fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

صفقة القرن: لم يعد أمام الفلسطيني سوى المواجهة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

جاءت ردود فعل الفلسطينيين الرسمية والشعبية غاضبة، مع شعور بالعجز واليأس من انقسامهم وفرقتهم، ومن الموقف العربي المنقسم والخانع والمتواطئ.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

الاتصال الذي أجراه رئيس المكتب السياسي لـ”حركة حماس”، إسماعيل هنية، مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عشية الإعلان عن صفقة القرن، مثل سابقة أكد الطرفان خلالها التنسيق لمواجهة صفقة القرن، التي مرت مؤشراتها من أمام الفلسطينيين والعرب، وتراكمت خطوات تنفيذها منذ عام 2017، بنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس والاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على المدينة المقدسة وقضية اللاجئين وتجفيف تمويل “أونروا” والموقف من المستوطنات وشرعيتها.

خلال السنوات الثلاث الماضية تشكل إجماع فلسطيني على رفض الصفقة، وأعلن الفلسطينيون موقفهم الرافض لها من الباب إلى المحراب، بحسب قول عباس، وتوجيه الاتهام للإدراة الأميركية بأنها لم تعد وسيطاً للتسوية وأنها متماهية مع إسرائيل، وتمت بفعل ذلك مقاطعة ورشة المنامة الاقتصادية.

ذهب الفلسطينيون للقول إن صفقة القرن ماتت، ويبدو أنهم أقنعوا أنفسهم بأنها مناورة من ترامب. وذهب بعض من القيادة الفلسطينية إلى التقليل من جدية إعلان الصفقة، والقول إنها أداة لدعم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، لمواجهة التهم الموجهة إليه والوقوف إلى جانبه في أزمته السياسية المتمثلة بعدم قدرته على تشكيل حكومة. هذه القناعة مثلت تبسيطاً وكشفت عجزاً عن فهم أن ترامب هو ترامب، هو رئيس على مستوى العالم  يعترف بالحقوق التاريخية لليهود في الضفة الغربية، وفقاً لوصف نتانياهو الذي استغل الإعلان عن الصفقة لصناعة مجده واستعادة بريق نجوميته، فبدأ دعايته الانتخابية من واشنطن مع الإعلان عن الصفقة، التي أوضحت أن برنامجه يتمثل بسيادة إسرائيل على جزء كبير من الضفة الغربية. 

خلال السنوات الثلاث الماضية تشكل إجماع فلسطيني على رفض الصفقة، وأعلن الفلسطينيون موقفهم الرافض لها من الباب إلى المحراب.

جاءت ردود فعل الفلسطينيين الرسمية والشعبية غاضبة، مع شعور بالعجز واليأس من انقسامهم وفرقتهم، ومن الموقف العربي المنقسم والخانع، والمتواطئ لا سيما مشهد من حضر منهم مؤتمر الإعلان عن الصفقة وتوجيه ترامب ونتانياهو الشكر لهم لا سيما الإمارات والبحرين وعمان.

حضور السفراء الخليجيين جاء لاكمال الصورة وتعبير عن خنوع واذلال، وتكريس أنفسهم بصفتهم شهود على بيع قضيتهم العربية، وتعبير عن مراهقة وجهل بطبيعة الصراع، لكنه أيضاً جاء لدفع الجزية لخزانة الإدارة الأميركية التي لن تدفع من الـ50 مليار دولار من خزانتها فلساً في مناقصة ظالمة.

صفقة القرن ليست مبادرة سلام لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بل هي مشروع لتصفية القضية الفلسطينية وترسيخ نظام الفصل العنصري واستكمال بناء المستعمرات، ووفقاً لوصف منظمة “بيسيلم” الإسرائيلية لحقوق الإنسان، فـ”إن خطة الإدارة الأميركية التي تحمل اسم “صفقة القرن” أشبه بالجبنة السويسرية، حيث يتم تقديم الجبن للإسرائيليين وفراغاتها للفلسطينيين، هناك طرائق عدة لإنهاء الاحتلال، لكن الخيارات الشرعية الوحيدة هي تلك القائمة على المساواة وحقوق الإنسان للجميع”. 

على رغم الاتصال الهاتفي بين هنية وعباس إلا أن الفلسطيينيين لم يعلقوا آمالاً كبيرة عليها، فتجربتهم السابقة خلال أكثر من عقد من الزمن مع حركتي “فتح” و”حماس” قاسية والثقة منعدمة بهما. الفلسطينيون قوتهم في ضعفهم، وليس صحيحاً أن خياراتهم محدودة، ويمتلكون أوراق قوة يمكنهم استغلالها لرفض الصفقة، إذ إنها صفقة إسرائيلية – أميركية غير ملزمة للفلسطيينيين. تفعيل أوراق القوة مرتبط بالتوقف عن إصدار المواقف والشعارات بمواجهة صفقة القرن لغوياً وتكرار المكرر بالتهديد بتنفيذ قرارات المجلس المركزي بقطع العلاقة مع إسرائيل ووقف التنسيق الأمني إذا لم تتوقف إسرائيل عن ممارساتها.

حضور السفراء الخليجيين جاء لاكمال الصورة وتعبير عن خنوع واذلال، وتكريس أنفسهم بصفتهم شهود على بيع قضيتهم العربية.

لم يعد الوقت للتهديد، وللترحيب بالاتصالات الهاتفية وبزيارة الرئيس عباس إلى غزة، الأهم من كل هذا هو إعادة ترتيب البيت الفلسطيني واستعادة الوحدة.

وعلى رغم أن موازين القوة لا تعمل لمصلحة الفلسطينيين، لكن لا سبيل لهم سوى بالنهوض من حال العجز، إذ لم يعد وقت للانتظار، فمشوارهم طويل ومعاناتهم ستكون أكبر وما ينتظرهم مخيف، لكن لا يجب الاستمرار في الصمت وغياب أي فعل شعبي حقيقي على الأرض. فاستدعاء العمق الشعبي الفلسطيني، والعربي وشرائح كبيرة على المستوى الدولي هو المطلوب، وهذا بحاجة إلى قدرة على التنظيم والفعل وعدم الخوف من التهديد.

يمنى فواز- صحافية لبنانية | 18.01.2025

ماكرون يحاول تعويض خساراته الفرنسية في شوارع بيروت !

يسير إيمانويل ماكرون في شوارع بيروت يتلفت يميناً ويساراً، يأمل أن تلتقط الكاميرات مجدداً امرأة تهرع إليه كمنقذ وكأنه رئيس لبنان، أو طفل فرح يركض إليه من أي اتجاه، لكنه وجد نفسه محاطاً بجمع من الصحافيين، ومتفرجين من المارّة، في الشارع ذاته الذي استقبله بحفاوة وكأنه رئيس البلاد في 6 آب 2020.
30.01.2020
زمن القراءة: 3 minutes

جاءت ردود فعل الفلسطينيين الرسمية والشعبية غاضبة، مع شعور بالعجز واليأس من انقسامهم وفرقتهم، ومن الموقف العربي المنقسم والخانع والمتواطئ.

الاتصال الذي أجراه رئيس المكتب السياسي لـ”حركة حماس”، إسماعيل هنية، مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عشية الإعلان عن صفقة القرن، مثل سابقة أكد الطرفان خلالها التنسيق لمواجهة صفقة القرن، التي مرت مؤشراتها من أمام الفلسطينيين والعرب، وتراكمت خطوات تنفيذها منذ عام 2017، بنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس والاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على المدينة المقدسة وقضية اللاجئين وتجفيف تمويل “أونروا” والموقف من المستوطنات وشرعيتها.

خلال السنوات الثلاث الماضية تشكل إجماع فلسطيني على رفض الصفقة، وأعلن الفلسطينيون موقفهم الرافض لها من الباب إلى المحراب، بحسب قول عباس، وتوجيه الاتهام للإدراة الأميركية بأنها لم تعد وسيطاً للتسوية وأنها متماهية مع إسرائيل، وتمت بفعل ذلك مقاطعة ورشة المنامة الاقتصادية.

ذهب الفلسطينيون للقول إن صفقة القرن ماتت، ويبدو أنهم أقنعوا أنفسهم بأنها مناورة من ترامب. وذهب بعض من القيادة الفلسطينية إلى التقليل من جدية إعلان الصفقة، والقول إنها أداة لدعم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، لمواجهة التهم الموجهة إليه والوقوف إلى جانبه في أزمته السياسية المتمثلة بعدم قدرته على تشكيل حكومة. هذه القناعة مثلت تبسيطاً وكشفت عجزاً عن فهم أن ترامب هو ترامب، هو رئيس على مستوى العالم  يعترف بالحقوق التاريخية لليهود في الضفة الغربية، وفقاً لوصف نتانياهو الذي استغل الإعلان عن الصفقة لصناعة مجده واستعادة بريق نجوميته، فبدأ دعايته الانتخابية من واشنطن مع الإعلان عن الصفقة، التي أوضحت أن برنامجه يتمثل بسيادة إسرائيل على جزء كبير من الضفة الغربية. 

خلال السنوات الثلاث الماضية تشكل إجماع فلسطيني على رفض الصفقة، وأعلن الفلسطينيون موقفهم الرافض لها من الباب إلى المحراب.

جاءت ردود فعل الفلسطينيين الرسمية والشعبية غاضبة، مع شعور بالعجز واليأس من انقسامهم وفرقتهم، ومن الموقف العربي المنقسم والخانع، والمتواطئ لا سيما مشهد من حضر منهم مؤتمر الإعلان عن الصفقة وتوجيه ترامب ونتانياهو الشكر لهم لا سيما الإمارات والبحرين وعمان.

حضور السفراء الخليجيين جاء لاكمال الصورة وتعبير عن خنوع واذلال، وتكريس أنفسهم بصفتهم شهود على بيع قضيتهم العربية، وتعبير عن مراهقة وجهل بطبيعة الصراع، لكنه أيضاً جاء لدفع الجزية لخزانة الإدارة الأميركية التي لن تدفع من الـ50 مليار دولار من خزانتها فلساً في مناقصة ظالمة.

صفقة القرن ليست مبادرة سلام لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بل هي مشروع لتصفية القضية الفلسطينية وترسيخ نظام الفصل العنصري واستكمال بناء المستعمرات، ووفقاً لوصف منظمة “بيسيلم” الإسرائيلية لحقوق الإنسان، فـ”إن خطة الإدارة الأميركية التي تحمل اسم “صفقة القرن” أشبه بالجبنة السويسرية، حيث يتم تقديم الجبن للإسرائيليين وفراغاتها للفلسطينيين، هناك طرائق عدة لإنهاء الاحتلال، لكن الخيارات الشرعية الوحيدة هي تلك القائمة على المساواة وحقوق الإنسان للجميع”. 

على رغم الاتصال الهاتفي بين هنية وعباس إلا أن الفلسطيينيين لم يعلقوا آمالاً كبيرة عليها، فتجربتهم السابقة خلال أكثر من عقد من الزمن مع حركتي “فتح” و”حماس” قاسية والثقة منعدمة بهما. الفلسطينيون قوتهم في ضعفهم، وليس صحيحاً أن خياراتهم محدودة، ويمتلكون أوراق قوة يمكنهم استغلالها لرفض الصفقة، إذ إنها صفقة إسرائيلية – أميركية غير ملزمة للفلسطيينيين. تفعيل أوراق القوة مرتبط بالتوقف عن إصدار المواقف والشعارات بمواجهة صفقة القرن لغوياً وتكرار المكرر بالتهديد بتنفيذ قرارات المجلس المركزي بقطع العلاقة مع إسرائيل ووقف التنسيق الأمني إذا لم تتوقف إسرائيل عن ممارساتها.

حضور السفراء الخليجيين جاء لاكمال الصورة وتعبير عن خنوع واذلال، وتكريس أنفسهم بصفتهم شهود على بيع قضيتهم العربية.

لم يعد الوقت للتهديد، وللترحيب بالاتصالات الهاتفية وبزيارة الرئيس عباس إلى غزة، الأهم من كل هذا هو إعادة ترتيب البيت الفلسطيني واستعادة الوحدة.

وعلى رغم أن موازين القوة لا تعمل لمصلحة الفلسطينيين، لكن لا سبيل لهم سوى بالنهوض من حال العجز، إذ لم يعد وقت للانتظار، فمشوارهم طويل ومعاناتهم ستكون أكبر وما ينتظرهم مخيف، لكن لا يجب الاستمرار في الصمت وغياب أي فعل شعبي حقيقي على الأرض. فاستدعاء العمق الشعبي الفلسطيني، والعربي وشرائح كبيرة على المستوى الدولي هو المطلوب، وهذا بحاجة إلى قدرة على التنظيم والفعل وعدم الخوف من التهديد.

30.01.2020
زمن القراءة: 3 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية