fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

قلق إسرائيلي من استعادة أوروبا قناعها النازي

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

بنبرة عالية خاطب الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين الدول الأوروبية قائلاً إنهم كإسرائيليين لا ينتظرون من الأوروبيين العدالة. كلام ريفلين جاء في حفل الذكرى السنوية للمحرقة اليهودية على يد الجيش النازي. الاستياء كان واضحاً في كلام رئيس إسرائيل، متحدياً رئيس بولندا اندريه دودا، عبر التشديد على مشاركة البولنديين مع الألمان في ارتكاب المحرقة…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بنبرة عالية خاطب الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين الدول الأوروبية قائلاً إنهم كإسرائيليين لا ينتظرون من الأوروبيين العدالة. كلام ريفلين جاء في حفل الذكرى السنوية للمحرقة اليهودية على يد الجيش النازي. الاستياء كان واضحاً في كلام رئيس إسرائيل، متحدياً رئيس بولندا اندريه دودا، عبر التشديد على مشاركة البولنديين مع الألمان في ارتكاب المحرقة.

شكلت التحولات السياسية التي حصلت في الفترة الأخيرة في بولندا صدمة الإسرائيليين، فنهاية شهر فبراير/شباط الماضي، أصدر البرلمان البولندي قانون الهولوكست الجديد الذي يدين بالسجن لمدة ثلاث سنوات كل من يتهم بولندا بالمشاركة بما اقترفه الالمان، وألقى الرئيس البولندي كلمة بالمناسبة نوه فيها بحكمة القانون ودوره في الحفاظ على ماء وجه “الأمة البولندية”.

وحاولت إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية إقناع الطرف البولندي للعدول عن الأمر أو تصحيح مسار القانون، لما سيخلفه من انشقاقات ويعرض اليهود للخطر. بولندا في السنتين الماضيتين كانت قد شهدت ازدهاراً لدى حركات النازية فيها، وسُجلت نسبة عالية من الاعتداء على يهودها من قبل اليمينيين المتطرفيين، وأظهر مركز أبحاث “غلوب 100″، أن أكثر من 13 مليون نسمة أي 47 في المئة من البولنديين يرفضون التعايش مع يهود وطنهم.

الأرقام المرتفعة لموجات استعداء اليهود في بولندا، سيعززها بحسب الصحف الإسرائيلية تودد السلطة البولندية نحو جارتها المجر التي يتزعم حكومتها فيكتور اوربان الرئيس الشعبوي وصاحب النزعة القومية والمتهم باللاسامية والذي يعول بشدة على التيارات النازية لتثبيت حكمه.

ويرى الإسرائيليون أن بولندا تتعمد استفزازهم، بعد رفضها إعادة النظر ومراعاة شعور ضحايا المحرقة، لذلك أرسلت إسرائيل سفيرها في الأمم المتحدة إلى بولندا ورافقه وفد دولي، وزاروا معتقلات النازية وشرح السفير للحاضرين في جولته دور الدول الاوروبية في ارتكاب المحرقة.

أواخر عام 2017 غنى يمينيون أميركيون خلال أحداث تشارلوتفيل، في ولاية فيرجينية الأميركية “نريد تطهير أميركا من اليهود”، ومنذ تلك الأحداث تراقب إسرائيل عن كثب الحراك النازي الجديد، وارتفاع مؤشرات العدائية ضد المجتمعات اليهودية في الغرب والولايات المتحدة الأميركية، فالتحولات الاجتماعية التي ترهص بها في الفترة الأخيرة تركيبة هذه المجتمعات، استنهضت مراكز الأبحاث الإنتربولوجية لمتابعتها، لما لديها من قدرة على تغيير مسارات قضايا، وأزمات كان قد أشيع الظن حول تجاوزها.

تشكل الاعتداءات التي يتعرض لها اليهود في الغرب، مأزقاً جديداً للإسرائيلين، فمخاطر تدفق اللاجئين إلى أوروبا، نَشّطت الحركات اليمينية الوطنية في مختلف بلدان أوروبا، وقد لَحظ الإسرائيليون الآثار السلبية من موجات اللجوء التي في معظمها عربية، فتبين أن 50 في المئة من اللاجئين يحملون هواجس واضحة من اليهود، وفي موازاة ذلك ارتفعت حوادث الاعتداء عليهم في بريطانية بنسبة 73 في المئة مع نهاية عام 2017، نُفِذ معظمها من قبل أفراد ينتمون إلى تيارات يمينية.

إنذار الخطر من عودة اللاسامية، كانت قد قرعت جَرَسه وزارة الشتات في تل أبيب، ففي تقريرها السنوي قالت إن الخطر الأكبر على اليهود آتٍ من دول أوروبا الغربية، وأن مختلف الحركات اليمينية الألمانية تكره اليهود بشدة وتحاول خلق رأي عام يقلص أهمية مناسبة ذكرى المحرقة اليهودية.

وعاينت الوزارة المخاطر المتصاعدة على التجمعات اليهودية الفرنسية بعد اغتيال الشابة اليهودية سارة لوسي هاليمي، وسجلت أوكرانيا ارتفاع الاعتداء على اليهود بنسبة 50 في المئة، وقفزت معاداة اليهود في النمسا من 9 في المئة إلى 20 في المئة بحدود نهاية عام 2017، بينما لا يرغب 20 في المئة من مواطني رومانيا وبولندا أن يكون لهم جيران يهود.

وقد حازت السويد على اهتمام الصحافة الإسرائيلية، فصحيفة “هآرتس” خصصت بدورها دراسة تناولت فيها “سرقة التيارات النيو نازية الجديدة لقلوب الفئة الشبابية السويدية”، مستغلةً وسائل الإعلام البديل لتعزيز خطابها ورص صفوفها. ويظهر انضباط هذه الفئة في جملة مظاهرات ينفذونها باستمرار وتجذب آلاف الشبان المتحمسين ضد اليهود، واستخلص التحقيق أن السويد بمثابة نقطة مركزية لـ”اللاسامية” المتصاعدة، والمكان الذي يتحرك به النيو نازيون الألمان براحة تامة.

بينما الحركة النيو نازية الألمانية، تراها إسرائيل الوجه الجهوم للقارة العجوز، فأواخر الشهر الماضي، جاهر رئيس الحزب الوطني الديمقراطي النازي بضرورة ازالة العقوبات عن ايران. إن العلاقة العاطفية التي تجمع التيارات اليمينة الاوربية مع قيادات ودول مشرقية، وصفتها صحيفة “جيروزاليم بوست” بالغريبة والملتبسة وتحتاج إلى دراسة متعمقة لتفكيك ماهية توجه اليمين الأوروبي الحديث.

 وتتخوف إسرائيل مما تصفه بترهات يقوم بها الإسرائيليون في أوروبا مع النيو نازيين، إذ يرتبط عدد من الرأسماليين الإسرائيليين اقتصادياً بقيادات نازية جديدة، كالعلاقة التي تجمع الإسرائيلي رافي إيتان بزعيم اليمين الألماني أدولف ايخمان، فقد وجه إيتان رسالة هنأ بها ايخمان بفوز تحالفه بأكثر من مئة مقعد في البرلمان، وحثه على توطيد المساعي لإغلاق الحدود أمام موجات اللجوء الإسلامية، وعلقت “احرونوت” على الأمر بأن من المؤسف رؤية إسرائيليين يباركون لنازيين يدعمون إلغاء مناسبة الهولوكست، ويباركون خطوة اليمين البولندي الذي يسعى عبر القضاء إلى إعادة فتح ملف المحرقة للتدقيق بها.

 منذ منتصف العام الماضي، تزايدت الشكاوى التي يقدمها اليهود لمراكز الشرطة الأوروبية، بحسب ما توضح مراكز الأبحاث الإسرائيلية، وتظهر نتائج الدراسات الراهنة إلى شعور اليهود بالأمان في أوروبا، وأنهم هدف متنقل لليمين المتطرف، وأصدرت جامعة تل أبيب تقريراً جديداً تحدث عن شعور الغربة الذي يعتري اليهود في كل أوروبا والولايات المتحدة، ودُعِم التقرير بآخر صدر عن “كونغرس يهود أوروبا”، إذ حمل التقرير مسؤولية ما يحصل للحكومات التي تدّعي الديموقراطية وحماية الأفراد، وقالت “معاريف” حول هذا الشأن إن يهود أوروبا يفضلون المجيء إلى إسرائيل كمكان آمن ويشبههم.

المستقبل المجهول لليهود في أوروبا، سيشرع حتماً، أبواب إسرائيل لاستقبال المزيد منهم، ولكن ذلك سيكون مرهوناً بمدى الاستقرار الأمني والعسكري الذي ستؤمنه لهم إسرائيل، في وقت ترتفع فيه مخاطر تورطها في حروب مرتقبة ومدمرة.

17.04.2018
زمن القراءة: 4 minutes

بنبرة عالية خاطب الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين الدول الأوروبية قائلاً إنهم كإسرائيليين لا ينتظرون من الأوروبيين العدالة. كلام ريفلين جاء في حفل الذكرى السنوية للمحرقة اليهودية على يد الجيش النازي. الاستياء كان واضحاً في كلام رئيس إسرائيل، متحدياً رئيس بولندا اندريه دودا، عبر التشديد على مشاركة البولنديين مع الألمان في ارتكاب المحرقة…

بنبرة عالية خاطب الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين الدول الأوروبية قائلاً إنهم كإسرائيليين لا ينتظرون من الأوروبيين العدالة. كلام ريفلين جاء في حفل الذكرى السنوية للمحرقة اليهودية على يد الجيش النازي. الاستياء كان واضحاً في كلام رئيس إسرائيل، متحدياً رئيس بولندا اندريه دودا، عبر التشديد على مشاركة البولنديين مع الألمان في ارتكاب المحرقة.

شكلت التحولات السياسية التي حصلت في الفترة الأخيرة في بولندا صدمة الإسرائيليين، فنهاية شهر فبراير/شباط الماضي، أصدر البرلمان البولندي قانون الهولوكست الجديد الذي يدين بالسجن لمدة ثلاث سنوات كل من يتهم بولندا بالمشاركة بما اقترفه الالمان، وألقى الرئيس البولندي كلمة بالمناسبة نوه فيها بحكمة القانون ودوره في الحفاظ على ماء وجه “الأمة البولندية”.

وحاولت إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية إقناع الطرف البولندي للعدول عن الأمر أو تصحيح مسار القانون، لما سيخلفه من انشقاقات ويعرض اليهود للخطر. بولندا في السنتين الماضيتين كانت قد شهدت ازدهاراً لدى حركات النازية فيها، وسُجلت نسبة عالية من الاعتداء على يهودها من قبل اليمينيين المتطرفيين، وأظهر مركز أبحاث “غلوب 100″، أن أكثر من 13 مليون نسمة أي 47 في المئة من البولنديين يرفضون التعايش مع يهود وطنهم.

الأرقام المرتفعة لموجات استعداء اليهود في بولندا، سيعززها بحسب الصحف الإسرائيلية تودد السلطة البولندية نحو جارتها المجر التي يتزعم حكومتها فيكتور اوربان الرئيس الشعبوي وصاحب النزعة القومية والمتهم باللاسامية والذي يعول بشدة على التيارات النازية لتثبيت حكمه.

ويرى الإسرائيليون أن بولندا تتعمد استفزازهم، بعد رفضها إعادة النظر ومراعاة شعور ضحايا المحرقة، لذلك أرسلت إسرائيل سفيرها في الأمم المتحدة إلى بولندا ورافقه وفد دولي، وزاروا معتقلات النازية وشرح السفير للحاضرين في جولته دور الدول الاوروبية في ارتكاب المحرقة.

أواخر عام 2017 غنى يمينيون أميركيون خلال أحداث تشارلوتفيل، في ولاية فيرجينية الأميركية “نريد تطهير أميركا من اليهود”، ومنذ تلك الأحداث تراقب إسرائيل عن كثب الحراك النازي الجديد، وارتفاع مؤشرات العدائية ضد المجتمعات اليهودية في الغرب والولايات المتحدة الأميركية، فالتحولات الاجتماعية التي ترهص بها في الفترة الأخيرة تركيبة هذه المجتمعات، استنهضت مراكز الأبحاث الإنتربولوجية لمتابعتها، لما لديها من قدرة على تغيير مسارات قضايا، وأزمات كان قد أشيع الظن حول تجاوزها.

تشكل الاعتداءات التي يتعرض لها اليهود في الغرب، مأزقاً جديداً للإسرائيلين، فمخاطر تدفق اللاجئين إلى أوروبا، نَشّطت الحركات اليمينية الوطنية في مختلف بلدان أوروبا، وقد لَحظ الإسرائيليون الآثار السلبية من موجات اللجوء التي في معظمها عربية، فتبين أن 50 في المئة من اللاجئين يحملون هواجس واضحة من اليهود، وفي موازاة ذلك ارتفعت حوادث الاعتداء عليهم في بريطانية بنسبة 73 في المئة مع نهاية عام 2017، نُفِذ معظمها من قبل أفراد ينتمون إلى تيارات يمينية.

إنذار الخطر من عودة اللاسامية، كانت قد قرعت جَرَسه وزارة الشتات في تل أبيب، ففي تقريرها السنوي قالت إن الخطر الأكبر على اليهود آتٍ من دول أوروبا الغربية، وأن مختلف الحركات اليمينية الألمانية تكره اليهود بشدة وتحاول خلق رأي عام يقلص أهمية مناسبة ذكرى المحرقة اليهودية.

وعاينت الوزارة المخاطر المتصاعدة على التجمعات اليهودية الفرنسية بعد اغتيال الشابة اليهودية سارة لوسي هاليمي، وسجلت أوكرانيا ارتفاع الاعتداء على اليهود بنسبة 50 في المئة، وقفزت معاداة اليهود في النمسا من 9 في المئة إلى 20 في المئة بحدود نهاية عام 2017، بينما لا يرغب 20 في المئة من مواطني رومانيا وبولندا أن يكون لهم جيران يهود.

وقد حازت السويد على اهتمام الصحافة الإسرائيلية، فصحيفة “هآرتس” خصصت بدورها دراسة تناولت فيها “سرقة التيارات النيو نازية الجديدة لقلوب الفئة الشبابية السويدية”، مستغلةً وسائل الإعلام البديل لتعزيز خطابها ورص صفوفها. ويظهر انضباط هذه الفئة في جملة مظاهرات ينفذونها باستمرار وتجذب آلاف الشبان المتحمسين ضد اليهود، واستخلص التحقيق أن السويد بمثابة نقطة مركزية لـ”اللاسامية” المتصاعدة، والمكان الذي يتحرك به النيو نازيون الألمان براحة تامة.

بينما الحركة النيو نازية الألمانية، تراها إسرائيل الوجه الجهوم للقارة العجوز، فأواخر الشهر الماضي، جاهر رئيس الحزب الوطني الديمقراطي النازي بضرورة ازالة العقوبات عن ايران. إن العلاقة العاطفية التي تجمع التيارات اليمينة الاوربية مع قيادات ودول مشرقية، وصفتها صحيفة “جيروزاليم بوست” بالغريبة والملتبسة وتحتاج إلى دراسة متعمقة لتفكيك ماهية توجه اليمين الأوروبي الحديث.

 وتتخوف إسرائيل مما تصفه بترهات يقوم بها الإسرائيليون في أوروبا مع النيو نازيين، إذ يرتبط عدد من الرأسماليين الإسرائيليين اقتصادياً بقيادات نازية جديدة، كالعلاقة التي تجمع الإسرائيلي رافي إيتان بزعيم اليمين الألماني أدولف ايخمان، فقد وجه إيتان رسالة هنأ بها ايخمان بفوز تحالفه بأكثر من مئة مقعد في البرلمان، وحثه على توطيد المساعي لإغلاق الحدود أمام موجات اللجوء الإسلامية، وعلقت “احرونوت” على الأمر بأن من المؤسف رؤية إسرائيليين يباركون لنازيين يدعمون إلغاء مناسبة الهولوكست، ويباركون خطوة اليمين البولندي الذي يسعى عبر القضاء إلى إعادة فتح ملف المحرقة للتدقيق بها.

 منذ منتصف العام الماضي، تزايدت الشكاوى التي يقدمها اليهود لمراكز الشرطة الأوروبية، بحسب ما توضح مراكز الأبحاث الإسرائيلية، وتظهر نتائج الدراسات الراهنة إلى شعور اليهود بالأمان في أوروبا، وأنهم هدف متنقل لليمين المتطرف، وأصدرت جامعة تل أبيب تقريراً جديداً تحدث عن شعور الغربة الذي يعتري اليهود في كل أوروبا والولايات المتحدة، ودُعِم التقرير بآخر صدر عن “كونغرس يهود أوروبا”، إذ حمل التقرير مسؤولية ما يحصل للحكومات التي تدّعي الديموقراطية وحماية الأفراد، وقالت “معاريف” حول هذا الشأن إن يهود أوروبا يفضلون المجيء إلى إسرائيل كمكان آمن ويشبههم.

المستقبل المجهول لليهود في أوروبا، سيشرع حتماً، أبواب إسرائيل لاستقبال المزيد منهم، ولكن ذلك سيكون مرهوناً بمدى الاستقرار الأمني والعسكري الذي ستؤمنه لهم إسرائيل، في وقت ترتفع فيه مخاطر تورطها في حروب مرتقبة ومدمرة.