fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

“كلوب هاوس”: جرس إنذار السلطات القمعية يُقرع!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تسلّل “كلوب هاوس” السريع إلى حياة الشباب العربي نشّط رغبة السلطات القمعية بكبح أي شكل من أشكال التعبير عن الرأي التي يمكن أن تشكّل باباً للتغيير أو حتى المعارضة…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

عندما روّج مؤسسو “كلوب هاوس” للتطبيق، شدّدوا على فكرة الأمان المحفوظ في غرف المحادثات، إذ إن نظام المنصة يحظر تسجيل المحادثة من دون إذن كتابي صريح من جميع المتحدثين المعنيين، عدا أنه لا تمكن المشاركة في المحادثة إلا إذا أُرسلت دعوة للشخص. لكن نسي المروجون أن لا عناصر أمان أو سريّة على الإطلاق وفق معايير الأنظمة العربية.

منذ انتشار خدمة “كلوب هاوس” السريع في العالم العربي، والأنظمة تُسابق توسّع استخدام التطبيق محاولةً ضمّ هذه المنصة إلى قبضة السلطة. ظهر ذلك لدى أنظمة عالمية قمعية عدة، منها الصين التي حظرت التطبيق. لا سيما الأنظمة العربية التي لا تقوى على استيعاب هذا الهدير من الأصوات العالية، إذ أعلن عضو “لجنة الأمن والدفاع النيابية” في العراق عباس صروط إمكان حظر التطبيق، كما صرّح لإحدى وكالات الأنباء المحلية، “إن حظر التطبيق من قبل الجهات الحكومية وارد جداً، إذا كان يشكل تهديداً على الأمن القومي من خلال استغلاله من الجماعات الإرهابية في التواصل”. كما تتجه الإمارات إلى حظره تحت ذريعة “تعرّض بيانات المستخدمين للخطر”.

هاجم إعلاميون مقربون من النظام المصري “كلوب هاوس” بعد الرواج الكبير الذي حققه، وزعموا دعمه لما وصفوها بـ”الخلايا الإرهابية لجماعة الإخوان”

أما في مصر، فهجوم الأذرع الإعلامية على تطبيق “كلوب هاوس” لم يكن بعيداً من هجوم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المتكرر على منصات التواصل الاجتماعي ومستخدميها، التي لطالما جنّد النظام وسائل الإعلام التقليدية لشنّ هجومٍ عليها. إذ يبدو أن الرئيس لم ينسَ أن ثورة 25 يناير انطلقت شرارتها عبر “فايسبوك”، وأن الدرس الذي تعلمه النظام عقب الإطاحة بمبارك هو ضرورة السيطرة على وسائل الإعلام كافة بما فيها مواقع التواصل.

هاجم إعلاميون مقربون من النظام المصري “كلوب هاوس” بعد الرواج الكبير الذي حققه، وزعموا دعمه لما وصفوها بـ”الخلايا الإرهابية لجماعة الإخوان”، وأيضاً لـ”خطورته على الأمن القومي المصري”. فحذر الإعلامي أحمد موسى من استخدام التطبيق، مؤكداً أنه مخترق من “مجموعة إرهابية”. وأشار إلى أن برنامجه يمتلك تسجيلاً كاملاً للمحادثة التي تمّت بينهم، بحسب قوله.

بدورها وصفت الإعلامية آية عبدالرحمن، خلال برنامجها الذي يبثّ على قناة “إكسترا نيوز”، التطبيق بـ”باب خلفي لجماعة الشيطان” بحسب وصفها، لافتة إلى ضرورة الحذر منه.

محاولة النظام المصري هذه لخنق الحريات ومنع الشباب من التحاور حول قضاياهم السياسية والاجتماعية ليست بجديدة. إذ سبق أن هدد السيسي بلقاء مع ممثلي المجتمع المصري بتخصيص “كتيبتين من الجيش” للسيطرة على شبكات الإنترنت في مصر. كما دعا إلى تشكيل “لجنة قومية لتقنين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”، بسبب تخوّفه من “حروب الجيل الرابع”، التي “تسيطر الأجهزة الاستخباراتية والتنظيمات الإرهابية على فضائها الإلكتروني”، وفق قوله. وما ذلك إلا رغبةً من نظام السيسي بضمّ وسائل التواصل الاجتماعي إلى قبضته، فهي الوحيدة التي ظلت خارج سيطرته بعدما أحكم قبضته على الإعلام التقليدي وأجهزة الدولة. 

وفي هذا السياق، يقول الصحافي المصري محمد أبوالغيط، الذي يمضي ما لا يقل عن ساعتين يومياً على “كلوب هاوس”، إن “هذا التطبيق سدّ حاجة الأفراد في العالم العربي إلى وجود مساحة للحوار بحرية حول قضايا سياسية واجتماعية ربما لم تكن تُفتح سجالات حولها سابقاً”. ويشير إلى أن ما يميز هذا التطبيق هو “اعتماده على التواصل الصوتي على العكس من تطبيقات التواصل الاجتماعي الأشهر التي تعتمد بالأساس على الكتابة، وهو ما يخلق حميمية لدى المستخدم”. كما أن “سهولة فتح حوار أو إنهائه داخل الغرف الافتراضية، خفف من وطأة الفعل على منصات أخرى، وفق أبوالغيط. هذا عدا تمكّن تلك المساحة من جمع المتعارضين في الآراء والمواقف السياسية في حوارٍ واحد، وهو ما تفشل أي منصة في فعله.

“في الدول العربية يمكن خطف الشخص نفسه وإجباره على فتح هاتفه… السرية مجرّد وهم هنا”. 

من جهة أخرى، أشار أبو الغيط إلى أنه “لا يمكن الحديث عن الأمان في أي منصة في العالم العربي”، إذ إن كل إجراءات السريّة تزول بلحظة في ظل وجود أنظمة قمعية. ضارباً المثال بأجهزة “آبل” ذات الخصوصية العالية، إذ إن هاتف “آيفون” مثلاً لا يمكن اختراقه إلا عبر تقنية التعرف على وجه صاحب الجهاز. ليقول مستهزءاً، “في الدول العربية يمكن خطف الشخص نفسه وإجباره على فتح هاتفه… السرية مجرّد وهم هنا”. 

التطبيق الذي انتشر بسرعة قياسية، خصوصاً مع تزايد رغبة الأفراد في إجراء حوارات ضمن مجموعات، بعدما سيطر وباء “كوفيد- 19” على العالم، فاق عدد مستخدميه المليونين، ويشكل العرب جزءاً كبيراً منهم. وتحدثت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن سبب رئيس لانتشار “كلوب هاوس”، على رغم أنه بدأ منذ أيار/ مايو 2020، ولم يكن يتجاوز عدد أعضائه وقتها 1500 مستخدم. إلا أن الطفرة السريعة في عدد المستخدمين أتت عقب استضافة رجل الأعمال ومؤسس شركة “تسلا” للسيارات الكهربائية إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة “روبن هود” فلاد تينيف، في محادثة على التطبيق، وبثّ المحادثة مباشرة على “يوتيوب”.

تسلّل “كلوب هاوس” السريع إلى حياة الشباب العربي نشّط رغبة السلطات القمعية بكبح أي شكل من أشكال التعبير عن الرأي التي يمكن أن تشكّل باباً للتغيير أو حتى المعارضة، وهو ما خلق فرصة للأنظمة لغزو المنصة والتجسسس على مستخدميها عبر تسجيل المحادثات مثلاً. وسيزيد المستوى الرقابي لحظة يُتاح التطبيق لمستخدمي هواتف تتبع نظام “أندرويد”، إذ إنه متوفر حالياً لمستخدمي “آيفون” فقط. 

إقرأوا أيضاً:

04.03.2021
زمن القراءة: 4 minutes

تسلّل “كلوب هاوس” السريع إلى حياة الشباب العربي نشّط رغبة السلطات القمعية بكبح أي شكل من أشكال التعبير عن الرأي التي يمكن أن تشكّل باباً للتغيير أو حتى المعارضة…

عندما روّج مؤسسو “كلوب هاوس” للتطبيق، شدّدوا على فكرة الأمان المحفوظ في غرف المحادثات، إذ إن نظام المنصة يحظر تسجيل المحادثة من دون إذن كتابي صريح من جميع المتحدثين المعنيين، عدا أنه لا تمكن المشاركة في المحادثة إلا إذا أُرسلت دعوة للشخص. لكن نسي المروجون أن لا عناصر أمان أو سريّة على الإطلاق وفق معايير الأنظمة العربية.

منذ انتشار خدمة “كلوب هاوس” السريع في العالم العربي، والأنظمة تُسابق توسّع استخدام التطبيق محاولةً ضمّ هذه المنصة إلى قبضة السلطة. ظهر ذلك لدى أنظمة عالمية قمعية عدة، منها الصين التي حظرت التطبيق. لا سيما الأنظمة العربية التي لا تقوى على استيعاب هذا الهدير من الأصوات العالية، إذ أعلن عضو “لجنة الأمن والدفاع النيابية” في العراق عباس صروط إمكان حظر التطبيق، كما صرّح لإحدى وكالات الأنباء المحلية، “إن حظر التطبيق من قبل الجهات الحكومية وارد جداً، إذا كان يشكل تهديداً على الأمن القومي من خلال استغلاله من الجماعات الإرهابية في التواصل”. كما تتجه الإمارات إلى حظره تحت ذريعة “تعرّض بيانات المستخدمين للخطر”.

هاجم إعلاميون مقربون من النظام المصري “كلوب هاوس” بعد الرواج الكبير الذي حققه، وزعموا دعمه لما وصفوها بـ”الخلايا الإرهابية لجماعة الإخوان”

أما في مصر، فهجوم الأذرع الإعلامية على تطبيق “كلوب هاوس” لم يكن بعيداً من هجوم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المتكرر على منصات التواصل الاجتماعي ومستخدميها، التي لطالما جنّد النظام وسائل الإعلام التقليدية لشنّ هجومٍ عليها. إذ يبدو أن الرئيس لم ينسَ أن ثورة 25 يناير انطلقت شرارتها عبر “فايسبوك”، وأن الدرس الذي تعلمه النظام عقب الإطاحة بمبارك هو ضرورة السيطرة على وسائل الإعلام كافة بما فيها مواقع التواصل.

هاجم إعلاميون مقربون من النظام المصري “كلوب هاوس” بعد الرواج الكبير الذي حققه، وزعموا دعمه لما وصفوها بـ”الخلايا الإرهابية لجماعة الإخوان”، وأيضاً لـ”خطورته على الأمن القومي المصري”. فحذر الإعلامي أحمد موسى من استخدام التطبيق، مؤكداً أنه مخترق من “مجموعة إرهابية”. وأشار إلى أن برنامجه يمتلك تسجيلاً كاملاً للمحادثة التي تمّت بينهم، بحسب قوله.

بدورها وصفت الإعلامية آية عبدالرحمن، خلال برنامجها الذي يبثّ على قناة “إكسترا نيوز”، التطبيق بـ”باب خلفي لجماعة الشيطان” بحسب وصفها، لافتة إلى ضرورة الحذر منه.

محاولة النظام المصري هذه لخنق الحريات ومنع الشباب من التحاور حول قضاياهم السياسية والاجتماعية ليست بجديدة. إذ سبق أن هدد السيسي بلقاء مع ممثلي المجتمع المصري بتخصيص “كتيبتين من الجيش” للسيطرة على شبكات الإنترنت في مصر. كما دعا إلى تشكيل “لجنة قومية لتقنين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي”، بسبب تخوّفه من “حروب الجيل الرابع”، التي “تسيطر الأجهزة الاستخباراتية والتنظيمات الإرهابية على فضائها الإلكتروني”، وفق قوله. وما ذلك إلا رغبةً من نظام السيسي بضمّ وسائل التواصل الاجتماعي إلى قبضته، فهي الوحيدة التي ظلت خارج سيطرته بعدما أحكم قبضته على الإعلام التقليدي وأجهزة الدولة. 

وفي هذا السياق، يقول الصحافي المصري محمد أبوالغيط، الذي يمضي ما لا يقل عن ساعتين يومياً على “كلوب هاوس”، إن “هذا التطبيق سدّ حاجة الأفراد في العالم العربي إلى وجود مساحة للحوار بحرية حول قضايا سياسية واجتماعية ربما لم تكن تُفتح سجالات حولها سابقاً”. ويشير إلى أن ما يميز هذا التطبيق هو “اعتماده على التواصل الصوتي على العكس من تطبيقات التواصل الاجتماعي الأشهر التي تعتمد بالأساس على الكتابة، وهو ما يخلق حميمية لدى المستخدم”. كما أن “سهولة فتح حوار أو إنهائه داخل الغرف الافتراضية، خفف من وطأة الفعل على منصات أخرى، وفق أبوالغيط. هذا عدا تمكّن تلك المساحة من جمع المتعارضين في الآراء والمواقف السياسية في حوارٍ واحد، وهو ما تفشل أي منصة في فعله.

“في الدول العربية يمكن خطف الشخص نفسه وإجباره على فتح هاتفه… السرية مجرّد وهم هنا”. 

من جهة أخرى، أشار أبو الغيط إلى أنه “لا يمكن الحديث عن الأمان في أي منصة في العالم العربي”، إذ إن كل إجراءات السريّة تزول بلحظة في ظل وجود أنظمة قمعية. ضارباً المثال بأجهزة “آبل” ذات الخصوصية العالية، إذ إن هاتف “آيفون” مثلاً لا يمكن اختراقه إلا عبر تقنية التعرف على وجه صاحب الجهاز. ليقول مستهزءاً، “في الدول العربية يمكن خطف الشخص نفسه وإجباره على فتح هاتفه… السرية مجرّد وهم هنا”. 

التطبيق الذي انتشر بسرعة قياسية، خصوصاً مع تزايد رغبة الأفراد في إجراء حوارات ضمن مجموعات، بعدما سيطر وباء “كوفيد- 19” على العالم، فاق عدد مستخدميه المليونين، ويشكل العرب جزءاً كبيراً منهم. وتحدثت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن سبب رئيس لانتشار “كلوب هاوس”، على رغم أنه بدأ منذ أيار/ مايو 2020، ولم يكن يتجاوز عدد أعضائه وقتها 1500 مستخدم. إلا أن الطفرة السريعة في عدد المستخدمين أتت عقب استضافة رجل الأعمال ومؤسس شركة “تسلا” للسيارات الكهربائية إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة “روبن هود” فلاد تينيف، في محادثة على التطبيق، وبثّ المحادثة مباشرة على “يوتيوب”.

تسلّل “كلوب هاوس” السريع إلى حياة الشباب العربي نشّط رغبة السلطات القمعية بكبح أي شكل من أشكال التعبير عن الرأي التي يمكن أن تشكّل باباً للتغيير أو حتى المعارضة، وهو ما خلق فرصة للأنظمة لغزو المنصة والتجسسس على مستخدميها عبر تسجيل المحادثات مثلاً. وسيزيد المستوى الرقابي لحظة يُتاح التطبيق لمستخدمي هواتف تتبع نظام “أندرويد”، إذ إنه متوفر حالياً لمستخدمي “آيفون” فقط. 

إقرأوا أيضاً: