حصد “الحزب الديموقراطي الكردستاني” في الانتخابات البرلمانية العراقية 32 مقعداً، متصدراً ثلاث محافظات هي أربيل ودهوك ونينوى، حيث حصل على صدارة النتائج في مناطق الأقليات المتنازع عليها بين الإقليم الكردستاني والمركز في بغداد، وتلاه في عدد النواب “التحالف الكردستاني” بـ15 مقعداً، وحلّت المعارضة الكردية، المتمثلة بـ”الجيل الجديد” من المعارضين الذين دعموا حراك تشرين، بعدهما بـ9 مقاعد وحصد الإسلاميون 5 مقاعد.
في نتائج الأقليات شهدت الانتخابات اكتساحاً كبيراً لحركة بابليون القريبة من إيران من خلال اكتساح مقاعد الكوتا المسيحية، وحصلت على 4 مقاعد من أصل 5 مخصصة للمسيحيين، وحاز “حزب التقدم الايزيدي” الذي يرفع شعار القومية الايزيدية على مقعد الكوتا الإيزيدي، كما ضمن حسين علي مردان مقعد كوتا الكرد الفيليين وهو قريب من نوري المالكي، وحصل وعد القدو القيادي في “الحشد الشعبي” على مقعد الكوتا الشبكية وكان مقعد كوتا الصابئي من نصيب حراك تشرين من خلال فوز أسامة كريم.
وتصدرت مدينة دهوك الكردية نسب المشاركة بـ54 في المئة واستطاع “الحزب الديموقراطي الكردستاني” من زيادة مقاعده، فيما تعرض “الاتحاد الوطني الكردستاني” المتحالف مع حركة تغيير “كوران” ضمن تحالف كردستان، الى هزيمة كبيرة رجحت أسبابها الى الخلافات الداخلية في الاتحاد، وحقق “الجيل الجديد” الذي يعتبر المعارضة في إقليم كردستان زيادة في مقاعده.
أكثر من رسالة
عضو “الحزب الديموقراطي الكردستاني” محمد زنكنة يؤكد أن النتائج أثبتت قوة الحزب. وتصدّره الانتخابات في المناطق الكردية يحمل أكثر من رسالة وأولها أن “جماهير كردستان كافأت الحزب على مواقفه القومية والوطنية وثانيها أن جماهير الحزب في المناطق المتنازع عليها، خصوصاً في سنجار وسهل نينوى، تريد الإعمار وحياة تشبه تلك الموجودة في كردستان التي افتقدوها في فترة احتلال داعش وما تلاها”.
ويشير الصحافي الكردي محمود ياسين إلى أن “الحزب الديموقراطي” (البارتي) و”اليكتي” (الاتحاد الوطني الكردستاني) خسرا أكثر من نصف مليون صوت في كردستان العراق مقارنة بعدد الأصوات التي حصلا عليها في الانتخابات السابقة 2018، على رغم حصول “البارتي” على الصدارة لكنه خسر مقعدين في دهوك وهذا مؤشر خطير، يدل على استياء شعبي منه.
ويرجح ياسين أن تكون أسباب الغضب الشعبي في دهوك عائدة الى الأحكام الصادرة بحق صحافيين معتقلين جلهم من دهوك، وبسبب المقاطعة الكبيرة خسر “الحزب الديموقراطي” مقاعد أخرى في عاصمة الإقليم أربيل، ولكنه ربح مقعداً في السليمانية والعدد الأكبر من ناخبي “البارتي” جاء من نينوى وكركوك.
تأثير الخلافات الداخلية على النتائج
ويرى ياسين أن الصراعات الداخلية في “اليكتي”، المسيطر على مدينة السليمانية، كانت السبب في خسارته عدداً من مقاعد لأن معظم مناصري لاهور شيخ جنكي أحد أطراف الصراع الداخلي، لم يصوتوا للحزب وإنما قاموا بإبطال أوراقهم.
وبالنسبة إلى ياسين، فإن نتائج قائمة “الجيل الجديد” التابعة للمعارض الكردي شاسوار عبد الواحد هي المفاجاة الأكبر وبخاصة أنهم كانوا حددوا أهدافهم بالحصول على 5 مقاعد فقط، لكنهم نالوا تسعة مقاعد، ليفجروا مفاجأة مقلقة للأحزاب الكردية التقليدية.
ويرجع ياسين أسباب هذا الفوز إلى “الحملة الانتخابية الرائعة التي قام بها الجيل الجديد لأنها كانت بعيدة من القيادة الفردية، وإنما كان الاهتمام الأكبر للقائمة ككل ومن دون ربط القائمة كلها بشخص شاسوار عبد الواحد”.
كما أن زعيم “الجيل الجديد” لم يشارك، بحسب ياسين، في الحملة الانتخابية لشقيقته الفائزة سروة عبد الواحد وركز دعمه الكامل للقائمة كلها، لهذا كان “الجيل الجديد” محط استقطاب للشباب في اربيل. ولو أن الانتخابات لم تشهد مقاطعة كبيرة، لكانت النتائج أكثر كارثية على الحزبين الكبيرين “البارتي” و”اليكتي”، وكانا سيخسران مقاعد أكثر، وهو ما قد يحدث في الانتخابات المقبلة بعد أربع سنوات، بحسب توقّعات ياسين.
حصل الايزيديون على 5 مقاعد، إلى الآن، أربعة منها من خلال المقاعد العامة، بينها ثلاثة لـ”الحزب الديموقراطي الكردستاني”، ومقعد واحد لـ”التحالف الكردستاني”، والمقعد الخامس يرجع للكوتا التي فاز بها “حزب التقدم الإيزيدي” ذو التوجه القومي الايزيدي.
“الحشد الشعبي” يحصد الكوتا المسيحية
كل ما حدث في التنافس على مقاعد الأقليات، كان متوقّعاً بحسب الصحافي الآشوري خلابئيل بنيامين، “لكن بنسب مختلفة فالذي سيطر على كوتا المسيحيين هذه المرة ليس الحزب الديموقراطي الكردستاني كما جرت العادة في الدورات السابقة، إنما أطراف أخرى قريبة من المعسكر الآخر (الحشد الشعبي) المختلف معه”، لكن تجب الإشارة، يقول بنيامين، إلى أن “البارتي” كان السبب الرئيس في جعل الآخرين طامعين بالكوتا المسيحية.
ويعزو بنيامين أسباب ذلك إلى أن الأمم المتحدة لم تدعم طلب حصر الكوتا تحت ذريعة أن حصرها لا يتماشى مع قواعد حقوق الإنسان، “لكن اعتقد أن الوضع الراهن وما نشهده من سرقة علنية لإرادة المسيحيين، أصبح أمرين لا يطاقان والآن أمام الأمم المتحدة وبقية المنظمات الدولية أن تعمل جاهدة لوضع حل لهذه المشكلة، هذا إذا كانت مهتمة فعلاً بالوجود المسيحي الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين في العراق”.
تشاؤم بنيامين يقابله تفاؤل الصحافي الايزيدي أحمد شنكالي بنتائج الإيزيديين، إذ يرى أن “5 مقاعد مؤكدة إضافة إلى مقعد آخر في انتظار بت الطعون للايزيدية، أمر يدعو الى التفاؤل على رغم اختلاف انتماءات الفائزين وعلى رغم تجارب بعض الفائزين شبه الفاشلة في تمثيل الايزيدية في بغداد سابقاً”. ويؤكد شنكالي أن الفائزين الإيزيديين، لو استطاعوا الاتفاق وتوزيع المهمات في ما بينهم، “يمكنهم إحداث فارق كبير في القضية وبالنهاية ستحسب لهم كإنجازات على رغم أنها واجبات وهم ملزمون بها”، ويأمل شنكالي بأن يمثل الفائزون ناخبيهم، لا أحزابهم وأن يتفاهموا على المشتركات الايزيدية لا أن تفرقهم أحزابهم و يصبحوا أبواقاً لها.
وحصل الايزيديون على 5 مقاعد، إلى الآن، أربعة منها من خلال المقاعد العامة، بينها ثلاثة لـ”الحزب الديموقراطي الكردستاني”، ومقعد واحد لـ”التحالف الكردستاني”، والمقعد الخامس يرجع للكوتا التي فاز بها “حزب التقدم الإيزيدي” ذو التوجه القومي الايزيدي.
إقرأوا أيضاً: