fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

«كنتُ في الروضة»، أحد الناجين من مجزرة شمال سيناء يتحدث.

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

«دوّروا الضرب فينا حوالي تِلت ساعة، وصوت المدافع والطلقات ما كناش سامعين بسببه أي حاجة تانية، وكُله بيجري وبيتخبط؛ اللي عايز يهرب أو اللي بيدوّر على عياله، وهما مش راحمين لا عيّل ولا عجوز. ولما خلصوا ضرب، واحد فيهم قال: هذا جزاء من يعادي المجاهدين»، بوهن شديد يحكي مجدي رزق أحمد لـ «مدى مصر» من فوق أحد أسرّة مستشفى جامعة قناة السويس بالإسماعيلية، بعد نجاته من حادث «مسجد الروضة» الذي أصيب خلاله بثلاث رصاصات أصابت قدميه.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

(تنشر هذه القصة بالاتفاق مع موقع مدى مصر)
«دوّروا الضرب فينا حوالي تِلت ساعة، وصوت المدافع والطلقات ما كناش سامعين بسببه أي حاجة تانية، وكُله بيجري وبيتخبط؛ اللي عايز يهرب أو اللي بيدوّر على عياله، وهما مش راحمين لا عيّل ولا عجوز. ولما خلصوا ضرب، واحد فيهم قال: هذا جزاء من يعادي المجاهدين»، بوهن شديد يحكي مجدي رزق أحمد لـ «مدى مصر» من فوق أحد أسرّة مستشفى جامعة قناة السويس بالإسماعيلية، بعد نجاته من حادث «مسجد الروضة» الذي أصيب خلاله بثلاث رصاصات أصابت قدميه.
رزق من أبناء محافظة البحيرة، لكنه انتقل للعمل والحياة في سيناء في نهاية عام 1991، بناء على رغبته الشخصية، وهو أب لثلاثة أبناء، فقد أكبرهم ضمن ضحايا حادث الجمعة.
كان رزق موجودًا صباح أمس في مسجد قرية الروضة، الذي هاجم مسلحون المصلين فيه أثناء صلاة الجمعة، ما أسفر عن وفاة 305 شخصًا حتى الآن، بحسب بيانات النائب العام، فيما تعد أكثر العمليات الإرهابية دموية في مصر خلال السنوات اﻷخيرة.
يتذكر رزق: «يوم الجمعة نزلت أنا وأولادي الثلاثة نحضر الصلاة في الجامع. مر من الخطبة حوالي 7 دقائق، وسمعنا أصوات طلقات نارية في الخارج، ودخلوا الجامع فتحوا النار علينا بدون تمييز، كانوا حوالي عشرة ويمكن أكتر، لابسين لبس مموه، وملثمين ومعهم أعلام سودا. حوالي تِلت ساعة أو أكتر بيضربوا نار، واللي بيلاقوه بيتحرك بيكملوا عليه. ابني الكبير استشهد، كان لسه مخلص معهد فني صحي في الإسماعيلية ومستني التعيين، لكن أهو راح مكان أحسن».
وعن أي محاولات للمقاومة أو الحديث مع الجناة يقول مجدي: «ما كانش في أي فرصة للتفاهم، هما مش جايين يتكلموا أو يتفاهموا، هما جايين يقتلوا، لأنهم شايفين إننا كَفَرة. بيقولوا المسجد تابع للطريقة الصوفية، بس اللي أنا أعرفه إنه تابع للأوقاف، وكمان مش كل سكان القرية تابعين للحركة الصوفية».
فيما تحدث رزق عن سيارات الإسعاف التي أوضح أنها وصلت بعد الحادث بحوالي نصف الساعة، «هي وصلت متأخرة، بس عرفنا إن الإرهابيين كانوا لسه برة بيضربوا على أي حد يحاول ييجي يساعدنا، وكمان كانوا عاملين حواجز تعطل دخول العربيات».
بعد دقائق احتاجها لالتقاط أنفاسه، قال رزق إنهم منذ ما يزيد قليلًا على العام استيقظوا ليجدوا حواجزًا رملية تسد شوارع المدينة وتٌعيد تقسيمها، وأنهم علموا أن اﻷمن تلقى إخباريات بتهديدات إرهابية للمدينة، فلجأ لوضع الحواجز، التي تكرر استخدامها أكثر من مرة، حتى أن مسجد الروضة نفسه تم تشييد حاجز رملي في محيطه لتأمينه.
لم يكن الحديث مع رزق أمرًا سهلًا، بسبب التضييق اﻷمني على حديث الناجين من الحادث مع الإعلام، إذ تواجد أفراد أمن بزي مدني في أروقة المستشفى وعلى أبوابه يسألون الجميع عن الهويات وأسباب التواجد، ويمنعون الصحفيين من دخول غرف المصابين إلا في أضيق الحدود، وبصحبة فرد أمن يمنعهم من التواصل مباشرة مع المصابين، ليبادر هو بسؤال من بالغرفة بصوت عالٍ عن رغبتهم في الحديث مع الإعلام، وهو السؤال الذي يجيبونه بالرفض، فيجبر فرد اﻷمن الصحفيين على مغادرة المكان.
هذا التشديد اﻷمني تمّ بأوامر من وزارة الصحة، بحسب تصريحات صحفية للمتحدث باسمها، خالد مجاهد، الذي تحدث عن عدم السماح لوسائل الإعلام بمقابلة من وصفهم بالـ «مرضى»، دون أن يبدي أسبابًا لإصدار هذا القرار.
رغم منع أفراد اﻷمن المتواجدين في مستشفى جامعة قناة السويس بالإسماعيلية لأي حديث بين الصحفيين والأهالي، إلا أن أحد اﻷهالي طلب الحديث معنا، بشرط عدم ذكر اسمه، والاكتفاء بالإشارة له بـ «أبو سلمى»، وقال: «الناس دي بتفكر إنها بتحارب الطريقة الصوفية، والمسجد مش كله تبع الطريقة الصوفية. يعني حوالي 70% من المسجد مش الطريقة الصوفية و70% من المصابين من النازحين من الشيخ زويد ورفح».
اﻷمر نفسه أشار له رزق، الذي قال إن غالبية الضحايا ليسوا من أبناء منطقة «بئر العبد» على حد علمه، وإنما من النازحين الذين انتقلوا للحياة فيها في السنوات اﻷخيرة بعد فرارهم من رفح والشيخ زويد وما فيهما من حرب طاحنة بين الجماعات المسلحة وبين قوات الجيش والشرطة، وإخلاء تنفذه اﻷخيرة لإقامة منطقة عازلة على الحدود المصرية الفلسطينية، يقول رزق: «الناس دي هربت من الموت واتهجّرت عشان تيجي تموت برضُه».
وسط حديثه عن النازحين تذكر رزق معلمة لغة إنجليزية مسيحية اسمها مريم، «الأخت مريم أول تعيين لها كان معلم مساعد معانا في بئر العبد، وما صدقنا حد ييجي يدي إنجليزي عندنا، ورغم إنها ست كانت بتيجي مخصوص من العريش مسافة 45 كيلو كل يوم. لكن طلع للإخوة المسيحيين قرار يعتبروا نفسهم في إجازة مفتوحة، وفعلا اتنقلت للإسماعيلية، مرتبها لسه بنبعته من المدرسة عندنا، وفي دفتر الحضور والانصراف بنحط خط قدام اسمها ونكتب: الإخوة المسيحيين النازحين للإسماعيلية».
لم يمنع الوهن والحالة الصحية رزق من الحديث عن التغطية الإعلامية للأحداث في سيناء، والتي وصفها بالسيئة، خاصة مع اتهام بعض الشخصيات التي تظهر في وسائل الإعلام لأبناء شمال سيناء بالعمالة للإرهاب وخيانة مصر، «في ناس عندها فكرة إن البدوي خاين، وإنه هو اللي قتل الجندي المصري في 67، أنا عايش من سنة 91 هنا في منتهى الأمان. فكرة الخيانة كلمة سهلة الناس تقولها، لكنها بتؤذي ناس كتير والأفكار المغلوطة دي بتضايق الناس في شمال سيناء».
واستكمل: «غالبية أبناء القرى في شمال سيناء ناس بسيطة؛ اللي معاه شوية غنم أو عنده شغلانة وبيته وعياله ومش بيفكر في أكتر من كده. وطبيعي في كل مكان الوحش والحلو، لو 10 اتعاونوا مع ناس مش كويسة في آلاف غيرهم كويسين ومخلصين، هل ينفع أقول الصعيد كله مجرمين عشان الإرهاب اللي هناك؟».
في مدخل المستشفى يجلس عدد من الرجال ملتفين بأغطية ثقيلة، بعدما قضوا ليلتهم على اﻷرض في انتظار ذويهم، بينما خلت الغرف واﻷروقة من النساء، وفي حين حضر كثير من أهل أو معارف المصابين والضحايا من سيناء ومحافظات أخرى، إلا أن كثير من الحالات لم يكن معها أي مرافقين.
صوت رزق الواهن لم يخفِ نبرة الغضب التي اعترته وهو يتحدث عن اقتراحات البعض بإخلاء شمال سيناء من سكانها بدعوى محاربة الإرهاب: «لا يحق الحديث عن ترحيلنا من أرضنا، وأرفض بتاتًا إخلاء سيناء، طيب ما هو لو هيخرجوا البشر من سيناء يبقى الإرهابيين هيخرجوا معانا، ويرجعوا معانا، ولما هنسيب بيوتنا مين هيأمنها؟ وبعدين إيه علاقة محاربة البؤر الإرهابية ببيوتنا؟ هل ده معناه أن الإرهابيين ساكنين في بيوتنا؟».
قبل أن يُنهي رزق حديثه معنا أصر على أن يوجه رسالة للأقباط النازحين من العريش، في موجات النزوح التي بدأت منذ فبراير الماضي بعد اعتداءات وتهديدات من «ولاية سيناء». وطلب منهم رزق أن يعودوا إلى ديارهم وأرضهم لأن «البقاء في الأرض هو أساس التمسك بالحق والدفاع عنها».
قبل أن ننهي اللقاء السريع معه، والذي تمّ في غفلة من اﻷمن، أصر مجدي على التأكيد بأنه سيعود إلى بئر العبد فور تحسن حالته الصحية، وفي حال وفاته، سيعود ليدفن بجوار ابنه هناك.

[video_player link=””][/video_player]

26.11.2017
زمن القراءة: 5 minutes

«دوّروا الضرب فينا حوالي تِلت ساعة، وصوت المدافع والطلقات ما كناش سامعين بسببه أي حاجة تانية، وكُله بيجري وبيتخبط؛ اللي عايز يهرب أو اللي بيدوّر على عياله، وهما مش راحمين لا عيّل ولا عجوز. ولما خلصوا ضرب، واحد فيهم قال: هذا جزاء من يعادي المجاهدين»، بوهن شديد يحكي مجدي رزق أحمد لـ «مدى مصر» من فوق أحد أسرّة مستشفى جامعة قناة السويس بالإسماعيلية، بعد نجاته من حادث «مسجد الروضة» الذي أصيب خلاله بثلاث رصاصات أصابت قدميه.

(تنشر هذه القصة بالاتفاق مع موقع مدى مصر)
«دوّروا الضرب فينا حوالي تِلت ساعة، وصوت المدافع والطلقات ما كناش سامعين بسببه أي حاجة تانية، وكُله بيجري وبيتخبط؛ اللي عايز يهرب أو اللي بيدوّر على عياله، وهما مش راحمين لا عيّل ولا عجوز. ولما خلصوا ضرب، واحد فيهم قال: هذا جزاء من يعادي المجاهدين»، بوهن شديد يحكي مجدي رزق أحمد لـ «مدى مصر» من فوق أحد أسرّة مستشفى جامعة قناة السويس بالإسماعيلية، بعد نجاته من حادث «مسجد الروضة» الذي أصيب خلاله بثلاث رصاصات أصابت قدميه.
رزق من أبناء محافظة البحيرة، لكنه انتقل للعمل والحياة في سيناء في نهاية عام 1991، بناء على رغبته الشخصية، وهو أب لثلاثة أبناء، فقد أكبرهم ضمن ضحايا حادث الجمعة.
كان رزق موجودًا صباح أمس في مسجد قرية الروضة، الذي هاجم مسلحون المصلين فيه أثناء صلاة الجمعة، ما أسفر عن وفاة 305 شخصًا حتى الآن، بحسب بيانات النائب العام، فيما تعد أكثر العمليات الإرهابية دموية في مصر خلال السنوات اﻷخيرة.
يتذكر رزق: «يوم الجمعة نزلت أنا وأولادي الثلاثة نحضر الصلاة في الجامع. مر من الخطبة حوالي 7 دقائق، وسمعنا أصوات طلقات نارية في الخارج، ودخلوا الجامع فتحوا النار علينا بدون تمييز، كانوا حوالي عشرة ويمكن أكتر، لابسين لبس مموه، وملثمين ومعهم أعلام سودا. حوالي تِلت ساعة أو أكتر بيضربوا نار، واللي بيلاقوه بيتحرك بيكملوا عليه. ابني الكبير استشهد، كان لسه مخلص معهد فني صحي في الإسماعيلية ومستني التعيين، لكن أهو راح مكان أحسن».
وعن أي محاولات للمقاومة أو الحديث مع الجناة يقول مجدي: «ما كانش في أي فرصة للتفاهم، هما مش جايين يتكلموا أو يتفاهموا، هما جايين يقتلوا، لأنهم شايفين إننا كَفَرة. بيقولوا المسجد تابع للطريقة الصوفية، بس اللي أنا أعرفه إنه تابع للأوقاف، وكمان مش كل سكان القرية تابعين للحركة الصوفية».
فيما تحدث رزق عن سيارات الإسعاف التي أوضح أنها وصلت بعد الحادث بحوالي نصف الساعة، «هي وصلت متأخرة، بس عرفنا إن الإرهابيين كانوا لسه برة بيضربوا على أي حد يحاول ييجي يساعدنا، وكمان كانوا عاملين حواجز تعطل دخول العربيات».
بعد دقائق احتاجها لالتقاط أنفاسه، قال رزق إنهم منذ ما يزيد قليلًا على العام استيقظوا ليجدوا حواجزًا رملية تسد شوارع المدينة وتٌعيد تقسيمها، وأنهم علموا أن اﻷمن تلقى إخباريات بتهديدات إرهابية للمدينة، فلجأ لوضع الحواجز، التي تكرر استخدامها أكثر من مرة، حتى أن مسجد الروضة نفسه تم تشييد حاجز رملي في محيطه لتأمينه.
لم يكن الحديث مع رزق أمرًا سهلًا، بسبب التضييق اﻷمني على حديث الناجين من الحادث مع الإعلام، إذ تواجد أفراد أمن بزي مدني في أروقة المستشفى وعلى أبوابه يسألون الجميع عن الهويات وأسباب التواجد، ويمنعون الصحفيين من دخول غرف المصابين إلا في أضيق الحدود، وبصحبة فرد أمن يمنعهم من التواصل مباشرة مع المصابين، ليبادر هو بسؤال من بالغرفة بصوت عالٍ عن رغبتهم في الحديث مع الإعلام، وهو السؤال الذي يجيبونه بالرفض، فيجبر فرد اﻷمن الصحفيين على مغادرة المكان.
هذا التشديد اﻷمني تمّ بأوامر من وزارة الصحة، بحسب تصريحات صحفية للمتحدث باسمها، خالد مجاهد، الذي تحدث عن عدم السماح لوسائل الإعلام بمقابلة من وصفهم بالـ «مرضى»، دون أن يبدي أسبابًا لإصدار هذا القرار.
رغم منع أفراد اﻷمن المتواجدين في مستشفى جامعة قناة السويس بالإسماعيلية لأي حديث بين الصحفيين والأهالي، إلا أن أحد اﻷهالي طلب الحديث معنا، بشرط عدم ذكر اسمه، والاكتفاء بالإشارة له بـ «أبو سلمى»، وقال: «الناس دي بتفكر إنها بتحارب الطريقة الصوفية، والمسجد مش كله تبع الطريقة الصوفية. يعني حوالي 70% من المسجد مش الطريقة الصوفية و70% من المصابين من النازحين من الشيخ زويد ورفح».
اﻷمر نفسه أشار له رزق، الذي قال إن غالبية الضحايا ليسوا من أبناء منطقة «بئر العبد» على حد علمه، وإنما من النازحين الذين انتقلوا للحياة فيها في السنوات اﻷخيرة بعد فرارهم من رفح والشيخ زويد وما فيهما من حرب طاحنة بين الجماعات المسلحة وبين قوات الجيش والشرطة، وإخلاء تنفذه اﻷخيرة لإقامة منطقة عازلة على الحدود المصرية الفلسطينية، يقول رزق: «الناس دي هربت من الموت واتهجّرت عشان تيجي تموت برضُه».
وسط حديثه عن النازحين تذكر رزق معلمة لغة إنجليزية مسيحية اسمها مريم، «الأخت مريم أول تعيين لها كان معلم مساعد معانا في بئر العبد، وما صدقنا حد ييجي يدي إنجليزي عندنا، ورغم إنها ست كانت بتيجي مخصوص من العريش مسافة 45 كيلو كل يوم. لكن طلع للإخوة المسيحيين قرار يعتبروا نفسهم في إجازة مفتوحة، وفعلا اتنقلت للإسماعيلية، مرتبها لسه بنبعته من المدرسة عندنا، وفي دفتر الحضور والانصراف بنحط خط قدام اسمها ونكتب: الإخوة المسيحيين النازحين للإسماعيلية».
لم يمنع الوهن والحالة الصحية رزق من الحديث عن التغطية الإعلامية للأحداث في سيناء، والتي وصفها بالسيئة، خاصة مع اتهام بعض الشخصيات التي تظهر في وسائل الإعلام لأبناء شمال سيناء بالعمالة للإرهاب وخيانة مصر، «في ناس عندها فكرة إن البدوي خاين، وإنه هو اللي قتل الجندي المصري في 67، أنا عايش من سنة 91 هنا في منتهى الأمان. فكرة الخيانة كلمة سهلة الناس تقولها، لكنها بتؤذي ناس كتير والأفكار المغلوطة دي بتضايق الناس في شمال سيناء».
واستكمل: «غالبية أبناء القرى في شمال سيناء ناس بسيطة؛ اللي معاه شوية غنم أو عنده شغلانة وبيته وعياله ومش بيفكر في أكتر من كده. وطبيعي في كل مكان الوحش والحلو، لو 10 اتعاونوا مع ناس مش كويسة في آلاف غيرهم كويسين ومخلصين، هل ينفع أقول الصعيد كله مجرمين عشان الإرهاب اللي هناك؟».
في مدخل المستشفى يجلس عدد من الرجال ملتفين بأغطية ثقيلة، بعدما قضوا ليلتهم على اﻷرض في انتظار ذويهم، بينما خلت الغرف واﻷروقة من النساء، وفي حين حضر كثير من أهل أو معارف المصابين والضحايا من سيناء ومحافظات أخرى، إلا أن كثير من الحالات لم يكن معها أي مرافقين.
صوت رزق الواهن لم يخفِ نبرة الغضب التي اعترته وهو يتحدث عن اقتراحات البعض بإخلاء شمال سيناء من سكانها بدعوى محاربة الإرهاب: «لا يحق الحديث عن ترحيلنا من أرضنا، وأرفض بتاتًا إخلاء سيناء، طيب ما هو لو هيخرجوا البشر من سيناء يبقى الإرهابيين هيخرجوا معانا، ويرجعوا معانا، ولما هنسيب بيوتنا مين هيأمنها؟ وبعدين إيه علاقة محاربة البؤر الإرهابية ببيوتنا؟ هل ده معناه أن الإرهابيين ساكنين في بيوتنا؟».
قبل أن يُنهي رزق حديثه معنا أصر على أن يوجه رسالة للأقباط النازحين من العريش، في موجات النزوح التي بدأت منذ فبراير الماضي بعد اعتداءات وتهديدات من «ولاية سيناء». وطلب منهم رزق أن يعودوا إلى ديارهم وأرضهم لأن «البقاء في الأرض هو أساس التمسك بالحق والدفاع عنها».
قبل أن ننهي اللقاء السريع معه، والذي تمّ في غفلة من اﻷمن، أصر مجدي على التأكيد بأنه سيعود إلى بئر العبد فور تحسن حالته الصحية، وفي حال وفاته، سيعود ليدفن بجوار ابنه هناك.

[video_player link=””][/video_player]