“دائماً قم بالادّعاء أنك منتصر. لا تعترف بالهزيمة أبداً. وأنكر كل شيء!”، هذه الوصايا الثلاث لخّصها المحامي الأميركي روي كون للشاب دونالد ترامب في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات. رون كون كان له تأثير كبير على شخصية الرئيس الأميركي الحالي، كما يخبرنا فيلم “المتدرّج”(إنتاج العام 2024) الذي يحكي حكاية هذه العلاقة التي يمكن بسهولة العثور على بصماتها في سلوك ترامب، وتاريخه الطويل في عالم الأموال والاستثمار وإدارة الأعمال، ثم في عالم السياسة.
علّم المحامي كون دونالد الشاب أن يكون تماماً بلا أخلاق، وهو ما طبّقه ترامب بإتقان مع كون نفسه، ويُرينا الفيلم كيف تعامل ترامب باحتقار مع معلّمه، عندما أصيب الأخير بفيروس نقص المناعة (الإيدز) ثم مات بسببه في العام 1986.
وفي معرض إظهار تصرّف ترامب غير الأخلاقي بحقّ معلّمه، يلفت الفيلم نظرنا إلى عيون إيفانا ترامب ونظراتها، وكيف صارت ترى زوجها بعد سلوكه مع محاميه، وقبل ذلك مع شقيقه الذي أدمن الكحول ومات بسببه.
في عينيّ إيفانا يظهر مزيج من خيبة الأمل والورطة والخوف، وهي تنظر إلى سلوك زوجها القاسي واللامبالي حتى بأقرب المقرّبين إليه. يُرينا الفيلم نظرات تشي بأن إيفانا عرفت أنها لا ينبغي أن تكمل حياتها مع دونالد. وبالفعل وصل زواجها من ترامب إلى حائط مسدود، وانتهى إلى الطلاق في العام 1992.
عينا إيفانا ونظراتها كانت تقول الكثير في الفيلم. وربما بسبب الأعين وما تقوله، اختارت ميلانيا ترامب، زوجة دونالد الحالية، أن تلبس قبعة مثيرة للجدل في حفل تنصيبه. والقبعة كما يبدو من معظم صور ميلانيا في الحفل، تحجب العينين بسبب تصميمها الدائري، فيبدو وكأن السيدة الأولى الأميركية (للمرة الثانية) تحاول أن تخبّئ بالقبعة، ما يمكن أن تقوله عيناها، وهو ما يمكن أن يعكس حقيقة مشاعرها تجاه زوجها الذي ارتبطت باسمه فضائح جنسية.
في عينيّ إيفانا يظهر مزيج من خيبة الأمل والورطة والخوف، وهي تنظر إلى سلوك زوجها القاسي واللامبالي حتى بأقرب المقرّبين إليه.
لم تكن ميلانيا السيدة الأولى التي تلبس قبعة في حفل التنصيب، فبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، لبست كل من مامي آيزنهاور، ونانسي ريغان، وجاكي كنيدي قبعات في حفلات تنصيب أزواجهن، لكنها كانت كلها قبعات صغيرة من النوع الذي لا يُخفي وجه السيدة الأولى. وقد لاحظت الصحيفة أن قبعة ميلانيا من النوع الذي يُخفي بماذا تفكّر في تلك اللحظات، وأن القبعة، كما تقول “نيويورك تايمز”، تذكّر بقبعة شخصية “زورو” الذي يُخفي وجهه بقناع وقبعة. وقد بدا لافتاً أن ميلانيا لم تخلع قبعتها ولا معطفها في الداخل، وهو ما فسّرته الصحيفة بأن السيدة الأولى “ترسم حدودها” مع المحيط ومع زوجها.
وقد لعبت القبعة، إلى جانب حجب العينين، دوراً آخر، تمثّل في منع ترامب من تقبيل ميلانيا، بعدما حال إطار القبعة بين شفتيّ الرئيس وخدّ زوجته. وقد رأى كثيرون أن القبعة تبدو وكأنها لُبست عن قصد لهذا السيناريو. وهذا ليس جديداً على ميلانيا وعلاقتها بدونالد. فقد لاحظ كثيرون أيضاً، خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، وحتى خلال حملته الانتخابية الأخيرة، أن تفاعلاتهما العلنية محدودة، وتبدو مصطنعة في كثير من الأحيان.
وقد سجّلت الكاميرات لحظات لرفض ميلانيا إمساك يد زوجها في مناسبات عدة، ورُبط ذلك بامتعاض ميلانيا من التقارير والأخبار التي تتحدث عن علاقات زوجها المزعومة مع نساء أخريات.
بالقبعة تُخفي ميلانيا، على الغالب، ما يمكن أن تفضحه عيناها من نظرات تحمل خوفاً أو احتقاراً لزوجها، على غرار ما تبدو عليه عينا إيفانا في الفيلم عن ترامب ومحاميه الذي علّمه السحر.
وبهذا لا يكون اختيار ميلانيا هذه الأزياء والأكسسوارات و”اللوك” الداكن (وكأنها تحضر عزاءً، لا تنصيباً) مجرد خيار سيئ متعلّق بالموضة، إذ وصفت بعض مواقع الموضة الأميركية ملابس ميلانيا بأنها “الأسوأ” في مناسبات التنصيب على الإطلاق. بل قد يكون اختيارها ملابسها وقبعتها لغاية في نفسها، ولربما لو أُتيح للقبعة أن تحكي، لأخبرتنا بأن ميلانيا تُخفي بها ما في نفسها، وما قد يظهر على وجهها وفي عينيها… إن حكت!
إقرأوا أيضاً: