fbpx

عدوانية السفير رامي عدوان في فرنسا تابع… تعنيف ناشطة لبنانيّة علناً

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

استدعاء السفير رامي عدوان إلى الإدارة المركزية في وزارة الخارجية سيحول دون مثوله أمام القضاء الفرنسي، لكن لن يطوي ما يدور حوله من شبهات وملاحقات بعدما تشجّع آخرون على إعادة تحريك ملفات سابقة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يوم الجمعة 16 حزيران/ يونيو، تقدمت الناشطة اللبنانية داليا عبيد بشكوى ضد عدوان بتهمة “التعنيف المتعمد”. وتعود حيثيات الشكوى إلى  27 حزيران 2022 حين توجه ثلاثة من أعضاء جمعية ع.م.ل (عدالة ومساواة من أجل لبنان) إلى مقرات البعثة الدبلوماسية اللبنانية في باريس لإلصاق منشورات على جدران وأبواب كل من السفارة والقنصلية، تعبيراً عن رفضهم قرار وزير الداخلية، بسام مولوي، منع تجمعات مجتمع الميم واحتفالاته، وما ينطوي عليه من تمييز. 

بعد الانتهاء من تعليق الملصقات، قصدت عبيد والناشطون الآخرون مقهى Bistrot XVI المحاذي لمبنى السفارة، وفقاً لما ورد في الشكوى. خلال وجودهم، لمحوا السفير عدوان، برفقة سيدة ورجل يرجّح أنهما موظفان في السفارة، يقوم بإزالة الملصقات. 

تنبّه عدوان لهم عندما سعوا إلى توثيق الأمر بهواتفهم الخاصة، ليتّجه بدوره إلى المقهى، حيث لم يتردد في الصراخ. أحد الناشطين توجه إليه معتبراً أن السفارة اللبنانية تمثل الطبقة السياسية، حينها انفجر عدوان بوجهه وبعبارة نابية وسوقية وصفه بـ”المعفن”، وهو ما تمكنوا من توثيقه في مقطع مصوّر انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في حينها

لكن، كانت لداليا عبيد حصة خاصة من عدوانية السفير اللبناني: استناداً إلى نص الشكوى، أمسكها الأخير بقوة من ذراعها اليسرى ودفعها ثلاث مرات من دون أن ينجح في إسقاطها عن كرسيها، إلى جانب محاولته الاستحواذ على هاتفها المحمول. كما أقدم عدوان على وضع محفظته الخاصة داخل حقيبتها، تصرف غريب لم تجد له عبيد أي تفسير وفقاً لما أدلت به للشرطة الفرنسية. كما ذكرت محاولة عدوان جرّها من حقيبتها إلى داخل مبنى السفارة هي وزميليها، دعوة غير ودّية رفضها الناشطون الثلاثة، لتسارع عبيد إلى إخراج محفظته من حقيبتها وإعادتها له. 

إشكال استمر نحو نصف ساعة اتسم بصراخ السفير وانفعاله وكلامه البذيء. طوال  تلك المدة كان عدوان يضع يده على كتف داليا عبيد لإعاقتها عن الحركة. 

نص-الشكوى-المتابعة-الطبية-1

لم تُصنف الشكوى في خانة العنف ضد امرأة، إذ لم ينطوِ كلام السفير على أي تمييز جندري، لكن الناشطة اللبنانية لم تستبعد، في حديث إلى “درج”، أن يكون سلوك عدوان بدافع “ميسوجيني”. صحيح أن عنف عدوان اللفظي كان موجهاً ضد الناشطين الثلاثة على حد سواء، لكن زميليها لم يتعرضا لأي اعتداء جسدي بخلاف ما حصل معها. 

الفرضية التي طرحتها عبيد باتت تحتمل التمعن بعد تهم الاغتصاب والتعنيف ومحاولة القتل التي وُجهت أخيراً إلى عدوان، وكشف عنها موقع  Mediapart مطلع الشهر الجاري، وكانت ضحيتها اثنتان من موظفات السفارة اللبنانية. 

عبيد أشارت لـ “درج”، أنه سبق لها التقدم ببلاغ لدى الشرطة الفرنسية في 4 تموز/ يوليو 2022. بحسب القانون الفرنسي، الغاية من البلاغ تنحصر في توثيق طبيعة الواقعة وتاريخها من دون أن يُستتبع بأي تحقيق أو ملاحقة للمتهم. اكتفت بالبلاغ في حينها خشية من أي فعل انتقامي، من جانب السفير، يستهدف مجموعة الناشطين. تضاف إلى ذلك الحصانة الدبلوماسية التي يتمتع بها عدوان، ما كان سيؤدي، بطبيعة الحال، إلى إجهاض أي ملاحقة تجاهه.  

بعد نحو عام على الحادثة، أصبحت الظروف مواتية لتحويل البلاغ إلى الشكوى: بات ثلاثتهم مستعدين للمثول أمام الجهات الرسمية للإدلاء بشهاداتهم وتأكيد رواية داليا عبيد من دون الخشية من أي ردة فعل انتقامية. لا تنكر عبيد أن شكاوى الاغتصاب والعنف المقدمة بحق رامي عدوان أضعفت موقفه، ما حفّزها على الإقدام على خطوتها هذه، رغم امتناع الدولة اللبنانية عن رفع الحصانة عنه ليأخذ القانون مجراه. 

استناداً إلى ما أدلت به عبيد في إفادتها، حُدد موعد لها مع طبيب اختصاصي لتقييم حالتها النفسية. توضح لـ”درج”، أنها صدفت السفير عدوان، قبل أشهر، خلال حضورها حفلاً فنياً، ما أصابها بالتشنج والتوتر لتراودها طوال الحفل تفاصيل الحادث، ما يشير إلى تعرضها لصدمة نفسية وقت الحادثة نتجت منها عواقب تلازمها حتى اليوم.  

كل من احتكّ بالسفير رامي عدوان خلال السنوات الماضية، لن يستغرب، بالحد الأدنى، عنفه اللفظي: فخلال ندوة نظمها “منتدى الخبراء اللبنانيين” في شباط/ فبراير 2020، استشاط غضباً حين ذُكرت عبارة “كلن يعني كلن”. استغرب الحضور مقاطعته المداخلة وردة فعله العنيفة وكلامه الحاد وصوته المرتفع. لم يفهموا سبب شخصنة الموضوع حين تطرق الى نزاهته ونظافة كفه وكأنه المستهدف المباشر، فيما الغرض من ذكر العبارة كان الاشارة إلى منظومة الفساد عموماً من دون التصويب على حزب أو شخصية بعينها.

تكرّر الموقف بعدها بأشهر عندما استضافه طلاب العلوم السياسية في ندوة لمناسبة مرور 100 عام على تأسيس دولة لبنان الكبير. بهدوء هذه المرة، استفاض “بتواضع” في تعداد خصاله الشخصية ورفضه أي هدية تقدم له كي لا يساء فهمها، ذاكراً على وجه التحديد كيف امتنع عن استلام قالب حلوى قدمه له أحدهم خلال فطور عمل، رافضاً وضعه على الطاولة. أمارات الاستغراب بدت واضحة على وجوه الحاضرين لهذا الرد خارج السياق، فكلامه جاء في معرض الإجابة عن سؤال تناول الفساد والمحسوبية المستشريين في البلد.

استماتته في الدفاع عن نفسه من دون مبرر، تدفع الى التساؤل عما إذا كان هذا التصرف هروباً إلى الأمام، بخاصة إذا ما رُبط بـ “الشبهات القانونية والمسلكية” التي تحوم حول عدوان: من “فضيحة” ترقيته إلى الفئة الثانية في العام 2017 (على حد وصف صحيفة الأخبار)  رغم تقديمه استقالته وتعيينه سفيراً في فرنسا من خارج الملاك، إلى “تقرير سري” أرسل في العام 2012 من السفارة اللبنانية في هولندا إلى وزارة الخارجية، ويتضمن ملاحظات حول “سلوك عدوان الإداري وطريقة تعامله مع أقرانه والعبارات التي كان يتلفظ بها بحق دولته ووزارته، إلى جانب اتهامات بقضايا تعد جرائم جنائية”، وفقاً لما ورد في صحيفة الأخبار بتاريخ 20 تموز 2017. 

كما تُطرح علامات استفهام في أوساط الجالية اللبنانية في فرنسا حيال أسلوبه الإداري الذي لا يختلف عما تعرفه الإدارة اللبنانية من محسوبية : على سبيل المثال، عند إجلاء الطلاب إبان أزمة كورونا، تردّد أن الأولوية مُنحت للولاء السياسي، بحسب بعض الجمعيات الطلابية، ناهيك بالتضييق الممارس من قبله بحق الناشطين التغييريين، وتحديداً يوم اقتراع المغتربين. علامات استفهام تعززها علاقة عدوان الوثيقة بجبران باسيل بعدما عينه الأخير مديراً لمكتبه خلال فترة تولّيه وزارة الخارجية. 

فهل اتخاذه الدائم تلك الوضعية الدفاعية مردّه صحّة الشبهات التي تحوم حوله؟ أم لأن مهمته الفعلية تتلخص في تمثيل الجهة السياسية المحسوب عليها وليس الدولة اللبنانية؟  عدا أن الشبهات المذكورة آنفاً تضاعف من مصداقية الشكاوى المقدّمة أخيراً بحقه. 

لنفترض أنه نظيف الكف حقاً ولنطعن بكل ما ورد أعلاه، من حق اللبنانيين عموماً والجالية في فرنسا بخاصة، التساؤل عن أهلية عدوان لتولي مثل هذا المنصب الحساس التي يفرض على صاحبه سلوكاً شخصياً لائقاً لكونه “وجه لبنان”. 

من خصال الدبلوماسي الناجح الهدوء واللباقة والتهذب في الكلام، والقدرة على ضبط أعصابه عند تعرّضه للضغط وإجراء تقييم مسبق لكل تصرف أو كلام يصدر عنه. وعليه، أيّ صورة هي التي صدّرها عدوان عن بلده الأم بعد انفعاله الشديد وكلامه المسيء بحق عبيد وزملائها على مرأى زبائن المقهى وسمعهم؟.

 تجدر الإشارة إلى محاولة بعضهم التدخل لصالح الناشطين ليمنعهم عن ذلك صاحب المقهى الذي يعرف عدوان بحكم “الجيرة”. وهل يتّسم عدوان دائماً بهذه الطباع الحادة ما يعيقه عن التواصل بفعالية مع المسؤولين الفرنسيين، ما ينعكس سلباً على علاقة لبنان بدولة تعد من أهم شركائه إلى جانب كونها ذات ثقل دولي؟ أم أنه “استضعف” داليا عبيد وزملائها ما حفزّه على إهانتهم وتعنيفهم؟.

تختم عبيد حديثها لـ”درج” مستعيدة موقف موظفي السفارة اللذين رافقا عدوان خلال إزالته الملصقات وشهدا ما جرى في المقهى. حاولا تطويق الحادث في ساعته عبر الاعتذار منهم والتودد إليهم، ما يشير إلى إدراكهما التبعات القانونية لما أقدم عليه السفير عدوان. 

19.06.2023
زمن القراءة: 5 minutes

استدعاء السفير رامي عدوان إلى الإدارة المركزية في وزارة الخارجية سيحول دون مثوله أمام القضاء الفرنسي، لكن لن يطوي ما يدور حوله من شبهات وملاحقات بعدما تشجّع آخرون على إعادة تحريك ملفات سابقة.

يوم الجمعة 16 حزيران/ يونيو، تقدمت الناشطة اللبنانية داليا عبيد بشكوى ضد عدوان بتهمة “التعنيف المتعمد”. وتعود حيثيات الشكوى إلى  27 حزيران 2022 حين توجه ثلاثة من أعضاء جمعية ع.م.ل (عدالة ومساواة من أجل لبنان) إلى مقرات البعثة الدبلوماسية اللبنانية في باريس لإلصاق منشورات على جدران وأبواب كل من السفارة والقنصلية، تعبيراً عن رفضهم قرار وزير الداخلية، بسام مولوي، منع تجمعات مجتمع الميم واحتفالاته، وما ينطوي عليه من تمييز. 

بعد الانتهاء من تعليق الملصقات، قصدت عبيد والناشطون الآخرون مقهى Bistrot XVI المحاذي لمبنى السفارة، وفقاً لما ورد في الشكوى. خلال وجودهم، لمحوا السفير عدوان، برفقة سيدة ورجل يرجّح أنهما موظفان في السفارة، يقوم بإزالة الملصقات. 

تنبّه عدوان لهم عندما سعوا إلى توثيق الأمر بهواتفهم الخاصة، ليتّجه بدوره إلى المقهى، حيث لم يتردد في الصراخ. أحد الناشطين توجه إليه معتبراً أن السفارة اللبنانية تمثل الطبقة السياسية، حينها انفجر عدوان بوجهه وبعبارة نابية وسوقية وصفه بـ”المعفن”، وهو ما تمكنوا من توثيقه في مقطع مصوّر انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في حينها

لكن، كانت لداليا عبيد حصة خاصة من عدوانية السفير اللبناني: استناداً إلى نص الشكوى، أمسكها الأخير بقوة من ذراعها اليسرى ودفعها ثلاث مرات من دون أن ينجح في إسقاطها عن كرسيها، إلى جانب محاولته الاستحواذ على هاتفها المحمول. كما أقدم عدوان على وضع محفظته الخاصة داخل حقيبتها، تصرف غريب لم تجد له عبيد أي تفسير وفقاً لما أدلت به للشرطة الفرنسية. كما ذكرت محاولة عدوان جرّها من حقيبتها إلى داخل مبنى السفارة هي وزميليها، دعوة غير ودّية رفضها الناشطون الثلاثة، لتسارع عبيد إلى إخراج محفظته من حقيبتها وإعادتها له. 

إشكال استمر نحو نصف ساعة اتسم بصراخ السفير وانفعاله وكلامه البذيء. طوال  تلك المدة كان عدوان يضع يده على كتف داليا عبيد لإعاقتها عن الحركة. 

نص-الشكوى-المتابعة-الطبية-1

لم تُصنف الشكوى في خانة العنف ضد امرأة، إذ لم ينطوِ كلام السفير على أي تمييز جندري، لكن الناشطة اللبنانية لم تستبعد، في حديث إلى “درج”، أن يكون سلوك عدوان بدافع “ميسوجيني”. صحيح أن عنف عدوان اللفظي كان موجهاً ضد الناشطين الثلاثة على حد سواء، لكن زميليها لم يتعرضا لأي اعتداء جسدي بخلاف ما حصل معها. 

الفرضية التي طرحتها عبيد باتت تحتمل التمعن بعد تهم الاغتصاب والتعنيف ومحاولة القتل التي وُجهت أخيراً إلى عدوان، وكشف عنها موقع  Mediapart مطلع الشهر الجاري، وكانت ضحيتها اثنتان من موظفات السفارة اللبنانية. 

عبيد أشارت لـ “درج”، أنه سبق لها التقدم ببلاغ لدى الشرطة الفرنسية في 4 تموز/ يوليو 2022. بحسب القانون الفرنسي، الغاية من البلاغ تنحصر في توثيق طبيعة الواقعة وتاريخها من دون أن يُستتبع بأي تحقيق أو ملاحقة للمتهم. اكتفت بالبلاغ في حينها خشية من أي فعل انتقامي، من جانب السفير، يستهدف مجموعة الناشطين. تضاف إلى ذلك الحصانة الدبلوماسية التي يتمتع بها عدوان، ما كان سيؤدي، بطبيعة الحال، إلى إجهاض أي ملاحقة تجاهه.  

بعد نحو عام على الحادثة، أصبحت الظروف مواتية لتحويل البلاغ إلى الشكوى: بات ثلاثتهم مستعدين للمثول أمام الجهات الرسمية للإدلاء بشهاداتهم وتأكيد رواية داليا عبيد من دون الخشية من أي ردة فعل انتقامية. لا تنكر عبيد أن شكاوى الاغتصاب والعنف المقدمة بحق رامي عدوان أضعفت موقفه، ما حفّزها على الإقدام على خطوتها هذه، رغم امتناع الدولة اللبنانية عن رفع الحصانة عنه ليأخذ القانون مجراه. 

استناداً إلى ما أدلت به عبيد في إفادتها، حُدد موعد لها مع طبيب اختصاصي لتقييم حالتها النفسية. توضح لـ”درج”، أنها صدفت السفير عدوان، قبل أشهر، خلال حضورها حفلاً فنياً، ما أصابها بالتشنج والتوتر لتراودها طوال الحفل تفاصيل الحادث، ما يشير إلى تعرضها لصدمة نفسية وقت الحادثة نتجت منها عواقب تلازمها حتى اليوم.  

كل من احتكّ بالسفير رامي عدوان خلال السنوات الماضية، لن يستغرب، بالحد الأدنى، عنفه اللفظي: فخلال ندوة نظمها “منتدى الخبراء اللبنانيين” في شباط/ فبراير 2020، استشاط غضباً حين ذُكرت عبارة “كلن يعني كلن”. استغرب الحضور مقاطعته المداخلة وردة فعله العنيفة وكلامه الحاد وصوته المرتفع. لم يفهموا سبب شخصنة الموضوع حين تطرق الى نزاهته ونظافة كفه وكأنه المستهدف المباشر، فيما الغرض من ذكر العبارة كان الاشارة إلى منظومة الفساد عموماً من دون التصويب على حزب أو شخصية بعينها.

تكرّر الموقف بعدها بأشهر عندما استضافه طلاب العلوم السياسية في ندوة لمناسبة مرور 100 عام على تأسيس دولة لبنان الكبير. بهدوء هذه المرة، استفاض “بتواضع” في تعداد خصاله الشخصية ورفضه أي هدية تقدم له كي لا يساء فهمها، ذاكراً على وجه التحديد كيف امتنع عن استلام قالب حلوى قدمه له أحدهم خلال فطور عمل، رافضاً وضعه على الطاولة. أمارات الاستغراب بدت واضحة على وجوه الحاضرين لهذا الرد خارج السياق، فكلامه جاء في معرض الإجابة عن سؤال تناول الفساد والمحسوبية المستشريين في البلد.

استماتته في الدفاع عن نفسه من دون مبرر، تدفع الى التساؤل عما إذا كان هذا التصرف هروباً إلى الأمام، بخاصة إذا ما رُبط بـ “الشبهات القانونية والمسلكية” التي تحوم حول عدوان: من “فضيحة” ترقيته إلى الفئة الثانية في العام 2017 (على حد وصف صحيفة الأخبار)  رغم تقديمه استقالته وتعيينه سفيراً في فرنسا من خارج الملاك، إلى “تقرير سري” أرسل في العام 2012 من السفارة اللبنانية في هولندا إلى وزارة الخارجية، ويتضمن ملاحظات حول “سلوك عدوان الإداري وطريقة تعامله مع أقرانه والعبارات التي كان يتلفظ بها بحق دولته ووزارته، إلى جانب اتهامات بقضايا تعد جرائم جنائية”، وفقاً لما ورد في صحيفة الأخبار بتاريخ 20 تموز 2017. 

كما تُطرح علامات استفهام في أوساط الجالية اللبنانية في فرنسا حيال أسلوبه الإداري الذي لا يختلف عما تعرفه الإدارة اللبنانية من محسوبية : على سبيل المثال، عند إجلاء الطلاب إبان أزمة كورونا، تردّد أن الأولوية مُنحت للولاء السياسي، بحسب بعض الجمعيات الطلابية، ناهيك بالتضييق الممارس من قبله بحق الناشطين التغييريين، وتحديداً يوم اقتراع المغتربين. علامات استفهام تعززها علاقة عدوان الوثيقة بجبران باسيل بعدما عينه الأخير مديراً لمكتبه خلال فترة تولّيه وزارة الخارجية. 

فهل اتخاذه الدائم تلك الوضعية الدفاعية مردّه صحّة الشبهات التي تحوم حوله؟ أم لأن مهمته الفعلية تتلخص في تمثيل الجهة السياسية المحسوب عليها وليس الدولة اللبنانية؟  عدا أن الشبهات المذكورة آنفاً تضاعف من مصداقية الشكاوى المقدّمة أخيراً بحقه. 

لنفترض أنه نظيف الكف حقاً ولنطعن بكل ما ورد أعلاه، من حق اللبنانيين عموماً والجالية في فرنسا بخاصة، التساؤل عن أهلية عدوان لتولي مثل هذا المنصب الحساس التي يفرض على صاحبه سلوكاً شخصياً لائقاً لكونه “وجه لبنان”. 

من خصال الدبلوماسي الناجح الهدوء واللباقة والتهذب في الكلام، والقدرة على ضبط أعصابه عند تعرّضه للضغط وإجراء تقييم مسبق لكل تصرف أو كلام يصدر عنه. وعليه، أيّ صورة هي التي صدّرها عدوان عن بلده الأم بعد انفعاله الشديد وكلامه المسيء بحق عبيد وزملائها على مرأى زبائن المقهى وسمعهم؟.

 تجدر الإشارة إلى محاولة بعضهم التدخل لصالح الناشطين ليمنعهم عن ذلك صاحب المقهى الذي يعرف عدوان بحكم “الجيرة”. وهل يتّسم عدوان دائماً بهذه الطباع الحادة ما يعيقه عن التواصل بفعالية مع المسؤولين الفرنسيين، ما ينعكس سلباً على علاقة لبنان بدولة تعد من أهم شركائه إلى جانب كونها ذات ثقل دولي؟ أم أنه “استضعف” داليا عبيد وزملائها ما حفزّه على إهانتهم وتعنيفهم؟.

تختم عبيد حديثها لـ”درج” مستعيدة موقف موظفي السفارة اللذين رافقا عدوان خلال إزالته الملصقات وشهدا ما جرى في المقهى. حاولا تطويق الحادث في ساعته عبر الاعتذار منهم والتودد إليهم، ما يشير إلى إدراكهما التبعات القانونية لما أقدم عليه السفير عدوان. 

19.06.2023
زمن القراءة: 5 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية