fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

غزة: حين زارنا الصاروخ في مكتبنا

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لا أحد يعلم ماذا يعني أن يمرّ الموت بجوارك محمّلاً على ظهر القصف الذي لا يرحم. لا أحد سوى من عاش ذلك، يفهم كيف يمكن أن تختلط مشاعرك كلها وأنت ترى أصدقاءك أمامك مشوشين يغطيهم الغبار وتهددهم النهاية. إنها يوميات غزة وأهلها.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لا أحد يعلم ماذا يعني أن يمرّ الموت بجوارك محمّلاً على ظهر القصف الذي لا يرحم. لا أحد سوى من عاش ذلك، يفهم كيف يمكن أن تختلط مشاعرك كلها وأنت ترى أصدقاءك أمامك مشوشين يغطيهم الغبار وتهددهم النهاية. إنها يوميات غزة وأهلها، يوميات الموت والحياة.

استهدف مكتبنا بصاروخ دمّر الطبقة الخامسة، فيما كنا أنا وأصدقائي لحسن حظنا في الطبقة السادسة التابعة لمكتبنا المكون من ثلاث طبقات. قبل هذه اللحظات الطويلة المرعبة جداً، كنت أنهيت مكالمتي الهاتفية مع الصديقة عميرة، التي كعادتها اتصلت للاطمئنان. ضحكنا على من الأقوى نحن أم دولة إسرائيل، وقلنا إن الفلسطينيين أدخلوا نصف الإسرائيليين إلى الملاجئ خوفاً من صواريخهم البدائية.

في آخر ذاك اليوم المؤلم، أخبرتني كيف توقف قلبها عن الخفقان وهي تقود سيارتها في رام الله وتستمع لحديث إذاعي لمدير الهيئة المستقلة لحقوق الانسان وهو يتحدث عن استهداف مكتبنا في غزة، وكيف عاد قلبها إلى الحياة عندما قال “زملاؤنا في غزة بخير”.

صباح اليوم أثناء كتابتي هذا النص وصل خبر عاجل عن استشهاد مواطن واثنين من أولاده وهما دون العاشرة من حي الزيتون شرق غزة، ليبلغ عدد الشهداء 20 شهيداً. وسُمع صوت قصف وانفجارات متتالية لصواريخ القبة الحديدية التي تتصدى للصواريخ المحلية المنطلقة من غزة. أكتب وزوجتي كوثر وأولادي يحصون عدد الصواريخ المنطلقة من غزة أو تلك الانفجارات الآتية من القبة الحديدية الإسرائيلية. وتنتقل كوثر للحديث بحزن وتقول “تغريد أمس أجلت عرس ابنها، وإيمان قد تؤجل عرس ابنتها غداً”.

ويأتي صوت المذيع من تلفزيون الأقصى التابع لحماس، “في النهاية غزة ستفرض كلمتها الأخيرة بوحدة فصائل المقاومة”، في رد على الجدل القائم في غزة عن أن كتائب القسام الجناح العسكري، ستنضم للمعركة ولن تترك سرايا القدس في مواجهة العدوان الإسرائيلي واستفراد إسرائيل بسرايا القدس.

ويأتي صوت يارا “عاجل الآن، عدد من الإصابات من مدفعية الاحتلال الإسرائيلي”.

مليونا بني آدم في غزة أوضاعهم مأساوية، محاصرون من البعيد والقريب، وفي لحظات تتغير حياتهم نحو الأسوأ، حياتهم انتظار دائم للموت والحياة والقصف الإسرائيلي.

في هذه الأوضاع عادة ما تكون الكهرباء مقطوعة. الغريب أنها حتى الآن تنقطع وهذا يشجع الناس على السهر الذي يجبرون عليه

الليلة الأولى انتهت بعشرة شهداء، وفي هذه الأوقات ليل غزة يكون طويلاً. وكما كتبت صديقتي “كأن عُمر هذه الجولة من التصعيد عام كامل، نخرج من بين دخان الحرب بقلوب هرمة”.

في هذه الأوضاع عادة ما تكون الكهرباء مقطوعة. الغريب أنها حتى الآن تنقطع وهذا يشجع الناس على السهر الذي يجبرون عليه، بسبب القلق والخوف.

حياة أهل غزة سوريالية وعلى رغم القتل والتدمير، إلا أن كثيرين من الفلسطينيين في القطاع يطالبون المقاومة بالرد والثأر على استشهاد بهاء أبو العطا، إنما شرط ألا تستمر الحرب أكثر من أيّام وألا تقصف إسرائيل المنازل.

ويبدو كما في كل حرب أو حتى في الأيام العادية أن الفلسطينيين يخاطبون أنفسهم في ظل ما يحصل حولهم وانشغال الشعوب العربية في مقاومة الأنظمة العربية الدكتاتورية الفاسدة التي تحاول إغراق الشعوب الثائرة بالفوضى.

في غزة، الشوارع فارغة والمدارس والجامعات مغلقة والامتحانات مؤجلة والناس ينتظرون على أبواب المخابز وينظرون إلى السماء، ولا أحد يعرف بعد لحظات ماذا سيحصل، وفي ظل الانتظار لا تغيب عنهم الابتسامة والضحك من أي شيء. يقولون بفخر إن غزة أطلقت 255 صاروخاً منذ أمس تجاه إسرائيل، وهناك 92 مليون شيكل خسائر اقتصادية في إسرائيل.

فلسطين: ملاحقة الحريات وتقييد عمل المنظمات المدنية

وائل السواح- كاتب سوري | 19.04.2025

تجربة انتخابية سورية افتراضية: أيمن الأصفري رئيساً

رغبتُ في تبيان أن الشرع ليس المرشّح المفضّل لدى جميع السوريين في عموم مناطقهم واتّجاهاتهم السياسية، وفقط من أجل تمرين عقلي، طلبتُ من أصدقائي على حسابي على "فيسبوك" المشاركة في محاكاة انتخابية، لاستقصاء الاتّجاه الذي يسير فيه أصدقائي، مفترضاً طبعاً أن معظمهم يدور في دائرة فكرية متقاربة، وإن تكُ غير متطابقة.
13.11.2019
زمن القراءة: 3 minutes

لا أحد يعلم ماذا يعني أن يمرّ الموت بجوارك محمّلاً على ظهر القصف الذي لا يرحم. لا أحد سوى من عاش ذلك، يفهم كيف يمكن أن تختلط مشاعرك كلها وأنت ترى أصدقاءك أمامك مشوشين يغطيهم الغبار وتهددهم النهاية. إنها يوميات غزة وأهلها.

لا أحد يعلم ماذا يعني أن يمرّ الموت بجوارك محمّلاً على ظهر القصف الذي لا يرحم. لا أحد سوى من عاش ذلك، يفهم كيف يمكن أن تختلط مشاعرك كلها وأنت ترى أصدقاءك أمامك مشوشين يغطيهم الغبار وتهددهم النهاية. إنها يوميات غزة وأهلها، يوميات الموت والحياة.

استهدف مكتبنا بصاروخ دمّر الطبقة الخامسة، فيما كنا أنا وأصدقائي لحسن حظنا في الطبقة السادسة التابعة لمكتبنا المكون من ثلاث طبقات. قبل هذه اللحظات الطويلة المرعبة جداً، كنت أنهيت مكالمتي الهاتفية مع الصديقة عميرة، التي كعادتها اتصلت للاطمئنان. ضحكنا على من الأقوى نحن أم دولة إسرائيل، وقلنا إن الفلسطينيين أدخلوا نصف الإسرائيليين إلى الملاجئ خوفاً من صواريخهم البدائية.

في آخر ذاك اليوم المؤلم، أخبرتني كيف توقف قلبها عن الخفقان وهي تقود سيارتها في رام الله وتستمع لحديث إذاعي لمدير الهيئة المستقلة لحقوق الانسان وهو يتحدث عن استهداف مكتبنا في غزة، وكيف عاد قلبها إلى الحياة عندما قال “زملاؤنا في غزة بخير”.

صباح اليوم أثناء كتابتي هذا النص وصل خبر عاجل عن استشهاد مواطن واثنين من أولاده وهما دون العاشرة من حي الزيتون شرق غزة، ليبلغ عدد الشهداء 20 شهيداً. وسُمع صوت قصف وانفجارات متتالية لصواريخ القبة الحديدية التي تتصدى للصواريخ المحلية المنطلقة من غزة. أكتب وزوجتي كوثر وأولادي يحصون عدد الصواريخ المنطلقة من غزة أو تلك الانفجارات الآتية من القبة الحديدية الإسرائيلية. وتنتقل كوثر للحديث بحزن وتقول “تغريد أمس أجلت عرس ابنها، وإيمان قد تؤجل عرس ابنتها غداً”.

ويأتي صوت المذيع من تلفزيون الأقصى التابع لحماس، “في النهاية غزة ستفرض كلمتها الأخيرة بوحدة فصائل المقاومة”، في رد على الجدل القائم في غزة عن أن كتائب القسام الجناح العسكري، ستنضم للمعركة ولن تترك سرايا القدس في مواجهة العدوان الإسرائيلي واستفراد إسرائيل بسرايا القدس.

ويأتي صوت يارا “عاجل الآن، عدد من الإصابات من مدفعية الاحتلال الإسرائيلي”.

مليونا بني آدم في غزة أوضاعهم مأساوية، محاصرون من البعيد والقريب، وفي لحظات تتغير حياتهم نحو الأسوأ، حياتهم انتظار دائم للموت والحياة والقصف الإسرائيلي.

في هذه الأوضاع عادة ما تكون الكهرباء مقطوعة. الغريب أنها حتى الآن تنقطع وهذا يشجع الناس على السهر الذي يجبرون عليه

الليلة الأولى انتهت بعشرة شهداء، وفي هذه الأوقات ليل غزة يكون طويلاً. وكما كتبت صديقتي “كأن عُمر هذه الجولة من التصعيد عام كامل، نخرج من بين دخان الحرب بقلوب هرمة”.

في هذه الأوضاع عادة ما تكون الكهرباء مقطوعة. الغريب أنها حتى الآن تنقطع وهذا يشجع الناس على السهر الذي يجبرون عليه، بسبب القلق والخوف.

حياة أهل غزة سوريالية وعلى رغم القتل والتدمير، إلا أن كثيرين من الفلسطينيين في القطاع يطالبون المقاومة بالرد والثأر على استشهاد بهاء أبو العطا، إنما شرط ألا تستمر الحرب أكثر من أيّام وألا تقصف إسرائيل المنازل.

ويبدو كما في كل حرب أو حتى في الأيام العادية أن الفلسطينيين يخاطبون أنفسهم في ظل ما يحصل حولهم وانشغال الشعوب العربية في مقاومة الأنظمة العربية الدكتاتورية الفاسدة التي تحاول إغراق الشعوب الثائرة بالفوضى.

في غزة، الشوارع فارغة والمدارس والجامعات مغلقة والامتحانات مؤجلة والناس ينتظرون على أبواب المخابز وينظرون إلى السماء، ولا أحد يعرف بعد لحظات ماذا سيحصل، وفي ظل الانتظار لا تغيب عنهم الابتسامة والضحك من أي شيء. يقولون بفخر إن غزة أطلقت 255 صاروخاً منذ أمس تجاه إسرائيل، وهناك 92 مليون شيكل خسائر اقتصادية في إسرائيل.

فلسطين: ملاحقة الحريات وتقييد عمل المنظمات المدنية

13.11.2019
زمن القراءة: 3 minutes
|
آخر القصص
لبنان في متاهة السلاح
طارق اسماعيل - كاتب لبناني | 19.04.2025
النظام الرعائي المؤسّساتي: الإصلاح يبدأ أولاً من هناك
زينة علوش - خبيرة دولية في حماية الأطفال | 19.04.2025
تونس: سقوط جدار المزونة يفضح السلطة العاجزة
حنان زبيس - صحافية تونسية | 19.04.2025

اشترك بنشرتنا البريدية