على غرار معظم الحوادث التي تهزّ العالم، يثير انتشار فايروس “كورونا”، الذي أودى بحياة عشرات آلاف الأشخاص في العالم، موجة من الأخبار المغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم… هنا بعض الأخبار المضلّلة التي تحقّق فريق تقصّي صحة الأخبار في وكالة “فرانس برس” منها، مُبيناً خطأها أو عدم دقّتها.
صاروخ يضرب مرفأ بيروت قبل الانفجار؟
انتشر على تطبيق “واتساب” وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصوّر يدّعي ناشروه أنه يُظهر صاروخاً يسقط على مرفأ بيروت قبل لحظة الانفجار الهائل الذي وقع الثلاثاء وأسفر عن عشرات القتلى وآلاف الجرحى ودمار هائل في معظم أحياء العاصمة. لكن هذا الخبر غير صحيح والمقطع متلاعب به بحيث أضيف إليه صاروخ، في ما يتوافق مع شائعات لا أصل لها من الصحّة عن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي مسؤولية بلاده عن الانفجار.
لكن الصاروخ الذي يظهر ويختفي بلمح البصر مركّب على الفيديو الأصلي.
فسرعان ما تعرّف صحافيو مكتب وكالة “فرانس برس” في بيروت على هذا الفيديو الذي غزا صفحات مواقع التواصل في لبنان بعد ساعات من الانفجار، لكن الفيديو الذي شاهدوه بالأساس بعد قليل على الانفجار يخلو من أي صاروخ.
نتانياهو لم يُشر إلى موقع مرفأ بيروت على الخريطة عام 2018!
في ظلّ الشائعات التي تغزو مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية عن مسؤولية إسرائيل عن الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت وأسفر عن عشرات القتلى وآلاف الجرحى ودمار هائل في العاصمة اللبنانية، تداولت صفحات وحسابات على موقعي “فايسبوك” و”تويتر” صورة قيل إنها تُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في الأمم المتّحدة عام 2018 وهو يحمل خريطة تشير إلى موقع مرفأ بيروت.
لكن الموقع الظاهر في الخريطة هو حيّ مجاور لمطار بيروت الذي يبعد عن المرفأ نحو عشرة كيلومترات، ولا علاقة له بمرفأ بيروت الواقع على المدخل الشماليّ للعاصمة.
هذه الحفرة تعود لانفجارٍ في الصين وليست لانفجار مرفأ بيروت!
غداة الانفجار الهائل الذي وقع الثلاثاء في مرفأ بيروت، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لحفرة ضخمة على أنّها لمكان الانفجار. لكنّ الصورة في الحقيقة تعود لانفجار وقع في الصين عام 2015.
حظيت الصورة بمئات المشاركات على مواقع “فيسبوك” و”تويتر” و”انستغرام“، وجاء في تعليقات أخرى مرافقة لها “إعلام الاحتلال (إسرائيل) ينشر صورة جوية لمكان الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، أمس”.
والحقيقة أن هذه الصورة لا علاقة لها بانفجار مرفأ بيروت، بل هي ملتقطة قبل خمس سنوات في الصين.
هآرتس لم تنشر خبراً عن استهداف إسرائيل مرفأ بيروت!
تداولت مواقع إخبارية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً منسوباً لصحيفة هآرتس يقول إن الانفجار الهائل في مرفأ بيروت كان بسبب هجوم نفّذه الطيران الإسرائيلي. لكن هذا الخبر غير صحيح والصحيفة العبريّة لم تنشر شيئاً من هذا القبيل.
إلا أن هذا الخبر غير موجود في صحيفة هآرتس، بحسب صحافيي مكتب وكالة “فرانس برس” في القدس.
إضافة إلى ذلك، نفى رئيس تحرير هآرتس للوكالة أن تكون الصحيفة نشرت “أي خبر عن تورّط إسرائيل في الانفجار، أو عن أن الانفجار وقع في مخزن تابع لحزب الله”.
هل أضيئت أهرامات مصر بألوان علم لبنان تضامناً بعد انفجار مرفأ بيروت؟
بعد ساعات على الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت، تناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً عن إضاءة الأهرامات في مصر بألوان العلم اللبناني، لكن هذا الخبر غير صحيح.
فمصر، وإن كانت سلطاتها أعربت عن بالغ أسفها إزاء حجم الدمار الذي سبّبه الانفجار وضجّت صفحات مواقع التواصل فيها بحملات التضامن مع اللبنانيين، إلا أن خبر إضاءة الأهرامات بألوان علم لبنان غير صحيح.
وقال مصدر في وزارة الآثار المصرية في اتصال مع مكتب وكالة “فرانس برس” في القاهرة “لا صحّة لهذا الخبر”.
أما الصور المتداولة على مواقع التواصل فهي إما متلاعب بها، أو قديمة مثل هذه الصورة التي وزّعتها وكالة “فرانس برس” في العام 2015 تضامناً مع ضحايا سقطوا بتفجيرات في بيروت آنذاك تبنّاها تنظيم الدولة الإسلامية، وقد أعيد استخدامها أو استخدام صور مشابهة لها في الساعات الماضية على أنها حديثة.
هذه الصورة من عمل فنّي ولا تظهر اثنين من ضحايا مرفأ بيروت!
تناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنها تظهر اثنين من ضحايا هذا الانفجار، لكنّ الادعاء خطأ والصورة من عمل فنّي لمصمّم أميركي نُشر قبل أكثر من أسبوعين.
يظهر في الصورة شاب وشابة ممدّدان أرضاً ويمسك الواحد منهما يد الآخر وتغمرهما الدماء وسط دمارٍ هائل. وقد جاء في النصّ المرافق لها “صورة أمس من لبنان”.
وبعد التفتيش عنها عبر محركات البحث على الإنترنت تبيّن أنها منشورة على حساب “إنستغرام” لمصوّر ومصمّم أميركي يدعى كالوب كاستيلون في 13 تموز/يوليو الماضي أي قبل أكثر من أسبوعين على انفجار بيروت.
يُنشر هذا التقرير بالتعاون مع فريق تقصّي الأخبار في وكالة “فرانس برس”، وللاطلاع على التقرير كاملاً زوروا الموقع هنا.