fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

فيلم “النونو”… لماذا انزعج المصريون من تنميطهم على يد تركي آل شيخ؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أثار الإعلان عن الفيلم استياء شريحة كبيرة من المصريين، لأسباب عدة، وهي قصة الفيلم وجهة الإنتاج والتوقيت، وعلى رغم أنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها أحمد حلمي شخصية النصاب- إذ قدمها في فيلمين سابقين- لكنه هذه المرة يقدم شخصية النصاب خارج مصر، في المملكة العربية السعودية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“عندنا مفاجأة مهمة مع الأسطورة أحمد حلمي… فيلم (عن) نصاب كبير سيأتي إلى المملكة العربية السعودية، ويقوم بعمليتي نصب كبيرتين، الأولي في بطولة الـ Gaming والثانية لناس في العمرة والحج”، بهذه الكلمات أعلن رئيس “هيئة الترفيه السعودية” المستشار تركي آل شيخ، وسط ضحكات الحضور، ومن بينهم النجم المصري أحمد حلمي، عن فيلم “النونو” المزمع إنتاجه من صندوق big time السعودي.

أعلن أبو ناصر لاحقاً عن تغيير في فيلم “النونو” وكتب أنه سيعيد النظر في إنتاج أحد الأفلام أو “أو العمل على تطوير السيناريو والحوار وقصة الفيلم المعني، كما نطمح أن تحقق مجموعة الأفلام المُعلن عنها مسبقًا طموح المشاهد العربي”، مؤكداً أن السبب هو “قطع الطريق أمام كل من حاول أو يحاول الاصطياد بسوء نية من طيور الظلام، مُلتزمين في ذلك بتعزيز العلاقات الأخوية الطيبة التي تجمع بين شعبي المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية”.

أثار الإعلان عن الفيلم استياء شريحة كبيرة من المصريين، لأسباب عدة، وهي قصة الفيلم وجهة الإنتاج والتوقيت، وعلى رغم أنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها أحمد حلمي شخصية النصاب- إذ قدمها في فيلمين سابقين- لكنه هذه المرة يقدم شخصية النصاب خارج مصر، في المملكة العربية السعودية.

 مشكلة التوقيت سببها أن الإعلان عن الفيلم وقصته، جاءا بعد أسبوعين فقط من وفاة مئات المصريين في الحج، المأساة التي تلقي المملكة فيها المسؤولية بالكامل على شركات السياحة، التي أوهمت الحجاج بتأشيرات الزيارة، ما يوحي بمحاولة غسل المملكة يدها من ترك الحجاج من دون إسعاف، علماً أن  أصابع الاتهام تشير إلى المملكة بوصفها تعمدت ترك آلاف الحجاج  من دون إسعاف لكونهم غير نظاميين، بينما الجانب الآخر من غضب المصريين على منصات التواصل الاجتماعي، هو ما اعتبروه محاولة تأطير شخصية المصري بالنصب والجريمة، لا سيما وأن الفيلم السابق الذي قدمته جهة الإنتاج السعودية نفسها، كان فيلم “أولاد رزق 3” الذي يدور في إطار عصابة تسافر إلى السعودية لسرقة ساعة ماسية ضمن أحداث بطولة لرياضة MMA تقام في السعودية، ويُختتم الفيلم بالإشارة الى عملية اغتصاب للطرف المعادي للعصابة.

الاستياء لم يقتصر على المواطنين فقط، إذ وصف الإعلامي المصري أحمد الدريني على صفحته على “فيسبوك”إعلان المستشار تركي آل الشيخ، بأنه “مسألة مزعجة جداً”، وأضاف أن “الإعلان عن تناول كوميدي لمسألة النصب في الحج والعمرة، بعد الحوادث المؤلمة لوفاة مئات المصريين في الحج بسبب النصابين قبل أسبوعين فقط… مسألة فجة وجارحة إنسانياً… مش إفيه”.

كتب أيضاً الفنان المصري محمد صبحي معلقاً عبر سيناريو متخيل عن  فيلم مصري يتناول “رجل سعودي يأتي إلى القاهرة يسكر في الفنادق والكباريهات (الملاهي الليلية) ويلعب القمار، ثم يخسر كل أمواله ليبدأ النصب على المصريين ويسرقهم بطريقة كوميدية”، وأضاف “عشت عمري أحافظ على وطني، وأحافظ على ريادة مصر في الفن والثقافة وأحترم الجمهور، ولا يشتريني الدولار”.

الإعلان عن الفيلم، تسبب في حملة مقاطعة للفيلم الذي ما زال في طور الإعداد، كما تسبب في تقديم سيناريوهات متخيلة عن أفلام بإمكان تركي آل شيخ أن يقدمها، لكنه بالطبع لن يجرؤ على ذلك، من بينها سيناريو لفيلم حول مقتل المعارض جمال خاشقجي داخل أحد السفارات السعودية بعد استدراجه لإنهاء أوراق، أو التكية المصرية التي كانت تقدم الطعام في المملكة العربية السعودية.

الرد السعودي على الانتقادات

في المقابل، حشد تركي آل شيخ قوته للدفاع عن الفيلم، من خلال مذيعين مصريين في قنوات MBC، وهما بالتأكيد عمرو أديب وياسمين عز، واتهم كلاهما المعارضين للفيلم بأنهم لجان مدسوسة.

قال أديب في فيديو عبر صفحته على موقع “X”: “في لجان مخصوصة مدروسة مدسوسة هي اللي شغالة على الموضوع ده، وتصدر إنه إهانة لسمعة مصر وللشعب المصري، لكن إحنا عارفين طبعاً إن ده مضروب ومدبر ومتظبط”، بينما قالت ياسمين عز عبر برنامجها “كلام الناس”: “إن الهجوم على أحمد حلمي وفيلمه الجديد، غير مبرر على الإطلاق، وهو من قلة مندسة”.

سوق الإنتاج في مصر مقسم بين “الشركة المتحدة” وآل شيخ فقط، وأي رفض للأخير، معناه أن الفنان سيلازم منزله لفترة طويلة، بخاصة أن سوق التوزيع المتمثل بمنصة “شاهد” وقنوات MBC، تشارك فيه “المتحدة” بحصة مهمة.

الصراع على الزعامة

فسر أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور سعيد صادق، الغضب الذي أثاره الإعلان عن فيلم “النونو” بأنه “أزمة في الصراع على الزعامة”، وقال: “هناك صراع تاريخي بين المملكة العربية السعودية ومصر على الزعامة منذ عهد جمال عبد الناصر، ولكن في المرحلة الأولى كانت مصر قوية، وقوتها الناعمة تسيطر على المنطقة بكاملها، ومنذ السبعينات بدأت هذه القوى الناعمة تتراجع، حتى وصلت إلى المستوى الذي نعيشه الآن”.

أضاف صادق: “على رغم تراجع القوى الناعمة، فإن مصر في عهد مبارك أنتجت أفلاماً اعتبرتها المملكة مسيئة مثل فيلم “لحم رخيص”، الذي تضمن قصة ثري سعودي تزوج من فتاة مصرية لتكون خادمة لعائلته، كما شارك فنانون مصريون في فيلم “موت أميرة” الذي تناول قصة الأميرة مشاعل التي أعدمتها المملكة بتهمة الزنا، وشنت المملكة ضدهم حملة لمنع أعمالهم، مما اضطر بطلة الفيلم سوسن بدر إلى تغيير اسمها من سوزان أبو طالب، والآن تحاول السعودية جذب القوى الناعمة كافة، عبر تقديم جنسيتها للعديد من الممثلين والإعلاميين مثل عمرو أديب ومحمد هنيدي”.

الصراع التاريخي على الزعامة ليس فقط ما يغضب المصريين بحسب صادق، وإنما “إحساس المصريين بالضعف أمام أموال السعودية التي اجتاحت أشكال القوى الناعمة كافة، عبر ثروة تركي آل شيخ، الذي حاول في البداية السيطرة على الرياضة المصرية، ثم بعدها محاولة السيطرة على الإعلام عبر مذيعيين مشهورين مثل عمرو أديب وياسمين عز، ثم الفن عبر حفلات “موسم الرياض”، وإنتاج الأعمال الفنية، وإنهاء مسيرة أي فنان مصري يعارضه مثل آمال ماهر والممثل محمد سلام”.

ما قاله صادق ينطبق عليه الكثير من الأمثلة، فمثلاً بعد أزمة تصريحات محمد صبحي  في شباط/ فبراير 2022، عن رفضه عرض مسرحية “خيبتنا” في موسم الرياض مقابل ملايين الدولارات، خرج تركي آل الشيخ، ليقول: “‏والله أنا أبي أعرف إلي عرض الملايين عليه، نبي نكشف على قواه العقلية”، واصفاً صبحي بأنه “مشخصاتي”، ليعلن الممثل باسم سمرة دعمه لـصبحي، فما كان من آل شيخ إلا أن حذف مسلسل “منورة بأهلها” من منصة “شاهد” الذي كان من المفترض أن يعرض في اليوم نفسه، ولم يتم عرضه إلا بعد اعتذار سمرة.

ما تعرض له باسم سمرة تعرض له الفنان المصري محمد سلام، الذي اعتذر عن المشاركة في مسرحية في “موسم الرياض” بسبب أحداث غزة، وهو الموقف الذي تسبب في عدم مشاركته في أعمال أخرى جديدة، بعد سيطرة آل شيخ على سوق الإنتاج والبث عبر قنوات MBC، وسط تصريحات منتجين باستبعاده من كافة الأعمال الدرامية، حتى الاعتذار من آل شيخ.

الرفض غير متاح 

سوق الإنتاج في مصر مقسم بين “الشركة المتحدة” وآل شيخ فقط، وأي رفض للأخير، معناه أن الفنان سيلازم منزله لفترة طويلة، بخاصة أن سوق التوزيع المتمثل بمنصة “شاهد” وقنوات MBC، تشارك فيه “المتحدة” بحصة مهمة.

الملاحظ أيضاً أن “المتحدة” تصب تركيزها حالياً على المسلسلات، بينما يتوسع آل شيخ في الأفلام، وبالتالي أي نجم يرفض العمل معه، لن يستطيع تقديم أي عمل على الشاشة الفضية لسنوات طويلة.

هناك شركات إنتاج أخرى في الساحة، لكن هذه الشركات تعمل إما تحت سيطرة “المتحدة” وإما آل شيخ، ولا تستطيع أن تجاري إمكانات الإنتاج لدى الجهتين، كما أن السوق السعودي هو سوق مهم للتوزيع، وبالتالي فإن أي منتج ليس له القدرة على تقديم عمل بفنان يغضب عليه آل شيخ، بخاصة مع الأنباء الأخيرة عن الشراكة بين “المتحدة” وآل شيخ بحسب ما نشره آل شيخ نفسه.

تختلف الناقدة الفنية ماجدة خير الله مع موجة الغضب الأخيرة قائلة: “السينما المصرية لسنوات قدمت الخليجي في شخصية الثري، الذي يأتي إلى مصر ليعيش في الكباريهات، فلماذا لم نعتبر هذا تنميط للشخصية الخليجية؟ والجزءان الأول والثاني من أولاد رزق  أُنتجا مصرياً، لا بد أن نعرف أن الشخصية الدرامية لها خصوصية بعيداً عن جنسيتها أو دينها أو وظيفتها”.

29.07.2024
زمن القراءة: 6 minutes

أثار الإعلان عن الفيلم استياء شريحة كبيرة من المصريين، لأسباب عدة، وهي قصة الفيلم وجهة الإنتاج والتوقيت، وعلى رغم أنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها أحمد حلمي شخصية النصاب- إذ قدمها في فيلمين سابقين- لكنه هذه المرة يقدم شخصية النصاب خارج مصر، في المملكة العربية السعودية.

“عندنا مفاجأة مهمة مع الأسطورة أحمد حلمي… فيلم (عن) نصاب كبير سيأتي إلى المملكة العربية السعودية، ويقوم بعمليتي نصب كبيرتين، الأولي في بطولة الـ Gaming والثانية لناس في العمرة والحج”، بهذه الكلمات أعلن رئيس “هيئة الترفيه السعودية” المستشار تركي آل شيخ، وسط ضحكات الحضور، ومن بينهم النجم المصري أحمد حلمي، عن فيلم “النونو” المزمع إنتاجه من صندوق big time السعودي.

أعلن أبو ناصر لاحقاً عن تغيير في فيلم “النونو” وكتب أنه سيعيد النظر في إنتاج أحد الأفلام أو “أو العمل على تطوير السيناريو والحوار وقصة الفيلم المعني، كما نطمح أن تحقق مجموعة الأفلام المُعلن عنها مسبقًا طموح المشاهد العربي”، مؤكداً أن السبب هو “قطع الطريق أمام كل من حاول أو يحاول الاصطياد بسوء نية من طيور الظلام، مُلتزمين في ذلك بتعزيز العلاقات الأخوية الطيبة التي تجمع بين شعبي المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية”.

أثار الإعلان عن الفيلم استياء شريحة كبيرة من المصريين، لأسباب عدة، وهي قصة الفيلم وجهة الإنتاج والتوقيت، وعلى رغم أنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها أحمد حلمي شخصية النصاب- إذ قدمها في فيلمين سابقين- لكنه هذه المرة يقدم شخصية النصاب خارج مصر، في المملكة العربية السعودية.

 مشكلة التوقيت سببها أن الإعلان عن الفيلم وقصته، جاءا بعد أسبوعين فقط من وفاة مئات المصريين في الحج، المأساة التي تلقي المملكة فيها المسؤولية بالكامل على شركات السياحة، التي أوهمت الحجاج بتأشيرات الزيارة، ما يوحي بمحاولة غسل المملكة يدها من ترك الحجاج من دون إسعاف، علماً أن  أصابع الاتهام تشير إلى المملكة بوصفها تعمدت ترك آلاف الحجاج  من دون إسعاف لكونهم غير نظاميين، بينما الجانب الآخر من غضب المصريين على منصات التواصل الاجتماعي، هو ما اعتبروه محاولة تأطير شخصية المصري بالنصب والجريمة، لا سيما وأن الفيلم السابق الذي قدمته جهة الإنتاج السعودية نفسها، كان فيلم “أولاد رزق 3” الذي يدور في إطار عصابة تسافر إلى السعودية لسرقة ساعة ماسية ضمن أحداث بطولة لرياضة MMA تقام في السعودية، ويُختتم الفيلم بالإشارة الى عملية اغتصاب للطرف المعادي للعصابة.

الاستياء لم يقتصر على المواطنين فقط، إذ وصف الإعلامي المصري أحمد الدريني على صفحته على “فيسبوك”إعلان المستشار تركي آل الشيخ، بأنه “مسألة مزعجة جداً”، وأضاف أن “الإعلان عن تناول كوميدي لمسألة النصب في الحج والعمرة، بعد الحوادث المؤلمة لوفاة مئات المصريين في الحج بسبب النصابين قبل أسبوعين فقط… مسألة فجة وجارحة إنسانياً… مش إفيه”.

كتب أيضاً الفنان المصري محمد صبحي معلقاً عبر سيناريو متخيل عن  فيلم مصري يتناول “رجل سعودي يأتي إلى القاهرة يسكر في الفنادق والكباريهات (الملاهي الليلية) ويلعب القمار، ثم يخسر كل أمواله ليبدأ النصب على المصريين ويسرقهم بطريقة كوميدية”، وأضاف “عشت عمري أحافظ على وطني، وأحافظ على ريادة مصر في الفن والثقافة وأحترم الجمهور، ولا يشتريني الدولار”.

الإعلان عن الفيلم، تسبب في حملة مقاطعة للفيلم الذي ما زال في طور الإعداد، كما تسبب في تقديم سيناريوهات متخيلة عن أفلام بإمكان تركي آل شيخ أن يقدمها، لكنه بالطبع لن يجرؤ على ذلك، من بينها سيناريو لفيلم حول مقتل المعارض جمال خاشقجي داخل أحد السفارات السعودية بعد استدراجه لإنهاء أوراق، أو التكية المصرية التي كانت تقدم الطعام في المملكة العربية السعودية.

الرد السعودي على الانتقادات

في المقابل، حشد تركي آل شيخ قوته للدفاع عن الفيلم، من خلال مذيعين مصريين في قنوات MBC، وهما بالتأكيد عمرو أديب وياسمين عز، واتهم كلاهما المعارضين للفيلم بأنهم لجان مدسوسة.

قال أديب في فيديو عبر صفحته على موقع “X”: “في لجان مخصوصة مدروسة مدسوسة هي اللي شغالة على الموضوع ده، وتصدر إنه إهانة لسمعة مصر وللشعب المصري، لكن إحنا عارفين طبعاً إن ده مضروب ومدبر ومتظبط”، بينما قالت ياسمين عز عبر برنامجها “كلام الناس”: “إن الهجوم على أحمد حلمي وفيلمه الجديد، غير مبرر على الإطلاق، وهو من قلة مندسة”.

سوق الإنتاج في مصر مقسم بين “الشركة المتحدة” وآل شيخ فقط، وأي رفض للأخير، معناه أن الفنان سيلازم منزله لفترة طويلة، بخاصة أن سوق التوزيع المتمثل بمنصة “شاهد” وقنوات MBC، تشارك فيه “المتحدة” بحصة مهمة.

الصراع على الزعامة

فسر أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور سعيد صادق، الغضب الذي أثاره الإعلان عن فيلم “النونو” بأنه “أزمة في الصراع على الزعامة”، وقال: “هناك صراع تاريخي بين المملكة العربية السعودية ومصر على الزعامة منذ عهد جمال عبد الناصر، ولكن في المرحلة الأولى كانت مصر قوية، وقوتها الناعمة تسيطر على المنطقة بكاملها، ومنذ السبعينات بدأت هذه القوى الناعمة تتراجع، حتى وصلت إلى المستوى الذي نعيشه الآن”.

أضاف صادق: “على رغم تراجع القوى الناعمة، فإن مصر في عهد مبارك أنتجت أفلاماً اعتبرتها المملكة مسيئة مثل فيلم “لحم رخيص”، الذي تضمن قصة ثري سعودي تزوج من فتاة مصرية لتكون خادمة لعائلته، كما شارك فنانون مصريون في فيلم “موت أميرة” الذي تناول قصة الأميرة مشاعل التي أعدمتها المملكة بتهمة الزنا، وشنت المملكة ضدهم حملة لمنع أعمالهم، مما اضطر بطلة الفيلم سوسن بدر إلى تغيير اسمها من سوزان أبو طالب، والآن تحاول السعودية جذب القوى الناعمة كافة، عبر تقديم جنسيتها للعديد من الممثلين والإعلاميين مثل عمرو أديب ومحمد هنيدي”.

الصراع التاريخي على الزعامة ليس فقط ما يغضب المصريين بحسب صادق، وإنما “إحساس المصريين بالضعف أمام أموال السعودية التي اجتاحت أشكال القوى الناعمة كافة، عبر ثروة تركي آل شيخ، الذي حاول في البداية السيطرة على الرياضة المصرية، ثم بعدها محاولة السيطرة على الإعلام عبر مذيعيين مشهورين مثل عمرو أديب وياسمين عز، ثم الفن عبر حفلات “موسم الرياض”، وإنتاج الأعمال الفنية، وإنهاء مسيرة أي فنان مصري يعارضه مثل آمال ماهر والممثل محمد سلام”.

ما قاله صادق ينطبق عليه الكثير من الأمثلة، فمثلاً بعد أزمة تصريحات محمد صبحي  في شباط/ فبراير 2022، عن رفضه عرض مسرحية “خيبتنا” في موسم الرياض مقابل ملايين الدولارات، خرج تركي آل الشيخ، ليقول: “‏والله أنا أبي أعرف إلي عرض الملايين عليه، نبي نكشف على قواه العقلية”، واصفاً صبحي بأنه “مشخصاتي”، ليعلن الممثل باسم سمرة دعمه لـصبحي، فما كان من آل شيخ إلا أن حذف مسلسل “منورة بأهلها” من منصة “شاهد” الذي كان من المفترض أن يعرض في اليوم نفسه، ولم يتم عرضه إلا بعد اعتذار سمرة.

ما تعرض له باسم سمرة تعرض له الفنان المصري محمد سلام، الذي اعتذر عن المشاركة في مسرحية في “موسم الرياض” بسبب أحداث غزة، وهو الموقف الذي تسبب في عدم مشاركته في أعمال أخرى جديدة، بعد سيطرة آل شيخ على سوق الإنتاج والبث عبر قنوات MBC، وسط تصريحات منتجين باستبعاده من كافة الأعمال الدرامية، حتى الاعتذار من آل شيخ.

الرفض غير متاح 

سوق الإنتاج في مصر مقسم بين “الشركة المتحدة” وآل شيخ فقط، وأي رفض للأخير، معناه أن الفنان سيلازم منزله لفترة طويلة، بخاصة أن سوق التوزيع المتمثل بمنصة “شاهد” وقنوات MBC، تشارك فيه “المتحدة” بحصة مهمة.

الملاحظ أيضاً أن “المتحدة” تصب تركيزها حالياً على المسلسلات، بينما يتوسع آل شيخ في الأفلام، وبالتالي أي نجم يرفض العمل معه، لن يستطيع تقديم أي عمل على الشاشة الفضية لسنوات طويلة.

هناك شركات إنتاج أخرى في الساحة، لكن هذه الشركات تعمل إما تحت سيطرة “المتحدة” وإما آل شيخ، ولا تستطيع أن تجاري إمكانات الإنتاج لدى الجهتين، كما أن السوق السعودي هو سوق مهم للتوزيع، وبالتالي فإن أي منتج ليس له القدرة على تقديم عمل بفنان يغضب عليه آل شيخ، بخاصة مع الأنباء الأخيرة عن الشراكة بين “المتحدة” وآل شيخ بحسب ما نشره آل شيخ نفسه.

تختلف الناقدة الفنية ماجدة خير الله مع موجة الغضب الأخيرة قائلة: “السينما المصرية لسنوات قدمت الخليجي في شخصية الثري، الذي يأتي إلى مصر ليعيش في الكباريهات، فلماذا لم نعتبر هذا تنميط للشخصية الخليجية؟ والجزءان الأول والثاني من أولاد رزق  أُنتجا مصرياً، لا بد أن نعرف أن الشخصية الدرامية لها خصوصية بعيداً عن جنسيتها أو دينها أو وظيفتها”.