fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

سليماني يلوّح بيده من البوكمال إلى وزراء الخارجية العرب

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ماذا أرادت إيران أن تقول من وراء الفيديو الذي ظهر للجنرال قاسم سليماني معلناً فيه النصر في مدينة البوكمال السورية؟؟ فاللحظة السياسية لا تحتمل أن يكون هذا الحدث جرى من تلقائه، أو أنه حدث لأن البوكمال سقطت بيد الجماعات التي يقودها سليماني. ثمة رسالة في هذه اللحظة التي تبدو فيها المنطقة على شفير مواجهة كبرى. الأميركيون يستعدون لإجراءات للحدّ من النفوذ الإيراني،

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ماذا أرادت إيران أن تقول من وراء الفيديو الذي ظهر للجنرال قاسم سليماني معلناً فيه النصر في مدينة البوكمال السورية؟؟
فاللحظة السياسية لا تحتمل أن يكون هذا الحدث جرى من تلقائه، أو أنه حدث لأن البوكمال سقطت بيد الجماعات التي يقودها سليماني. ثمة رسالة في هذه اللحظة التي تبدو فيها المنطقة على شفير مواجهة كبرى. الأميركيون يستعدون لإجراءات للحدّ من النفوذ الإيراني، تتفاوت بين عقوبات على لبنان واحتمالات دفع الاسرائيليين نحو مغامرة لم يتحدد مسرحها بعد. والبيان الصادر عن وزارء الخارجية العرب الذي يحمّل طهران مسؤولية اهتزاز الاستقرار في المنطقة كلّها لا يمكن استبعاده أيضاً عن مضمون الرسالة الإيرانية.
استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مع ما تعنيه من إعلان سعودي عن اعتبار لبنان (دولة حزب الله) يخاطبها أيضاً فيديو سليماني في البوكمال.
الرجل ظهر في صور سابقة في العراق وفي سوريا لكن الفيديو الأخير في البوكمال هو إعلان إيراني عن الاستعداد للمواجهة وعن رسم خطوطها وفقاً للنفوذ الميداني الذي شرعت طهران في بنائه منذ أكثر من ستّ سنوات..
البوكمال هي عقدة هذا النفوذ، ذاك أن المدينة الحدودية يرمز وجود سليماني فيها إلى بعدي النفوذ الإيراني في كل من العراق وسوريا.
قائد فيلق القدس قال بالأمس ها أنا ذا، خلفي العراق وأمامي سوريا وبينهما لبنان درّة تاج النفوذ الإيراني.
المشهد مثّل انتقالاً في المواجهة من مستواها الضمني إلى مستواها المعلن والمكشوف. إنها أوراق إيران التي حان الوقت لإشهارها في وجه بيان وزراء الخارجية العرب. اللغة الفارسية التي استقبل فيها المقاتلون في البوكمال قائد فيلقهم قالت أيضاً أن إيران هنا ليس عبر أذرعها اللبنانية والعراقية فحسب، إنما عبر عناصر إيرانية من قوات فيلق القدس.
مرحلة مختلفة افتتحها سليماني بالأمس في البوكمال، وهو على ما يبدو يحثّ الخطى لدفع الحكومات الحليفة إلى التخفف من شعورها بالحاجة إلى تورية النفوذ الإيراني المباشر. فهو وصل إلى البوكمال إما من العراق أو من سوريا، وعلى طرفي المدينة سلطتان من المفترض أن يشكل وجوده على أرضهما قائداً ومنتصراً انتهاكاً لسيادتها. إيران تجاوزت هذا المعطى في علاقتها مع الحكومات الحليفة. قالت لهذه الحكومات في العراق وسوريا ولبنان، لا وقت لهذه الحسابات والأمر لنا، وليس من داعٍ لإخفاء الوجوه في الرمال.
إيران غيّرت في معادلات العلاقات الأهلية ونقلت التوترات إلى مستويات غير مسبوقة، ونجحت في ذلك ولم تجد من يقف في وجهها. الطريق اليوم مفتوحة أمامها من حدودها مع العراق في بعقوبة مروراً بحدود العراق مع سوريا في البوكمال ووصولاً إلى حدود سوريا مع لبنان في القصير وحمص.
لا كتل سكانية سنية في وجهها. من شعرت أنه من الممكن أن يعوق تقدمها أرسلته إلى مخيمات اللاجئين بعد أن دمّرت المدن.
جرى ذلك بسلاسة ورشاقة وفي ظلّ الحرب على داعش، وساعدها عليه تحالف دوليٌ تقوده الولايات المتحدة الأميركية، ومباركة عربية وخليجية للنصر العراقي على داعش.
فجأة استيقظ العرب وأصدروا بيانهم بالأمس. أيقظهم صاروخ إيراني أطلقه الحوثيون على الرياض. وكانت طهران قد قطعت أشواطاً في مدّ مشروعها على طول الدول الثلاث أي لبنان وسوريا والعراق. هذا ما أراده قاسم سليماني من خلال إعلانه النصر في البوكمال، أي أن يقول أن لا ذراع ميدانية لبيان وزراء الخارجية العرب، وأن جهد السنوات الستّ لا يمكن استيعاب تبعاته ببيان.
ثمّ أن إيران لم تضع وقتاً في الاستثمار في التناقضات العربية التي أتتها على شكل هدايا متلاحقة، وفي تحويل حرب الأمزجة في الخليج إلى مناسبة جديدة لاستمالة قطر، وهاهي حماس تعود إليها محمّلة بخيبات العلاقة مع الموقع الرسمي العربي ومسعود البارزاني رفع الرايات البيض وهو في طريقه إلى طهران، وكان سبقه إليها من سنوات ميشال عون من لبنان.
وهذه أوراقٌ لن توفرها طهران في سياق المواجهة المقبلة.
لكن اللافت في الأيام الأخيرة في سوريا هو حرص الإيرانيين على القول بأن الميدان لهم لوحدهم. لا اكتراث لموقع النظام في سوريا، فهو أهين أكثر من مرة في العراضات المذهبية الإيرانية في شوارع دمشق وبالأمس في اقتصار النصر في البوكمال على سليماني وعلى هتافات باللغة الفارسية.
ويبدو أن هذا سيكون مؤشراً على أن طهران تنوي نقل المواجهة من خوضها عبر أدواتها المحلية إلى تولي قيادتها بشكلٍ مباشرٍ ومعلن.
لبنان بدوره سيختبر النوايا الإيرانية في الأيام القليلة القادمة، فنوع الاستجابة أو عدمها لشروط الحريري للعودة عن استقالته ستكون مؤشراً، لكن ظهور سليماني بالأمس هو علامةٌ على أن الوجهة الإيرانية هي رفع سقف المواجهة مع ما يعني ذلك من أن وقت استخدام الاستثمار قد حان، وأن على الرئيس اللبناني ميشال عون أن لا يكون شديد الحساسية من زيارة محتملة لسليماني الى بيروت يعلن منها انضمام بيروت رسمياً الى هلال النفوذ الإيراني. علماً أن علي أكبر ولايتي زار العاصمة اللبنانية قبل استقالة الحريري وتولى نفس هذه المهمة. لكن الوضوح قد يقتضي زيارة لسليماني بثياب الميدان..
[video_player link=””][/video_player]

20.11.2017
زمن القراءة: 4 minutes

ماذا أرادت إيران أن تقول من وراء الفيديو الذي ظهر للجنرال قاسم سليماني معلناً فيه النصر في مدينة البوكمال السورية؟؟ فاللحظة السياسية لا تحتمل أن يكون هذا الحدث جرى من تلقائه، أو أنه حدث لأن البوكمال سقطت بيد الجماعات التي يقودها سليماني. ثمة رسالة في هذه اللحظة التي تبدو فيها المنطقة على شفير مواجهة كبرى. الأميركيون يستعدون لإجراءات للحدّ من النفوذ الإيراني،

ماذا أرادت إيران أن تقول من وراء الفيديو الذي ظهر للجنرال قاسم سليماني معلناً فيه النصر في مدينة البوكمال السورية؟؟
فاللحظة السياسية لا تحتمل أن يكون هذا الحدث جرى من تلقائه، أو أنه حدث لأن البوكمال سقطت بيد الجماعات التي يقودها سليماني. ثمة رسالة في هذه اللحظة التي تبدو فيها المنطقة على شفير مواجهة كبرى. الأميركيون يستعدون لإجراءات للحدّ من النفوذ الإيراني، تتفاوت بين عقوبات على لبنان واحتمالات دفع الاسرائيليين نحو مغامرة لم يتحدد مسرحها بعد. والبيان الصادر عن وزارء الخارجية العرب الذي يحمّل طهران مسؤولية اهتزاز الاستقرار في المنطقة كلّها لا يمكن استبعاده أيضاً عن مضمون الرسالة الإيرانية.
استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مع ما تعنيه من إعلان سعودي عن اعتبار لبنان (دولة حزب الله) يخاطبها أيضاً فيديو سليماني في البوكمال.
الرجل ظهر في صور سابقة في العراق وفي سوريا لكن الفيديو الأخير في البوكمال هو إعلان إيراني عن الاستعداد للمواجهة وعن رسم خطوطها وفقاً للنفوذ الميداني الذي شرعت طهران في بنائه منذ أكثر من ستّ سنوات..
البوكمال هي عقدة هذا النفوذ، ذاك أن المدينة الحدودية يرمز وجود سليماني فيها إلى بعدي النفوذ الإيراني في كل من العراق وسوريا.
قائد فيلق القدس قال بالأمس ها أنا ذا، خلفي العراق وأمامي سوريا وبينهما لبنان درّة تاج النفوذ الإيراني.
المشهد مثّل انتقالاً في المواجهة من مستواها الضمني إلى مستواها المعلن والمكشوف. إنها أوراق إيران التي حان الوقت لإشهارها في وجه بيان وزراء الخارجية العرب. اللغة الفارسية التي استقبل فيها المقاتلون في البوكمال قائد فيلقهم قالت أيضاً أن إيران هنا ليس عبر أذرعها اللبنانية والعراقية فحسب، إنما عبر عناصر إيرانية من قوات فيلق القدس.
مرحلة مختلفة افتتحها سليماني بالأمس في البوكمال، وهو على ما يبدو يحثّ الخطى لدفع الحكومات الحليفة إلى التخفف من شعورها بالحاجة إلى تورية النفوذ الإيراني المباشر. فهو وصل إلى البوكمال إما من العراق أو من سوريا، وعلى طرفي المدينة سلطتان من المفترض أن يشكل وجوده على أرضهما قائداً ومنتصراً انتهاكاً لسيادتها. إيران تجاوزت هذا المعطى في علاقتها مع الحكومات الحليفة. قالت لهذه الحكومات في العراق وسوريا ولبنان، لا وقت لهذه الحسابات والأمر لنا، وليس من داعٍ لإخفاء الوجوه في الرمال.
إيران غيّرت في معادلات العلاقات الأهلية ونقلت التوترات إلى مستويات غير مسبوقة، ونجحت في ذلك ولم تجد من يقف في وجهها. الطريق اليوم مفتوحة أمامها من حدودها مع العراق في بعقوبة مروراً بحدود العراق مع سوريا في البوكمال ووصولاً إلى حدود سوريا مع لبنان في القصير وحمص.
لا كتل سكانية سنية في وجهها. من شعرت أنه من الممكن أن يعوق تقدمها أرسلته إلى مخيمات اللاجئين بعد أن دمّرت المدن.
جرى ذلك بسلاسة ورشاقة وفي ظلّ الحرب على داعش، وساعدها عليه تحالف دوليٌ تقوده الولايات المتحدة الأميركية، ومباركة عربية وخليجية للنصر العراقي على داعش.
فجأة استيقظ العرب وأصدروا بيانهم بالأمس. أيقظهم صاروخ إيراني أطلقه الحوثيون على الرياض. وكانت طهران قد قطعت أشواطاً في مدّ مشروعها على طول الدول الثلاث أي لبنان وسوريا والعراق. هذا ما أراده قاسم سليماني من خلال إعلانه النصر في البوكمال، أي أن يقول أن لا ذراع ميدانية لبيان وزراء الخارجية العرب، وأن جهد السنوات الستّ لا يمكن استيعاب تبعاته ببيان.
ثمّ أن إيران لم تضع وقتاً في الاستثمار في التناقضات العربية التي أتتها على شكل هدايا متلاحقة، وفي تحويل حرب الأمزجة في الخليج إلى مناسبة جديدة لاستمالة قطر، وهاهي حماس تعود إليها محمّلة بخيبات العلاقة مع الموقع الرسمي العربي ومسعود البارزاني رفع الرايات البيض وهو في طريقه إلى طهران، وكان سبقه إليها من سنوات ميشال عون من لبنان.
وهذه أوراقٌ لن توفرها طهران في سياق المواجهة المقبلة.
لكن اللافت في الأيام الأخيرة في سوريا هو حرص الإيرانيين على القول بأن الميدان لهم لوحدهم. لا اكتراث لموقع النظام في سوريا، فهو أهين أكثر من مرة في العراضات المذهبية الإيرانية في شوارع دمشق وبالأمس في اقتصار النصر في البوكمال على سليماني وعلى هتافات باللغة الفارسية.
ويبدو أن هذا سيكون مؤشراً على أن طهران تنوي نقل المواجهة من خوضها عبر أدواتها المحلية إلى تولي قيادتها بشكلٍ مباشرٍ ومعلن.
لبنان بدوره سيختبر النوايا الإيرانية في الأيام القليلة القادمة، فنوع الاستجابة أو عدمها لشروط الحريري للعودة عن استقالته ستكون مؤشراً، لكن ظهور سليماني بالأمس هو علامةٌ على أن الوجهة الإيرانية هي رفع سقف المواجهة مع ما يعني ذلك من أن وقت استخدام الاستثمار قد حان، وأن على الرئيس اللبناني ميشال عون أن لا يكون شديد الحساسية من زيارة محتملة لسليماني الى بيروت يعلن منها انضمام بيروت رسمياً الى هلال النفوذ الإيراني. علماً أن علي أكبر ولايتي زار العاصمة اللبنانية قبل استقالة الحريري وتولى نفس هذه المهمة. لكن الوضوح قد يقتضي زيارة لسليماني بثياب الميدان..
[video_player link=””][/video_player]