ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

غزّة وبداية التحوّل إلى دارفور

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أبو شباب ليس النموذج الوحيد في قطاع غزّة، بل هناك مجموعات أخرى بدأت تتشكّل في عمق المدن داخل القطاع، في ظلّ استمرار حالة الفوضى وفقدان حركة “حماس” السيطرة الأمنية الكاملة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تحوّل مجمّع ناصر الطبّي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزّة، والمهدّد بالإخلاء من قِبل الجيش الإسرائيلي، إلى ساحة قتال عنيفة استمرّت لأكثر من ساعة، بعد هجوم عائلة عليه إثر خلاف مع حركة “حماس”، مما عرّض حياة الأطباء والجرحى والمراجعين داخل المجمّع للخطر.

لم تنتهِ القصّة هنا، حيث هاجمت مجموعة تابعة لياسر أبو شباب المتّهم بتلقّيه الدعم من إسرائيل، المجمّع في اليوم الثاني للاشتباكات التي وقعت الأربعاء 25 حزيران/ يونيو الماضي، وقامت بإطلاق النار بشكل عنيف على الأقسام الطبّية، بمساندة من طائرات مسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي.

سادت حالة من الغضب بين سكّان قطاع غزّة بسبب ما حدث داخل مجمّع ناصر، كونه المنشأة الطبّية الأخيرة التي لا تزال تعمل بشكل شبه كامل داخل القطاع، الذي يتعرّض لحرب إسرائيلية مدمّرة.

وصدّت قوّة شرطية تابعة لحركة “حماس” الهجوم ودار اشتباك قوّي داخل المجمّع الطبّي.

العائلة المهاجمة عبر لسان شيخها، دانت الهجوم، وطالبت الجهات الرسمية في القطاع ضرب كلّ من يحاول تخريب المستشفيات أو يطلق النار عليها بيد من حديد.

أظهرت هذه الاشتباكات استمرار وجود حركة “حماس” كقوّة على الأرض، رغم المحاولات الإسرائيلية لأكثر من 20 شهراً لتقويض حكمها، كما أظهرت وجود عصابة أبو شباب كقوّة تنافس حركة “حماس” أيضاً داخل القطاع، وتهدّد حكمها الداخلي.

عصابة أبو شباب

نما دور “أبو شباب” وعصابته، من سرقة المساعدات الإنسانية على طريق صلاح الدين شرق مدينة رفح ونهبها، إلى قوّة باتت تهدّد حركة “حماس” في قطاع غزّة وتنفّذ مهامّ قتالية ضدّ عناصرها في جنوب القطاع، بمساندة الجيش الإسرائيلي ودعمه.

أبو شباب كان معتقلاً لدى الأجهزة الأمنية في قطاع غزّة منذ العام 2015، بتهمة تجارة المخدّرات وترويجها وتعاطيها، وحُكم عليه بالسجن 25 عاماً. عصابته مكوّنة من مئات المسلّحين ببنادق كلاشنكوف، وفي حوزتهم سيارات دفع رباعي إحداها تحمل لوحة رقمية تابعة لإمارة الشارقة (دولة الإمارات) وفقاً لمقطع فيديو نشره نائب قائد العصابة غسان الدهيني عبر حسابه على موقع “فيسبوك”. 

بدأ أبو شباب ومجموعته الخروج من مناطق تمركزهم شرق رفح، إلى مدينة خان يونس، ونفّذت العصابة هجوماً على خان يونس يوم الاثنين 9 حزيران/ يونيو الماضي، اشتبكت فيه مع عناصر تابعة لحركة “حماس”، بالتزامن مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية فيها، وأدّى الاشتباك إلى مقتل 4 من “حماس”.

“حماس” أكّدت أن عناصرها الأربعة قُتلوا خلال اشتباك مع عصابة أبو شباب، بعد قصف نفّذه الطيران الإسرائيلي، في حين أكّد أبو شباب خلال منشور عبر حساباته على موقع “فيسبوك”، أن مقاتليه خاضوا اشتباكاً مع مسلّحين من الحركة وقتلوا أربعة منهم مع ذكر أسمائهم.

المنطقة التي دار فيها الاشتباك تشكّل تحوّلاً في عمل عصابة أبو شباب، كونها في عمق مدينة خان يونس، ما يعني خروجها من مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي، وخضوعها لمهامّ قتالية خاصّة.

يعكس الاشتباك الأخير أيضاً، درجة الاحترافية التي وصل إليها عناصر أبو شباب، وانكسار حاجز الخوف لديهم، ووجود تنسيق عالٍ مع الجيش الإسرائيلي، الذي كانت طائراته المسيّرة تحلّق فوق رؤوسهم خلال الاشتباك، وقصفت مسلّحي “حماس”.

جاء الاشتباك، بعد أيام قصيرة من إقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دعمه عصابة أبو شباب ضدّ حركة “حماس”، بناء على توصية من الجهات الأمنية، واصفاً ذلك بالأمر الجيّد لأنه ينقذ حياة جنود الجيش الإسرائيلي.

وأكّد نتانياهو أن قوّات الأمن “نشّطت مجموعات في غزّة معارضة لحماس”.

بدوره، قال زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، إن “الميليشيات التي يسلّحها نتانياهو أطلقت صواريخ على إسرائيل، وقاتلت مصر مع تنظيم الدولة، ويجب ألا تُسلّح”.

وأضاف ليبرمان الذي سبق له تولّي وزارتي الدفاع والمالية في إسرائيل، أن “الميليشيات التي يسلّحها نتانياهو شاركت في عمليّات قُتل فيها 13 جندياً إسرائيلياً، وضالعة في أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط”.

وفي إسرائيل صرّح مسؤولون أمنيون بأن المبادرة انطلقت من “الشاباك” الذي تربطه علاقات طويلة الأمد بهذه الجماعة، ودعم الجيش الخطّة كجزء من استراتيجية أوسع لإضعاف “حماس”.

وقال موقع “مفزاكي راعم” العبري إن “ميليشيا أبو شباب كانت مرتبطة سابقاً بتنظيم الدولة الإسلامية وتجارة المخدّرات”، في حين نقلت قناة “كان” العبرية أن “خطّة تسليح العصابات في قطاع غزّة، جاءت بمبادرة من جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) قبل نحو 6 أشهر”.

وذكرت القناة أنه “طُلب من رئيس الشاباك رونين بار تقديم أفكار حول كيفية إضعاف حماس، حيث تمّ الاتّفاق مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي عليها، ثم عرضاها على وزير الجيش يسرائيل كاتس الذي وافق على الخطّة، ثم توجّهوا إلى رئيس الوزراء الذي صادق عليها وبدأ تنفيذها”.

تبرئة العائلة

عائلة أبو شباب التي تندرج من قبيلة الترابين البدوية المعروفة، أكّدت أنها تابعت مقاطع فيديو تُظهر “مجموعات ياسر متورّطة في اشتباكات أمنية خطيرة، بل تعمل ضمن وحدات سرية، وتدعم قوّات الاحتلال الصهيوني التي تقتل أبناء شعبنا بوحشية”.

وأعلنت العائلة في بيان، براءتها التامّة من ياسر أبو شباب، وحثّت كلّ من انضمّ إلى مجموعاته الأمنية على أن يحذو حذوها، وأوضحت في البيان: “لا مانع لدينا من أن يقوم من حوله بتصفيته فوراً؛ ونؤكّد بوضوح أن دمه مهدور”.

أبو شباب بدوره سارع إلى نشر تعليق عبر حسابه على موقع “فيسبوك” أكّد فيه أن البيان غير صحيح، ولم يتمّ توقيعه من قبل شيخ عائلته، ولم يكتفِ أبو شباب بهذا النفي، بل ذهب إلى نشر دعوة لسكّان شرق رفح للمشاركة في أوّل “إدارة شعبية” في قطاع غزّة.

وقال أبو شباب: “الدعوة تأتي في ظلّ الفوضى والانهيار وغياب العدالة، وانطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية تجاه أهلنا شرق رفح”.

ويشمل التطوّع الذي طلبه أبو شباب لجان إغاثة ومساعدة، غرف طوارئ ميدانية، لجان تعليمية وتربوية للأطفال، وحدات إعلام ورصد وفضح الانتهاكات، تنسيق مساعدات دولية، حراسات شعبية وتنظيم مدني، دعم فنّي وإلكتروني للبنية التحتية المجتمعية.

نماذج أخرى

أبو شباب ليس النموذج الوحيد في قطاع غزّة، بل هناك مجموعات أخرى بدأت تتشكّل في عمق المدن داخل القطاع، في ظلّ استمرار حالة الفوضى وفقدان حركة “حماس” السيطرة الأمنية الكاملة.

“درج” علم من مصادر محلّية أن هناك مجموعة مسلّحة أخرى بدأت تتشكّل في قلب مدينة خان يونس، التي يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ هجومه فيها.

وبدأت هذه المجموعة الذي يقودها ضابط في أحد الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، التوسّع من خلال جلب عشرات المسلّحين، وحصولهم على تدريبات عسكرية، وحيازتهم بنادق كلاشنكوف وذخيرة، والتمركّز داخل أحياء سكنية.

هذه المجموعة تعرّضت لهجوم من قِبل حركة “حماس”، ولكنها استطاعت الاشتباك معها وقتل عدد من عناصرها، مما أتاح لها بعض القوّة والاستمرار في التشكيل في عمق مدينة خان يونس.

تهدّد هذه المجموعات التي بدأت تتشكّل وتتسلّح، ما تبقّى من حكم حركة “حماس” داخل قطاع غزّة، وإمكانية الذهاب إلى اشتباكات داخلية أكثر، والتسبّب في زيادة النزيف الفلسطيني.

01.07.2025
زمن القراءة: 5 minutes

أبو شباب ليس النموذج الوحيد في قطاع غزّة، بل هناك مجموعات أخرى بدأت تتشكّل في عمق المدن داخل القطاع، في ظلّ استمرار حالة الفوضى وفقدان حركة “حماس” السيطرة الأمنية الكاملة.

تحوّل مجمّع ناصر الطبّي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزّة، والمهدّد بالإخلاء من قِبل الجيش الإسرائيلي، إلى ساحة قتال عنيفة استمرّت لأكثر من ساعة، بعد هجوم عائلة عليه إثر خلاف مع حركة “حماس”، مما عرّض حياة الأطباء والجرحى والمراجعين داخل المجمّع للخطر.

لم تنتهِ القصّة هنا، حيث هاجمت مجموعة تابعة لياسر أبو شباب المتّهم بتلقّيه الدعم من إسرائيل، المجمّع في اليوم الثاني للاشتباكات التي وقعت الأربعاء 25 حزيران/ يونيو الماضي، وقامت بإطلاق النار بشكل عنيف على الأقسام الطبّية، بمساندة من طائرات مسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي.

سادت حالة من الغضب بين سكّان قطاع غزّة بسبب ما حدث داخل مجمّع ناصر، كونه المنشأة الطبّية الأخيرة التي لا تزال تعمل بشكل شبه كامل داخل القطاع، الذي يتعرّض لحرب إسرائيلية مدمّرة.

وصدّت قوّة شرطية تابعة لحركة “حماس” الهجوم ودار اشتباك قوّي داخل المجمّع الطبّي.

العائلة المهاجمة عبر لسان شيخها، دانت الهجوم، وطالبت الجهات الرسمية في القطاع ضرب كلّ من يحاول تخريب المستشفيات أو يطلق النار عليها بيد من حديد.

أظهرت هذه الاشتباكات استمرار وجود حركة “حماس” كقوّة على الأرض، رغم المحاولات الإسرائيلية لأكثر من 20 شهراً لتقويض حكمها، كما أظهرت وجود عصابة أبو شباب كقوّة تنافس حركة “حماس” أيضاً داخل القطاع، وتهدّد حكمها الداخلي.

عصابة أبو شباب

نما دور “أبو شباب” وعصابته، من سرقة المساعدات الإنسانية على طريق صلاح الدين شرق مدينة رفح ونهبها، إلى قوّة باتت تهدّد حركة “حماس” في قطاع غزّة وتنفّذ مهامّ قتالية ضدّ عناصرها في جنوب القطاع، بمساندة الجيش الإسرائيلي ودعمه.

أبو شباب كان معتقلاً لدى الأجهزة الأمنية في قطاع غزّة منذ العام 2015، بتهمة تجارة المخدّرات وترويجها وتعاطيها، وحُكم عليه بالسجن 25 عاماً. عصابته مكوّنة من مئات المسلّحين ببنادق كلاشنكوف، وفي حوزتهم سيارات دفع رباعي إحداها تحمل لوحة رقمية تابعة لإمارة الشارقة (دولة الإمارات) وفقاً لمقطع فيديو نشره نائب قائد العصابة غسان الدهيني عبر حسابه على موقع “فيسبوك”. 

بدأ أبو شباب ومجموعته الخروج من مناطق تمركزهم شرق رفح، إلى مدينة خان يونس، ونفّذت العصابة هجوماً على خان يونس يوم الاثنين 9 حزيران/ يونيو الماضي، اشتبكت فيه مع عناصر تابعة لحركة “حماس”، بالتزامن مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية فيها، وأدّى الاشتباك إلى مقتل 4 من “حماس”.

“حماس” أكّدت أن عناصرها الأربعة قُتلوا خلال اشتباك مع عصابة أبو شباب، بعد قصف نفّذه الطيران الإسرائيلي، في حين أكّد أبو شباب خلال منشور عبر حساباته على موقع “فيسبوك”، أن مقاتليه خاضوا اشتباكاً مع مسلّحين من الحركة وقتلوا أربعة منهم مع ذكر أسمائهم.

المنطقة التي دار فيها الاشتباك تشكّل تحوّلاً في عمل عصابة أبو شباب، كونها في عمق مدينة خان يونس، ما يعني خروجها من مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي، وخضوعها لمهامّ قتالية خاصّة.

يعكس الاشتباك الأخير أيضاً، درجة الاحترافية التي وصل إليها عناصر أبو شباب، وانكسار حاجز الخوف لديهم، ووجود تنسيق عالٍ مع الجيش الإسرائيلي، الذي كانت طائراته المسيّرة تحلّق فوق رؤوسهم خلال الاشتباك، وقصفت مسلّحي “حماس”.

جاء الاشتباك، بعد أيام قصيرة من إقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دعمه عصابة أبو شباب ضدّ حركة “حماس”، بناء على توصية من الجهات الأمنية، واصفاً ذلك بالأمر الجيّد لأنه ينقذ حياة جنود الجيش الإسرائيلي.

وأكّد نتانياهو أن قوّات الأمن “نشّطت مجموعات في غزّة معارضة لحماس”.

بدوره، قال زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، إن “الميليشيات التي يسلّحها نتانياهو أطلقت صواريخ على إسرائيل، وقاتلت مصر مع تنظيم الدولة، ويجب ألا تُسلّح”.

وأضاف ليبرمان الذي سبق له تولّي وزارتي الدفاع والمالية في إسرائيل، أن “الميليشيات التي يسلّحها نتانياهو شاركت في عمليّات قُتل فيها 13 جندياً إسرائيلياً، وضالعة في أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط”.

وفي إسرائيل صرّح مسؤولون أمنيون بأن المبادرة انطلقت من “الشاباك” الذي تربطه علاقات طويلة الأمد بهذه الجماعة، ودعم الجيش الخطّة كجزء من استراتيجية أوسع لإضعاف “حماس”.

وقال موقع “مفزاكي راعم” العبري إن “ميليشيا أبو شباب كانت مرتبطة سابقاً بتنظيم الدولة الإسلامية وتجارة المخدّرات”، في حين نقلت قناة “كان” العبرية أن “خطّة تسليح العصابات في قطاع غزّة، جاءت بمبادرة من جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) قبل نحو 6 أشهر”.

وذكرت القناة أنه “طُلب من رئيس الشاباك رونين بار تقديم أفكار حول كيفية إضعاف حماس، حيث تمّ الاتّفاق مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي عليها، ثم عرضاها على وزير الجيش يسرائيل كاتس الذي وافق على الخطّة، ثم توجّهوا إلى رئيس الوزراء الذي صادق عليها وبدأ تنفيذها”.

تبرئة العائلة

عائلة أبو شباب التي تندرج من قبيلة الترابين البدوية المعروفة، أكّدت أنها تابعت مقاطع فيديو تُظهر “مجموعات ياسر متورّطة في اشتباكات أمنية خطيرة، بل تعمل ضمن وحدات سرية، وتدعم قوّات الاحتلال الصهيوني التي تقتل أبناء شعبنا بوحشية”.

وأعلنت العائلة في بيان، براءتها التامّة من ياسر أبو شباب، وحثّت كلّ من انضمّ إلى مجموعاته الأمنية على أن يحذو حذوها، وأوضحت في البيان: “لا مانع لدينا من أن يقوم من حوله بتصفيته فوراً؛ ونؤكّد بوضوح أن دمه مهدور”.

أبو شباب بدوره سارع إلى نشر تعليق عبر حسابه على موقع “فيسبوك” أكّد فيه أن البيان غير صحيح، ولم يتمّ توقيعه من قبل شيخ عائلته، ولم يكتفِ أبو شباب بهذا النفي، بل ذهب إلى نشر دعوة لسكّان شرق رفح للمشاركة في أوّل “إدارة شعبية” في قطاع غزّة.

وقال أبو شباب: “الدعوة تأتي في ظلّ الفوضى والانهيار وغياب العدالة، وانطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية تجاه أهلنا شرق رفح”.

ويشمل التطوّع الذي طلبه أبو شباب لجان إغاثة ومساعدة، غرف طوارئ ميدانية، لجان تعليمية وتربوية للأطفال، وحدات إعلام ورصد وفضح الانتهاكات، تنسيق مساعدات دولية، حراسات شعبية وتنظيم مدني، دعم فنّي وإلكتروني للبنية التحتية المجتمعية.

نماذج أخرى

أبو شباب ليس النموذج الوحيد في قطاع غزّة، بل هناك مجموعات أخرى بدأت تتشكّل في عمق المدن داخل القطاع، في ظلّ استمرار حالة الفوضى وفقدان حركة “حماس” السيطرة الأمنية الكاملة.

“درج” علم من مصادر محلّية أن هناك مجموعة مسلّحة أخرى بدأت تتشكّل في قلب مدينة خان يونس، التي يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ هجومه فيها.

وبدأت هذه المجموعة الذي يقودها ضابط في أحد الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، التوسّع من خلال جلب عشرات المسلّحين، وحصولهم على تدريبات عسكرية، وحيازتهم بنادق كلاشنكوف وذخيرة، والتمركّز داخل أحياء سكنية.

هذه المجموعة تعرّضت لهجوم من قِبل حركة “حماس”، ولكنها استطاعت الاشتباك معها وقتل عدد من عناصرها، مما أتاح لها بعض القوّة والاستمرار في التشكيل في عمق مدينة خان يونس.

تهدّد هذه المجموعات التي بدأت تتشكّل وتتسلّح، ما تبقّى من حكم حركة “حماس” داخل قطاع غزّة، وإمكانية الذهاب إلى اشتباكات داخلية أكثر، والتسبّب في زيادة النزيف الفلسطيني.