fbpx

فرنسا: لماذا لن ينجح ماكرون في تجريم معاداة الصهيونية ومساواتها بالعداء للسامية؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ماذا سيفعل ماكرون إذا طالب الشيوعيون غداً بقانون يجرّم معاداة الشيوعية؟ وكيف سيردّ على الليبراليين مثلاً إذا طالبوه بسنّ تشريع يحرّم معاداة العولمة؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

هل يمكننا أن نعادي الحركة الصهيونية ونواجه سياسة إسرائيل وننتقدها في العلن، من دون أن توجّه إلينا اتهامات بكراهية اليهود ومعاداة السامية؟

سؤال ربما يرى فيه كثيرون إجابةً بديهية: نعم. لكنّ الأمر ليس بهذه السهولة في فرنسا اليوم، بخاصة بعد الكلام الأخير لرئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون أمام المجلس التمثيلي للجمعيات اليهودية (CRIF)، الذي استعاد فيه بعضاً من كلام رئيس الحكومة الأسبق مانويل فالس عن تجريم معاداة الصهيونية لاعتبارها شكلاً “حديثاً” من أشكال معاداة السامية.

كلام ماكرون في العشاء السنوي للـCRIF، جاء بشكل متوازٍ مع اقتراح النائب سيلڤان مايار، سنّ قانون يجرّم معاداة الصهيونية في فرنسا ما خلق بلبلة في عموم الطبقة السياسية ولدى الأكثرية البرلمانية (حزب ماكرون) التي “لن تذهب إلى التصويت على مشروع يجرّم حرّية الرأي والنقد السياسي” بحسب المعلومات التي نشرتها “فرانس انفو” نهاية الأسبوع.

ويعزّز رافضو هذا القانون حجّتهم بالقول إنّ “معاداة الصهيونية تعني تعبيراً عن رفض فكرة تيودور هرتزل، مؤسس الحركة الصهيونية، وبالتالي رفض إنشاء وطن لليهود على أرض مسلوبة”. ويذهب هؤلاء إلى رفض المحاججة التي يسوقها الفريق الداعم القانون، تلك التي تربط الأفعال المعادية للسامية بالحقبة النازية وسنوات الرعب التي طبعتها الهولوكوست، إذ إنّ فكرة الحركة الصهيونية قديمة جداً وتعود إلى نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن الماضي، لكنّ الهولوكوست أسّست لسياق مختلف لمستقبل اليهود في أوروبا والعالم.

في الشقّ القانوني، يبدو تمرير المشروع مستحيلاً لأنه مرتبط بـ”فكرة سياسية” لا تحرّض على كراهية باسم الدين أو العرق أو اللون. وفي الشق السياسي، لن يحظى القانون بأكثرية برلمانية، على رغم امتلاك الرئيس ماكرون العدد الأكبر من النواب الذي يخوّله تمرير المشاريع التي يريد، لأنّ الأمر سيفتح المجال لنقاش أوسع عن مدى الحريات السياسية في البلاد. ماذا سيفعل ماكرون إذا طالب الشيوعيون غداً بقانون يجرّم معاداة الشيوعية؟ وكيف سيردّ على الليبراليين مثلاً إذا طالبوه بسنّ تشريع يحرّم معاداة العولمة؟

كلام ماكرون الذي تبدّل في غضون ساعات، جاء بعد ضغط من الـ CRIF الذي عبّر مراراً عن استيائه من عدم سنّ قانون يجرّم معاداة الصهيونية بخاصة في حالة الأشخاص الذين يستخدمون لفظة “صهيوني” بدل “يهودي” (حالة المغنّي ديودونيه والكاتب آلان سورال) منعاً من المتابعة القضائية وهي حالة انتشرت في سنوات التسعينات لدى التيارات اليمينية المتطرفة (GUD) التي رفعت شعار “في باريس، كما في غزة، انتفاضة” والتي أحسن التعبير عنها روّاد في “تحريف تاريخ المحرقة” (négationniste) كموريس بارديش وفرانسوا دوپرا.

أقلام ومنابر كثيرة عبّرت عن دور الجمعيات اليهودية (التي يحمل اسمها الـ CRIF عالياً) كتجمع “يهود فرنسا من أجل السلام” الذي همس من باب اللوبي اليهودي الضاغط منذ سنوات على مراكز القرار الرئيسية في فرنسا.

النظرية التي تقول بحتمية معاداة السامية أو كراهية اليهود في إطار معاداة الصهيونية، يسوقها البعض في عرضه لمسلسل الموت البطيء الذي تعرّضت له الحركة الصهيونية في محطات تاريخية، ليس آخرها تأسيس دولة إسرائيل عام 1948 (لكنّها أبرزها)، إذ كرّست الهدف النهائي من الصهيونية، وإجماع غربي عليها كحركة تحرّر وطني وكنموذج أنتي-استعماري، طرد الإنكليز من الأراضي الفلسطينية، هو نشأة الدولة. الولادة التي لاقت حماسة سوفياتية، تجسّدت بالاعتراف باسرائيل وبحلم التحاق الدولة الجديدة بالمعسكر الشيوعي.

تاريخٌ من اللاسامية الأوروبية

عوامل كثيرة ساهمت في نشأة تلك التيارات المعادية للسامية في فرنسا منتصف القرن التاسع عشر، بعدما تحوّلت البلاد من أطرها الكنسية الكاثوليكية التي قالت بـ”قتل اليهود للرب”، إلى ساحات الاشتراكية التي لم تكن بعيدة من تكريس الكراهية تجاه اليهود.

يتمظهر العداء المسيحي بشكل واضح في رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تيسالونيكي “اليهود قتلوا يسوع والأنبياء وهم أعداء كل البشر”، ولم تتغيّر تلك اللهجة المسيحية المعادية لليهود حتى عام 1965، عندما تخلّى المجمع الفاتيكاني الثاني في وثيقته “نوسترا ايتاتي” – التي تعرّف علاقة الكنيسة بالأديان الأخرى غير المسيحية- عن التهم الموجّهة لليهود بقتل يسوع والأنبياء. وأكّدت تعاليم الكنيسة الكاثوليكية عام 1992، أنّ اليهود غير مسؤولين عن موت نبي المسيحية، مستعيدة حجة “مجمع ترنت”، في القرن السادس عشر ميلادي حول “جهل” الشعب اليهودي و”لا وعيه”.

ومن نافل القول إنّ مأسسة اللاسامية في فرنسا لا علاقة لها بمحاججة اعتباطية تعيد السبب إلى صعود الفاشية (موسوليني) والنازية (هتلر) في عشرينات القرن الماضي – ولا أنكر هنا دورها الكارثي وانعكاساتها السلبية لا سيّما في فرنسا الپيتانية – بل جذورها كانت دائماً في المرحلة اللادينية، على اليسار وفي الحركة الاشتراكية أعمق وأشدّ وأكثر تأثيراً.

في نشأة التيارات المعادية لليهود

للحديث عن الجذور المؤسسة لكراهية اليهود في فرنسا، لا بدّ من العودة إلى كتاب المؤرخ ميشال درايفوس “اللاسامية عند اليسار، المفارقة التاريخية منذ 1830 حتى يومنا هذا”، الذي يستعيد عشرات الأوراق البحثية والتحليلات من بينها تلك التي عمل عليها المفكّر الماركسي ماكسيم رودنسون، الناجي من معسكرات الإبادة والذي اختار معارضة الصهيونية، وهي الأعمال التي استند إليها أيضاً المفكر الفرنسي دومينيك فيدال العام الماضي للرد على كلمة ايمانويل ماكرون في ذكرى ترحيل يهود فرنسا (ڤيل ديڤ) بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتانياهو في باريس.

كلام رودنسون في معارضته الصهيونية “هي حركة ايديولوجية قومية تقوم على طرد شعب من أرضه لإحلال شعب آخر مكانة. خطورتها تكمن في دعوتها إلى حصر هوية الأرض بيهوديتها وباعتبارها أرض ميعاد لشعب مطرود من كل الأراضي”، لا ينطوي فقط على قراءة سياسية للصهيونية، إنما على مخزون تاريخي يعيد منشأ الحركة الأول إلى أربع مسلّمات: وجود شعب يهودي، تشتّت في أنحاء العالم وعدم استيعابه في المجتمعات التي يتواجد فيها، حقه في “أرض الميعاد” وعدم وجود شعب له حق في تلك الأرض غير الشعب اليهودي. يختصر دومينية فيدال تلك المسلمات في جملة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض” للكاتب الإنكليزي اليهودي الذي كرّس قلمه لخدمة الحركة الصهيونية يسرائيل زانغويل.

تكوّنت صورة نمطية عن اليهودي في السنوات الثلاثين الأولى من القرن التاسع عشر، تلك التي شهدت بدايات الثورة الصناعية ونشأة الاشتراكية الطوباوية (هنري كلود دو سان سيمون وشارل فورييه) وانتشار الفلانستير (phalanstère) كنظام حياة اجتماعية تشاركية، جعلت منه المستفيد الأوّل من النظام الرأسمالي والمصرفي وكانت في كثير من الأحوال تتأثر بانطباعات مخترع كلمة «socialisme» بيار لورو في دوريتهRevue Sociale، التي كانت تموّلها جورج ساند. تطوّر مفهوم لورو الذي عادى اليهود من منطلق لقاء تيارين: أنتي – يهودي تقليدي (مردّه كاثوليكي) واشتراكي خيالي (مردّه لا إنتاجية اليهود)، إلى مفهوم مادي ونقدي أوسع مع فورييه الذي اعتبر أنّ خطيئة الثورة الفرنسية ستبقى أنّها حرّرت اليهود ما سيجعل المجتمعات الإنتاجية في جمهورية ما بعد الثورة مرتبطة بشكل أو بآخر بأداء وسلوك اليهود في البنى الاقتصادية.

مع نشره كتابه الشهير “اليهود ملوك العصر” (عام 1845) يمكن اعتبار ألفونس توسونيل مؤسس التيار المعادي للسامية في بنى اليسار الفرنسي. كانت لفظة يهودي بالنسبة إلى توسونيل تفوق هذه الصورة النمطية للمصرفي أو الثري، كأن تعني أولاً “الطفيلي، غير المنتج، المرابي”. وضع توسونيل اليهود والبروتستانت في الخانة ذاتها، واستنتج أن تحرّر اليهود من أسيادهم سيجعل الأسياد عبيداً لديهم في وقت لاحق. وجّه عشرات الكتاب في القرن الماضي تحية لتوسونيل ولكتابه، وكتب فيه ادوارد درومون صاحب كتاب “فرنسا اليهودية”: “سيبقى كتاب توسونيل حاضراً في وجدان المشهد الفرنسي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لما له من دور بارز في كشف حقيقة اليهود في أوروبا”.

بعد سنتين من ظهور كتاب توسونيل، خرج بيار-جوزف برودون – أحد أبرز وجوه الاشتراكية اللاسلطوية- بتعريفات جديدة للكراهية ضد اليهود تظهر فيها للمرة الأولى صفة “العرق” أو “الإثنية”: “هذه سلالة/ عرق خطير يجب إنهاؤها بالنار والحديد وإفناؤها إلى غير رجعة”. يرجع كثيرون هذا الهوس بكراهية اليهود عند برودون، إلى حقده الدفين إزاء كارل ماركس الذي اتهمه بسوء فهم النظريات الاقتصادية وضعف تحليلاته. أصبح برودون الأكثر تأثيراً في أواسط الكتاب والمفكرين الذي عادوا اليهود كدرومون وشارل موراس والمفكرين النازيين والصحافة العميلة، كما أنّه ترك بصمة عميقة في الحركة العمالية والنقابية الفرنسية (راجع دانيال غيران).

سرعان ما تحوّلت كوزموبوليتانية المصرفيين اليهود وستارة “روتشيلد” إلى نقيض للأممية البروليتارية بمفهوم الاشتراكية السائدة في النصف الثاني من القرن التاسع العشر، وعلى رغم دخول ثلاث شخصيات يهودية إلى البرلمان عام 1842، وتسمية وزيرين في حكومة 1848، فإنّ “المسألة اليهودية” كانت أبعد من أن تحلّ في اندماج اليهود في الحياة السياسية الفرنسية.

قبل أن تنقسم البلاد حول قضية الضابط اليهودي درايفوس الذي اتهمته أجهزة الدولة بالعمالة (فقط لأنه يهودي ومحط شكوكية مسبقة) كان للتيار الاشتراكي البلانكيست أثر عميق في العلاقة مع يهود فرنسا: كانت اللاسامية أو معاداة اليهود قضية غير مركزية عند أوغست بلانكي، كانت ذات جذر انتقائي أساسها العداء لبروفايل روتشيلد ورأس المال والمصارف. لكنّ بلانكي طعّم تلك الحركية الفكرية بكاراكتير ثوري يتحدّى الديموقراطية بوجهها الاجتماعي – الطبقي (البرجوازية) والسياسي (البرلمانية) ويوجّه سهامه نحو الليبرالية.

ساهمت الموجة البلانكية في مجلّتها Candide، بانتشار شكل جديد من معاداة السامية،يعادي المسيحية واللاهوتية، وترك أثراً على مفكّرين يساريين نقموا على اليهودية من منطلق إلحادي بحت إذ اعتبروها السبب في ثانوية الديانة المسيحية.

 

المؤرخ الفرنسي دومينيك فيدال يعيد تعريف معاداة الصهيونية ومعاداة السامية

 

يهود معادون للصهيونية

يشرح دومينيك فيدال في كتابه الأخير بشكل مفصّل الفارق بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية ويتدرّج في سرده التاريخي من نشأة الصهيونية كحركة تحرر وطني أراد منها تيودور هيرتزيل أن تكون مشروعاً لشعب الدياسبورا اليهودي على أرض فلسطين، إلى التشظي الذي أصاب بنى الحركة في الخلاف الذي نشب بين جابوتنسكي وحاييم وايزمان، وصولاً إلى لحظة ما قبل معركة الدولة، تلك اللحظة التي اشتبكت فيها تطلعات اليهودي المطرود مع طموحات الطبقة العاملة الأوروبية وأحلامها، فانخرط يهود أوروبا في قوى ثورية وعمالية ونقابية من منطلق أنّ أيّ تحسّن للوضع الاجتماعي وتحرر على المستوى السياسي، سينعكس إيجاباً عليهم، فبدأوا يتخلون عن اللغة اليديشية ويتحدثون بلهجات محلية ويهتمون لقضايا شعوب البلاد التي كانوا فيها. وتعدّ تجربة “البوند” (الجبهة اليهودية العامة) مثالاً تاريخياً ليهود أوروبا الذين عارضوا مشروع الحركة الصهيونية، لكنّ تجربتهم واصطفافهم مع المناشفة، عرّضهم لمجازر في ثلاثينات القرن الماضي إلى أن كتبت معسكرات الإبادة النازية الفصل الأخير من تلك التجربة. وعلى رغم معارضة البوند للحركة الصهيونية فإنّ أثرها بقي موجوداً في الكيبوتس وفي بنى الحركات الاشتراكية الإسرائيلية.

دومينيك فيدال

إلى جانب تيار البوند، عارض التيار الديني المتشدد فكرة قيام الدولة والمشروع الصهيوني، ورأى أنّ بن غوريون بسعيه إلى تأسيس هذا الكيان سينهي صورة اليهودي في وجدان العالم. ولم يؤيد أي تيار ديني الحركة الصهيونية باستثناء بعض المجموعات المزراحية التي اعتبرت أن لا تعارض بين الإيمان اليهودي والحركة الصهيونية.

على أنّ النقلة النوعية في تفكيك مشروع الحركة الصهيونية وفصل معاداتها عن معاداة اليهود جاءت في فترة متأخرة – من دون إغفال دور حركة “مصبن” اليهودية الشيوعية التي نادت بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم – مع بروز تيار “المؤرخين الجدد” (ما بعد الصهيونية) كبيني موريس وايلان باپيه وشلومو ساند.

بالنسبة إلى شلومو ساند، فإنّ “الصهيونية تقوم على مسألتين: وجود شعب يهودي ووحدة هذا الشعب الوطنية والثقافية، وحقه غير القابل للنقاش في بناء دولته على أرض ينتمي إليها. افتراض غير منطقي لكنّ المئة عام الأخيرة من الدراما جعلت من هذا الأمر مشروعاً. لولا إبادة النازيين اليهود، لما كانت الحركة الصهيونية لتتخطى مرحلة هامشية من مراحل تطورها. لا يوجد شعب يهودي. هذه أسطورة جعل مريدوها من شعب ابراهيم شعباً مختاراً ذات هوية قومية دينية، بيولوجية وجينية”.

صفعة تاريخية للجمهورية

لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي يلعبه المجلس التمثيلي للجمعيات اليهودية في فرنسا في حبك تلك الصلة بين اليهود والسياسة الاستعمارية لدولة إسرائيل. وكلام ماكرون الذي تغيّر في بضع ساعات من رفضه اعتبار معاداة الصهيونية جريمة يعاقب عليها القانون، بل حرية في الرأي السياسي، إلى شكل “مستحدث” من أشكال معاداة السامية، استوجب ردّ شخصيات وحركات يهودية كتجمع يهود فرنسا من أجل السلام (UJFP) الذي أصدر بياناً يدين فيه تصريحات ماكرون ويعتبرها مجاملة للـ CRIF. كما علّقت الحاخام ديلفين هورڤيلور على هذا الموضوع في حوار طويل نشرته الأوبسرفاتور: “لست مع تجريم معاداة الصهيونية، لكن على هؤلاء الذي يعادون الصهيونية أن يشرحوا بوضوح ماذا يريدون؟ على تلك الكلمة ألا تتحول إلى قناع للهجوم على اليهود وصب الكراهية ضدهم كما حصل مع آلان فينكلكروت أثناء مروره في شارع باريسي قرب تجمع للسترات الصفر”.

يعرف ايمانويل ماكرون جيّداً، الذي تعلّم في أهم مدارس الجمهورية، ونعرف نحن أيضاً أنّ معارضة الصهيونية تعبّر عن رأي سياسي يطاول دولة إسرائيل التي لا تلتزم القرارات الدولية والتي تمارس حصاراً مستمراً على قطاع غزة تحت ذريعة سيطرة حركة حماس، والتي تضرب عرض الحائط كل الاتفاقيات الموقّعة مع الجانب الفلسطيني وتستمر في بناء المستوطنات، ويعرف جيّداً، ونعرف، أنّ الفارق كبير بين نقد سياسي لسياسة يمينية متطرفة (يقول بمواجهاتها في فرنسا وأوروبا اليوم فيما تمعن ببناء تحالفات مع أسوأ نماذج لقيادة أوروبا وهي للمفارقة ذات توجه -سابق أقله- لا سامي كفيكتور أوربان ومارين لوبان) وبين ايديولوجيا عنصرية تقوم على كراهية اليهود، لذلك لا يمكن أن تمرّ كلمته أمام الـCRIF إلا كصفعة في وجه المواطنة وفي وجه حرية التعبير.

لكن ما لا نعرفه حتى هذه اللحظة: ماذا سيقول ايمانويل ماكرون لآلاف اليهود – وهم ليسوا قلة، وهم في معظمهم من عائلات تعرضت للإبادة النازية، ولم يتجاوبوا مع دعوات متكررة للعودة إلى اسرائيل، على رغم الضريية التي يدفعونها في الجمهورية – الذين يقولولن إنهم antisioniste على الملأ؟ هل سيلاحقهم قضائياً؟

 

إقرأ أيضاً:

“عندما أرى أعدائي في كل مكان أرغب في القيام بالمزيد”: جورج سوروس في معركته الأخيرة

فرنسا تتحرّك قضائياً ضد ضبّاط النظام السوري