fbpx

في ظل”كورونا”(6) : فكر بغيرك وبماذا فعل في ميدان التحرير

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

كما هي الحال مع “كورونا” وزوايا النظر المتعددة له، فلا أحد عاش كل زوايا الانتفاضات العربية المتتالية في 2011 أو في 2019، فكلنا تابعها من زاوية ما

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 رنت في رأسي منذ هذا الصباح أبيات شعر محمود درويش الرومانسية عن التفكير بالآخرين:

“وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ

ثمّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام

وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ

مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام”.

وقررت أن أتوقف عن القراءة في العلاقة المعقدة بين الركود الاقتصادي الزاحف على العالم وسياسات الصحة العامة التي تفاقم من هذا الركود بصورة درامية. لم يكن اقتصاد العالم في حالة عظيمة قبل تفشي تهديد “كورونا” منذ أسابيع ولكنه الآن يدخل في حالة غير مسبوقة كونياً. حتى التشبيه بما حدث في الكساد الكبير في الثلاثينات قاصر عن رؤية نطاق ما يحصل.

وهكذا تركت جانباً كتاب بول كروغمان “انه هذا الكساد الكبير” الذي يتحدث عن أزمة قروض العقارات الضخمة في 2008، وكيف دفعت اقتصاد العالم إلى حافة مخيفة وقبلها أزمة الأسواق الآسيوية عام 1998. وتحته كان هناك كتاب جون كينيث غالبريث “الكساد العظيم” عن أزمة الثلاثينات الضخمة التي انتقلت عدواها من نيويورك إلى بقية العالم بسرعة كبيرة وربما كان أول حالة كساد كبيرة تضرب اقتصاد الكوكب السائر في طريق العولمة. إلى جوارهما كان كتاب محمد العريان، “اللعبة المتاحة” عن دور السياسات النقدية والمالية والبنوك المركزية في مواجهة الأزمات الاقتصادية الكونية. لدي مشكلة مع ترجمة الكتاب السيئة والأهم مع منظور العريان الضيق، على رغم أنه خبير وانا مجرد هاوي دفعته كورونا وفراغ الوقت للاهتمام بهذا الموضوع. ولكن أليس الخبراء أو بعضهم هم من حشرونا في هذه الزاوية؟ أليس رياض سلامة خبير مصارف مركزية كانت نخب لبنان تتباهى ببراعته بين الأمم، والقائمة طويلة!  

ولكنني أريد الخروج عن التفكير في “كورونا” وحواديتها وإحصاءاتها وفشل حكومات بشأنها ونظريات مؤامراتها واللقاحات التي صنعتها معامل ماسونية ثم أخفتها انتظاراً لوفاة ملايين البشر ثم جني مليارات الدولارات من بيع اللقاح لحكومات ومجتمعات غنية. وأيضاً الفكرة كانت أن أبتعد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية قليلاً اليوم!

الروائي ابراهيم عبدالمجيد

ولما كانت إعادة ترتيب الكتب ونقل الأثاث مرة كل يومين نشاطاً مفضلاً لضحايا حظر التجول والعزل الاجتماعي، ظهر أمامي من وراء صف روايات لم اقرأها كتاب أحمر اللون سيء الغلاف اسمه “لكل أرض ميلاد: أيام التحرير” للروائي الشهير إبراهيم عبد المجيد عن مشاهداته في ميدان التحرير وفي القاهرة في أيام انتفاضة 2011 في مصر. وقلت لنفسي: هذا ما أريده أن يأخذني بعيداً من كورونا لأيام كان العدو فيها واضحاً والصديق واضحاً والهدف واضحاً (أيام قصيرة ورومانسية ولكن لم لا؟).

وبإيقاع سريع وحكي سلس وبساطة أسرة نجح عبد المجيد في تلبية الغرض بل وتجاوزه. ابتعد الرجل من أي مبالغة في التحليل والنقد، ليقدم لنا نحو 270 صفحة جمع فيها بين التسلية والتشويق والتفصيل والتعميم والتأريخ والغضب والتأمل والمعلومات. ربما بفضل ما مر من سنوات أختلف قليلًا مع شعور عبد المجيد السائد في الكتاب بالأمل والفرح، ربما قد أغير تسلسل بعض الأحداث أو أضع سبباً محل نتيجة والعكس، ولكن كتباً كهذا الكتاب على رغم نواقصه تظل مهمة للغاية لمن يريد أن يشعر بما لم يعشه من أحداث في فصول الربيع العربي القصيرة. 

يحكي عبد المجيد عن فتاة مسيحية تحاول مساعدة شاب فقد الوعي، تدلك صدره وقلبه وهي تردد “يا يسوع يا يسوع” وعاد للفتى بعض وعيه وسمعها فقال: “أشهد ألا إله إلا الله” فهتفت الفتاة: “زي بعضه اللي يعجبك أي حاجة بس ما تموتش”.

وكما هي الحال مع “كورونا” وزوايا النظر المتعددة له، فلا أحد عاش كل زوايا الانتفاضات العربية المتتالية في 2011 أو في 2019، فكلنا تابعها من زاوية ما من على الأرض أو من على بعد. يأخذنا عبد المجيد من يدنا لنشم ما حدث ونلمسه في أهم يومين في ثورة اندلعت في 25 كانون الثاني/ يناير وتوجها عزل حسني مبارك في 11 شباط/ فبراير، وهما يوم الغضب في 28 كانون الثاني وموقعة الجمل في 2 شباط. بعد يوم الغضب يسأل عبد المجيد صديقين التقاهما في ميدان التحرير: “إيه العربيات المحروقة دي؟” فيرد أحدهما: “عربيات جيش، الظاهر كانوا من الحرس الجمهوري، أول ما نزلوا اعتدوا على بعض المتظاهرين هنا. حرق “المتظاهرون” لهم العربيتين. بعد كدة انسحبوا ونزل الجيش العادي”. ثم أخرج كل من الرجلين رصاصة من جيبه فسألهما عبد المجيد عنها. “عربية إسعاف كانت جايبة رصاص للحرس الجمهوري اللي نزل الأول. المتظاهرون اكتشفوها ووزعوا الرصاص على بعض”. كم رصاصة ما زالت جالسة على رف ما أو داخل درج ما لمن شاركوا في هذا اليوم المجيد! وكم منها قتلت مئات ضحايا هذه الاحتجاجات على يد رجال الأمن أو البلطجية أو مجهولين لم يُحاسبوا على جرائمهم بعد!

وفي صفحة أخرى يسأل عبد المجيد شباب عما حدث في المتحف المصري: “مسكتوا حرامية فعلا في المتحف؟”  فيرد عليه احدهم: “أيوة وشكلهم كدة أمناء شرطة. حضرتك تعرفهم من عينيهم اللي بتبص في كل حتة، ومن أيديهم الكبيرة”. 

في صفحات الكتاب عشرات الحوادث والتفاصيل الصغيرة، أهمها ربما عن أماكن وأشخاص يرسمون خريطة الإبداع الثقافي والعمل الأدبي في مصر: كتاب كبار، وصغار، شباب، رجال، نساء، مقهى ريش، مقهى زهرة البستان، ناس ماتوا منذ ذلك الوقت وهناك آخرون تحولوا لمواقف عكس ما كانوا يتبنونه، رفاق خندق وتظاهرة دموية صاروا خصوماً سياسيين في سنوات تالية. البعض وقف مع الجيش وآخرون ناصروا الإخوان، البعض وقف مع الإطاحة بالإخوان في تموز/ يوليو 2013، ودفع آخرون ثمن معارضتهم لما حدث بعد هذه الإطاحة، على رغم تأييدهم إياها. مهم هو التاريخ من أجل فهم مختلف للحاضر وللتأثير في ما سيأتي من أحداث. 

من أكثر المشاهد المؤثرة في الكتاب وصف عشرات من جنود الأمن المركزي المتعبين الجالسين لا يعرفون ما يفعلون على أرصفة الشوارع في ميدان عابدين بعدما تخلى عنهم قادتهم في وزارة الداخلية القريبة وفروا. كان سكان المنطقة متحفزون بعض الشيء تجاه هؤلاء الشباب الآتين عادة من الطبقات الأفقر والأقل صحة وقدرة، ولكن المجندين في قوات وظيفتها ضرب المحتجين وسحقهم، تركوهم في النهاية يذهبون سيراً على الأقدام نحو ميدان رمسيس حيث محطة القطار إلى الأقاليم. يشبه هذا المشهد الحزين انسحاب الجنود بعد الهزيمة المخزية في حزيران/ يونيو 1967، جنود تركهم قادتهم أيضاً عراةً أمام نيران إسرائيلية وهم يسيرون عشرات الكيلومترات أو أكثر منسحبين نحو قناة السويس وشاعرين بالخزي والعار.

في نهاية الكتاب يحكي عبد المجيد عن فتاة مسيحية تحاول مساعدة شاب فقد الوعي، تدلك صدره وقلبه وهي تردد “يا يسوع يا يسوع” وعاد للفتى بعض وعيه وسمعها فقال: “أشهد ألا إله إلا الله” فهتفت الفتاة: “زي بعضه اللي يعجبك أي حاجة بس ما تموتش”.

وربما هذا فصل الختام، فليكن اللطف الإلهي، من أي جهة كان، أو التقدم العلمي من أي مختبر يكون، وليكن بعض التسامح والتضامن أكثر بين الناس، ليكن ما يكون شرط ألا يموت كثيرون، عبثاً ومن دون ثمن. 

28.04.2020
زمن القراءة: 5 minutes

كما هي الحال مع “كورونا” وزوايا النظر المتعددة له، فلا أحد عاش كل زوايا الانتفاضات العربية المتتالية في 2011 أو في 2019، فكلنا تابعها من زاوية ما

 رنت في رأسي منذ هذا الصباح أبيات شعر محمود درويش الرومانسية عن التفكير بالآخرين:

“وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ

ثمّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام

وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ

مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام”.

وقررت أن أتوقف عن القراءة في العلاقة المعقدة بين الركود الاقتصادي الزاحف على العالم وسياسات الصحة العامة التي تفاقم من هذا الركود بصورة درامية. لم يكن اقتصاد العالم في حالة عظيمة قبل تفشي تهديد “كورونا” منذ أسابيع ولكنه الآن يدخل في حالة غير مسبوقة كونياً. حتى التشبيه بما حدث في الكساد الكبير في الثلاثينات قاصر عن رؤية نطاق ما يحصل.

وهكذا تركت جانباً كتاب بول كروغمان “انه هذا الكساد الكبير” الذي يتحدث عن أزمة قروض العقارات الضخمة في 2008، وكيف دفعت اقتصاد العالم إلى حافة مخيفة وقبلها أزمة الأسواق الآسيوية عام 1998. وتحته كان هناك كتاب جون كينيث غالبريث “الكساد العظيم” عن أزمة الثلاثينات الضخمة التي انتقلت عدواها من نيويورك إلى بقية العالم بسرعة كبيرة وربما كان أول حالة كساد كبيرة تضرب اقتصاد الكوكب السائر في طريق العولمة. إلى جوارهما كان كتاب محمد العريان، “اللعبة المتاحة” عن دور السياسات النقدية والمالية والبنوك المركزية في مواجهة الأزمات الاقتصادية الكونية. لدي مشكلة مع ترجمة الكتاب السيئة والأهم مع منظور العريان الضيق، على رغم أنه خبير وانا مجرد هاوي دفعته كورونا وفراغ الوقت للاهتمام بهذا الموضوع. ولكن أليس الخبراء أو بعضهم هم من حشرونا في هذه الزاوية؟ أليس رياض سلامة خبير مصارف مركزية كانت نخب لبنان تتباهى ببراعته بين الأمم، والقائمة طويلة!  

ولكنني أريد الخروج عن التفكير في “كورونا” وحواديتها وإحصاءاتها وفشل حكومات بشأنها ونظريات مؤامراتها واللقاحات التي صنعتها معامل ماسونية ثم أخفتها انتظاراً لوفاة ملايين البشر ثم جني مليارات الدولارات من بيع اللقاح لحكومات ومجتمعات غنية. وأيضاً الفكرة كانت أن أبتعد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية قليلاً اليوم!

الروائي ابراهيم عبدالمجيد

ولما كانت إعادة ترتيب الكتب ونقل الأثاث مرة كل يومين نشاطاً مفضلاً لضحايا حظر التجول والعزل الاجتماعي، ظهر أمامي من وراء صف روايات لم اقرأها كتاب أحمر اللون سيء الغلاف اسمه “لكل أرض ميلاد: أيام التحرير” للروائي الشهير إبراهيم عبد المجيد عن مشاهداته في ميدان التحرير وفي القاهرة في أيام انتفاضة 2011 في مصر. وقلت لنفسي: هذا ما أريده أن يأخذني بعيداً من كورونا لأيام كان العدو فيها واضحاً والصديق واضحاً والهدف واضحاً (أيام قصيرة ورومانسية ولكن لم لا؟).

وبإيقاع سريع وحكي سلس وبساطة أسرة نجح عبد المجيد في تلبية الغرض بل وتجاوزه. ابتعد الرجل من أي مبالغة في التحليل والنقد، ليقدم لنا نحو 270 صفحة جمع فيها بين التسلية والتشويق والتفصيل والتعميم والتأريخ والغضب والتأمل والمعلومات. ربما بفضل ما مر من سنوات أختلف قليلًا مع شعور عبد المجيد السائد في الكتاب بالأمل والفرح، ربما قد أغير تسلسل بعض الأحداث أو أضع سبباً محل نتيجة والعكس، ولكن كتباً كهذا الكتاب على رغم نواقصه تظل مهمة للغاية لمن يريد أن يشعر بما لم يعشه من أحداث في فصول الربيع العربي القصيرة. 

يحكي عبد المجيد عن فتاة مسيحية تحاول مساعدة شاب فقد الوعي، تدلك صدره وقلبه وهي تردد “يا يسوع يا يسوع” وعاد للفتى بعض وعيه وسمعها فقال: “أشهد ألا إله إلا الله” فهتفت الفتاة: “زي بعضه اللي يعجبك أي حاجة بس ما تموتش”.

وكما هي الحال مع “كورونا” وزوايا النظر المتعددة له، فلا أحد عاش كل زوايا الانتفاضات العربية المتتالية في 2011 أو في 2019، فكلنا تابعها من زاوية ما من على الأرض أو من على بعد. يأخذنا عبد المجيد من يدنا لنشم ما حدث ونلمسه في أهم يومين في ثورة اندلعت في 25 كانون الثاني/ يناير وتوجها عزل حسني مبارك في 11 شباط/ فبراير، وهما يوم الغضب في 28 كانون الثاني وموقعة الجمل في 2 شباط. بعد يوم الغضب يسأل عبد المجيد صديقين التقاهما في ميدان التحرير: “إيه العربيات المحروقة دي؟” فيرد أحدهما: “عربيات جيش، الظاهر كانوا من الحرس الجمهوري، أول ما نزلوا اعتدوا على بعض المتظاهرين هنا. حرق “المتظاهرون” لهم العربيتين. بعد كدة انسحبوا ونزل الجيش العادي”. ثم أخرج كل من الرجلين رصاصة من جيبه فسألهما عبد المجيد عنها. “عربية إسعاف كانت جايبة رصاص للحرس الجمهوري اللي نزل الأول. المتظاهرون اكتشفوها ووزعوا الرصاص على بعض”. كم رصاصة ما زالت جالسة على رف ما أو داخل درج ما لمن شاركوا في هذا اليوم المجيد! وكم منها قتلت مئات ضحايا هذه الاحتجاجات على يد رجال الأمن أو البلطجية أو مجهولين لم يُحاسبوا على جرائمهم بعد!

وفي صفحة أخرى يسأل عبد المجيد شباب عما حدث في المتحف المصري: “مسكتوا حرامية فعلا في المتحف؟”  فيرد عليه احدهم: “أيوة وشكلهم كدة أمناء شرطة. حضرتك تعرفهم من عينيهم اللي بتبص في كل حتة، ومن أيديهم الكبيرة”. 

في صفحات الكتاب عشرات الحوادث والتفاصيل الصغيرة، أهمها ربما عن أماكن وأشخاص يرسمون خريطة الإبداع الثقافي والعمل الأدبي في مصر: كتاب كبار، وصغار، شباب، رجال، نساء، مقهى ريش، مقهى زهرة البستان، ناس ماتوا منذ ذلك الوقت وهناك آخرون تحولوا لمواقف عكس ما كانوا يتبنونه، رفاق خندق وتظاهرة دموية صاروا خصوماً سياسيين في سنوات تالية. البعض وقف مع الجيش وآخرون ناصروا الإخوان، البعض وقف مع الإطاحة بالإخوان في تموز/ يوليو 2013، ودفع آخرون ثمن معارضتهم لما حدث بعد هذه الإطاحة، على رغم تأييدهم إياها. مهم هو التاريخ من أجل فهم مختلف للحاضر وللتأثير في ما سيأتي من أحداث. 

من أكثر المشاهد المؤثرة في الكتاب وصف عشرات من جنود الأمن المركزي المتعبين الجالسين لا يعرفون ما يفعلون على أرصفة الشوارع في ميدان عابدين بعدما تخلى عنهم قادتهم في وزارة الداخلية القريبة وفروا. كان سكان المنطقة متحفزون بعض الشيء تجاه هؤلاء الشباب الآتين عادة من الطبقات الأفقر والأقل صحة وقدرة، ولكن المجندين في قوات وظيفتها ضرب المحتجين وسحقهم، تركوهم في النهاية يذهبون سيراً على الأقدام نحو ميدان رمسيس حيث محطة القطار إلى الأقاليم. يشبه هذا المشهد الحزين انسحاب الجنود بعد الهزيمة المخزية في حزيران/ يونيو 1967، جنود تركهم قادتهم أيضاً عراةً أمام نيران إسرائيلية وهم يسيرون عشرات الكيلومترات أو أكثر منسحبين نحو قناة السويس وشاعرين بالخزي والعار.

في نهاية الكتاب يحكي عبد المجيد عن فتاة مسيحية تحاول مساعدة شاب فقد الوعي، تدلك صدره وقلبه وهي تردد “يا يسوع يا يسوع” وعاد للفتى بعض وعيه وسمعها فقال: “أشهد ألا إله إلا الله” فهتفت الفتاة: “زي بعضه اللي يعجبك أي حاجة بس ما تموتش”.

وربما هذا فصل الختام، فليكن اللطف الإلهي، من أي جهة كان، أو التقدم العلمي من أي مختبر يكون، وليكن بعض التسامح والتضامن أكثر بين الناس، ليكن ما يكون شرط ألا يموت كثيرون، عبثاً ومن دون ثمن.