fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

عن بلال وشيماء الصباغ… 8 سنوات على رحيلها

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

قُتلت شيماء في وضح النهار، في ميدان عام، وفي ظل وجود مكثف لأجهزة الأمن، وأمام عدسات الكاميرات، يصفها زوجها حسام في فيديو مصوّر بأنها “حادة كنصل سكين، عارية من ألاعيب البلاغة الكاذبة، ما يدور في الأذهان: لو حقها راح فإحنا مش في دولة”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“أنا فرحان إن الناس فاكرة مامتي… ماما بطلة شجاعة”.

هذا ما قاله، بلال أسامة، ابن الضحية المصرية شيماء الصباغ التي قُتلت برصاص ضابط أمن مركزي أثناء إحيائها الذكرى الرابعة لضحايا ثورة يناير 2015، حين كان في السادسة من عمره. لم يخبره والده إلا بعد عام، وعلى رغم الألم، أدرك معنى التضحية التي قدمتها أمه.

أكمل بلال الآن الثانية عشرة.

حوّل بلال، منذ وعيه بما حصل، حسابه على “فيسبوك”، بمساعدة الأب في البداية، إلى ما يشبه المتحف الذي يحيي تلك الذكرى، يبحث في كل أثر وتفصيل، مهما كان صغيراً، عن حياة والدته على تلك الأرض ويوثقه، حتى لو كان برهافة الإمساك بوردة، فعلٌ يليق بالشهيدة التي أُطلق عليها اسم “شهيدة الوردة”.

كذلك، تحوّل حسابه الى تظاهرة حب يومية من الأصدقاء والزملاء الذين عرفوا أمه، يتشاركون على جدار تلك الصفحة ذكرياتهم معها، ويساهمون في تعزيز معلوماته عنها. هكذا تحوّل موت شيماء إلى حياة من نوع آخر.

A group of men posing for a photo Description automatically generated with low confidence

التقطت شيماء هذه الصورة قبل 10 سنوات، يتذكر بلال.

أما في الفيديو الذي نشره بلال بعنوان “أمي تسلي الأطفال”، فتظهر شيماء أمام مقهى شعبي، حاملةً كاميرا وحولها أطفال ينتمون الى طبقات فقيرة، تقف بينهم بتعابير وجه حزينة ورداء أسود متقشف، تسألهم “عايزين مين”، فيجيبون بصوت مرتفع “الأراجوز”.

شيماء خفيفة الظل أيضاً، فكيف تمكن مكافحة الفقر والظلم الاجتماعي ورصاصات القتلة لولا خفة ظل حقيقية سارية في الروح، تتحوّل في ثوان الى صرامة شديدة، وكأن ذلك شرط إنساني يمنع تحوُّل المناضل من أجل الحرية إلى مستبد أو كائن متخشب إذا انتصر، هكذا كانت شيماء تتحول في ثوان من مناضلة الى طفلة تلهو مع أطفال بؤساء وتشعرهم بالسعادة الحقيقية، وكأن النضال الحقيقي هو الحب، وهي قتلت في الأساس أثناء إحيائها ذكرى شهداء ثورة يناير بوضع أكاليل زهور تكريماً لأرواحهم.

وعن اليوم الأخير لشيماء، قال زميلها حسام نصر لـ”درج”، “تركت ابنها بلال في رعاية صديقتها المقربة ماجدة، وأوصتها بأن تعد له طعاماً مزيناً على شكل نجوم وألعاب، كما عودته”.

وقبل عشرة أيام من مقتلها، كتبت شيماء منشوراً على صفحتها على “فيسبوك”، جاء فيه: “البلد دي بقت بتوجع… ومفهاش دفا… يا رب يكون ترابها براح… وحضن أرضها… أوسع من سماها”.

Text, letter Description automatically generated

قُتلت شيماء في وضح النهار، في ميدان عام، وفي ظل وجود مكثف لأجهزة الأمن، وأمام عدسات الكاميرات، يصفها زوجها حسام في فيديو مصوّر بأنها “حادة كنصل سكين، عارية من ألاعيب البلاغة الكاذبة، ما يدور في الأذهان: لو حقها راح فإحنا مش في دولة”. إلا أن حسام لم يفقد الأمل، الذي زرعه أيضاً في ابنه بلال الذي أصبح أكثر وعياً بما حدث، ذلك الوعي الحساس الذي تشرّبه من والديه، بدولة تصون حقوق أبنائها وحياتهم. يتساءل بلال عبر حسابه في “فيسبوك”، “أكتب حادثة ماما؟”.

يوثق فيديو آخر نقله بلال عن صفحة “التحالف الشعبي الاشتراكي”، جانباً آخر من حيوات شيماء المتعددة، يحوي مقتطفات من نشاطها لجمع التراث الشعبي وتوثيقه، علماً أن لها عدداً من الأوراق البحثية في هذا المجال.

يبدأ الفيديو بصوتها من دون صورة، وهي تلقي شعراً يبدأ بقسم على متابعة النضال، والإصرار على تحقيق الحلم بالحرية، “والله لأمسك بيدي السلم وأطلعلك بيه لفوق”، تليه لقطات متتابعة لصور تتخذ فيها حركات طفولية بريئة، كأنها ما زالت تخاطب “الأراجوز”، لكن تلك المرة كان أراجوزها الخاص القائم في خيالها إلى الأبد، رفيق طفولتها وحارس براءتها، فهل أصابته أيضاً تلك الرصاصة التي قتلتها؟ وأين هو الآن؟ وكيف يمضي وقته من دونها؟

وعلى خلفية تلك الصور المتتابعة، يأتي صوتها شغوفاً: “إنتو مش متخيلين كم الجمال!”.

A person speaking into a microphone Description automatically generated with medium confidence

“أول يوم وإحنا رايحين اتكلمنا عن عادات الزواج، وإحنا راجعين لقينا الموضوع أفضل نتكلم عن عادات الموت، كل حد بنسأله قريتك بتعمل إيه في الموت”.

ماذا لو كان الموت هو رائحة المدينة منذ عام 2011، عاماً تلو آخر؟

“في يوم تاني جمعنا عادات صناعة الخبز… العيش بأشكاله المختلفة”.

كان آخر هتاف لشيماء قبل موتها، “عيش… حرية… عدالة اجتماعية”.

في منشور آخر يشاركنا بلال أغنية من كلمات أمه وألحان الفنان السكندري محمد حسني وغنائه، فهي شاعرة أيضاً وعملت في مجال حفلات الزفاف.

تقول الأغنية: “دوّب حزنك جوة الشاي، خد ضحكاية وسقّي في حلمك، شوف امبارح عدى ازاي يومك فرحك جرحك منك زغزغ نجمة في ليلك واضحك تصحى تلاقي نجوم حواليك”

صدر لشيماء بعد مقتلها، ديوان “على ضهر التذكرة”، عن دار ابن رشد، يتألف من مجموعة قصائد مكتوبة باللغة العامية، كتبتها بين عامي 2011 و2015، إضافة إلى مقتطفات شعرية من صفحتها على “فيسبوك”.

الديوان عبارة عن حياة في قطار لجمع حكايات الناس، قطار الفقراء والغلابة، الذي نسميه “القشاش”، كيف نعرف ما يعنيه الفقر حقاً، والمعاناة والعادات، من دون أن نكون أحد راكبيه؟

يتذكر بلال حكاية الناصري سامح حسنين، التي يشارك فيها ذكرى زيارة شيماء له في معتقل الغربانيات عام 2008، ويسألها: “هل تتذكرين سيل النكات التي أطلقتها وأنت جالسة بجواري ساعة الزيارة، هل ما زلت تتذكرين الأغنية التي غنيناها؟”.

A person preparing food in a kitchen Description automatically generated with medium confidence
A picture containing person, indoor, wall Description automatically generated

يشارك بلال تلك القصيدة التي كتبها الشاعر إبراهيم عبد الفتاح:

“أسف

مش قادر اغشك

ولا ابص ف وشك

لما باشوف صورك ع الفيس

باعمى

أسف تاني

باستعمى

وكل شوية باحاول أضغط ع الفيديو

يمكن مرة من المرات

أفصل بين الطلقة وبينك

واقدر اشدك”.

**

وفي حساب بلال أيضاً، تشارك صديقة لشيماء قصة سمتها “الإكلادور الأحمر”، فليلة السفر إلى القاهرة، وضعت شيماء طلاء أظافر على يد واحدة فقط، تعجبت الصديقة وقتها لأن “لونه جميل ولايق عليك”، أجابت شيماء: “أنا أصلاً بتكسف وكنت بجربه بس”، أقنعتها صديقتها في النهاية أن تضع طلاء الأظافر الأحمر، كانت المرة الأولى لها، يشاء القدر، تقول الصديقة أن يظهر في صورة رحيلها كعلامة نصر.

A picture containing person, ground Description automatically generated

شيماء الصباغ، شاعرة وناشطة حقوقية مصرية من مدينة الإسكندرية، وعضو في “حزب التحالف الشعبي الاشتراكي”، اغتيلت عام 2015 في ميدان التحرير في القاهرة، أثناء مشاركتها مع عدد من أعضاء الحزب في مسيرة لإحياء الذكرى الرابعة لثورة 25، وتقديم أكاليل الزهور على أرواح ضحايا الثورة، فأصيبت بطلق ناري من أحد ضباط الشرطة بالأمن المركزي المصري أثناء اشتباك حصل بين المشاركين في المسيرة وقوات الأمن المركزي.

تبين أن الرصاصة أتت من محمد حاتم، وهو ملازم أول، نذكر الاسم ليس لأهميته، بل لأن الجريمة يجب ألا تُنسى، فقد تم الإفراج عن كثر من مرتكبي الجرائم ضد المتظاهرين، بينما خُفضت عقوبة محمد حاتم  من 15 عاماً إلى 7 سنوات في عام 2020، بعد تعديل العقوبة من قتل عمد إلى ضرب أفضى إلى موت، وحصل 13 ضابطاً وشرطياً ساهموا في جرائم قتل وتعذيب في نيسان/ أبريل الماضي، على عفو رئاسي.

25.01.2023
زمن القراءة: 5 minutes

قُتلت شيماء في وضح النهار، في ميدان عام، وفي ظل وجود مكثف لأجهزة الأمن، وأمام عدسات الكاميرات، يصفها زوجها حسام في فيديو مصوّر بأنها “حادة كنصل سكين، عارية من ألاعيب البلاغة الكاذبة، ما يدور في الأذهان: لو حقها راح فإحنا مش في دولة”.

“أنا فرحان إن الناس فاكرة مامتي… ماما بطلة شجاعة”.

هذا ما قاله، بلال أسامة، ابن الضحية المصرية شيماء الصباغ التي قُتلت برصاص ضابط أمن مركزي أثناء إحيائها الذكرى الرابعة لضحايا ثورة يناير 2015، حين كان في السادسة من عمره. لم يخبره والده إلا بعد عام، وعلى رغم الألم، أدرك معنى التضحية التي قدمتها أمه.

أكمل بلال الآن الثانية عشرة.

حوّل بلال، منذ وعيه بما حصل، حسابه على “فيسبوك”، بمساعدة الأب في البداية، إلى ما يشبه المتحف الذي يحيي تلك الذكرى، يبحث في كل أثر وتفصيل، مهما كان صغيراً، عن حياة والدته على تلك الأرض ويوثقه، حتى لو كان برهافة الإمساك بوردة، فعلٌ يليق بالشهيدة التي أُطلق عليها اسم “شهيدة الوردة”.

كذلك، تحوّل حسابه الى تظاهرة حب يومية من الأصدقاء والزملاء الذين عرفوا أمه، يتشاركون على جدار تلك الصفحة ذكرياتهم معها، ويساهمون في تعزيز معلوماته عنها. هكذا تحوّل موت شيماء إلى حياة من نوع آخر.

A group of men posing for a photo Description automatically generated with low confidence

التقطت شيماء هذه الصورة قبل 10 سنوات، يتذكر بلال.

أما في الفيديو الذي نشره بلال بعنوان “أمي تسلي الأطفال”، فتظهر شيماء أمام مقهى شعبي، حاملةً كاميرا وحولها أطفال ينتمون الى طبقات فقيرة، تقف بينهم بتعابير وجه حزينة ورداء أسود متقشف، تسألهم “عايزين مين”، فيجيبون بصوت مرتفع “الأراجوز”.

شيماء خفيفة الظل أيضاً، فكيف تمكن مكافحة الفقر والظلم الاجتماعي ورصاصات القتلة لولا خفة ظل حقيقية سارية في الروح، تتحوّل في ثوان الى صرامة شديدة، وكأن ذلك شرط إنساني يمنع تحوُّل المناضل من أجل الحرية إلى مستبد أو كائن متخشب إذا انتصر، هكذا كانت شيماء تتحول في ثوان من مناضلة الى طفلة تلهو مع أطفال بؤساء وتشعرهم بالسعادة الحقيقية، وكأن النضال الحقيقي هو الحب، وهي قتلت في الأساس أثناء إحيائها ذكرى شهداء ثورة يناير بوضع أكاليل زهور تكريماً لأرواحهم.

وعن اليوم الأخير لشيماء، قال زميلها حسام نصر لـ”درج”، “تركت ابنها بلال في رعاية صديقتها المقربة ماجدة، وأوصتها بأن تعد له طعاماً مزيناً على شكل نجوم وألعاب، كما عودته”.

وقبل عشرة أيام من مقتلها، كتبت شيماء منشوراً على صفحتها على “فيسبوك”، جاء فيه: “البلد دي بقت بتوجع… ومفهاش دفا… يا رب يكون ترابها براح… وحضن أرضها… أوسع من سماها”.

Text, letter Description automatically generated

قُتلت شيماء في وضح النهار، في ميدان عام، وفي ظل وجود مكثف لأجهزة الأمن، وأمام عدسات الكاميرات، يصفها زوجها حسام في فيديو مصوّر بأنها “حادة كنصل سكين، عارية من ألاعيب البلاغة الكاذبة، ما يدور في الأذهان: لو حقها راح فإحنا مش في دولة”. إلا أن حسام لم يفقد الأمل، الذي زرعه أيضاً في ابنه بلال الذي أصبح أكثر وعياً بما حدث، ذلك الوعي الحساس الذي تشرّبه من والديه، بدولة تصون حقوق أبنائها وحياتهم. يتساءل بلال عبر حسابه في “فيسبوك”، “أكتب حادثة ماما؟”.

يوثق فيديو آخر نقله بلال عن صفحة “التحالف الشعبي الاشتراكي”، جانباً آخر من حيوات شيماء المتعددة، يحوي مقتطفات من نشاطها لجمع التراث الشعبي وتوثيقه، علماً أن لها عدداً من الأوراق البحثية في هذا المجال.

يبدأ الفيديو بصوتها من دون صورة، وهي تلقي شعراً يبدأ بقسم على متابعة النضال، والإصرار على تحقيق الحلم بالحرية، “والله لأمسك بيدي السلم وأطلعلك بيه لفوق”، تليه لقطات متتابعة لصور تتخذ فيها حركات طفولية بريئة، كأنها ما زالت تخاطب “الأراجوز”، لكن تلك المرة كان أراجوزها الخاص القائم في خيالها إلى الأبد، رفيق طفولتها وحارس براءتها، فهل أصابته أيضاً تلك الرصاصة التي قتلتها؟ وأين هو الآن؟ وكيف يمضي وقته من دونها؟

وعلى خلفية تلك الصور المتتابعة، يأتي صوتها شغوفاً: “إنتو مش متخيلين كم الجمال!”.

A person speaking into a microphone Description automatically generated with medium confidence

“أول يوم وإحنا رايحين اتكلمنا عن عادات الزواج، وإحنا راجعين لقينا الموضوع أفضل نتكلم عن عادات الموت، كل حد بنسأله قريتك بتعمل إيه في الموت”.

ماذا لو كان الموت هو رائحة المدينة منذ عام 2011، عاماً تلو آخر؟

“في يوم تاني جمعنا عادات صناعة الخبز… العيش بأشكاله المختلفة”.

كان آخر هتاف لشيماء قبل موتها، “عيش… حرية… عدالة اجتماعية”.

في منشور آخر يشاركنا بلال أغنية من كلمات أمه وألحان الفنان السكندري محمد حسني وغنائه، فهي شاعرة أيضاً وعملت في مجال حفلات الزفاف.

تقول الأغنية: “دوّب حزنك جوة الشاي، خد ضحكاية وسقّي في حلمك، شوف امبارح عدى ازاي يومك فرحك جرحك منك زغزغ نجمة في ليلك واضحك تصحى تلاقي نجوم حواليك”

صدر لشيماء بعد مقتلها، ديوان “على ضهر التذكرة”، عن دار ابن رشد، يتألف من مجموعة قصائد مكتوبة باللغة العامية، كتبتها بين عامي 2011 و2015، إضافة إلى مقتطفات شعرية من صفحتها على “فيسبوك”.

الديوان عبارة عن حياة في قطار لجمع حكايات الناس، قطار الفقراء والغلابة، الذي نسميه “القشاش”، كيف نعرف ما يعنيه الفقر حقاً، والمعاناة والعادات، من دون أن نكون أحد راكبيه؟

يتذكر بلال حكاية الناصري سامح حسنين، التي يشارك فيها ذكرى زيارة شيماء له في معتقل الغربانيات عام 2008، ويسألها: “هل تتذكرين سيل النكات التي أطلقتها وأنت جالسة بجواري ساعة الزيارة، هل ما زلت تتذكرين الأغنية التي غنيناها؟”.

A person preparing food in a kitchen Description automatically generated with medium confidence
A picture containing person, indoor, wall Description automatically generated

يشارك بلال تلك القصيدة التي كتبها الشاعر إبراهيم عبد الفتاح:

“أسف

مش قادر اغشك

ولا ابص ف وشك

لما باشوف صورك ع الفيس

باعمى

أسف تاني

باستعمى

وكل شوية باحاول أضغط ع الفيديو

يمكن مرة من المرات

أفصل بين الطلقة وبينك

واقدر اشدك”.

**

وفي حساب بلال أيضاً، تشارك صديقة لشيماء قصة سمتها “الإكلادور الأحمر”، فليلة السفر إلى القاهرة، وضعت شيماء طلاء أظافر على يد واحدة فقط، تعجبت الصديقة وقتها لأن “لونه جميل ولايق عليك”، أجابت شيماء: “أنا أصلاً بتكسف وكنت بجربه بس”، أقنعتها صديقتها في النهاية أن تضع طلاء الأظافر الأحمر، كانت المرة الأولى لها، يشاء القدر، تقول الصديقة أن يظهر في صورة رحيلها كعلامة نصر.

A picture containing person, ground Description automatically generated

شيماء الصباغ، شاعرة وناشطة حقوقية مصرية من مدينة الإسكندرية، وعضو في “حزب التحالف الشعبي الاشتراكي”، اغتيلت عام 2015 في ميدان التحرير في القاهرة، أثناء مشاركتها مع عدد من أعضاء الحزب في مسيرة لإحياء الذكرى الرابعة لثورة 25، وتقديم أكاليل الزهور على أرواح ضحايا الثورة، فأصيبت بطلق ناري من أحد ضباط الشرطة بالأمن المركزي المصري أثناء اشتباك حصل بين المشاركين في المسيرة وقوات الأمن المركزي.

تبين أن الرصاصة أتت من محمد حاتم، وهو ملازم أول، نذكر الاسم ليس لأهميته، بل لأن الجريمة يجب ألا تُنسى، فقد تم الإفراج عن كثر من مرتكبي الجرائم ضد المتظاهرين، بينما خُفضت عقوبة محمد حاتم  من 15 عاماً إلى 7 سنوات في عام 2020، بعد تعديل العقوبة من قتل عمد إلى ضرب أفضى إلى موت، وحصل 13 ضابطاً وشرطياً ساهموا في جرائم قتل وتعذيب في نيسان/ أبريل الماضي، على عفو رئاسي.