fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

في إسرائيل أيضاً “ممانعون” يقاومون التواصل مع العرب

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

مؤخراً عاد الحديث عن مقاطعة إسرائيل، بالتوازي مع زيادة ملحوظة لحركات احتجاجية في العالم العربي والغربي، خصوصاً في فرنسا وبريطانيا للمطالبة بعزل الإسرائيليين. سياسة المقاطعة ليست حكراً على العرب كسلاح بوجه الإسرائيليين، بل لليمين الإسرائيلي المتطرف قيادات بارزة تطالب بمقاطعة العرب والفلسطينيين، وتُشهّر بكل إسرائيلي يطبع مع الفلسطينيين ويتعاطف مع قضيتهم…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

مؤخراً عاد الحديث عن مقاطعة إسرائيل، بالتوازي مع زيادة ملحوظة لحركات احتجاجية في العالم العربي والغربي، خصوصاً في فرنسا وبريطانيا للمطالبة بعزل الإسرائيليين. سياسة المقاطعة ليست حكراً على العرب كسلاح بوجه الإسرائيليين، بل لليمين الإسرائيلي المتطرف قيادات بارزة تطالب بمقاطعة العرب والفلسطينيين، وتُشهّر بكل إسرائيلي يطبع مع الفلسطينيين ويتعاطف مع قضيتهم.
يعتبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، افخاي أدرعي، نموذج حيّ للإسرائيلي الذي يسعى للتواصل المباشر مع العرب، لكنه غير مُطبع، بل يسعى عبر دعايته إلى تأمين جمهور عربي يتقبل اسرائيل، بشكل مغاير عن تلك التي كرستها الحروب الاسرائيلية في الوعي العربي. فافخاي أدرعي، جزء من دعاية لقوة إسرائيل العسكرية والأمنية. ولكن إلى جانب هذا، ففي إسرائيل حملة مقاطعة للفلسطينيين، ولكل إسرائيلي يتعاطى معهم.
هذه الظاهرة برزت في العقدين الماضيين، وقد ظهرت بدايةً، حين استنكر كتاب إسرائيليون مجزرة جنين التي نفذها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين عام 2002. فمع كل حرب تندلع بين حركة حماس وإسرائيل تكون أرضيتها قطاع غزّة، يخرج كتاب من اليسار الإسرائيلي للتنديد باستخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين، فترتفع أصوات اليمين الإسرائيلي لمقاطعة كل إسرائيلي يتعاطف مع فلسطيني. ومن أبرز الكتّاب الإسرائيليين الذين تمّ عزلهم في الأوساط الثقافية الإسرائيلية، جدعون ليفي، وهو كاتب أسبوعي في صحيفة “هآرتس”. وتُركز مقالات ليفي على الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، وقطاع غزّة، حتى وصفته صحيفة “معاريف” اليمينية، أنه فلسطيني أكثر من الفلسطينيين، وصوت حركة حماس. أما الكاتب الثاني الذي دُعيَّ لمقاطعته عام 2017، يوسي كلاين، حين كتب مقالة بعنوان “المتدينون الصهاينة أشد خطراً من حزب الله”. وقال في المقالة “سيأتي الأرثوذكسييون اليهود إلينا ليدمرونا، وهم أخطر من أولئك الذين يقودون سياراتهم لدهس الأطفال”. فما كتبه كلاين، أشعل غضب اليمين الإسرائيلي المتطرف، فندد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بما جاء في المقال، واصفاً إياه بالكلام المثير للقرف. بينما طالب وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، كل من يمتلك حساً قومياً يهودياً ان يقاطع الكاتب. أما محررة النسخة الإنجليزية في موقع “تايم أوف إسرائيل” سارا توتيل سنغر، فتحصد أسبوعياً نصيبها من الهجمات والنقد من قبل اليمين. تدعو سنغر دائماً إلى معارضة الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، أما أعنف هجوم تعرضت له الكاتبة، فكان عام 2017، حين نشبت حرائق كبيرة في الأحراج الإسرائيلية، فوُجهت أصابع الاتهام إلى الفلسطينيين، لأن الحرائق أتت بالتوازي مع حركة الاعتراض الفلسطينية التي تخللتها عمليات طعن، واحتفل العرب والفلسطينيين بمشهد الحرائق على مواقع التواصل الاجتماعي. فعلقت سنغر إن من التسرع توجيه أصابع الاتهام إلى الفلسطينيين قبل فتح تحقيق بأسباب نشوب الحرائق، ونددت أيضاً بفرح الفلسطينيين بما حصل، إلا أن رأيها لم يشفع لها، فانهالت عليها الشتائم من الإسرائيليين، المرفقة بدعوات لمقاطعتها وصحيفتها.
 أما الشخصية الرابعة، التي تمت مقاطعتها، هي الناشطة الإسرائيلية شارون دولف. تترأس دولف حركة “إسرائيل منزوعة السلاح”، والتي انبثق منها لاحقاً “الحركة العالمية الرافضة للأسلحة النووية”. فقد فازت الحركة العالمية عام 2017، بجائزة نوبل للسلام، لكن ما من صحيفة أو مسؤول إسرائيلي احتفل بالجائزة. وقد صرحت دولف لموقع 972 mag، “إن عدم احتفالهم بالجائزة تعود جذوره إلى خطابها الرافض للتسلح. وأشارت إلى دعوتها الدائمة للجيش الإسرائيلي من أجل وقف استخدام القوة المسلحة المفرطة، ووصفت برنامج بلادها النووي بالتهديد الخطير للداخل وللدول المجاورة. ويشكل أيضاً المركز الإسرائيلي “بيت سلم” الذي يعمل على جمع معلومات حول الانتهاكات في الأراضي المحتلة نموذجاً مزعجاً لليمين. يتألف المركز من 200 متطوع يقطنون في مناطق مشتركة مع الفلسطينيين، وقد أخذوا على عاتقهم تصوير ونشر فيديوهات توثق حالات اعتداء ومداهمات يقوم بها الجيش والشرطة ضد الفلسطينيين، وفتح وزير الزراعة الإسرائيلي يوري آريل، النار على الجمعية، حين وصفها بالسكين في ظهر إسرائيل.
محاربة المطبعين الإسرائيليين مع القضية الفلسطينية، تشمل الكثير من الشخصيات والصحف الإسرائيلية من بينها أيضاً، صحيفة “هآرتس” وبعض الصحافيين في “جيروزاليم بوست” ومن بينهم الكاتب اسرائيل شامير، الذي هاجمه مناصرو رئيس الحكومة السابق آرييل شارون، حين وصف الأخير في أحد مقالاته بأنه ينظم جيشاً يمارس القتل الجماعي بشكل قانوني، فما كان من أنصار شارون إلا نعته باليهودي الشاذ.
ومن أبرز دعاة مقاطعة الإسرائيليين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، هي وزيرة العدل الإسرائيلية ايليت شكاد، ووزير التربية الإسرائيلي نفتالي بنت، ووزير الحرب افيغدور لبرمان، والحاخام يسرائيل روزين، حيث يمتلك كل منهم جمهوراً لا بأس به. وبحسب التحليلات الصحافية الإسرائيلية فإنهم يهاجمون الفلسطينيين والمطبعين معهم، بهدف كسب المزيد من تأييد اليمين الإسرائيلي وصرف هذه الإنجازات عبر المنافسة على رئاسة الحكومة.
 
 [video_player link=””][/video_player]

"درج"
لبنان
30.01.2018
زمن القراءة: 3 minutes

مؤخراً عاد الحديث عن مقاطعة إسرائيل، بالتوازي مع زيادة ملحوظة لحركات احتجاجية في العالم العربي والغربي، خصوصاً في فرنسا وبريطانيا للمطالبة بعزل الإسرائيليين. سياسة المقاطعة ليست حكراً على العرب كسلاح بوجه الإسرائيليين، بل لليمين الإسرائيلي المتطرف قيادات بارزة تطالب بمقاطعة العرب والفلسطينيين، وتُشهّر بكل إسرائيلي يطبع مع الفلسطينيين ويتعاطف مع قضيتهم…

مؤخراً عاد الحديث عن مقاطعة إسرائيل، بالتوازي مع زيادة ملحوظة لحركات احتجاجية في العالم العربي والغربي، خصوصاً في فرنسا وبريطانيا للمطالبة بعزل الإسرائيليين. سياسة المقاطعة ليست حكراً على العرب كسلاح بوجه الإسرائيليين، بل لليمين الإسرائيلي المتطرف قيادات بارزة تطالب بمقاطعة العرب والفلسطينيين، وتُشهّر بكل إسرائيلي يطبع مع الفلسطينيين ويتعاطف مع قضيتهم.
يعتبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، افخاي أدرعي، نموذج حيّ للإسرائيلي الذي يسعى للتواصل المباشر مع العرب، لكنه غير مُطبع، بل يسعى عبر دعايته إلى تأمين جمهور عربي يتقبل اسرائيل، بشكل مغاير عن تلك التي كرستها الحروب الاسرائيلية في الوعي العربي. فافخاي أدرعي، جزء من دعاية لقوة إسرائيل العسكرية والأمنية. ولكن إلى جانب هذا، ففي إسرائيل حملة مقاطعة للفلسطينيين، ولكل إسرائيلي يتعاطى معهم.
هذه الظاهرة برزت في العقدين الماضيين، وقد ظهرت بدايةً، حين استنكر كتاب إسرائيليون مجزرة جنين التي نفذها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين عام 2002. فمع كل حرب تندلع بين حركة حماس وإسرائيل تكون أرضيتها قطاع غزّة، يخرج كتاب من اليسار الإسرائيلي للتنديد باستخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين، فترتفع أصوات اليمين الإسرائيلي لمقاطعة كل إسرائيلي يتعاطف مع فلسطيني. ومن أبرز الكتّاب الإسرائيليين الذين تمّ عزلهم في الأوساط الثقافية الإسرائيلية، جدعون ليفي، وهو كاتب أسبوعي في صحيفة “هآرتس”. وتُركز مقالات ليفي على الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، وقطاع غزّة، حتى وصفته صحيفة “معاريف” اليمينية، أنه فلسطيني أكثر من الفلسطينيين، وصوت حركة حماس. أما الكاتب الثاني الذي دُعيَّ لمقاطعته عام 2017، يوسي كلاين، حين كتب مقالة بعنوان “المتدينون الصهاينة أشد خطراً من حزب الله”. وقال في المقالة “سيأتي الأرثوذكسييون اليهود إلينا ليدمرونا، وهم أخطر من أولئك الذين يقودون سياراتهم لدهس الأطفال”. فما كتبه كلاين، أشعل غضب اليمين الإسرائيلي المتطرف، فندد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بما جاء في المقال، واصفاً إياه بالكلام المثير للقرف. بينما طالب وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، كل من يمتلك حساً قومياً يهودياً ان يقاطع الكاتب. أما محررة النسخة الإنجليزية في موقع “تايم أوف إسرائيل” سارا توتيل سنغر، فتحصد أسبوعياً نصيبها من الهجمات والنقد من قبل اليمين. تدعو سنغر دائماً إلى معارضة الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، أما أعنف هجوم تعرضت له الكاتبة، فكان عام 2017، حين نشبت حرائق كبيرة في الأحراج الإسرائيلية، فوُجهت أصابع الاتهام إلى الفلسطينيين، لأن الحرائق أتت بالتوازي مع حركة الاعتراض الفلسطينية التي تخللتها عمليات طعن، واحتفل العرب والفلسطينيين بمشهد الحرائق على مواقع التواصل الاجتماعي. فعلقت سنغر إن من التسرع توجيه أصابع الاتهام إلى الفلسطينيين قبل فتح تحقيق بأسباب نشوب الحرائق، ونددت أيضاً بفرح الفلسطينيين بما حصل، إلا أن رأيها لم يشفع لها، فانهالت عليها الشتائم من الإسرائيليين، المرفقة بدعوات لمقاطعتها وصحيفتها.
 أما الشخصية الرابعة، التي تمت مقاطعتها، هي الناشطة الإسرائيلية شارون دولف. تترأس دولف حركة “إسرائيل منزوعة السلاح”، والتي انبثق منها لاحقاً “الحركة العالمية الرافضة للأسلحة النووية”. فقد فازت الحركة العالمية عام 2017، بجائزة نوبل للسلام، لكن ما من صحيفة أو مسؤول إسرائيلي احتفل بالجائزة. وقد صرحت دولف لموقع 972 mag، “إن عدم احتفالهم بالجائزة تعود جذوره إلى خطابها الرافض للتسلح. وأشارت إلى دعوتها الدائمة للجيش الإسرائيلي من أجل وقف استخدام القوة المسلحة المفرطة، ووصفت برنامج بلادها النووي بالتهديد الخطير للداخل وللدول المجاورة. ويشكل أيضاً المركز الإسرائيلي “بيت سلم” الذي يعمل على جمع معلومات حول الانتهاكات في الأراضي المحتلة نموذجاً مزعجاً لليمين. يتألف المركز من 200 متطوع يقطنون في مناطق مشتركة مع الفلسطينيين، وقد أخذوا على عاتقهم تصوير ونشر فيديوهات توثق حالات اعتداء ومداهمات يقوم بها الجيش والشرطة ضد الفلسطينيين، وفتح وزير الزراعة الإسرائيلي يوري آريل، النار على الجمعية، حين وصفها بالسكين في ظهر إسرائيل.
محاربة المطبعين الإسرائيليين مع القضية الفلسطينية، تشمل الكثير من الشخصيات والصحف الإسرائيلية من بينها أيضاً، صحيفة “هآرتس” وبعض الصحافيين في “جيروزاليم بوست” ومن بينهم الكاتب اسرائيل شامير، الذي هاجمه مناصرو رئيس الحكومة السابق آرييل شارون، حين وصف الأخير في أحد مقالاته بأنه ينظم جيشاً يمارس القتل الجماعي بشكل قانوني، فما كان من أنصار شارون إلا نعته باليهودي الشاذ.
ومن أبرز دعاة مقاطعة الإسرائيليين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، هي وزيرة العدل الإسرائيلية ايليت شكاد، ووزير التربية الإسرائيلي نفتالي بنت، ووزير الحرب افيغدور لبرمان، والحاخام يسرائيل روزين، حيث يمتلك كل منهم جمهوراً لا بأس به. وبحسب التحليلات الصحافية الإسرائيلية فإنهم يهاجمون الفلسطينيين والمطبعين معهم، بهدف كسب المزيد من تأييد اليمين الإسرائيلي وصرف هذه الإنجازات عبر المنافسة على رئاسة الحكومة.
 
 [video_player link=””][/video_player]