إن الصراع حول الفعالية والأهمية الثقافية للياقة السياسية مثَّل منذ فترة طويلة المعركة الرئيسية للحرب الثقافية التي اندلعت بين المحافظين والليبراليين الأميركيين منذ “وودستوك”. هناك شيء مثير لهذا الانقسام العميق بشأن الاقتراح القائل بأنه على الناس تجنب استخدام المفردات التي تُسيء أو تُنفر الجماعات المهمشة تاريخياً. غير أن الطريقة التي يتحدث بها الكبار إلى الأطفال، والتي يمكن القول بأنها واحدة من أكثر الفئات تهميشاً في العالم، ينبغي ألا تُعتبر جزءاً من تلك المناقشة. إن الإشراف على الكلام تجاه الأطفال ليس رقابة ذاتية، بل توجيه وإرشاد جيد، وهذا هو المهم.
لقد أثبت العلماء على مدى عقود أن كلمات البالغين تُمارِس قوة هائلة على العقل النامي للطفل. ما يقوله أحد الوالدين لطفله له عواقب حقيقية جداً، وهناك بعض الكلمات يبدو أن لها عواقب سلبية ساحقة، ولا علاقة لذلك بالثقافة أو الخلفية، وإنما يرتبط بالتداعيات العملية للإجراءات التي يتخذها البالغون. لذلك نعم، هناك كلمات يجب إزالتها من مفردات الكبار، وهذا ليس لمصلحة تعزيز الأجندة الثقافية أو السياسية، ولكن لمصلحة مساعدة الأطفال في أن يصبحوا بالغين سعداء.
وإليكم بعض هذه الكلمات:
“مُتسلط”
يُطلق هذا الوصف “مُتسلط” عموماً على الفتيات الصغيرات اللواتي يلعبن دوراً قيادياً في اللعب الجماعي، وهذا أمر مفهوم تماماً. ويمكن أن تكون رؤية الفتيات يوجهن لعبهن الجماعي صادماً، بسبب طبيعة الجنس والتلقين الثقافي. المشكلة في وصف الفتاة بأنها متسلطة هو أنه يوجه إليها باعتباره نقدا. ووصف الفتاة بالمتسلطة يعني القول لها ضمناً بأنها لا ينبغي أن تأخذ دور القائد. ماذا يجب أن تفعل الفتاة التي من المفترض أنها متسلطة؟ إنها حازمة ولديها أفكار، ويمكنها الدفاع عن هذه الأفكار بجدارة. ينبغي تشجيع إصرار الفتيات بقدر ما نشجع عليه الأولاد.
هذا لا يعني أن الأطفال لا يحتاجون إلى العمل على كيفية إيصال الأمور للآخرين. فإذا كان أحد الوالدين لديه مشكلة مع طفل، فإن القضية ربما تكون متعلقة أكثر بالتواصل والتعامل وليس القيادة نفسها. ربما من الأفضل القبول بإصرار الفتيات والعمل على تعديل الطريقة التي يوصلن بها أسلوبهن القيادي.
“مدلل”
فكرة أن الطفل “مدلل” هي فكرة دافع عنها الأميركيون الأوائل إلى حد كبير. كان هؤلاء الرواد ذوي الدوافع الدينية خائفين للغاية من عدم معاقبة الأطفال، حتى أنهم كثيراً ما أخذوا الأطفال إلى العمل مباشرة، بعيداً عن الآباء والأمهات، للحفاظ عليهم من مصير الدمار الفاسد.
تبين أن الطفل الذي حصل على كل الامتيازات المتاحة يُمكن أن ينمو في الواقع ليصبح طفلاً متكيفاً ومتقبلاً للاعتبارات الاجتماعية ومتعاطفاً وكريماً مع الآخرين ما دام الأهل يدعمون تلك القيم في ديارهم. إن وصف الطفل بأنه “مدلل” يجعل من الواضح أن أحد الوالدين يشعر أن هناك بعض الفساد الذي لا رجعة فيه داخل طفلهم. ولكن ربما الأكثر ضرراً، هو أنه يُخفي اللوم أيضاً عن المسؤول عن تكوين هذا النموذج الجشع والأناني، الذي لديه إحساس بالاستحقاق، وهم الأهل في هذه الحالة.
“ذكي”
هل الثناء على الطفل أمر سيء؟ كلا، ولكن يُمكن أن يكون عكسياً، وهو خطر مستتر يكمن في وصف طفل صغير بأنه ذكي. سبب هذه التسمية هو أن الطفل ولد ببساطة مع بعض الذكاء الفطري الذي يسمح له بسهولة حل بعض المشاكل. ولكن هذا يقلل من الأدوات الفعلية التي يحتاج إليها الطفل في حل أي مشكلة، مثل التفكير الإبداعي والمثابرة والتركيز.
ماذا يحدث للطفل الذي يعتقد أنه ذكي عندما يواجه مشكلة لا يمكن حلها أو التعامل معها؟ المشكلة الصعبة يُمكن أن تصبح أزمة هوية. لذلك، بدلاً من المجاملات الفارغة، يمكن للأهل فعلاً مساعدة طفلهم من خلال الإشادة بالتكتيكات المحددة التي استخدمها الطفل في حل المشكلة. بهذه الطريقة، تتحول “يا إلهي، أنت ذكي جداً”، إلى بديل أكثر فائدة وقابلية للتنفيذ، “أحب حقاً استمرارك في المحاولة لإيجاد الحل”.
“غبي”
التوأم الشرير لكلمة ذكي هي كلمة “غبي”. وجزء من سبب خطورة وصف الطفل بأنه غبي هو أنه يفهم مقصد هذه الكلمة. يدرك الأطفال بأنه من الصادم أن يدعو أحد الأطفال غيره بأنه غبي. هذه الكلمة تُعادل وصف شخص بالغ لشخص آخر بأنه “سخيف وأحمق” وتحمل نفس الوزن في عالم رياض الأطفال. لذلك تخيل مقدار ضررها بالنسبة للأطفال عبر سماع هذا الوصف يوجه لهم من شخص كبير وعقلاني يحبونه ويدعي أنه يُحبهم في المقابل؟ أضف إلى ذلك حقيقة أن العديد من الأطفال يفهمون أن المصطلح يستخدم للدلالة على الضعف الفكري وهنا يُصبح مدمراً تماماً. عندما يتم استيعاب معنى غبي، يصبح مستقبل الأطفال قاتماً. إنه وصف يقترب من الإساءة اللفظية.
“أناني”
هناك حقيقة رائعة حول نمو الدماغ في مرحلة الطفولة وهي أن الأطفال بطبيعتهم أنانيون، وذلك لأنهم لا يصلون إلى “نظرية العقل” بشكل كامل إلا في سن الثالثة، وهي القدرة على فهم أن الآخرين يمكن أن يكون لديهم أفكار ومشاعر مختلفة عنهم.
ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أن الطفل الصغير ببساطة لا يمكن أن يفهم لماذا، عندما يريد عصير، سيكون لأي شخص رأي مختلف. قد يبدو الطفل أنانياً، ولكن الأنانية تفترض معنى الحقد. والتفكير في الطفل على أنه حقود، ووصفه بهذه الصفة أمر خطير على الأطفال الصغار. هذا لا يعني أن الأطفال لا يجب أن يفهموا أن أفعالهم لها عواقب على الطريقة التي يشعر بها الآخرون. في الواقع، إن أفضل طريقة لتعليم هذا الدرس هو شعور الأطفال بالذنب. ولكن وصف الطفل بالأنانية ليس مفيداً في هذا المسعى. ولكن مساعدتهم على بناء التعاطف من خلال تعريفهم على أفعالهم ونتائج أفعالهم هو تكتيك أفضل بكثير.
“كذاب”
مثل الأنانية، وصف الطفل بأنه كاذب يفترض بأن لديه نية الشر في محاولة الخداع. المشكلة الأولى مع هذه الكلمة هي أن معظم الأطفال ليسوا خبثاء في أكاذيبهم. المشكلة الثانية في وصف الطفل بأنه كاذب هو أنه يُساء فهم كل العمليات الذهنية المعقدة التي خاضها الطفل من أجل قول كذبة، وهو ما يجب أن يُحتفى به في الواقع.
هذا الوصف أيضاً هو وسيلة جيدة لإرباك الطفل بشأن الأكاذيب التي يشجع المجتمع الناس على قولها كل يوم. مثلاً، مهما كانت رائحة الجدة، لا يمكن أن نقول أي شيء عن ذلك مهما كان.
“أميرة”
هناك توضيح يجب أن يُقال مع تسمية “الأميرة”، إذا كانت الفتاة الصغيرة قد اعتمدت التسمية لنفسها واستوحتها من الأميرات البطلات، إذن بكل الوسائل، يجب على الآباء السماح لها بأن تكون أميرة. ولكن ليس هناك أي حاجة على الإطلاق للأهل لوضع طفلتهم في الصندوق الوردي والمزين الخاص بالأميرات قبل أن تكون لديها فرصة لاستكشاف سبل أخرى للهوية.
هذا ليس نقاش حول التغير الجنسي بقدر ما هو حجة للتشجيع على الاكتفاء الذاتي وفرصة للقيام بالأدوار بعيداً عن أبراج القلعة والأمراء.
“محطم القلوب”
وصف الصبي الصغير بأنه محطم للقلوب هو الوصف المفضل في أعين الوالدين والأقارب الذين يعتقدون أنهم يجاملون الطفل. ولكن التفكير للحظة، يوضح بسهولة لماذا تعتبر هذه التسمية خطأ فادحاً.
من جهة، هي تضع الطفل في سياق الحب الرومانسي والحياة الجنسية قبل عقد مما يجب أن تصبح هذه الأمور فيه مصدر قلق، وهي أيضاً واحدة من الخطوات الأولى التي تقدم للصبي فكرة أن أدوار الجنس الذكري التي تقوم حول السلطة. جزء من تلك السلطة؟ القدرة على كسر القلوب. ما الجدير بالثناء في ذلك على أيه حال؟
بالتأكيد الطفل الذي يوصف بأنه محطم للقلوب قد لا يكون قادراً على فهم أدوار الجنسين، والحياة الجنسية، والحب الرومانسي، ولكن والد هذا الطفل يفهم هذا بالطبع. وهذا هو حقاً جوهر الكثير من التسميات التي يطلقها الآباء والأمهات على أطفالهم. بالنسبة لكثير من الكلمات الضارة، الأمر لا يتعلق بكيفية إدراك الأطفال لأنفسهم، ولكن كيف ينظر الأهل إلى أطفالهم وكيف يُغير هذا التصور من سلوكهم بشكل أفضل أو في كثير من الأحيان بشكل أسوء.
هذا الموضوع تم اعداده وترجمته عن موقع Fatherly لمراجعة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي.
[video_player link=””][/video_player]
كلمات لا يجب أن يقولها الأهل لأولادهم
لقد أثبت العلماء على مدى عقود أن كلمات البالغين تُمارِس قوة هائلة على العقل النامي للطفل. ما يقوله أحد الوالدين لطفله له عواقب حقيقية جداً، وهناك بعض الكلمات يبدو أن لها عواقب سلبية ساحقة، ولا علاقة لذلك بالثقافة أو الخلفية، وإنما يرتبط بالتداعيات العملية للإجراءات التي يتخذها البالغون. لذلك نعم، هناك كلمات يجب إزالتها من مفردات الكبار، وهذا ليس لمصلحة تعزيز الأجندة الثقافية أو السياسية، ولكن لمصلحة مساعدة الأطفال في أن يصبحوا بالغين سعداء.
اللاذقيّة خلال 3 أيام الحرب التي لن تحصل أبداً
سقوط نظام الأسد الأبدي والإبادي إلى الأبد
بشار الأسد الذي كان يلهو بدماء مريديه
"درج"
لقد أثبت العلماء على مدى عقود أن كلمات البالغين تُمارِس قوة هائلة على العقل النامي للطفل. ما يقوله أحد الوالدين لطفله له عواقب حقيقية جداً، وهناك بعض الكلمات يبدو أن لها عواقب سلبية ساحقة، ولا علاقة لذلك بالثقافة أو الخلفية، وإنما يرتبط بالتداعيات العملية للإجراءات التي يتخذها البالغون. لذلك نعم، هناك كلمات يجب إزالتها من مفردات الكبار، وهذا ليس لمصلحة تعزيز الأجندة الثقافية أو السياسية، ولكن لمصلحة مساعدة الأطفال في أن يصبحوا بالغين سعداء.
إن الصراع حول الفعالية والأهمية الثقافية للياقة السياسية مثَّل منذ فترة طويلة المعركة الرئيسية للحرب الثقافية التي اندلعت بين المحافظين والليبراليين الأميركيين منذ “وودستوك”. هناك شيء مثير لهذا الانقسام العميق بشأن الاقتراح القائل بأنه على الناس تجنب استخدام المفردات التي تُسيء أو تُنفر الجماعات المهمشة تاريخياً. غير أن الطريقة التي يتحدث بها الكبار إلى الأطفال، والتي يمكن القول بأنها واحدة من أكثر الفئات تهميشاً في العالم، ينبغي ألا تُعتبر جزءاً من تلك المناقشة. إن الإشراف على الكلام تجاه الأطفال ليس رقابة ذاتية، بل توجيه وإرشاد جيد، وهذا هو المهم.
لقد أثبت العلماء على مدى عقود أن كلمات البالغين تُمارِس قوة هائلة على العقل النامي للطفل. ما يقوله أحد الوالدين لطفله له عواقب حقيقية جداً، وهناك بعض الكلمات يبدو أن لها عواقب سلبية ساحقة، ولا علاقة لذلك بالثقافة أو الخلفية، وإنما يرتبط بالتداعيات العملية للإجراءات التي يتخذها البالغون. لذلك نعم، هناك كلمات يجب إزالتها من مفردات الكبار، وهذا ليس لمصلحة تعزيز الأجندة الثقافية أو السياسية، ولكن لمصلحة مساعدة الأطفال في أن يصبحوا بالغين سعداء.
وإليكم بعض هذه الكلمات:
“مُتسلط”
يُطلق هذا الوصف “مُتسلط” عموماً على الفتيات الصغيرات اللواتي يلعبن دوراً قيادياً في اللعب الجماعي، وهذا أمر مفهوم تماماً. ويمكن أن تكون رؤية الفتيات يوجهن لعبهن الجماعي صادماً، بسبب طبيعة الجنس والتلقين الثقافي. المشكلة في وصف الفتاة بأنها متسلطة هو أنه يوجه إليها باعتباره نقدا. ووصف الفتاة بالمتسلطة يعني القول لها ضمناً بأنها لا ينبغي أن تأخذ دور القائد. ماذا يجب أن تفعل الفتاة التي من المفترض أنها متسلطة؟ إنها حازمة ولديها أفكار، ويمكنها الدفاع عن هذه الأفكار بجدارة. ينبغي تشجيع إصرار الفتيات بقدر ما نشجع عليه الأولاد.
هذا لا يعني أن الأطفال لا يحتاجون إلى العمل على كيفية إيصال الأمور للآخرين. فإذا كان أحد الوالدين لديه مشكلة مع طفل، فإن القضية ربما تكون متعلقة أكثر بالتواصل والتعامل وليس القيادة نفسها. ربما من الأفضل القبول بإصرار الفتيات والعمل على تعديل الطريقة التي يوصلن بها أسلوبهن القيادي.
“مدلل”
فكرة أن الطفل “مدلل” هي فكرة دافع عنها الأميركيون الأوائل إلى حد كبير. كان هؤلاء الرواد ذوي الدوافع الدينية خائفين للغاية من عدم معاقبة الأطفال، حتى أنهم كثيراً ما أخذوا الأطفال إلى العمل مباشرة، بعيداً عن الآباء والأمهات، للحفاظ عليهم من مصير الدمار الفاسد.
تبين أن الطفل الذي حصل على كل الامتيازات المتاحة يُمكن أن ينمو في الواقع ليصبح طفلاً متكيفاً ومتقبلاً للاعتبارات الاجتماعية ومتعاطفاً وكريماً مع الآخرين ما دام الأهل يدعمون تلك القيم في ديارهم. إن وصف الطفل بأنه “مدلل” يجعل من الواضح أن أحد الوالدين يشعر أن هناك بعض الفساد الذي لا رجعة فيه داخل طفلهم. ولكن ربما الأكثر ضرراً، هو أنه يُخفي اللوم أيضاً عن المسؤول عن تكوين هذا النموذج الجشع والأناني، الذي لديه إحساس بالاستحقاق، وهم الأهل في هذه الحالة.
“ذكي”
هل الثناء على الطفل أمر سيء؟ كلا، ولكن يُمكن أن يكون عكسياً، وهو خطر مستتر يكمن في وصف طفل صغير بأنه ذكي. سبب هذه التسمية هو أن الطفل ولد ببساطة مع بعض الذكاء الفطري الذي يسمح له بسهولة حل بعض المشاكل. ولكن هذا يقلل من الأدوات الفعلية التي يحتاج إليها الطفل في حل أي مشكلة، مثل التفكير الإبداعي والمثابرة والتركيز.
ماذا يحدث للطفل الذي يعتقد أنه ذكي عندما يواجه مشكلة لا يمكن حلها أو التعامل معها؟ المشكلة الصعبة يُمكن أن تصبح أزمة هوية. لذلك، بدلاً من المجاملات الفارغة، يمكن للأهل فعلاً مساعدة طفلهم من خلال الإشادة بالتكتيكات المحددة التي استخدمها الطفل في حل المشكلة. بهذه الطريقة، تتحول “يا إلهي، أنت ذكي جداً”، إلى بديل أكثر فائدة وقابلية للتنفيذ، “أحب حقاً استمرارك في المحاولة لإيجاد الحل”.
“غبي”
التوأم الشرير لكلمة ذكي هي كلمة “غبي”. وجزء من سبب خطورة وصف الطفل بأنه غبي هو أنه يفهم مقصد هذه الكلمة. يدرك الأطفال بأنه من الصادم أن يدعو أحد الأطفال غيره بأنه غبي. هذه الكلمة تُعادل وصف شخص بالغ لشخص آخر بأنه “سخيف وأحمق” وتحمل نفس الوزن في عالم رياض الأطفال. لذلك تخيل مقدار ضررها بالنسبة للأطفال عبر سماع هذا الوصف يوجه لهم من شخص كبير وعقلاني يحبونه ويدعي أنه يُحبهم في المقابل؟ أضف إلى ذلك حقيقة أن العديد من الأطفال يفهمون أن المصطلح يستخدم للدلالة على الضعف الفكري وهنا يُصبح مدمراً تماماً. عندما يتم استيعاب معنى غبي، يصبح مستقبل الأطفال قاتماً. إنه وصف يقترب من الإساءة اللفظية.
“أناني”
هناك حقيقة رائعة حول نمو الدماغ في مرحلة الطفولة وهي أن الأطفال بطبيعتهم أنانيون، وذلك لأنهم لا يصلون إلى “نظرية العقل” بشكل كامل إلا في سن الثالثة، وهي القدرة على فهم أن الآخرين يمكن أن يكون لديهم أفكار ومشاعر مختلفة عنهم.
ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أن الطفل الصغير ببساطة لا يمكن أن يفهم لماذا، عندما يريد عصير، سيكون لأي شخص رأي مختلف. قد يبدو الطفل أنانياً، ولكن الأنانية تفترض معنى الحقد. والتفكير في الطفل على أنه حقود، ووصفه بهذه الصفة أمر خطير على الأطفال الصغار. هذا لا يعني أن الأطفال لا يجب أن يفهموا أن أفعالهم لها عواقب على الطريقة التي يشعر بها الآخرون. في الواقع، إن أفضل طريقة لتعليم هذا الدرس هو شعور الأطفال بالذنب. ولكن وصف الطفل بالأنانية ليس مفيداً في هذا المسعى. ولكن مساعدتهم على بناء التعاطف من خلال تعريفهم على أفعالهم ونتائج أفعالهم هو تكتيك أفضل بكثير.
“كذاب”
مثل الأنانية، وصف الطفل بأنه كاذب يفترض بأن لديه نية الشر في محاولة الخداع. المشكلة الأولى مع هذه الكلمة هي أن معظم الأطفال ليسوا خبثاء في أكاذيبهم. المشكلة الثانية في وصف الطفل بأنه كاذب هو أنه يُساء فهم كل العمليات الذهنية المعقدة التي خاضها الطفل من أجل قول كذبة، وهو ما يجب أن يُحتفى به في الواقع.
هذا الوصف أيضاً هو وسيلة جيدة لإرباك الطفل بشأن الأكاذيب التي يشجع المجتمع الناس على قولها كل يوم. مثلاً، مهما كانت رائحة الجدة، لا يمكن أن نقول أي شيء عن ذلك مهما كان.
“أميرة”
هناك توضيح يجب أن يُقال مع تسمية “الأميرة”، إذا كانت الفتاة الصغيرة قد اعتمدت التسمية لنفسها واستوحتها من الأميرات البطلات، إذن بكل الوسائل، يجب على الآباء السماح لها بأن تكون أميرة. ولكن ليس هناك أي حاجة على الإطلاق للأهل لوضع طفلتهم في الصندوق الوردي والمزين الخاص بالأميرات قبل أن تكون لديها فرصة لاستكشاف سبل أخرى للهوية.
هذا ليس نقاش حول التغير الجنسي بقدر ما هو حجة للتشجيع على الاكتفاء الذاتي وفرصة للقيام بالأدوار بعيداً عن أبراج القلعة والأمراء.
“محطم القلوب”
وصف الصبي الصغير بأنه محطم للقلوب هو الوصف المفضل في أعين الوالدين والأقارب الذين يعتقدون أنهم يجاملون الطفل. ولكن التفكير للحظة، يوضح بسهولة لماذا تعتبر هذه التسمية خطأ فادحاً.
من جهة، هي تضع الطفل في سياق الحب الرومانسي والحياة الجنسية قبل عقد مما يجب أن تصبح هذه الأمور فيه مصدر قلق، وهي أيضاً واحدة من الخطوات الأولى التي تقدم للصبي فكرة أن أدوار الجنس الذكري التي تقوم حول السلطة. جزء من تلك السلطة؟ القدرة على كسر القلوب. ما الجدير بالثناء في ذلك على أيه حال؟
بالتأكيد الطفل الذي يوصف بأنه محطم للقلوب قد لا يكون قادراً على فهم أدوار الجنسين، والحياة الجنسية، والحب الرومانسي، ولكن والد هذا الطفل يفهم هذا بالطبع. وهذا هو حقاً جوهر الكثير من التسميات التي يطلقها الآباء والأمهات على أطفالهم. بالنسبة لكثير من الكلمات الضارة، الأمر لا يتعلق بكيفية إدراك الأطفال لأنفسهم، ولكن كيف ينظر الأهل إلى أطفالهم وكيف يُغير هذا التصور من سلوكهم بشكل أفضل أو في كثير من الأحيان بشكل أسوء.
هذا الموضوع تم اعداده وترجمته عن موقع Fatherly لمراجعة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي.
[video_player link=””][/video_player]