تعد الإنترنت مكاناً جامحاً يتيح لنا الاطلاع على العديد من الأشياء الجيدة، والأشياء غير الجيدة أيضاً. مهما كان نوع استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي، فإن الأمر عائد إليك. إلا أنّ هناك أمراً واحداً بدأ الخبراء استيعابه يتعلق بكيفية تغيير وسائل التواصل الاجتماعي للعقل. في مجمل الأمر، لا يزال العالم الافتراضي في مهده، ما يعني احتمال ألا تُعرف الآثار طويلة الأجل لكل تلك الحياة الموجودة على الإنترنت، قبل عقود. وفي محاولة للكشف عن كلٍ من العواقب الإيجابية والسلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، بدأ علماء الأعصاب يدرسون بعض التأثيرات التي تسببها وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت في الدماغ البشري.
كانت إحدى النتائج المدهشة أن حجم شبكتك الاجتماعية عبر الإنترنت يمكن أن يغير عقلك فعلياً- بطريقة جيدة. ووفقاً لدراسة نُشرت في الدورية العلمية، “ارتبط عدد المشاركات الاجتماعية المعلن على موقع تواصل اجتماعي رئيسي على شبكة الإنترنت ارتباطاً قوياً ببنية الدماغ البشري”.
في حين أن وسائل التواصل الاجتماعي غالباً ما تتهاوى بسبب آثارها السلبية، وجدت الدراسة أن الأشخاص الملمّين بحساباتهم الاجتماعية على الإنترنت أفضل في تشكيل الذكريات، وأفضل حالاً في تذكر الأسماء والوجوه من أولئك الذين لديهم إلمام أقل بحساباتهم على الإنترنت. لذا، إذا كان لديك ما يفوق 11 مليون متابع على حسابك في موقع “تويتر”، قد يكون ذلك مفيداً لك حقاً. ولكن، ليست كل الآثار إيجابية للغاية، وفقاً للعلم، فهناك بعض الوسائل التي تغير بها وسائل التواصل الاجتماعي عقلك.
بإمكان وسائل التواصل الاجتماعي أن تُحسن ذاكرتك
على عكس ألبومات الصور القديمة المغبرة التي تُسحب من على الرف في التجمعات العائلية أو حفلات لم الشمل في المدارس الثانوية وحسب، فإن نشر الصور والأحداث على وسائل التواصل الاجتماعي يحسن فعلياً تذكّرك أحداثاً بعينها. ونُقل عن البروفيسور تشى وانج، مؤلف دراسة نشرت فى مجلة the journal Memory قوله في صحيفة The Cornell Daily Sun، إن “الأحداث التي نشرت عبر الإنترنت يمكن تذكّرها أكثر من تلك التي لم تُنشر على الإنترنت”. وأضاف: “وذلك ليست له علاقة بما إذا كان المشارك اعتبر الحدث مهماً أم لا”. إضافة إلى ذلك، يمكن المشاركات التي تتضمن الصور على وسائل التواصل الاجتماعي أن تساعد في تنشيط الذاكرة.
بإمكان وسائل التواصل الاجتماعي تفعيل مركز المكافأة في عقلك
ينشّط إعجاب الآخرين بمشاركاتك، واعجابك بمشاركات الآخرين، على وسائل التواصل الاجتماعي مركز المكافأة في عقلك. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل تصفح وسائل التواصل الاجتماعي يسبب الإدمان. والأكثر من ذلك، أنه كلما زاد عدد الإعجاب بالمشاركات أو الصور المنشورة، زادت المكافأة.
كشفت دراسة نشرت في مجلةPsychological Science ، عن أن “ارتباط مشاهدة الصور مع الإعجابات الكثيرة بالمناطق العصبية المسؤولة عن معالجة الثواب والمعرفة الاجتماعية والمحاكاة والانتباه”.
الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون ضاراً لصحتك العقلية
على رغم أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون مفيداً في الاستخدامات المحدودة، فالتقيد بالأصدقاء على الإنترنت بدلاً من الأصدقاء في الحياة الواقعية يمكن أن يكون له تأثير سلبي في صحتك العقلية. وجدت دراسة نُشرت في مجلة American Journal of Epidemiology أن التفاعل مع أصدقاء الواقع يؤدي إلى مشاعر إيجابية أكثر من التفاعل مع أولئك الذين على الإنترنت. وأحد أسباب ذلك هو أن الناس يميلون إلى مقارنة أنفسهم بالآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا مدمر لأن الناس يميلون إلى تقديم أفضل نسخة من أنفسهم عبر الإنترنت، ما يعني أن المقارنات لا تستند إلى الواقع.
بإمكان وسائل التواصل الاجتماعي أن تقلل من تركيزك
ليس سراً أن تصفح الوسائل الاجتماعية وسيلة مثالية لتجنب ما يجب عليك القيام به. وجدت دراسة في دورية The Proceedings of the National Academy of Sciences، أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة يكون أداؤهم في القدرة على التحول بفاعلية من مهمة إلى أخرى أسوأ من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بشكل معتدل. وكتب مؤلفو الدراسة: “تشير هذه النتائج إلى أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة يُشتتون من تدفق البيانات المتعددة التي يستهلكونها”.
يمكن وسائل التواصل الاجتماعي أن تزعجك أثناء نومك
لا تستطيع النوم؟ قد يقع اللوم على الهاتف أو الكمبيوتر أو الجهاز اللوحي. ذكرت صحيفة “ميديكال دايلي” أن نوع الضوء الأزرق المنبعث من أجهزتك يمكن أن يجعلك مستيقظاً طوال الليل. قد يؤدي الأرق أن إلى مزيد من تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، ما يخلق حلقة مفرغة من اليقظة. إذا كنت ترغب في الحصول على نوم عميق، يوصي الخبراء بترك الأجهزة بعد الساعة 9 مساءً.
يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تجعلك تابعاً، وليس بطريقة جيدة
ينشط قضاء الكثير من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي من عقلية القطيع. يعني هذا أنك قد تفقد قدرتك على التفكير باستقلالية وتشكيل آرائك الخاصة، ومن المحتمل أن تتوافق مع الأمور الأكثر شيوعاً، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة .Information Systems Frontiers
بإمكان وسائل التواصل الاجتماعي التلاعب بجهازك العصبي
إذا فكرت يوماً في أن هاتفك يهتز ولكنه لم يكن كذلك، فقد تعاني من متلازمة الاهتزاز الوهمية، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة Computers In Human Behavior. ويعني هذا أن جهازك العصبي شديد الحساسية ويعطي رد فعل حتى عندما لا يهتز هاتفك، وهو شكل من أشكال اليقظة المفرطة.
مثل معظم الأشياء التي تستمتع بها، فإن الاستخدام المعتدل لوسائل التواصل الاجتماعي مفيد. ومع ذلك، من المهم عدم المبالغة في ذلك إذا كنت تريد تجنب أن تصبح عضواً في قطيع المصابين بالاهتزاز الوهمي، وهي ثقافة فرعية للأشخاص الذين يعانون من اليقظة المفرطة والأرق وقلة التركيز.
هذا المقال مترجم عن موقع bustle ولقراءة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي