fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

“قمّة الهزل”:  في أي حُضن سترتمي سوريا- الأسد؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لا يرى السوري أفق تغيير ولا رائحة انتصار ولا مرارة هزيمة، ما حدث في القمة، بعد خسارات متتالية، وصدمات غير معالجة، مادة للسخرية تصلح للأدب والفن، لا للنقاش في الشارع أو حتى في البيت.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

نُشاهد في واحدة من حلقات مسلسل “ضيعة ضايعة” للكاتب ممدوح حمادة، كيف يتلقى أبو نادر، الشرطي البسيط، طلباً “من فوق”، أو بالأحرى أمراً بتجهيز خطاب لمناسبة وطنية، مع تشديد على أبو نادر بأن يستخدم جُملاً مُعينةً، طُلبَ منه تسجيلها وحفظها بحرص، كرؤوس أقلام لكلمته الافتتاحية. شملت الجمل العبارات التالية: اللحمة الوطنية، الانجازات، الوقوف بوجه، الالتفاف حول… وغيرها من مصطلحات البلاغة الفارغة الخاصة بالمناسبات الرسميّة.

هذا المشهد الساخر، له أصل على أرض الواقع، إذ يستعينُ الكثير من المسؤولين في سوريا برؤوس الأقلام هذه، وكأنها بحر شعري عليهم الالتزام بأوزانه، والانطلاق منه للالتفاف حول المصائب، والوقوف بوجه الحائط، فقط الحائط، دون إشارة إلى ما يحدث.

نكتة الأحضان

أطلق رئيس النظام السوري بشار الأسد في القمة العربيّة في جدّة، نظرية الأحضان، ومفادها أن الأحضان عابرة والانتماء واحد.

 ضحكت بشدة حين سمعت ما قاله، وراودني مُتخيّل بأن سوريا بائعة هوى مسكينة، ترتمي في أحضان الرجال القذرين مقابل القليل، لكنها، أي سوريا، بحسب بشار الأسد تنتمي إلى العروبة، لكن العروبة لا تحميها، بل هي وحدها، إنما لا عروبة من دون سوريا، سوريا التي مرّ عليها العسكر والميليشيات والجهاديين، لم يحبّها واحد يوماً، فلجأت إلى حضن إيران وحضن روسيا وحضن كوريا الشمالية وحضن فنزويلا وغيرها من النزوات على ما يبدو.

أكتفي هنا بهذا القدر من محاولة فهم علاقة سوريا بالعروبة لأن شدة التناقضات لا يمكن لسويّ أن يتتبعها ويحافظ على سلامة عقله.

 بالعودة إلى الأحضان، يكمل الأسد قائلاً، إن الاحضان عابرة وقد ينتقل الإنسان من حضن إلى آخر لسبب ما، فحتى الأحضان نفسها، ليست آمنة، بل تتغير بتغير الأهواء والمصالح.

إن أمعنا النظر في هذه العبارات عن العروبة والأحضان، وعلى رغم غرابتها وسذاجتها، نكتشف أنها أبعد ما يكون عن العبثية والتزيين، إذ يشير الأسد بوضوح إلى مبررات علاقات حكومته مع الدول التي ارتمى في حضنها، شاملاً سوريا أرضاً وشعباً. وكأنه هو سوريا، ولا سوريا بدون عائلته التي ترفع شعار: نحن من بنينا سوريا الحديثة، وعلى الجميع قبول هذا والاحتفال به، وفي حال لم تقدم فروض الطاعة، فيظهر الشعار البديل :”الأسد أو نحرق البلد”.

نسأل هنا مباشرةً: ماذا أراد الأسد فعلاً من هذه الاستعارات الغريبة؟ ولماذا أراد استفزاز الجميع؟ هل فقدت خطاباته سحرها المعتاد أم أن الجميع بات يستفزّهم حضوره فقط عدا كلامه؟

حاولت إنجاز استطلاع رأي “بدائي” بين رفاقي من الشباب “الصامدين في سوريا”، و”المواطنين الشاهدين على ما حدث وما يحدث”، لكن استطلاع الرأي اليوم في سوريا له شكل مميز، خصوصاً إن لم يكن رسمياً، إذ يبدأ الحديث بنكتة أو استهزاء مثل: “يا شباب، هيا قولوا لنا هل عندكم رأي حيال ما حصل؟” أو “هل شاهدتم ذلك وسمعتم عنه بمحض المصادفة مثلاً؟”.

أجزم هنا مبالغةً، أن معظم السوريين أقلعوا عن متابعة الأخبار المحلية، تلك التي يشبه ما يرد فيها الشعارات التي تردد في مدارس البعث.

مصدر الأخبار كما شاهدت، هو الصحف المستقلة، أو القنوات الدوليّة، لكن الأدهى، أو الأكثر تراجيديّةً، هو أن البعض قد لا يتابع  الأخبار البتّة، ويعتمد على ما يسمعه في الشارع مما يسقط سهواً مع نكتة ما. وحين سألت صديقاً لي مباشرة عن رأيه بالقمة أجاب: “نحن نترقب ونتوقع الكثير من السيناريوهات والأسوأ وحده ما يحدث، ويفاجئنا جميعنا، ولا أدري الى متى سنظل نُفاجأ بما نعلمه مسبقاً”.

من الطبيعي جداً أن نحاول التحليل والتنبؤ بمستقبل نعلم جميعاً أنه مشؤوم لا محالة، نتوقع الانفراج -وربما نأمل حدوثه- ولكن ندرك في لا وعينا أن الواقع خارج عن سيطرتنا، طالما أن الأسد على “عرشه”، نحن مسحوقون تحت بلاط هذا العرش، ونحن من نرفعه رغماً عنا.

 المضحك المبكي

يخشى بعض السوريين الحديث عن القمة، خصوصاً الشباب، فالأفرع الأمنية بالمرصاد، وكثيرون لا يعرفون شيئاً عن مجريات الجلسات، ولا عن دلائلها ورموزها، وإن تحدثوا فالكلام عن فلسطين أو أوكرانيا، أو خطاب الرئيس الأسد من دون أي تعليق، كلام رمادي محايد، فأن تكون مؤيداً اليوم جريمة تساوي كونك معارضاً.

وهناك من يقول : لا يهمني… ربما يكون الأذكى بيننا.

لكن هل فعلاً لا يهمنا ما حدث؟ لا أدري، إلا أننا جميعاً ندير نقاشاتنا بالسخرية والضحك، الضحك من حالنا ومن كوننا صمّاً بكماً، وكأننا لا نفهم ما يحصل.

فشلت في الاستطلاع البسيط الذي أجريته فشلاً ذريعاً، لم أحصل على “حق أو باطل” من أي أحد، سقف النقاش كان يصل إلى عبارات مثل: “فخار يكسر بعضه، ما لنا ولهم؟” أو “أصدقاء عادوا بعد عداوة”، و”اللعنة عليهم جميعاً”، بالطبع من دون المساس بالذات الجمهورية، أو بالسيادة أو بالقيم الوطنية، فالسوريون مهمشون تحت حكم الأسد، لا رأي لهم ولا قرار، ولا عقوبات ولا إغاثات تستطيع تغيير الحال.

جملة واحدة قالتها لي صديقتي أثرت فيّ بشكل كبير، إذ نظرت في عيني، وقالت بعدما شغلت أغنية الشيخ إمام “شيد قصورك عالمزارع”: “اسمعي هذه الأغنية، فقط هذه الأغنية، وعندها ستعرفين رأيي بمجريات القمة العربية”.

لا قيمة لأي استطلاع في سوريا بشأن القمة العربيّة، يكفي ما يُلتقط في عيون البسطاء والفقراء، وإن عبروا عن كل شيء بالسخرية التي تعني هنا تحديداً العجز.

“الناجي” الوحيد بالكاد ينجو

يرتفع صوت عقولنا بالسؤال عن الناجي الوحيد، هل سيظل ناجياً؟ وإلى متى؟ وهل ستكون نهايتنا كنهاية شخوص ممدوح حمادة؟

لطالما ردد بشار الأسد وأعوانه، أمثال لونا الشبل، كلمة الصمود، الشعب الصامد، اصمدوا، ولكننا كسوريين كنا نتعامل مع الصمود بسخرية، لا خيار آخر.

هذا الصمود المزعوم ليس إلا عجزاً أمام مواجهة المصير المكتوب علينا كما يقال، لأن لا حيلة لدى البسطاء لمواجهة نظام أمني واستخباراتي متشعب ومتجذر، عمره من عمر آبائهم، فكيف تطلب تحليلاً سياسياً من شخص يؤمن أن للحيطان آذاناً؟

تمر القمة في الشارع السوري كما تمر الريح المحمّلة بالغبار، تصارعها ولكنك تمشي وتخترقها، لا تريد أن تصارع زوبعة رملية، فتعمي عينيك وتخنقك. تستمر بالمشي، وحيلتك نكتة تتشاركها مع أصدقائك همساً، تقولها لجدّك فيضحك، ثم يتوسل إليك ألا تقولها في الشارع، أو أمام أحد غريب، فـ”هم بيننا ويسمعون كل أحاديثنا، ونسأل الله أن يبعدهم”.

 لا يرى السوري أفق تغيير ولا رائحة انتصار ولا مرارة هزيمة، ما حدث في القمة، بعد خسارات متتالية، وصدمات غير معالجة، مادة للسخرية تصلح للأدب والفن، لا للنقاش في الشارع أو حتى في البيت. 

26.05.2023
زمن القراءة: 5 minutes

لا يرى السوري أفق تغيير ولا رائحة انتصار ولا مرارة هزيمة، ما حدث في القمة، بعد خسارات متتالية، وصدمات غير معالجة، مادة للسخرية تصلح للأدب والفن، لا للنقاش في الشارع أو حتى في البيت.

نُشاهد في واحدة من حلقات مسلسل “ضيعة ضايعة” للكاتب ممدوح حمادة، كيف يتلقى أبو نادر، الشرطي البسيط، طلباً “من فوق”، أو بالأحرى أمراً بتجهيز خطاب لمناسبة وطنية، مع تشديد على أبو نادر بأن يستخدم جُملاً مُعينةً، طُلبَ منه تسجيلها وحفظها بحرص، كرؤوس أقلام لكلمته الافتتاحية. شملت الجمل العبارات التالية: اللحمة الوطنية، الانجازات، الوقوف بوجه، الالتفاف حول… وغيرها من مصطلحات البلاغة الفارغة الخاصة بالمناسبات الرسميّة.

هذا المشهد الساخر، له أصل على أرض الواقع، إذ يستعينُ الكثير من المسؤولين في سوريا برؤوس الأقلام هذه، وكأنها بحر شعري عليهم الالتزام بأوزانه، والانطلاق منه للالتفاف حول المصائب، والوقوف بوجه الحائط، فقط الحائط، دون إشارة إلى ما يحدث.

نكتة الأحضان

أطلق رئيس النظام السوري بشار الأسد في القمة العربيّة في جدّة، نظرية الأحضان، ومفادها أن الأحضان عابرة والانتماء واحد.

 ضحكت بشدة حين سمعت ما قاله، وراودني مُتخيّل بأن سوريا بائعة هوى مسكينة، ترتمي في أحضان الرجال القذرين مقابل القليل، لكنها، أي سوريا، بحسب بشار الأسد تنتمي إلى العروبة، لكن العروبة لا تحميها، بل هي وحدها، إنما لا عروبة من دون سوريا، سوريا التي مرّ عليها العسكر والميليشيات والجهاديين، لم يحبّها واحد يوماً، فلجأت إلى حضن إيران وحضن روسيا وحضن كوريا الشمالية وحضن فنزويلا وغيرها من النزوات على ما يبدو.

أكتفي هنا بهذا القدر من محاولة فهم علاقة سوريا بالعروبة لأن شدة التناقضات لا يمكن لسويّ أن يتتبعها ويحافظ على سلامة عقله.

 بالعودة إلى الأحضان، يكمل الأسد قائلاً، إن الاحضان عابرة وقد ينتقل الإنسان من حضن إلى آخر لسبب ما، فحتى الأحضان نفسها، ليست آمنة، بل تتغير بتغير الأهواء والمصالح.

إن أمعنا النظر في هذه العبارات عن العروبة والأحضان، وعلى رغم غرابتها وسذاجتها، نكتشف أنها أبعد ما يكون عن العبثية والتزيين، إذ يشير الأسد بوضوح إلى مبررات علاقات حكومته مع الدول التي ارتمى في حضنها، شاملاً سوريا أرضاً وشعباً. وكأنه هو سوريا، ولا سوريا بدون عائلته التي ترفع شعار: نحن من بنينا سوريا الحديثة، وعلى الجميع قبول هذا والاحتفال به، وفي حال لم تقدم فروض الطاعة، فيظهر الشعار البديل :”الأسد أو نحرق البلد”.

نسأل هنا مباشرةً: ماذا أراد الأسد فعلاً من هذه الاستعارات الغريبة؟ ولماذا أراد استفزاز الجميع؟ هل فقدت خطاباته سحرها المعتاد أم أن الجميع بات يستفزّهم حضوره فقط عدا كلامه؟

حاولت إنجاز استطلاع رأي “بدائي” بين رفاقي من الشباب “الصامدين في سوريا”، و”المواطنين الشاهدين على ما حدث وما يحدث”، لكن استطلاع الرأي اليوم في سوريا له شكل مميز، خصوصاً إن لم يكن رسمياً، إذ يبدأ الحديث بنكتة أو استهزاء مثل: “يا شباب، هيا قولوا لنا هل عندكم رأي حيال ما حصل؟” أو “هل شاهدتم ذلك وسمعتم عنه بمحض المصادفة مثلاً؟”.

أجزم هنا مبالغةً، أن معظم السوريين أقلعوا عن متابعة الأخبار المحلية، تلك التي يشبه ما يرد فيها الشعارات التي تردد في مدارس البعث.

مصدر الأخبار كما شاهدت، هو الصحف المستقلة، أو القنوات الدوليّة، لكن الأدهى، أو الأكثر تراجيديّةً، هو أن البعض قد لا يتابع  الأخبار البتّة، ويعتمد على ما يسمعه في الشارع مما يسقط سهواً مع نكتة ما. وحين سألت صديقاً لي مباشرة عن رأيه بالقمة أجاب: “نحن نترقب ونتوقع الكثير من السيناريوهات والأسوأ وحده ما يحدث، ويفاجئنا جميعنا، ولا أدري الى متى سنظل نُفاجأ بما نعلمه مسبقاً”.

من الطبيعي جداً أن نحاول التحليل والتنبؤ بمستقبل نعلم جميعاً أنه مشؤوم لا محالة، نتوقع الانفراج -وربما نأمل حدوثه- ولكن ندرك في لا وعينا أن الواقع خارج عن سيطرتنا، طالما أن الأسد على “عرشه”، نحن مسحوقون تحت بلاط هذا العرش، ونحن من نرفعه رغماً عنا.

 المضحك المبكي

يخشى بعض السوريين الحديث عن القمة، خصوصاً الشباب، فالأفرع الأمنية بالمرصاد، وكثيرون لا يعرفون شيئاً عن مجريات الجلسات، ولا عن دلائلها ورموزها، وإن تحدثوا فالكلام عن فلسطين أو أوكرانيا، أو خطاب الرئيس الأسد من دون أي تعليق، كلام رمادي محايد، فأن تكون مؤيداً اليوم جريمة تساوي كونك معارضاً.

وهناك من يقول : لا يهمني… ربما يكون الأذكى بيننا.

لكن هل فعلاً لا يهمنا ما حدث؟ لا أدري، إلا أننا جميعاً ندير نقاشاتنا بالسخرية والضحك، الضحك من حالنا ومن كوننا صمّاً بكماً، وكأننا لا نفهم ما يحصل.

فشلت في الاستطلاع البسيط الذي أجريته فشلاً ذريعاً، لم أحصل على “حق أو باطل” من أي أحد، سقف النقاش كان يصل إلى عبارات مثل: “فخار يكسر بعضه، ما لنا ولهم؟” أو “أصدقاء عادوا بعد عداوة”، و”اللعنة عليهم جميعاً”، بالطبع من دون المساس بالذات الجمهورية، أو بالسيادة أو بالقيم الوطنية، فالسوريون مهمشون تحت حكم الأسد، لا رأي لهم ولا قرار، ولا عقوبات ولا إغاثات تستطيع تغيير الحال.

جملة واحدة قالتها لي صديقتي أثرت فيّ بشكل كبير، إذ نظرت في عيني، وقالت بعدما شغلت أغنية الشيخ إمام “شيد قصورك عالمزارع”: “اسمعي هذه الأغنية، فقط هذه الأغنية، وعندها ستعرفين رأيي بمجريات القمة العربية”.

لا قيمة لأي استطلاع في سوريا بشأن القمة العربيّة، يكفي ما يُلتقط في عيون البسطاء والفقراء، وإن عبروا عن كل شيء بالسخرية التي تعني هنا تحديداً العجز.

“الناجي” الوحيد بالكاد ينجو

يرتفع صوت عقولنا بالسؤال عن الناجي الوحيد، هل سيظل ناجياً؟ وإلى متى؟ وهل ستكون نهايتنا كنهاية شخوص ممدوح حمادة؟

لطالما ردد بشار الأسد وأعوانه، أمثال لونا الشبل، كلمة الصمود، الشعب الصامد، اصمدوا، ولكننا كسوريين كنا نتعامل مع الصمود بسخرية، لا خيار آخر.

هذا الصمود المزعوم ليس إلا عجزاً أمام مواجهة المصير المكتوب علينا كما يقال، لأن لا حيلة لدى البسطاء لمواجهة نظام أمني واستخباراتي متشعب ومتجذر، عمره من عمر آبائهم، فكيف تطلب تحليلاً سياسياً من شخص يؤمن أن للحيطان آذاناً؟

تمر القمة في الشارع السوري كما تمر الريح المحمّلة بالغبار، تصارعها ولكنك تمشي وتخترقها، لا تريد أن تصارع زوبعة رملية، فتعمي عينيك وتخنقك. تستمر بالمشي، وحيلتك نكتة تتشاركها مع أصدقائك همساً، تقولها لجدّك فيضحك، ثم يتوسل إليك ألا تقولها في الشارع، أو أمام أحد غريب، فـ”هم بيننا ويسمعون كل أحاديثنا، ونسأل الله أن يبعدهم”.

 لا يرى السوري أفق تغيير ولا رائحة انتصار ولا مرارة هزيمة، ما حدث في القمة، بعد خسارات متتالية، وصدمات غير معالجة، مادة للسخرية تصلح للأدب والفن، لا للنقاش في الشارع أو حتى في البيت.