي. فمرحلة ولاية محمد بن سلمان قد لا يختلف اثنان على ارتباطها الوثيق بالإمارات، وتحديداً بحاكمها محمد بن زايد.

إعلامياً، احتضنت الإمارات وسائل الإعلام السعودية على أراضيها لعقود، ما يجعلها تملك ولاءات كبيرة من هؤلاء العاملين. وقد يلعب انتقال هذه المحطات إلى الرياض دوراً كبيراً في ظل هذه المعركة الإعلامية. 

بالإضافة إلى ذلك، لا يزال الوجود السعودي في الإمارات كبيراً، ولم يصدر حتى الآن أي إعلان مشابه لذلك الذي حصل أثناء الأزمة الخليجية القطرية، والذي فرض استعادة المواطنين السعوديين.

تصريح ولي العهد بشأن مخاوفه من الاغتيال بعد صفقة التطبيع وربطه بمصير السادات، يفتح باب التكهنات حول مخاوفه الحقيقية من عداءات أخرى في ظل سياساته التي لم تترك له حليفاً وفياً، بخاصة مع أقرب المقربين إليه، محمد بن زايد. فربما يخشى نهاية تشبه ليس فقط السادات، بل حتى عمّه الملك فيصل.

محلياً، ووسط التغييرات الاجتماعية الظاهرة التي شهدتها السعودية، لفت محمد بن سلمان الأنظار إلى مكافحته الفساد، بدءاً بإقالة الوزير خالد العرج مروراً بأحداث الريتز التي استهدفت أسماء كبرى على مستوى البلاد، واستمراراً بأخبار إلقاء القبض على موظفين ارتبطت قضاياهم باختلاسات ورشاوى بمبالغ هائلة.

 لكن بعض المعارضين في الخارج يزعمون أن ملف الفساد يُستخدم كغطاء لأمور أخرى، وأنه على رغم الاعتقالات المتعددة، يبدو أن هذا الملف لم يطرأ عليه تغييرٌ يُذكر في المملكة.

قبل عقدين أو أكثر، كان السعوديون يعبرون عن غضبهم من خلال وسائل الإعلام التقليدية عند حدوث إخفاقات نتيجة الفساد أو غيره. فعلى سبيل المثال، عند غرق المدن الكبرى كجدة والرياض في الماضي، كانت تتعالى أصوات مطالبة بمحاسبة المسؤولين ومعاقبتهم. أما في الوقت الحالي، فإن السعوديين يتابعون مشاهد غرق المدن ووفاة المواطنين وفقدان الممتلكات بصمت، فلا يمكن محاسبة أفكار ولي العهد عن الاستمطار وتشجير البلد الصحراوي. 

وعلى غرار ذلك، يمكن فهم الصمت المحلّي عن إخفاقات إدارة الحج خلال عهده. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت تكلفة الحياة بشكل ملحوظ، في مقابل خلق طبقة ثرية جديدة بعد السيطرة على أموال أثرياء السعودية السابقين، بخاصة من خلال أزمة الريتز. هذا كله يؤكد أن الفساد لا يزال قائماً، بينما خسر السعوديون قدرتهم على التعبير بحرية.

ستكمل السعودية قريباً عقداً تحت حكم الملك سلمان وابنه ولي العهد، وقد فقدت كثيراً من قيمتها وثقلها الإقليمي، وهذا ظهر جلياً خلال الأزمات والتطورات الأخيرة، وبخاصة منذ اندلاع الحرب في غزة. وبينما تحاول السعودية إرضاء العالم بصور مبهرجة وسط احتقان داخلي، أعاد الأميركيون فتح ملف أحداث أيلول/ سبتمبر وربطها بالسعودية. فهل كانت سياسات محمد بن سلمان وقراراته محسوبة فعلاً؟

سمر فيصل - صحافية سعودية
المملكة العربية السعودية
16.08.2024
زمن القراءة: 4 minutes

الخروج من تحت وصاية الإمارات، التي لعبتها بذكاء خلال السنوات الماضية، ليس بالأمر السهل على السعودية في الوقت الحالي. فمرحلة ولاية محمد بن سلمان قد لا يختلف اثنان على ارتباطها الوثيق بالإمارات، وتحديداً بحاكمها محمد بن زايد.

من يراقب الواقع السعودي، بسياساته الإقليمية وتغيّراته المحلية منذ العهد الجديد، ليس فقط مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، بل أيضاً مع ابنه محمد الذي بلغ ولاية العهد خلال فترة وجيزة وتغنّت به وسائل الإعلام العالمية وبالتغييرات الاجتماعية التي قام بها، والتي يُقال إنها قفزت بالمواطنين السعوديين قفزات ضخمة، يلاحظ كيف انتقلت السعودية من محور إقليمي ثقيل إلى محور هشّ لا يحرك شيئاً في المنطقة. كما يلاحظ كيف أن التغييرات الداخلية التي استهدفت ملف الفساد والسيطرة الدينية فشلت بشكل كبير.

إقليمياً، بدأت حقبة محمد بن سلمان بتنفيذ أوامر محمد بن زايد في الإمارات لصد التمدد القطري والسيطرة الإقليمية المنافسة، بخاصة من خلال تلك الأزمة الإعلامية المفتعلة التي أدت إلى حصار وفرقة خليجية نادرة. 

وعلى رغم أن السعودية، خلال العقود الماضية، كانت مرتبطة بملفات دولية متعلّقة بالإرهاب، إلا أن أهميتها ودورها العربي والإسلامي كانا يشكلان مظلة كبرى تغطي على الدورين القطري والإماراتي. ولكن مع رغبة بن سلمان العارمة في الوصول إلى كرسي الحكم، عاش تحت مظلة الإمارات لسنوات عدة، حيث أدى دوراً في تنفيذ ما يمليه عليه بن زايد. 

وأخيراً، بدأ التوتر في هذه العلاقة يظهر الى العلن من خلال تبادل الاتهامات التي تقودها حسابات وهمية أو أسماء غير معروفة في موقع “إكس”. يُذكر أن السعودية تتبنى الرد من خلال هذه الحسابات المجهولة، بينما تتصدّر الحسابات الإماراتية المعروفة المشهد بصوت جريء، ما يعكس قوة كل طرف في هذه المعركة الباردة. تضاف إلى ذلك، أخبار تخرج الى العلن من حين الى آخر عن تباين المواقف بين البلدين في ملفات اقتصادية وجغرافية وغيرها.

وحديثاً، بثّ حساب قناة “سكاي نيوز” الإماراتية على “إكس”، فيديو فيه تحليل لما ذكرته صحيفة “بوليتكو” عن مخاوف ولي العهد من أن يلقى مصير الرئيس المصري السابق أنور السادات نفسه بعد التطبيع مع إسرائيل، فشكّل الحدث الأبرز لنقل هذه الفرقة الى مستوى آخر.

وقد تحدّث في الفيديو السعودي عبدالعزيز الخميس، محرر الشؤون الخليجية في القناة، والذي اختصر كلامه بتأكيده أن السياسي مستهدف. لكن ما لبثت القناة أن حذفت الفيديو من دون تقديم اعتذار أو بيان يوضح سبب النشر أو الحذف.

الخروج من تحت وصاية الإمارات، التي لعبتها بذكاء خلال السنوات الماضية، ليس بالأمر السهل على السعودية في الوقت الحالي. فمرحلة ولاية محمد بن سلمان قد لا يختلف اثنان على ارتباطها الوثيق بالإمارات، وتحديداً بحاكمها محمد بن زايد.

إعلامياً، احتضنت الإمارات وسائل الإعلام السعودية على أراضيها لعقود، ما يجعلها تملك ولاءات كبيرة من هؤلاء العاملين. وقد يلعب انتقال هذه المحطات إلى الرياض دوراً كبيراً في ظل هذه المعركة الإعلامية. 

بالإضافة إلى ذلك، لا يزال الوجود السعودي في الإمارات كبيراً، ولم يصدر حتى الآن أي إعلان مشابه لذلك الذي حصل أثناء الأزمة الخليجية القطرية، والذي فرض استعادة المواطنين السعوديين.

تصريح ولي العهد بشأن مخاوفه من الاغتيال بعد صفقة التطبيع وربطه بمصير السادات، يفتح باب التكهنات حول مخاوفه الحقيقية من عداءات أخرى في ظل سياساته التي لم تترك له حليفاً وفياً، بخاصة مع أقرب المقربين إليه، محمد بن زايد. فربما يخشى نهاية تشبه ليس فقط السادات، بل حتى عمّه الملك فيصل.

محلياً، ووسط التغييرات الاجتماعية الظاهرة التي شهدتها السعودية، لفت محمد بن سلمان الأنظار إلى مكافحته الفساد، بدءاً بإقالة الوزير خالد العرج مروراً بأحداث الريتز التي استهدفت أسماء كبرى على مستوى البلاد، واستمراراً بأخبار إلقاء القبض على موظفين ارتبطت قضاياهم باختلاسات ورشاوى بمبالغ هائلة.

 لكن بعض المعارضين في الخارج يزعمون أن ملف الفساد يُستخدم كغطاء لأمور أخرى، وأنه على رغم الاعتقالات المتعددة، يبدو أن هذا الملف لم يطرأ عليه تغييرٌ يُذكر في المملكة.

قبل عقدين أو أكثر، كان السعوديون يعبرون عن غضبهم من خلال وسائل الإعلام التقليدية عند حدوث إخفاقات نتيجة الفساد أو غيره. فعلى سبيل المثال، عند غرق المدن الكبرى كجدة والرياض في الماضي، كانت تتعالى أصوات مطالبة بمحاسبة المسؤولين ومعاقبتهم. أما في الوقت الحالي، فإن السعوديين يتابعون مشاهد غرق المدن ووفاة المواطنين وفقدان الممتلكات بصمت، فلا يمكن محاسبة أفكار ولي العهد عن الاستمطار وتشجير البلد الصحراوي. 

وعلى غرار ذلك، يمكن فهم الصمت المحلّي عن إخفاقات إدارة الحج خلال عهده. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت تكلفة الحياة بشكل ملحوظ، في مقابل خلق طبقة ثرية جديدة بعد السيطرة على أموال أثرياء السعودية السابقين، بخاصة من خلال أزمة الريتز. هذا كله يؤكد أن الفساد لا يزال قائماً، بينما خسر السعوديون قدرتهم على التعبير بحرية.

ستكمل السعودية قريباً عقداً تحت حكم الملك سلمان وابنه ولي العهد، وقد فقدت كثيراً من قيمتها وثقلها الإقليمي، وهذا ظهر جلياً خلال الأزمات والتطورات الأخيرة، وبخاصة منذ اندلاع الحرب في غزة. وبينما تحاول السعودية إرضاء العالم بصور مبهرجة وسط احتقان داخلي، أعاد الأميركيون فتح ملف أحداث أيلول/ سبتمبر وربطها بالسعودية. فهل كانت سياسات محمد بن سلمان وقراراته محسوبة فعلاً؟

سمر فيصل - صحافية سعودية
المملكة العربية السعودية
16.08.2024
زمن القراءة: 4 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية