fbpx

فأر الحقل ينقضّ على القمح السوري… على وقع التغير المناخي!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لم يقتصر الخطر الذي يهدد محصول القمح هذا العام، على نقص الأمطار وانتشار القوارض، إذ غزت حقول القمح في شمال غربي سوريا عموماً وفي منطقة سهل الغاب بخاصة، حشرة حفار أوراق النجيليات، التي تتغذى على أوراق نباتات القمح والشعير.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“منذ عام 2014، فررت بعائلتي من منطقة سهل الغاب التي كانت تتعرض للقصف من قوات النظام، لتستقر بي الحال وعائلتي و3 رؤوس من الأبقار في مخيمات منطقة حارم غرب إدلب، لم تكن حياة الخيام سهلة لا سيما مع رؤوس ماشية”.

على تلة ترتفع أمتاراً قليلة عن حقله الزراعي، يجلس صادر السبيع يتأمل بحسرة ما حلّ بمحصول القمح، بعدما غابت الأمطار عنه لفترة طويلة، ومالت أوراق القمح الخضراء إلى اللون الأصفر، بسبب حشرة غريبة أتت على أكثر من 40 في المئة من حقل صادر البالغ 37 دونماً في منطقة سهل الغاب غرب محافظة حماة.

 “في مطلع عام 2023، قررت العودة وزرع أرضي في منطقة سهل الغاب، بعدما هدأ الوضع الميداني نسبياً. بعت بقرتين من أصل 5 أبقار، لتأمين تكاليف الزراعة من حراثة وبذار وأسمدة وأدوية. وبلغت التكلفة الأولية لزراعة الأرض 2400 دولار أميركي، وفيما كنت أطمح الى تحقيق ربح وفير من خلال هذا المبلغ المالي، أستطيع من خلاله بناء منزل لي ولأسرتي والتخلص من حياة الخيام، إلا أن غياب الأمطار وانتشار الآفات، جرفا أحلامي التي تحولت الى كابوس، بعدما تقهقرت حال محصول القمح وتراجع نموّه، إضافة إلى شحوب الأوراق وجفافها. عندها، لم أعد أفكر في الأرباح، بل بالحد من الخسارة وإعادة رأس المال. انقطع المطر لأكثر من شهر ونصف الشهر في الفترة التي يكون فيها القمح بأمس الحاجة إليه، وارتفعت حرارة الطقس، ما سبّب انتشار الحشرات في حقلي وتدمير أحلامي”. 

” يجلس صادر السبيع يتأمل بحسرة ما حلّ بمحصول القمح، بعدما غابت الأمطار عنه لفترة طويلة، ومالت أوراق القمح الخضراء إلى اللون الأصفر، بسبب حشرة غريبة أتت على أكثر من 40 في المئة من حقل صادر البالغ 37 دونماً”

خسارة المحاصيل الزراعية 

تراجعت كميات الأمطار في سوريا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ما انعكس على أحوال المحاصيل لا سيما القمح والشعير وحبة البركة… بحسب المهندس الزراعي محمد الحمدي، “إذ يحتاج محصول القمح إلى نسب هطول تتراوح بين 250 و400 ملم حتى يصل الى إنتاجية تفوق الـ400 كيلوغرام للدونم الواحد في منطقة سهل الغاب الاستراتيجية لزراعة القمح. إلا أن النسب لم تتعدَّ، خلال العام الحالي، الـ180 ملم  في شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير اللذين يعتبران الأهم من حيث الأمطار  الضرورية للقمح، إذ يرشّ المزارعون خلالهما الأسمدة. ونتيجة لذلك، ينذر هذا العام بمحصول متدهور، ما يعني خسارة كبيرة للمزارعين”.

وبحسب النشرة الطقسية للمديرية العامة للأرصاد، فإن نسب الهطول المطري في منطقة سهل الغاب لم تتعدَّ حتى مطلع شهر شباط 2023، الـ 1543ملم مقابل 138 ملم العام الماضي، في حين أن المعدل السنوي للأمطار في المحافظة كان يسجل في السنوات الماضية 337 ملم.  

حال العم صادر لم تكن أفضل مقارنة بجيرانه، بخاصة عامر المحمود، الذي استأجر أرضاً زراعية تبلغ مساحتها 72 دونماً زرعها قمحاً في منطقة سهل الغاب، إلا أن فأر الحقل دمّر أكثر من 13 دونماً منها. إذ إن توافر البيئة والحرارة المناسبين جعل الفأر يتغلب على أساليب مكافحته، يروي عامر المحمود لـ”درج”، “كان الفأر ينتشر سنوياً بمساحات محدودة ويتم القضاء عليه، لكنه انتشر بشكل كبير العام الحالي والعام الذي سبقه، رغم شراء أدوية المكافحة المثالية مثل عبوة غاز فوسفيد الألمنيوم(سعرها 14 دولاراً)، والتي تكفي لهكتار واحد”. إلا أن النتيجة لم تكن على قدر توقعات المحمود، إذ رأى حقله يتدمّر أمام عينيه في غياب أي حيلة يستطيع القيام بها. 

انتشار القوارض والحشرات

تقدَّر المساحة المزروعة بالقمح في منطقة سهل الغاب الاستراتيجية لزراعة القمح، بحسب المهندس الزراعي خالد الأحمد، بـ 42 ألف دونم، وقد تعرضت خلال هذا العام لانخفاض نسب هطول الأمطار، ما أثر سلباً على نمو القمح. في حين لعبت درجات الحرارة المرتفعة التي سيطرت على المنطقة دوراً رئيساً في انتشار  وتكاثر فأر الحقل الذي يحتاج القضاء عليه الى درجة حرارة متدنية جداً ولمدة 20 يوماً، ليموت جوعاً في جحوره بحقول القمح. وهذا الأمر لم يتحقق هذا العام، إذ لم تنخفض درجة الحرارة، التي سجلت خلال شهري شباط وآذار ارتفاعاً وصل إلى 25 درجة، فهاجم فأر الحقل القمح وحد من نمو السنابل، وأثر سلباً في أطوار نمو النباتات.

ولفت الأحمد إلى أن غياب الأمطار في فصل الشتاء أدى هو الآخر إلى تكاثر القوارض التي تحفر باطن الأرض وتنشئ مساكن كانت تتدمر سابقاً بفعل تساقط الأمطار. لكن هذا العام، وفي ظل شح الأمطار، نشطت تلك القوارض في الغذاء والتكاثر حتى باتت تشكل خطراً حقيقياً على مستقبل المحاصيل الزراعية. 

بلغ إنتاج القمح في سوريا خلال عامي  2009 – 2010، 4 ملايين طن، إلا أنه تراجع إلى مليون ونصف المليون طن في عام 2022  بسبب الحرب من جهة والتغير المناخي من جهة أخرى، والذي كان العامل الأساسي في تراجع الإنتاجية بالبلاد المهدّدة بالمجاعة في السنوات المقبلة وفق الخبير الاقتصادي رامي الكامل.  

تراجع الأمطار وزيادة الجفاف

تشير دراسة صادرة عن شبكة الخبراء المعنية بالتغيرات المناخية في البحر، عام  2022، إلى أن الفترة الزمنية بين عامي 2008 و2019 شهدت ارتفاعاً  في الحرارة بمقدار درجتين، ما يعني تسارعاً متصاعداً في معدل الفارق الحراري العام، والذي بدوره يفضي إلى تراجع معدلات هطول الأمطار المصحوب بارتفاع درجات الحرارة، وإلى ظروف مناخية أكثر جفافاً. وبالفعل، عانت سوريا جفافاً مضافاً وتراجعاً في كمية المتساقطات في السنوات 2019-2022، مقابل ارتفاع في درجات الحرارة.

لم يقتصر الخطر الذي يهدد محصول القمح هذا العام، على نقص الأمطار وانتشار القوارض بحسب الخبير الزراعي أمجد العواد، إذ غزت حقول القمح في شمال غربي سوريا عموماً وفي منطقة سهل الغاب بخاصة، حشرة حفار أوراق النجيليات، التي تتغذى على أوراق نباتات القمح والشعير، حيث تحفر اليرقة في النصف العلوي من الورقة، ما يكسبها لوناً بنياً في البداية، ومن ثم أصفر شاحباً. علماً أن هذه الحشرة تظهر  في شهر آذار فقط، وتلجأ بعدها الى الاحتماء داخل التربة. 

وأشار العواد الى أن الحشرة ليست جديدة،  إلا أنها تحولت خلال 2023 الى جائحة أصابت حقول القمح في المنطقة التي تحوي أكثر من 40 ألف دونم من القمح والشعير، بسبب الارتفاع الملحوظ بدرجات الحرارة وغياب الأمطار، فيما تحتاج المكافحة السريعة لهذه الحشرة الى قدرة مالية كبيرة ليست متوافرة لدى المزارعين، الذين خسروا محاصيلهم على مدى 12 عاماً من الحرب، بسبب القصف المتواصل من قوات النظام وروسيا المتمركزة في معسكر جورين، وسط إهمال المنظمات الإقليمية والدولية للقطاع الزراعي في شمال غربي البلاد، ما أدى الى ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية وغياب الأسواق لتصريف المحاصيل. 

وبيّنت دراسة أصدرتها منظمة الزراعة والأغذية العالمية، أن نسب الهطول المطري تراجعت في سوريا إلى مستوى خطير ينذر بتراجع الزراعة والغذاء في عموم البلاد، ففي محافظة إدلب مثلاً تراجع الهطول المطري من 151 ملم عام 2012 إلى 82 ملم في شتاء 2021  وفي محافظة حلب من 147 ملم عام 2012 إلى 68 ملم عام 2021. وبحسب المنظمة، شهد عام 2022 انقطاعاً للأمطار وارتفاعاً في درجات الحرارة. 

محمد أبو شحمة- صحفي فلسطيني | 11.10.2024

ضغط عسكري على الشمال ومجازر في جنوبه… عدوان “إسرائيل” في غزة لا يتوقّف

يمارس الجيش الإسرائيلي ضغطاً عسكرياً على سكان المخيم بهدف دفعهم إلى النزوح لجنوب القطاع، تنفيذاً لما يُعرف بخطة "الجنرالات" التي وضعها اللواء الإسرائيلي المتقاعد غيورا إيلاند، والهادفة إلى إجلاء المدنيين بعد حصار محكم.
20.04.2023
زمن القراءة: 5 minutes

لم يقتصر الخطر الذي يهدد محصول القمح هذا العام، على نقص الأمطار وانتشار القوارض، إذ غزت حقول القمح في شمال غربي سوريا عموماً وفي منطقة سهل الغاب بخاصة، حشرة حفار أوراق النجيليات، التي تتغذى على أوراق نباتات القمح والشعير.

“منذ عام 2014، فررت بعائلتي من منطقة سهل الغاب التي كانت تتعرض للقصف من قوات النظام، لتستقر بي الحال وعائلتي و3 رؤوس من الأبقار في مخيمات منطقة حارم غرب إدلب، لم تكن حياة الخيام سهلة لا سيما مع رؤوس ماشية”.

على تلة ترتفع أمتاراً قليلة عن حقله الزراعي، يجلس صادر السبيع يتأمل بحسرة ما حلّ بمحصول القمح، بعدما غابت الأمطار عنه لفترة طويلة، ومالت أوراق القمح الخضراء إلى اللون الأصفر، بسبب حشرة غريبة أتت على أكثر من 40 في المئة من حقل صادر البالغ 37 دونماً في منطقة سهل الغاب غرب محافظة حماة.

 “في مطلع عام 2023، قررت العودة وزرع أرضي في منطقة سهل الغاب، بعدما هدأ الوضع الميداني نسبياً. بعت بقرتين من أصل 5 أبقار، لتأمين تكاليف الزراعة من حراثة وبذار وأسمدة وأدوية. وبلغت التكلفة الأولية لزراعة الأرض 2400 دولار أميركي، وفيما كنت أطمح الى تحقيق ربح وفير من خلال هذا المبلغ المالي، أستطيع من خلاله بناء منزل لي ولأسرتي والتخلص من حياة الخيام، إلا أن غياب الأمطار وانتشار الآفات، جرفا أحلامي التي تحولت الى كابوس، بعدما تقهقرت حال محصول القمح وتراجع نموّه، إضافة إلى شحوب الأوراق وجفافها. عندها، لم أعد أفكر في الأرباح، بل بالحد من الخسارة وإعادة رأس المال. انقطع المطر لأكثر من شهر ونصف الشهر في الفترة التي يكون فيها القمح بأمس الحاجة إليه، وارتفعت حرارة الطقس، ما سبّب انتشار الحشرات في حقلي وتدمير أحلامي”. 

” يجلس صادر السبيع يتأمل بحسرة ما حلّ بمحصول القمح، بعدما غابت الأمطار عنه لفترة طويلة، ومالت أوراق القمح الخضراء إلى اللون الأصفر، بسبب حشرة غريبة أتت على أكثر من 40 في المئة من حقل صادر البالغ 37 دونماً”

خسارة المحاصيل الزراعية 

تراجعت كميات الأمطار في سوريا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ما انعكس على أحوال المحاصيل لا سيما القمح والشعير وحبة البركة… بحسب المهندس الزراعي محمد الحمدي، “إذ يحتاج محصول القمح إلى نسب هطول تتراوح بين 250 و400 ملم حتى يصل الى إنتاجية تفوق الـ400 كيلوغرام للدونم الواحد في منطقة سهل الغاب الاستراتيجية لزراعة القمح. إلا أن النسب لم تتعدَّ، خلال العام الحالي، الـ180 ملم  في شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير اللذين يعتبران الأهم من حيث الأمطار  الضرورية للقمح، إذ يرشّ المزارعون خلالهما الأسمدة. ونتيجة لذلك، ينذر هذا العام بمحصول متدهور، ما يعني خسارة كبيرة للمزارعين”.

وبحسب النشرة الطقسية للمديرية العامة للأرصاد، فإن نسب الهطول المطري في منطقة سهل الغاب لم تتعدَّ حتى مطلع شهر شباط 2023، الـ 1543ملم مقابل 138 ملم العام الماضي، في حين أن المعدل السنوي للأمطار في المحافظة كان يسجل في السنوات الماضية 337 ملم.  

حال العم صادر لم تكن أفضل مقارنة بجيرانه، بخاصة عامر المحمود، الذي استأجر أرضاً زراعية تبلغ مساحتها 72 دونماً زرعها قمحاً في منطقة سهل الغاب، إلا أن فأر الحقل دمّر أكثر من 13 دونماً منها. إذ إن توافر البيئة والحرارة المناسبين جعل الفأر يتغلب على أساليب مكافحته، يروي عامر المحمود لـ”درج”، “كان الفأر ينتشر سنوياً بمساحات محدودة ويتم القضاء عليه، لكنه انتشر بشكل كبير العام الحالي والعام الذي سبقه، رغم شراء أدوية المكافحة المثالية مثل عبوة غاز فوسفيد الألمنيوم(سعرها 14 دولاراً)، والتي تكفي لهكتار واحد”. إلا أن النتيجة لم تكن على قدر توقعات المحمود، إذ رأى حقله يتدمّر أمام عينيه في غياب أي حيلة يستطيع القيام بها. 

انتشار القوارض والحشرات

تقدَّر المساحة المزروعة بالقمح في منطقة سهل الغاب الاستراتيجية لزراعة القمح، بحسب المهندس الزراعي خالد الأحمد، بـ 42 ألف دونم، وقد تعرضت خلال هذا العام لانخفاض نسب هطول الأمطار، ما أثر سلباً على نمو القمح. في حين لعبت درجات الحرارة المرتفعة التي سيطرت على المنطقة دوراً رئيساً في انتشار  وتكاثر فأر الحقل الذي يحتاج القضاء عليه الى درجة حرارة متدنية جداً ولمدة 20 يوماً، ليموت جوعاً في جحوره بحقول القمح. وهذا الأمر لم يتحقق هذا العام، إذ لم تنخفض درجة الحرارة، التي سجلت خلال شهري شباط وآذار ارتفاعاً وصل إلى 25 درجة، فهاجم فأر الحقل القمح وحد من نمو السنابل، وأثر سلباً في أطوار نمو النباتات.

ولفت الأحمد إلى أن غياب الأمطار في فصل الشتاء أدى هو الآخر إلى تكاثر القوارض التي تحفر باطن الأرض وتنشئ مساكن كانت تتدمر سابقاً بفعل تساقط الأمطار. لكن هذا العام، وفي ظل شح الأمطار، نشطت تلك القوارض في الغذاء والتكاثر حتى باتت تشكل خطراً حقيقياً على مستقبل المحاصيل الزراعية. 

بلغ إنتاج القمح في سوريا خلال عامي  2009 – 2010، 4 ملايين طن، إلا أنه تراجع إلى مليون ونصف المليون طن في عام 2022  بسبب الحرب من جهة والتغير المناخي من جهة أخرى، والذي كان العامل الأساسي في تراجع الإنتاجية بالبلاد المهدّدة بالمجاعة في السنوات المقبلة وفق الخبير الاقتصادي رامي الكامل.  

تراجع الأمطار وزيادة الجفاف

تشير دراسة صادرة عن شبكة الخبراء المعنية بالتغيرات المناخية في البحر، عام  2022، إلى أن الفترة الزمنية بين عامي 2008 و2019 شهدت ارتفاعاً  في الحرارة بمقدار درجتين، ما يعني تسارعاً متصاعداً في معدل الفارق الحراري العام، والذي بدوره يفضي إلى تراجع معدلات هطول الأمطار المصحوب بارتفاع درجات الحرارة، وإلى ظروف مناخية أكثر جفافاً. وبالفعل، عانت سوريا جفافاً مضافاً وتراجعاً في كمية المتساقطات في السنوات 2019-2022، مقابل ارتفاع في درجات الحرارة.

لم يقتصر الخطر الذي يهدد محصول القمح هذا العام، على نقص الأمطار وانتشار القوارض بحسب الخبير الزراعي أمجد العواد، إذ غزت حقول القمح في شمال غربي سوريا عموماً وفي منطقة سهل الغاب بخاصة، حشرة حفار أوراق النجيليات، التي تتغذى على أوراق نباتات القمح والشعير، حيث تحفر اليرقة في النصف العلوي من الورقة، ما يكسبها لوناً بنياً في البداية، ومن ثم أصفر شاحباً. علماً أن هذه الحشرة تظهر  في شهر آذار فقط، وتلجأ بعدها الى الاحتماء داخل التربة. 

وأشار العواد الى أن الحشرة ليست جديدة،  إلا أنها تحولت خلال 2023 الى جائحة أصابت حقول القمح في المنطقة التي تحوي أكثر من 40 ألف دونم من القمح والشعير، بسبب الارتفاع الملحوظ بدرجات الحرارة وغياب الأمطار، فيما تحتاج المكافحة السريعة لهذه الحشرة الى قدرة مالية كبيرة ليست متوافرة لدى المزارعين، الذين خسروا محاصيلهم على مدى 12 عاماً من الحرب، بسبب القصف المتواصل من قوات النظام وروسيا المتمركزة في معسكر جورين، وسط إهمال المنظمات الإقليمية والدولية للقطاع الزراعي في شمال غربي البلاد، ما أدى الى ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية وغياب الأسواق لتصريف المحاصيل. 

وبيّنت دراسة أصدرتها منظمة الزراعة والأغذية العالمية، أن نسب الهطول المطري تراجعت في سوريا إلى مستوى خطير ينذر بتراجع الزراعة والغذاء في عموم البلاد، ففي محافظة إدلب مثلاً تراجع الهطول المطري من 151 ملم عام 2012 إلى 82 ملم في شتاء 2021  وفي محافظة حلب من 147 ملم عام 2012 إلى 68 ملم عام 2021. وبحسب المنظمة، شهد عام 2022 انقطاعاً للأمطار وارتفاعاً في درجات الحرارة.