fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

في ذكرى تهجيرنا في حرب تموز…
هل يستقبلنا السوريون مجدداً؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الرحلة لم تكن سهلة. وكذلك الإقامة في بلد غريب. حتى يومنا هذا، ما زال تموز يقلقني ويحز بقلبي.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أستعيد شريط ذاكرتي المكور. أسحبه رويداً رويداً كيلا ينقطع. أحاول حفظ معالمه وصون التفاصيل الصغيرة التي يطمسها العالم الخارجي فتنكفئ على ذاتها قبل أن تثور صارخة أمام مظاهر اعتداء أو عنصرية تجاه اللاجئين. وهنا لا أعني أنني أنزعج فقط من العنصرية بل أنهار تدريجياً أمام روتينية العنصرية والتطبيع معها في لبنان. إذ تصفعني الذاكرة في لحظات كهذه متخطية الحاضر لتكون مدخلاً الى الذاكرة وتأكيد حتمية انهيار كهذا في المستقبل. 

أسحب شريط الذاكرة بضع سنين الى الوراء الى ما قبل الانهيار والحرب السورية والحروب الأخرى الكثيرة التي عايشتها. سأثبته هنا في  12 تموز 2006/ المكان: جبل لبنان.

الأمان أضحى حينها أكذوبة فقررت عائلتي الرحيل. حزمنا الأمتعة ذاهبين إلى “رحلة قصيرة لبضعة أيام” كما قالت لي أمي قبل أن يكذبها حجم الأمتعة وعددها. لم أرفض الرحيل. لم يكن الرفض متاحاً تحت وطأة الاستعجال العائلي “غير المبرر” الذي لم أفهمه بعمر الخامسة لكنني فهمت أن البقاء أصبح من الممنوعات المهددة للسلامة. رد فعل أمي تجاه طلبي البقاء كان أشبه برد فعلها عندما أطلب منها تقطيع الخضار. البقاء أصبح يخيف أمي علي كاستعمال السكين. لكن بالنسبة الي، الرحيل كان الانسلاخ عن عائلتي الكبيرة التي تعودت العيش معها. والاستيقاظ على وجوه جديدة. والذهاب الى أماكن غريبة. ورؤية أمي خائفة طوال الطريق.

اليوم أدرك أن الرحيل ذاته لم يكن خياراً لو لم تحمل أمي جواز السفر الفنزويلي بوقت أرسلت الحكومة الفنزويلية طائرات لجلب رعاياها من “مناطق النزاع”. استقللت وعائلتي سيارة أجرة من عاليه الى مطار دمشق. حسبت أن لا مطار في لبنان. وفهمت أننا “في  دولة أخرى” بسبب “اختلاف اللغة” ولأن أبي قال لي ذلك. في دمشق، رأيت صورة الرجل ذاته في جميع المقاهي والمطاعم. وحيث سمعت أناساً يتحدثون بلكنة تشبه لكنتنا لكنها بدت لي مضحكة بعض الشيء. لكن الأهم، أن في تلك المدينة اكتشفت أن الرحلة كانت مقررة لي ولأمي فقط. فكان الانسلاخ الاجتماعي الثاني عندما ودعت أبي في المطار. 

الرحلة لم تكن سهلة. وكذلك الإقامة في بلد غريب. حتى يومنا هذا، ما زال تموز يقلقني ويحز بقلبي. حتى اليوم، ما زالت لتموز رهبته وثقل خطوته على الروزنامة وعلى مسمعي. والأسوأ، ثقل وطأته على حياتي اليومية. الفترة التي أمضيتها في فنزويلا شكلت ادراكي لمعنى أن يكون المرء لاجئاً. والحرب السورية أكدت إدراكي معنى أن يعيش المرء في بلد “يستقبل” اللاجئين. وفي رقعة من الأرض ووقت من التاريخ يكون معظم سكان العالم لاجئين أو وافدين أو حالمين باللجوء. 

أتابع الشريط المكور من 2006 حتى يومنا هذا، كلما هوى قلبي أمام مشهد عنصرية. أتابعه كلما تشنجت يداي أمام التمييز المتفشي في هذا العالم. ولسوء حظي، إنه كثير. وأود لو أقطع هذا الجزء لعل تبعاته على سائر ذاكرتي تتغير. أود أن أقطع الشريط الذي يعلمني أنني نجوت من الحرب، ولم أخسر حياتي، ما يدفعني للعيش تحت ذنب التمتع بامتيازات. أشعر بالذنب لأنني نجوت ومات أكثر من 1200 شخص في هذه الفترة وأعيش لأتذكرهم ويتذكرهم العالم. 

أشعر بالذنب اليوم نيابة عن كل الذين أرادوا اللجوء وسدت الحدود بوجوههم وانشق البحر ليبتلعهم وأطلقت عليهم رصاصة تنبئهم بأن الموت أقرب من الحياة. أشعر بالذنب رغم المعاناة التي تكبدتها، كهول الانسلاخ عن البيئة الصغيرة وبحثي الدائم عن مساحة آمنة في منفى فوجئت بلغته وبمحاولات الانخراط التي باءت بالفشل. 

رغم ذلك كله، بالنسبة إلى كثيرين كنت “المحظوظة”. المحظوظة التي فرت من الحرب. المحظوظة التي عاشت حياة أفضل في بلد أكثر انفتاحاً. المحظوظة التي سافرت بعمر صغير وورثت جنسية أجنبية. واستلمت في الغرب رسائل من أقاربها كادت ألا تصل، أكدت أنني أعيش بأمان. 

لكن ما هو الأمان؟ لطفلة في الخامسة، كان الأمان أن تتواصل مع رفاقها متأكدة من أنها ستحصل على جواب. كان الأمان أن تعود لأحضان تعرفها أو ألا تغادرها أصلاً. كان الأمان ألا تضطر إلى الاختيار بين الأمان والعائلة لأن الأمان يقبع في مكان آخر في العالم لا يتسع للعائلة. ربما هكذا الأمان في بلادنا، أن تختار بين الحياة والأشياء الأخرى التي تشكلها. 

اليوم، لا مكان يتسع لمساحة الأمان. الوطن والمنفى والمدينة التي فتحت مطارها لي أمست أماكن سكنتها وأصبحت طاردة للحياة. حتى أكاد أقول إنها فقدت الحياة وصرت أشهد موت مساحات الأمان التي عرفتها. كأن الخيط الرقيق الذي يربط “مساحات الأمان”، ولو كان أماناً جسدياً فقط أحياناً، يتقطع شيئاً فشيئاً. 

وهذا ذنب أن تكون لاجئاً ولو لفترة. كل ذنب يغتفر أو ينسى أو يعوض. ولكن عندما تكون لاجئاً مرة، فإنك تغدو لاجئاً مدى الحياة. عندما تعود الى “الوطن”، لا تلقاه كما كان ولا أنت تعود أنت. بخاصة في أوطاننا التي تؤكد كل يوم أن لجوءا جديدا ينتظرنا. وأن لا استقرار في بلدان يطوقها الاحتلال والديكتاتوريات ويهشمها الفساد. 

إقرأوا أيضاً:

قصتي هي قصة واحدة من سلسلة قصص كثيرة عن الناجين من حروب منطقتنا، التي تعتبر انتصاراً أو، في حالات أكثر خبثاً تعتبر نزاعاً. بينما أتذكر هول الحرب، هناك من يحتفل بها كنصر بيد أن جولة جديدة منها تهددنا أكثر من أي وقت مضى ونحن بأوهن حالاتنا وأقلها قدرة على المقاومة.

نعم، أنا لاجئة. وأفتخر بأنني كذلك. اكتسبت هذه الصفة منذ عمر صغير. أحملها معي مثلما أحمل هويتي. أتحسس لقضايا اللاجئين. أصغي إليهم. أدافع عنهم لأنني أعي أننا متشابهون. أعي أنني سألجأ عند أقرب مفترق طرق. وأعي أيضاً أنني لاجئة الآن في لبنان الذي يضيق بجميع لاجئيه ويعمل جاهداً لضمان “حق عودتهم للوطن”، إلا إذا كانوا فلسطينيين. ما زلت لاجئة لأنني أنهار أمام مظاهر التمييز اليومي لأنها تمس مباشرة اللاجئة بداخلي. أعاني من ثقل اللجوء في لبنان على اللاجئين وأعاني من تعرضهم للعنصرية ولا أعتقد أن المجتمع اللبناني سيتقبل اللاجئة التي بداخلي. 

لا أعتقد أن أحدا سيروي حكايتي إن لم أروِها بنفسي. لذلك، ستبقى حرب تموز، كسائر الحروب، رواية المنتصرين والقادة. وسأبقى أنا، وكثيرون مثلي ممن لا يشعرون بنشوة الانتصار وفخر البطولة اليوم، مجرد أضرار جانبية لا تذكر أصلاً في رواية هذه الأحداث ولا تكتب قصصهم فينسون تجاربهم أو لا يجرؤون على سحب الشريط المكور. 

الأخطر، أن يسحب كل منا ذاكرته الفردية- الجماعية على حدة. ستبقى اللاجئة بداخلي منبوذة في ظل ترحيل لاجئي لبنان والبلدان الأخرى وطالما أن رواية الحرب حكر على المنتصرين. اليوم، امتيازاتي مجدداً، سمحت لي بأن أكتب قصتي وبالتالي أتعايش معها قدر الامكان. لكن، من سيكتب رواية الآخرين؟ من سيكتب رواية اللاجئين؟ من سيكتب رواية القتلى؟

إقرأوا أيضاً:

وائل السواح- كاتب سوري | 19.04.2025

تجربة انتخابية سورية افتراضية: أيمن الأصفري رئيساً

رغبتُ في تبيان أن الشرع ليس المرشّح المفضّل لدى جميع السوريين في عموم مناطقهم واتّجاهاتهم السياسية، وفقط من أجل تمرين عقلي، طلبتُ من أصدقائي على حسابي على "فيسبوك" المشاركة في محاكاة انتخابية، لاستقصاء الاتّجاه الذي يسير فيه أصدقائي، مفترضاً طبعاً أن معظمهم يدور في دائرة فكرية متقاربة، وإن تكُ غير متطابقة.
14.07.2022
زمن القراءة: 5 minutes

الرحلة لم تكن سهلة. وكذلك الإقامة في بلد غريب. حتى يومنا هذا، ما زال تموز يقلقني ويحز بقلبي.

أستعيد شريط ذاكرتي المكور. أسحبه رويداً رويداً كيلا ينقطع. أحاول حفظ معالمه وصون التفاصيل الصغيرة التي يطمسها العالم الخارجي فتنكفئ على ذاتها قبل أن تثور صارخة أمام مظاهر اعتداء أو عنصرية تجاه اللاجئين. وهنا لا أعني أنني أنزعج فقط من العنصرية بل أنهار تدريجياً أمام روتينية العنصرية والتطبيع معها في لبنان. إذ تصفعني الذاكرة في لحظات كهذه متخطية الحاضر لتكون مدخلاً الى الذاكرة وتأكيد حتمية انهيار كهذا في المستقبل. 

أسحب شريط الذاكرة بضع سنين الى الوراء الى ما قبل الانهيار والحرب السورية والحروب الأخرى الكثيرة التي عايشتها. سأثبته هنا في  12 تموز 2006/ المكان: جبل لبنان.

الأمان أضحى حينها أكذوبة فقررت عائلتي الرحيل. حزمنا الأمتعة ذاهبين إلى “رحلة قصيرة لبضعة أيام” كما قالت لي أمي قبل أن يكذبها حجم الأمتعة وعددها. لم أرفض الرحيل. لم يكن الرفض متاحاً تحت وطأة الاستعجال العائلي “غير المبرر” الذي لم أفهمه بعمر الخامسة لكنني فهمت أن البقاء أصبح من الممنوعات المهددة للسلامة. رد فعل أمي تجاه طلبي البقاء كان أشبه برد فعلها عندما أطلب منها تقطيع الخضار. البقاء أصبح يخيف أمي علي كاستعمال السكين. لكن بالنسبة الي، الرحيل كان الانسلاخ عن عائلتي الكبيرة التي تعودت العيش معها. والاستيقاظ على وجوه جديدة. والذهاب الى أماكن غريبة. ورؤية أمي خائفة طوال الطريق.

اليوم أدرك أن الرحيل ذاته لم يكن خياراً لو لم تحمل أمي جواز السفر الفنزويلي بوقت أرسلت الحكومة الفنزويلية طائرات لجلب رعاياها من “مناطق النزاع”. استقللت وعائلتي سيارة أجرة من عاليه الى مطار دمشق. حسبت أن لا مطار في لبنان. وفهمت أننا “في  دولة أخرى” بسبب “اختلاف اللغة” ولأن أبي قال لي ذلك. في دمشق، رأيت صورة الرجل ذاته في جميع المقاهي والمطاعم. وحيث سمعت أناساً يتحدثون بلكنة تشبه لكنتنا لكنها بدت لي مضحكة بعض الشيء. لكن الأهم، أن في تلك المدينة اكتشفت أن الرحلة كانت مقررة لي ولأمي فقط. فكان الانسلاخ الاجتماعي الثاني عندما ودعت أبي في المطار. 

الرحلة لم تكن سهلة. وكذلك الإقامة في بلد غريب. حتى يومنا هذا، ما زال تموز يقلقني ويحز بقلبي. حتى اليوم، ما زالت لتموز رهبته وثقل خطوته على الروزنامة وعلى مسمعي. والأسوأ، ثقل وطأته على حياتي اليومية. الفترة التي أمضيتها في فنزويلا شكلت ادراكي لمعنى أن يكون المرء لاجئاً. والحرب السورية أكدت إدراكي معنى أن يعيش المرء في بلد “يستقبل” اللاجئين. وفي رقعة من الأرض ووقت من التاريخ يكون معظم سكان العالم لاجئين أو وافدين أو حالمين باللجوء. 

أتابع الشريط المكور من 2006 حتى يومنا هذا، كلما هوى قلبي أمام مشهد عنصرية. أتابعه كلما تشنجت يداي أمام التمييز المتفشي في هذا العالم. ولسوء حظي، إنه كثير. وأود لو أقطع هذا الجزء لعل تبعاته على سائر ذاكرتي تتغير. أود أن أقطع الشريط الذي يعلمني أنني نجوت من الحرب، ولم أخسر حياتي، ما يدفعني للعيش تحت ذنب التمتع بامتيازات. أشعر بالذنب لأنني نجوت ومات أكثر من 1200 شخص في هذه الفترة وأعيش لأتذكرهم ويتذكرهم العالم. 

أشعر بالذنب اليوم نيابة عن كل الذين أرادوا اللجوء وسدت الحدود بوجوههم وانشق البحر ليبتلعهم وأطلقت عليهم رصاصة تنبئهم بأن الموت أقرب من الحياة. أشعر بالذنب رغم المعاناة التي تكبدتها، كهول الانسلاخ عن البيئة الصغيرة وبحثي الدائم عن مساحة آمنة في منفى فوجئت بلغته وبمحاولات الانخراط التي باءت بالفشل. 

رغم ذلك كله، بالنسبة إلى كثيرين كنت “المحظوظة”. المحظوظة التي فرت من الحرب. المحظوظة التي عاشت حياة أفضل في بلد أكثر انفتاحاً. المحظوظة التي سافرت بعمر صغير وورثت جنسية أجنبية. واستلمت في الغرب رسائل من أقاربها كادت ألا تصل، أكدت أنني أعيش بأمان. 

لكن ما هو الأمان؟ لطفلة في الخامسة، كان الأمان أن تتواصل مع رفاقها متأكدة من أنها ستحصل على جواب. كان الأمان أن تعود لأحضان تعرفها أو ألا تغادرها أصلاً. كان الأمان ألا تضطر إلى الاختيار بين الأمان والعائلة لأن الأمان يقبع في مكان آخر في العالم لا يتسع للعائلة. ربما هكذا الأمان في بلادنا، أن تختار بين الحياة والأشياء الأخرى التي تشكلها. 

اليوم، لا مكان يتسع لمساحة الأمان. الوطن والمنفى والمدينة التي فتحت مطارها لي أمست أماكن سكنتها وأصبحت طاردة للحياة. حتى أكاد أقول إنها فقدت الحياة وصرت أشهد موت مساحات الأمان التي عرفتها. كأن الخيط الرقيق الذي يربط “مساحات الأمان”، ولو كان أماناً جسدياً فقط أحياناً، يتقطع شيئاً فشيئاً. 

وهذا ذنب أن تكون لاجئاً ولو لفترة. كل ذنب يغتفر أو ينسى أو يعوض. ولكن عندما تكون لاجئاً مرة، فإنك تغدو لاجئاً مدى الحياة. عندما تعود الى “الوطن”، لا تلقاه كما كان ولا أنت تعود أنت. بخاصة في أوطاننا التي تؤكد كل يوم أن لجوءا جديدا ينتظرنا. وأن لا استقرار في بلدان يطوقها الاحتلال والديكتاتوريات ويهشمها الفساد. 

إقرأوا أيضاً:

قصتي هي قصة واحدة من سلسلة قصص كثيرة عن الناجين من حروب منطقتنا، التي تعتبر انتصاراً أو، في حالات أكثر خبثاً تعتبر نزاعاً. بينما أتذكر هول الحرب، هناك من يحتفل بها كنصر بيد أن جولة جديدة منها تهددنا أكثر من أي وقت مضى ونحن بأوهن حالاتنا وأقلها قدرة على المقاومة.

نعم، أنا لاجئة. وأفتخر بأنني كذلك. اكتسبت هذه الصفة منذ عمر صغير. أحملها معي مثلما أحمل هويتي. أتحسس لقضايا اللاجئين. أصغي إليهم. أدافع عنهم لأنني أعي أننا متشابهون. أعي أنني سألجأ عند أقرب مفترق طرق. وأعي أيضاً أنني لاجئة الآن في لبنان الذي يضيق بجميع لاجئيه ويعمل جاهداً لضمان “حق عودتهم للوطن”، إلا إذا كانوا فلسطينيين. ما زلت لاجئة لأنني أنهار أمام مظاهر التمييز اليومي لأنها تمس مباشرة اللاجئة بداخلي. أعاني من ثقل اللجوء في لبنان على اللاجئين وأعاني من تعرضهم للعنصرية ولا أعتقد أن المجتمع اللبناني سيتقبل اللاجئة التي بداخلي. 

لا أعتقد أن أحدا سيروي حكايتي إن لم أروِها بنفسي. لذلك، ستبقى حرب تموز، كسائر الحروب، رواية المنتصرين والقادة. وسأبقى أنا، وكثيرون مثلي ممن لا يشعرون بنشوة الانتصار وفخر البطولة اليوم، مجرد أضرار جانبية لا تذكر أصلاً في رواية هذه الأحداث ولا تكتب قصصهم فينسون تجاربهم أو لا يجرؤون على سحب الشريط المكور. 

الأخطر، أن يسحب كل منا ذاكرته الفردية- الجماعية على حدة. ستبقى اللاجئة بداخلي منبوذة في ظل ترحيل لاجئي لبنان والبلدان الأخرى وطالما أن رواية الحرب حكر على المنتصرين. اليوم، امتيازاتي مجدداً، سمحت لي بأن أكتب قصتي وبالتالي أتعايش معها قدر الامكان. لكن، من سيكتب رواية الآخرين؟ من سيكتب رواية اللاجئين؟ من سيكتب رواية القتلى؟

إقرأوا أيضاً:

14.07.2022
زمن القراءة: 5 minutes
|
آخر القصص
لبنان في متاهة السلاح
طارق اسماعيل - كاتب لبناني | 19.04.2025
النظام الرعائي المؤسّساتي: الإصلاح يبدأ أولاً من هناك
زينة علوش - خبيرة دولية في حماية الأطفال | 19.04.2025
تونس: سقوط جدار المزونة يفضح السلطة العاجزة
حنان زبيس - صحافية تونسية | 19.04.2025

اشترك بنشرتنا البريدية