fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

عامٌ على لودريان ولا رئيس في لبنان!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

سنة و7 أشهر من دون رئيس، والدولة تسير والأرض تدور، ربما يسعفنا لمواساة أنفسنا أن الفراغ أتى بعد عهد ميشال عون المدجج بالأزمات والفشل، فلم يبدُ الفراغ بكل مساوئه أشدّ وطأة ممّا سبقه، إلا أن أي حل للأزمات اللبنانية من الطبيعي أن يتقاطع مع الملف الرئاسي المعلّق

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

للمرة السادسة على التوالي يزور المبعوث الرئاسي الفرنسي في لبنان، جان إيف لودريان، لبنان، وللمرة السادسة أيضاً يعاد طرح ملف الرئاسة وتتكرر الزيارات ذاتها للأفرقاء السياسيين، ما يؤكد مرة جديدة أن ملف الرئاسة شأن خارجي بحت، وكلمة السر المنتظرة لا يبدو أنها لبنانية. 

حتى إن “الخارج” يبدو مهتماً بإنجاز الملف والتوصّل إلى رئيس للبلاد، هذا فيما مجلس النواب المعني الأول بملف الرئاسة ما زال مقفلاً، ولا جلسات في الأفق القريب، فيما تُسمع دعوات إلى إجراء حوار للتوصل إلى تسوية، وهو ما حاولت فعله اللجنة الخماسية التي تضم عدداً من سفراء الدول المهتمين بالملف اللبناني، لكنه حوار تعثر راهناً بشكل أساسيّ بسبب خلاف حول الجهة التي يفترض أن تدعو له وحول برنامجه وموضوعه. وهذا نفق آخر من أنفاق التفاهة السياسية في لبنان، فلو كنا نتحدث عن بلد طبيعي لكان طبيعياً أن يدخل النواب إلى البرلمان ويختاروا رئيساً للبلاد، لكننا في لبنان ولا غرابة في أن يرأس الجمهورية الفراغ بين الفينة والأخرى، وبين رئيس وآخر، وأن يتعثر حوار، يفترض أن يفضي إلى تفاهم ما، بسبب عدم اتفاق على الجهة الداعية إليه، وعلى الموضوع الذي يراد أن يتناقش حوله المتحاورون.

سنة و7 أشهر من دون رئيس، والدولة تسير والأرض تدور، ربما يسعفنا لمواساة أنفسنا أن الفراغ أتى بعد عهد ميشال عون المدجج بالأزمات والفشل والأخبار السيئة، فلم يبدُ الفراغ بكل مساوئه أشدّ وطأة ممّا سبقه، إلا أن أي حل للأزمات اللبنانية الاقتصادية منها والمالية، من الطبيعي أن يتقاطع مع الملف الرئاسي المعلّق، والذي اشتغلت فيه لجان وبلدان وما زال مستعصياً. 

قبل سنة تقريباً، كانت زيارة لودريان الأولى إلى بيروت، وكان الهدف منها أن يجول المبعوث الفرنسي على المسؤولين لمحاولة التوصل إلى حل، لكن الزيارات تكررت وتشابهت، أما الرئيس فلم يُنتخب، لغياب المرشحين الجديين حيناً، ولإصرار “حزب الله” و”حركة أمل” على سليمان فرنجية، وفق مقولة “ومن بعده الطوفان”، أحياناً أخرى.

والآن، مع استمرار الحرب على غزة واجتياح رفح والوضع الإنساني المأساوي، إضافة إلى الخسائر الكبيرة في الجنوب اللبناني، يبدو “حزب الله” مصراً على مرشّحه، الذي قد يسعفه في المرحلة المقبلة في حال وصوله إلى الكرسي، لا سيما إذا ما صدقت التوقعات واستمرت المناوشات جنوباً وبقاعاً لفترة أطول، ما يعني المزيد من الإحراج للحزب وقواعده، والمزيد من الخسائر البشرية والمادية والعسكرية. 

سيناريو زيارات لودريان، موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يتكرر في حزيران/ يونيو الحالي، ويرى فيه البعض فرصة لإيجاد الكلمة الضائعة أو “المرشح الثالث”، في محاولة لدفع الحزب نحو صرف النظر عن خيار فرنجية.

المساعي الفرنسية، التي لم تنجح حتى الآن، رغم كثرة زيارات لودريان ومحاولاته والاجتماعات الفرنسية المتلاحقة لإيجاد مخرج للحوار أو لانتخاب رئيس للبنان، تأتي فيما يتحضر الأميركيون للانتخابات الرئاسية المقررة في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، وهي انتخابات قد تفضي نتائجها إلى تغييرات في السياسة الخارجية، وتحديداً في ما خص الشرق الأوسط، على وقع النار المشتعلة في غزة وفي جنوب لبنان.
ليومين فقط يزور لودريان لبنان وينهي جولته المتوقعة من حيث البرنامج والمضمون والنتائج، ليعود “شبه الموت” في الحياة السياسية ويخيّم على البلاد، بانتظار كلمة سر أو معجزة!

مصطفى إبراهيم - حقوقي فلسطيني | 24.01.2025

فرح أهل غزة المؤقّت والبحث عما تبقّى من ذاتهم

المفروض أن يعود النازحون من الجنوب الى مدينة غزة وشمالها حسب اتفاق وقف إطلاق النار، وهي المرحلة الثانية من الحرب، والبحث عما تبقى من ممتلكاتهم وأملاكهم وحياتهم. في الوقت ذاته، يبحث الذين هُدمت بيوتهم عن أماكن لإيوائهم أو يسعون الى استئجار شقق والبدء من جديد. هي "حرب" جديدة قد تستمر سنوات من إعادة ترميم الذات…
01.06.2024
زمن القراءة: 3 minutes

سنة و7 أشهر من دون رئيس، والدولة تسير والأرض تدور، ربما يسعفنا لمواساة أنفسنا أن الفراغ أتى بعد عهد ميشال عون المدجج بالأزمات والفشل، فلم يبدُ الفراغ بكل مساوئه أشدّ وطأة ممّا سبقه، إلا أن أي حل للأزمات اللبنانية من الطبيعي أن يتقاطع مع الملف الرئاسي المعلّق


للمرة السادسة على التوالي يزور المبعوث الرئاسي الفرنسي في لبنان، جان إيف لودريان، لبنان، وللمرة السادسة أيضاً يعاد طرح ملف الرئاسة وتتكرر الزيارات ذاتها للأفرقاء السياسيين، ما يؤكد مرة جديدة أن ملف الرئاسة شأن خارجي بحت، وكلمة السر المنتظرة لا يبدو أنها لبنانية. 

حتى إن “الخارج” يبدو مهتماً بإنجاز الملف والتوصّل إلى رئيس للبلاد، هذا فيما مجلس النواب المعني الأول بملف الرئاسة ما زال مقفلاً، ولا جلسات في الأفق القريب، فيما تُسمع دعوات إلى إجراء حوار للتوصل إلى تسوية، وهو ما حاولت فعله اللجنة الخماسية التي تضم عدداً من سفراء الدول المهتمين بالملف اللبناني، لكنه حوار تعثر راهناً بشكل أساسيّ بسبب خلاف حول الجهة التي يفترض أن تدعو له وحول برنامجه وموضوعه. وهذا نفق آخر من أنفاق التفاهة السياسية في لبنان، فلو كنا نتحدث عن بلد طبيعي لكان طبيعياً أن يدخل النواب إلى البرلمان ويختاروا رئيساً للبلاد، لكننا في لبنان ولا غرابة في أن يرأس الجمهورية الفراغ بين الفينة والأخرى، وبين رئيس وآخر، وأن يتعثر حوار، يفترض أن يفضي إلى تفاهم ما، بسبب عدم اتفاق على الجهة الداعية إليه، وعلى الموضوع الذي يراد أن يتناقش حوله المتحاورون.

سنة و7 أشهر من دون رئيس، والدولة تسير والأرض تدور، ربما يسعفنا لمواساة أنفسنا أن الفراغ أتى بعد عهد ميشال عون المدجج بالأزمات والفشل والأخبار السيئة، فلم يبدُ الفراغ بكل مساوئه أشدّ وطأة ممّا سبقه، إلا أن أي حل للأزمات اللبنانية الاقتصادية منها والمالية، من الطبيعي أن يتقاطع مع الملف الرئاسي المعلّق، والذي اشتغلت فيه لجان وبلدان وما زال مستعصياً. 

قبل سنة تقريباً، كانت زيارة لودريان الأولى إلى بيروت، وكان الهدف منها أن يجول المبعوث الفرنسي على المسؤولين لمحاولة التوصل إلى حل، لكن الزيارات تكررت وتشابهت، أما الرئيس فلم يُنتخب، لغياب المرشحين الجديين حيناً، ولإصرار “حزب الله” و”حركة أمل” على سليمان فرنجية، وفق مقولة “ومن بعده الطوفان”، أحياناً أخرى.

والآن، مع استمرار الحرب على غزة واجتياح رفح والوضع الإنساني المأساوي، إضافة إلى الخسائر الكبيرة في الجنوب اللبناني، يبدو “حزب الله” مصراً على مرشّحه، الذي قد يسعفه في المرحلة المقبلة في حال وصوله إلى الكرسي، لا سيما إذا ما صدقت التوقعات واستمرت المناوشات جنوباً وبقاعاً لفترة أطول، ما يعني المزيد من الإحراج للحزب وقواعده، والمزيد من الخسائر البشرية والمادية والعسكرية. 

سيناريو زيارات لودريان، موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يتكرر في حزيران/ يونيو الحالي، ويرى فيه البعض فرصة لإيجاد الكلمة الضائعة أو “المرشح الثالث”، في محاولة لدفع الحزب نحو صرف النظر عن خيار فرنجية.

المساعي الفرنسية، التي لم تنجح حتى الآن، رغم كثرة زيارات لودريان ومحاولاته والاجتماعات الفرنسية المتلاحقة لإيجاد مخرج للحوار أو لانتخاب رئيس للبنان، تأتي فيما يتحضر الأميركيون للانتخابات الرئاسية المقررة في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، وهي انتخابات قد تفضي نتائجها إلى تغييرات في السياسة الخارجية، وتحديداً في ما خص الشرق الأوسط، على وقع النار المشتعلة في غزة وفي جنوب لبنان.
ليومين فقط يزور لودريان لبنان وينهي جولته المتوقعة من حيث البرنامج والمضمون والنتائج، ليعود “شبه الموت” في الحياة السياسية ويخيّم على البلاد، بانتظار كلمة سر أو معجزة!