fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

عشرة أشهر يا الله… وهم ينادونك!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

عشرة أشهر يا الله… هل ما زلت هنا؟ هل ما زلت قادراً على صنع المعجزات؟ هل ما زلت تستطيع أن تقول للشيء كن فيكون؟ إذاً، أنطق، قل له ليكن سلاماً، ليكن أماناً، ليكن أي شيء ما عدا الحرب! 

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

عشرة أشهر يا الله… وهم ينادونك! 

أسمعهم كل يوم يقولون إنهم فوّضوا أمرهم إليك، وضعوا بين يديك أعمارهم وأرواحهم وأجسادهم وأملاكهم وأحلامهم لتحميها، لتُبعد عنها الرعب والموت والخسارة.

عشرة أشهر يا الله…كفروا بكل شيء إلا برحمتك، تعبوا من الإبادة ولم يتعبوا من الصلاة، اعتصموا بحبلك هرباً من العذاب.

عشرة أشهر يا الله… وأنت تعذبهم لأنهم مؤمنون بك! 

منذ  تشرين الأول/ أكتوبر وأنا أعدّ… انقضى الشهر الأول ولم تفعل شيئاً. قلت لنفسي لعلك تريد أن تجري اختباراً شبيهاً بمعجزاتك التي بعثت بها الأنبياء والرسل والصالحين ليرتقوا بالتجربة الإنسانية إلى مستويات أعلى من الوعي. 

ثم مرّ الأسبوع الأول من الشهر الثاني ولم يبدر عنك حسّ ولا حركة. ظللت محافظاً على صمتك وحيادك.

مرت أيام وليالٍ سوداء، تعالت فيها صرخات الأمهات والآباء والأطفال حتى كادت أن تزيح السماء وأنت جامد في مكانك، ترى وتسمع وكأنك لا ترى ولا تسمع. قلت لنفسي تمهّلي لربما ينوي أن يمدّ الحبل أكثر قليلاً ليلفه بإحكام حول أعناق القتلة. 

تابعت مشاهدة مسلسل الآلام، وأنا على أملي بك.

ثم دخلنا في الشهر الثاني، فقُتل يوسف الأبيضاني وشعره كيرلي وحلو، وتبعه صديقه محمد، وحصلت مجزرة مستشفى المعمداني، وتوالت صور الأطفال المقتولين بوجوههم المصفرة وأكفانهم البيضاء، ممددين جنباً إلى جنب في ثلاجات الموتى وثلاجات “الآيس كريم”، هذا جعفر وبقربه هبة وأخوتها وذاك محمد وريم وسامر… وأنت كما أنت، غائب عن المشهد، مصر على غيابك من دون تفسير، كأن ما يجري لا يعنيك، لا يتحدى مشيئتك…

وانتهى الأسبوع الأول من الشهر الثاني، ولا بد أنك تابعت مثلنا، حصار مستشفى الشفاء وقصفها وتفجيرها وطرد المرضى والجرحى منها مشياً على جروحهم وآلامهم نحو مجزرة أخرى في مكان آخر. 

وتابعت مثلنا أيضاً، كيف تُرك الأطفال الخدج وحدهم في الشفاء، ليشفيهم الموت من وجع هذه الحياة، بعدما تعفنت أجسادهم في العلب الزجاجية الصغيرة، وذابت عظامهم القطنية، وأنت معنا، رأيت ما رأينا.

ثم أتى الشهر الثالث، ودخل موسم المطر والبرد مصطحباً معه الجوع والعطش والتهجير والمزيد من القتل والتدمير، ومرت تحت ناظريك أسراب المهجرين يمشون ساعات من الشمال إلى الجنوب.

وسمعت مع من قرروا البقاء في الشمال، أطنان المتفجرات تتساقط على غزة وجباليا والشجاعية، وتمحو مربعات سكنية طويلة وعريضة، وتنهد أسقفها على رؤوس قاطنيها وتطحن أرواحهم وعظامهم، ولا تترك منهم أثراً.

ثم كرت سبحة الأيام والأشهر، ورأينا ورأيت شام على سرير المستشفى، تقاتل لالتقاط أنفاسها، فينتفض جسدها الصغير ألماً، ساعة تفتح عينيها على وسعهما، وساعة تغلقهما، كأنها تريد أن تقول لنا يا للرعب الذي خبرته، يا لقسوة ما أشعر به.

وسمعنا وسمعت أن لولو وأهلها صاروا في عداد المفقودين، وأن سوار وسيلينا نزحا إلى خانيونس الآمنة، فقتلوهما هناك، وأن أبناء آلاء الأربعة: يامن وكنان وأوركيدا وكرمل، ما زالوا نائمين تحت ركام منزلهم…

ثم صرنا نجمع عباراتهم ونرددها لعلها تخفف إحساسنا بالعجز؛ لا أدري إذا كنت تفعل مثلنا:

ـ لو متت مع أمي كان أحسن ما شوف هالعذاب هذا.

ـ والله يا يما تعبت فيه، والله أخذت 580 إبرة عشان جيبه.  

ـ إحنا أحسن من غيرنا بقي تنين من عيلتنا، غيرنا ماتوا كلهم.

ـ نحنا مش وحدنا، على الأقل إنت معي وأنا معك.

ـ هذه أمي، أنا بعرفها من شعرها.

ـ عمو إحكيلي هذا حلم أو حقيقة؟

ـ بدي إجري، بدي إرجع إلعب كرة.

ـ يا عمو أنا زعلانة كتير، أنا خايفة ع ماما.

ـ ميس ملكة، كانت تقولي يا بابا أنا قهوتي أزكى من قهوة ماما… ميس راحت

ثم توقفنا كلنا عن حسبان الوقت، واعتادت أعيننا على المشهد، وأظنك فعلت مثلنا… 

يا الله… أي خطورة يشكلها هؤلاء الأطفال على شعب مدجج بدعمك السماوي، وبوعدك الإلهي؟

نحن كفرنا، أكفرت أنت مثلنا؟ هل أصابك الإحباط واليأس وفكرت بالانتحار مثلنا؟ هل فكرت بالاستقالة أو الانسحاب أو الاعتذار؟

آخ… لو تمد يدك، تغير اتجاه الريح، تزحزح الجبال، تزلزل الأرض، تحرك سفينة نجاة، تشق البحر بعصا، ترسل طيراً أبابيل وحجارة من سجيل، تبعث حوتاً يرقدون في بطنه ريثما تنتهي الحرب، قيامة… أي شيء!

أتدري… صرت متيقنة أنك ساكت، لأن من يفعل ذلك هو شعبك المختار فعلاً، وأنه لا يدّعي ذلك كذباً، يبدو أن ما بينك وبينه وعداً حقيقياً! 

وأعترف أنك صدقْت حين قلت إنك اخترته من بين شعوبك، وفضلته على العالمين، وسخّرت له كل الإمكانات والطاقات والمقدرات، ومعك أميركا وأوروبا وكل الدول القوية والغنية.

أنظر إلى أبناء شعبك، لم يقفوا مرة ليسألوا أنفسهم: لماذا نسفك دماء كل هؤلاء الناس؟ لماذا لا نخجل مما نفعله؟ ولكنهم لا يفعلون لأنهم يعلمون أنهم الأنقياء المختارون، وأنك أعطيتهم حق القتل وهدر الدماء!

أتعلم ماذا قال لي خادم الكنيسة؟ قال إنه من المستحيل أن تتدخل! فلقد قتلوا ابنك من قبل أمام عينيك، علقوه على الصليب، وطوال طريق الجلجلة، الذي أجبروه على مشيه، كانوا يجلدونه، فهتكوا لحمه وعظامه، وكم مرة تعثر، فأجبروه على استكمال الطريق، وكانت أمه تسير معه، تنظر إليه وتبكي، كان وحيدها وحبيبها ومعجزتها الصغيرة الجميلة، ولم يشفع لها هذا كله، قلت لها لا تخافي ولا تحزني، سنجعله آية.

هل تنوي إعادة هذه الآية مع مليوني إنسان؟ لماذا آياتك العظيمة ومعجزاتك الجميلة لا تخرج إلا من البشاعات؟ لماذا لا تظهر إلا بعد سيول من الدماء، ألا توجد لديك آيات بيضاء أو خضراء، آيات بلون الفرح والحب والحياة؟

عشرة أشهر مضت، وأنت بكامل ألوهيتك، تجلس على عرشك عظيماً قاهراً جباراً، تظللك سدرة المنتهى، والملائكة تحف بك صاعدة هابطة، تسهر على راحة هذا العالم بعينيك اللتين لا تنامان، كل شيء في مختبرك مرتب، كما أمرت، القوي قوي والضعيف ضعيف، رقعة الشطرنج التي سميتها الحياة الدنيا، تبتلع فيها البيادق السوداء البيادق البيضاء، شعوبك المحظوظة كلها بصحة جيدة، لا تشكو فقراً ولا جوعاً ولا مرضاً، تنام على أسرتها الدافئة، أيامها خالية من الفقد والوجع والرعب، ووسط هذا البذخ كله، هناك بقعة صغيرة على الضفة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، لا تُرى من السماء، لصغر حجمها، تُباد بدم بارد وبروح متوحشة لا تعرف الرحمة، وتتساقط فيها الأجساد تحت وابل القصف، كما تتساقط الأمطار من سمائك.  

عشرة أشهر يا الله… هل ما زلت هنا؟ هل ما زلت قادراً على صنع المعجزات؟ هل ما زلت تستطيع أن تقول للشيء كن فيكون؟ إذاً، أنطق، قل له ليكن سلاماً، ليكن أماناً، ليكن أي شيء ما عدا الحرب! 

إقرأوا أيضاً:

07.08.2024
زمن القراءة: 5 minutes

عشرة أشهر يا الله… هل ما زلت هنا؟ هل ما زلت قادراً على صنع المعجزات؟ هل ما زلت تستطيع أن تقول للشيء كن فيكون؟ إذاً، أنطق، قل له ليكن سلاماً، ليكن أماناً، ليكن أي شيء ما عدا الحرب! 

عشرة أشهر يا الله… وهم ينادونك! 

أسمعهم كل يوم يقولون إنهم فوّضوا أمرهم إليك، وضعوا بين يديك أعمارهم وأرواحهم وأجسادهم وأملاكهم وأحلامهم لتحميها، لتُبعد عنها الرعب والموت والخسارة.

عشرة أشهر يا الله…كفروا بكل شيء إلا برحمتك، تعبوا من الإبادة ولم يتعبوا من الصلاة، اعتصموا بحبلك هرباً من العذاب.

عشرة أشهر يا الله… وأنت تعذبهم لأنهم مؤمنون بك! 

منذ  تشرين الأول/ أكتوبر وأنا أعدّ… انقضى الشهر الأول ولم تفعل شيئاً. قلت لنفسي لعلك تريد أن تجري اختباراً شبيهاً بمعجزاتك التي بعثت بها الأنبياء والرسل والصالحين ليرتقوا بالتجربة الإنسانية إلى مستويات أعلى من الوعي. 

ثم مرّ الأسبوع الأول من الشهر الثاني ولم يبدر عنك حسّ ولا حركة. ظللت محافظاً على صمتك وحيادك.

مرت أيام وليالٍ سوداء، تعالت فيها صرخات الأمهات والآباء والأطفال حتى كادت أن تزيح السماء وأنت جامد في مكانك، ترى وتسمع وكأنك لا ترى ولا تسمع. قلت لنفسي تمهّلي لربما ينوي أن يمدّ الحبل أكثر قليلاً ليلفه بإحكام حول أعناق القتلة. 

تابعت مشاهدة مسلسل الآلام، وأنا على أملي بك.

ثم دخلنا في الشهر الثاني، فقُتل يوسف الأبيضاني وشعره كيرلي وحلو، وتبعه صديقه محمد، وحصلت مجزرة مستشفى المعمداني، وتوالت صور الأطفال المقتولين بوجوههم المصفرة وأكفانهم البيضاء، ممددين جنباً إلى جنب في ثلاجات الموتى وثلاجات “الآيس كريم”، هذا جعفر وبقربه هبة وأخوتها وذاك محمد وريم وسامر… وأنت كما أنت، غائب عن المشهد، مصر على غيابك من دون تفسير، كأن ما يجري لا يعنيك، لا يتحدى مشيئتك…

وانتهى الأسبوع الأول من الشهر الثاني، ولا بد أنك تابعت مثلنا، حصار مستشفى الشفاء وقصفها وتفجيرها وطرد المرضى والجرحى منها مشياً على جروحهم وآلامهم نحو مجزرة أخرى في مكان آخر. 

وتابعت مثلنا أيضاً، كيف تُرك الأطفال الخدج وحدهم في الشفاء، ليشفيهم الموت من وجع هذه الحياة، بعدما تعفنت أجسادهم في العلب الزجاجية الصغيرة، وذابت عظامهم القطنية، وأنت معنا، رأيت ما رأينا.

ثم أتى الشهر الثالث، ودخل موسم المطر والبرد مصطحباً معه الجوع والعطش والتهجير والمزيد من القتل والتدمير، ومرت تحت ناظريك أسراب المهجرين يمشون ساعات من الشمال إلى الجنوب.

وسمعت مع من قرروا البقاء في الشمال، أطنان المتفجرات تتساقط على غزة وجباليا والشجاعية، وتمحو مربعات سكنية طويلة وعريضة، وتنهد أسقفها على رؤوس قاطنيها وتطحن أرواحهم وعظامهم، ولا تترك منهم أثراً.

ثم كرت سبحة الأيام والأشهر، ورأينا ورأيت شام على سرير المستشفى، تقاتل لالتقاط أنفاسها، فينتفض جسدها الصغير ألماً، ساعة تفتح عينيها على وسعهما، وساعة تغلقهما، كأنها تريد أن تقول لنا يا للرعب الذي خبرته، يا لقسوة ما أشعر به.

وسمعنا وسمعت أن لولو وأهلها صاروا في عداد المفقودين، وأن سوار وسيلينا نزحا إلى خانيونس الآمنة، فقتلوهما هناك، وأن أبناء آلاء الأربعة: يامن وكنان وأوركيدا وكرمل، ما زالوا نائمين تحت ركام منزلهم…

ثم صرنا نجمع عباراتهم ونرددها لعلها تخفف إحساسنا بالعجز؛ لا أدري إذا كنت تفعل مثلنا:

ـ لو متت مع أمي كان أحسن ما شوف هالعذاب هذا.

ـ والله يا يما تعبت فيه، والله أخذت 580 إبرة عشان جيبه.  

ـ إحنا أحسن من غيرنا بقي تنين من عيلتنا، غيرنا ماتوا كلهم.

ـ نحنا مش وحدنا، على الأقل إنت معي وأنا معك.

ـ هذه أمي، أنا بعرفها من شعرها.

ـ عمو إحكيلي هذا حلم أو حقيقة؟

ـ بدي إجري، بدي إرجع إلعب كرة.

ـ يا عمو أنا زعلانة كتير، أنا خايفة ع ماما.

ـ ميس ملكة، كانت تقولي يا بابا أنا قهوتي أزكى من قهوة ماما… ميس راحت

ثم توقفنا كلنا عن حسبان الوقت، واعتادت أعيننا على المشهد، وأظنك فعلت مثلنا… 

يا الله… أي خطورة يشكلها هؤلاء الأطفال على شعب مدجج بدعمك السماوي، وبوعدك الإلهي؟

نحن كفرنا، أكفرت أنت مثلنا؟ هل أصابك الإحباط واليأس وفكرت بالانتحار مثلنا؟ هل فكرت بالاستقالة أو الانسحاب أو الاعتذار؟

آخ… لو تمد يدك، تغير اتجاه الريح، تزحزح الجبال، تزلزل الأرض، تحرك سفينة نجاة، تشق البحر بعصا، ترسل طيراً أبابيل وحجارة من سجيل، تبعث حوتاً يرقدون في بطنه ريثما تنتهي الحرب، قيامة… أي شيء!

أتدري… صرت متيقنة أنك ساكت، لأن من يفعل ذلك هو شعبك المختار فعلاً، وأنه لا يدّعي ذلك كذباً، يبدو أن ما بينك وبينه وعداً حقيقياً! 

وأعترف أنك صدقْت حين قلت إنك اخترته من بين شعوبك، وفضلته على العالمين، وسخّرت له كل الإمكانات والطاقات والمقدرات، ومعك أميركا وأوروبا وكل الدول القوية والغنية.

أنظر إلى أبناء شعبك، لم يقفوا مرة ليسألوا أنفسهم: لماذا نسفك دماء كل هؤلاء الناس؟ لماذا لا نخجل مما نفعله؟ ولكنهم لا يفعلون لأنهم يعلمون أنهم الأنقياء المختارون، وأنك أعطيتهم حق القتل وهدر الدماء!

أتعلم ماذا قال لي خادم الكنيسة؟ قال إنه من المستحيل أن تتدخل! فلقد قتلوا ابنك من قبل أمام عينيك، علقوه على الصليب، وطوال طريق الجلجلة، الذي أجبروه على مشيه، كانوا يجلدونه، فهتكوا لحمه وعظامه، وكم مرة تعثر، فأجبروه على استكمال الطريق، وكانت أمه تسير معه، تنظر إليه وتبكي، كان وحيدها وحبيبها ومعجزتها الصغيرة الجميلة، ولم يشفع لها هذا كله، قلت لها لا تخافي ولا تحزني، سنجعله آية.

هل تنوي إعادة هذه الآية مع مليوني إنسان؟ لماذا آياتك العظيمة ومعجزاتك الجميلة لا تخرج إلا من البشاعات؟ لماذا لا تظهر إلا بعد سيول من الدماء، ألا توجد لديك آيات بيضاء أو خضراء، آيات بلون الفرح والحب والحياة؟

عشرة أشهر مضت، وأنت بكامل ألوهيتك، تجلس على عرشك عظيماً قاهراً جباراً، تظللك سدرة المنتهى، والملائكة تحف بك صاعدة هابطة، تسهر على راحة هذا العالم بعينيك اللتين لا تنامان، كل شيء في مختبرك مرتب، كما أمرت، القوي قوي والضعيف ضعيف، رقعة الشطرنج التي سميتها الحياة الدنيا، تبتلع فيها البيادق السوداء البيادق البيضاء، شعوبك المحظوظة كلها بصحة جيدة، لا تشكو فقراً ولا جوعاً ولا مرضاً، تنام على أسرتها الدافئة، أيامها خالية من الفقد والوجع والرعب، ووسط هذا البذخ كله، هناك بقعة صغيرة على الضفة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، لا تُرى من السماء، لصغر حجمها، تُباد بدم بارد وبروح متوحشة لا تعرف الرحمة، وتتساقط فيها الأجساد تحت وابل القصف، كما تتساقط الأمطار من سمائك.  

عشرة أشهر يا الله… هل ما زلت هنا؟ هل ما زلت قادراً على صنع المعجزات؟ هل ما زلت تستطيع أن تقول للشيء كن فيكون؟ إذاً، أنطق، قل له ليكن سلاماً، ليكن أماناً، ليكن أي شيء ما عدا الحرب! 

إقرأوا أيضاً:

07.08.2024
زمن القراءة: 5 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية