fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

لبنان: الأولوية هي عدم وصول صديق بشار الأسد 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الأولوية المطلقة هي عدم وصول صديق بشار الأسد إلى السلطة، أو حتى اعتباره مرشحاً من الأساس. لنبدأ إذاً بطرح جهاد أزعور جدياً، وليكن بعد ذلك ما يكون.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

هل ثرنا ضد المنظومة الفاسدة، لكي نأتي بأحد وزراء ماليتها إلى منصب رئاسة الجمهورية؟

هل نزلنا إلى الطرقات، ورفعنا الشعارات و ملأنا الساحات لكي نأتي بمن سبق جبران باسيل إلى نظرية نحن نعمل من دون موازنة، فعلاً وليس قولاً؟

هل ننتخب رئيساً ينسينا أن التحقيق في جريمة قتل لقمان سليم وكل من سبقوه لا يزال معطلاً وأن المتهمين بتفجير مرفأ بيروت لا يزالون في مناصبهم و يتمددون، بينما القاضي النزيه الذي حاول ولا يزال يسعى لتحقيق بعض عدالة مكفوفة يده؟ هل ننسى لأننا تعبنا؟ هل نساوم لأننا نريد تسوية سياسية؟ 

الجواب السهل والبدهي على كل هذه الأسئلة هو حتماً كلا. 

وجوب انتخاب جهاد أزعور في المقابل مسألة تحتمل نقاشاً إضافياً. 

إضافة الى كل ما سبق، يؤخذ على جهاد أزعور أنه وزير مالية فؤاد السنيورة، أحد أعمدة منظومة الفساد المشمولة بشعار “كلهم يعني كلهم”، وهذا الأمر ليس تفصيلاً، بخاصة أن الأزمة الحالية في لبنان هي أزمة مالية، وبالتالي فإن أي مساومة على مستوى السياسة المالية ونزاهة المرشح- والمقربين منه بمن فيهم الأشقاء كما هي حالة أزعور ـ ليست تفصيلاً. 

ولكن بالمقابل، هناك عدد من المعطيات التي لا يسعنا تجاهلها والتي قد تجعل من أزعور، أفضل المرشحين السيئين. في ما يلي بعض من هذه المعطيات:

الحاجة إلى تسمية مرشح اسمه ليس سليمان فرنجية: “حزب الله” و”حركة أمل” أعلنا عن ترشيحهما سليمان فرنجية منذ اللحظة الأولى، وفي غياب أي تسميات اخرى، بات فرنجية مرشح أي جهة تسعى إلى إيجاد مخرج سياسي للمعضلة اللبنانية. عندما أحرج الجانب الفرنسي بأنه يروج ويعمل لشخصية مقربة من ديكتاتور دمشق وواحد من وجوه الحرب الأهلية ورموز الفساد، كان الجواب مقتضباً و سريعاً، هو المرشح الوحيد، والمعارضة- أو المعارضات- فشلت بتسمية أي بدائل. هذا الموقف، على سوئه، إلا أنه يعكس واقعية سياسية، تكاد تكون ملحة نظراً إلى الشغور الذي يهدد مؤسسات الدولة الواحدة تلو الأخرى. 

لشق الصفوف داخل فريق المنظومة: قبل تشرين الأول/ أكتوبر 2019، منذ احتجاجات 2015، التي أطلقت فيها شعارات “طلعت ريحتكم” و”كلن يعني كلن” للمرة الأولى، سعت المنظومة الحاكمة إلى شق صفوف المعارضة، ونجحت بذلك إلى حد كبير، وهذا كان من أهم أسباب فشلنا في الشارع. جاءت الانتخابات النيابية الصيف الماضي واعتمدت السلطة الخطة ذاتها لإعادة إنتاج نفسها ونجحت في ذلك. وصل 13 نائباً على الرغم من قانون غير عادل، وإعلام متواطئ مع السلطة، وثروات وماكينات انتخابية هائلة. على الرغم من التفاوت بتجربة كل من هؤلاء، وإن كانوا يمثلون كل اللبنانيين الذين أخفيت أصواتهم بسبب عدم التكافؤ في المعركة الانتخابية، فإن حجمهم داخل المؤسسة التشريعية لا يتجاوز العشرة في المئة ونحن نريد منهم أن يأتوا لنا برئيس يمثلنا، وهذا الأمر يحتاج إلى معجزات. العشرة في المئة هذه قادرة على اللعب وليس على الفرض. واللعبة التي تم اختبارها ونجحت كل مرة هي لعبة تفرقة الصفوف، فلنضع أركان السلطة في مواجهة بعضهم بعضاً، ولنساعد الجهة التي بإمكاننا التعامل معها من دون التنازل عن شروطنا المبدئية. رئاسة الجمهورية ليست في متناولنا اليوم، إنما في متناولنا بعض المناورة داخل المؤسسات. 

توحيد الصفوف: قال جهاد ازعور أنه ليس مرشح مواجهة. قد لا يكون ذلك على قدر تطلعاتنا وطموحاتنا بمحاسبة كل من أوصلونا الى ما وصلنا إليه، ولكن سواء شئنا أم أبينا، فإن خصومنا في السياسة، يمثلون أيضاً جزءاً لا يستهان به من اللبنانيين وهم في نهاية المطاف شركاء لنا في الوطن. المنظومة الحاكمة تعيش على تخويفهم مما قد يطاولهم في عيشهم لو خسر فريقهم السياسي، وتطمين هذه الشرائح مسار سياسي يتطلب تجربة قد لا تكون مثالية، لكنها تثبت أن الدولة التي نود بناءها عادلة مع كل أبنائها وتحاسب كل من هم في السلطة وهذا بيت القصيد.      

رئيس تحت المحاسبة: جهاد ازعور يأتي من تجربة في مؤسسات دولية ليست مثالية، لكنها من دون شك ليست بسوء الإدارة اللبنانية. إذا كان الهدف بناء الدولة، فالمطلوب هو حوكمة سليمة و مؤسسات قوية يديرها أصحاب كفاءة نزيهين. أزعور يملك الكفاءة من دون شك، وعلى الأغلب لديه رؤية لخطة اقتصادية- يمكن طبعاً مناقشتها ومعارضتها عند عرضها. أما بالنسبة إلى نزاهته، فهو في حال وصوله سيكون تحت المجهر وستكون علينا محاسبته كل يوم. سيكون علينا تكريس ثقافة المساءلة الغائبة أصلاً عن حياتنا السياسية منذ عقود.   

إذا كان ما نسعى إليه هو دولة أقوى من أحزابها وميليشياتها ونوابها ووزرائها، دولة عادلة، تحترم مواطنيها من دون ابتزاز، تهتم بفقراتها من دون شعبوية، تشجع أصحاب الكفاءة من دون فساد، فعلينا أن نكسر قواعد المنظومة القديمة. هناك سلطة متجذرة منذ أكثر من 30 سنة، سبقتها 20 سنة من الحرب الأهلية، التي فرضت خلالها قيم جعلت من الجريمة وجهة نظر. 

 افتراض أن نزع هذه المنظومة أمر ممكن خلال بضع سنوات وعدد من التظاهرات جمعتنا في ساحة الشهداء، فيه الكثير من المثالية غير الواقعية. الحقيقة أن في لبنان مئات الكفاءات هم أفضل بكثير من جهاد أزعور وآخرين مرشحين لمناصب أخرى، يستطيعون أن يشكلوا معاً  فريق عمل مثالياً يأخذ لبنان إلى مستقبل أفضل بكثير من الواقع الذي نعيش فيه. 

قد يأتي يوم ويصل هؤلاء إلى الحكم، لكنه لم يحن بعد، ولكي تبقى لنا فرصة الوصول يوماً علينا اليوم مواجهة أولويتنا، والأولوية المطلقة هي عدم وصول صديق بشار الأسد إلى السلطة، أو حتى اعتباره مرشحاً من الأساس. لنبدأ إذاً بطرح جهاد أزعور جدياً، وليكن بعد ذلك ما يكون. 

نجيب جورج عوض - باحث سوري | 21.03.2025

هيئة تحرير الشام، الطائفية، و”ميتريكس” سوريا الموازية

في سوريا الحالية الواقعية، لا يوجد خيار ولا كبسولتان ولا حتى مورفيوس: إما أن تنصاع لحقيقة هيمنة ميتريكس سوريا الافتراضية الموازية الذي أحضرته الهيئة معها من تجربة إدلب، أو عليك أن تتحول إلى ضحية وهدف مشروعين أمام خالقي الميتريكس وحراسه في سبيل ترسيخ وتحقيق هيمنة الميتريكس المذكور على الواقع.
13.06.2023
زمن القراءة: 4 minutes

الأولوية المطلقة هي عدم وصول صديق بشار الأسد إلى السلطة، أو حتى اعتباره مرشحاً من الأساس. لنبدأ إذاً بطرح جهاد أزعور جدياً، وليكن بعد ذلك ما يكون.

هل ثرنا ضد المنظومة الفاسدة، لكي نأتي بأحد وزراء ماليتها إلى منصب رئاسة الجمهورية؟

هل نزلنا إلى الطرقات، ورفعنا الشعارات و ملأنا الساحات لكي نأتي بمن سبق جبران باسيل إلى نظرية نحن نعمل من دون موازنة، فعلاً وليس قولاً؟

هل ننتخب رئيساً ينسينا أن التحقيق في جريمة قتل لقمان سليم وكل من سبقوه لا يزال معطلاً وأن المتهمين بتفجير مرفأ بيروت لا يزالون في مناصبهم و يتمددون، بينما القاضي النزيه الذي حاول ولا يزال يسعى لتحقيق بعض عدالة مكفوفة يده؟ هل ننسى لأننا تعبنا؟ هل نساوم لأننا نريد تسوية سياسية؟ 

الجواب السهل والبدهي على كل هذه الأسئلة هو حتماً كلا. 

وجوب انتخاب جهاد أزعور في المقابل مسألة تحتمل نقاشاً إضافياً. 

إضافة الى كل ما سبق، يؤخذ على جهاد أزعور أنه وزير مالية فؤاد السنيورة، أحد أعمدة منظومة الفساد المشمولة بشعار “كلهم يعني كلهم”، وهذا الأمر ليس تفصيلاً، بخاصة أن الأزمة الحالية في لبنان هي أزمة مالية، وبالتالي فإن أي مساومة على مستوى السياسة المالية ونزاهة المرشح- والمقربين منه بمن فيهم الأشقاء كما هي حالة أزعور ـ ليست تفصيلاً. 

ولكن بالمقابل، هناك عدد من المعطيات التي لا يسعنا تجاهلها والتي قد تجعل من أزعور، أفضل المرشحين السيئين. في ما يلي بعض من هذه المعطيات:

الحاجة إلى تسمية مرشح اسمه ليس سليمان فرنجية: “حزب الله” و”حركة أمل” أعلنا عن ترشيحهما سليمان فرنجية منذ اللحظة الأولى، وفي غياب أي تسميات اخرى، بات فرنجية مرشح أي جهة تسعى إلى إيجاد مخرج سياسي للمعضلة اللبنانية. عندما أحرج الجانب الفرنسي بأنه يروج ويعمل لشخصية مقربة من ديكتاتور دمشق وواحد من وجوه الحرب الأهلية ورموز الفساد، كان الجواب مقتضباً و سريعاً، هو المرشح الوحيد، والمعارضة- أو المعارضات- فشلت بتسمية أي بدائل. هذا الموقف، على سوئه، إلا أنه يعكس واقعية سياسية، تكاد تكون ملحة نظراً إلى الشغور الذي يهدد مؤسسات الدولة الواحدة تلو الأخرى. 

لشق الصفوف داخل فريق المنظومة: قبل تشرين الأول/ أكتوبر 2019، منذ احتجاجات 2015، التي أطلقت فيها شعارات “طلعت ريحتكم” و”كلن يعني كلن” للمرة الأولى، سعت المنظومة الحاكمة إلى شق صفوف المعارضة، ونجحت بذلك إلى حد كبير، وهذا كان من أهم أسباب فشلنا في الشارع. جاءت الانتخابات النيابية الصيف الماضي واعتمدت السلطة الخطة ذاتها لإعادة إنتاج نفسها ونجحت في ذلك. وصل 13 نائباً على الرغم من قانون غير عادل، وإعلام متواطئ مع السلطة، وثروات وماكينات انتخابية هائلة. على الرغم من التفاوت بتجربة كل من هؤلاء، وإن كانوا يمثلون كل اللبنانيين الذين أخفيت أصواتهم بسبب عدم التكافؤ في المعركة الانتخابية، فإن حجمهم داخل المؤسسة التشريعية لا يتجاوز العشرة في المئة ونحن نريد منهم أن يأتوا لنا برئيس يمثلنا، وهذا الأمر يحتاج إلى معجزات. العشرة في المئة هذه قادرة على اللعب وليس على الفرض. واللعبة التي تم اختبارها ونجحت كل مرة هي لعبة تفرقة الصفوف، فلنضع أركان السلطة في مواجهة بعضهم بعضاً، ولنساعد الجهة التي بإمكاننا التعامل معها من دون التنازل عن شروطنا المبدئية. رئاسة الجمهورية ليست في متناولنا اليوم، إنما في متناولنا بعض المناورة داخل المؤسسات. 

توحيد الصفوف: قال جهاد ازعور أنه ليس مرشح مواجهة. قد لا يكون ذلك على قدر تطلعاتنا وطموحاتنا بمحاسبة كل من أوصلونا الى ما وصلنا إليه، ولكن سواء شئنا أم أبينا، فإن خصومنا في السياسة، يمثلون أيضاً جزءاً لا يستهان به من اللبنانيين وهم في نهاية المطاف شركاء لنا في الوطن. المنظومة الحاكمة تعيش على تخويفهم مما قد يطاولهم في عيشهم لو خسر فريقهم السياسي، وتطمين هذه الشرائح مسار سياسي يتطلب تجربة قد لا تكون مثالية، لكنها تثبت أن الدولة التي نود بناءها عادلة مع كل أبنائها وتحاسب كل من هم في السلطة وهذا بيت القصيد.      

رئيس تحت المحاسبة: جهاد ازعور يأتي من تجربة في مؤسسات دولية ليست مثالية، لكنها من دون شك ليست بسوء الإدارة اللبنانية. إذا كان الهدف بناء الدولة، فالمطلوب هو حوكمة سليمة و مؤسسات قوية يديرها أصحاب كفاءة نزيهين. أزعور يملك الكفاءة من دون شك، وعلى الأغلب لديه رؤية لخطة اقتصادية- يمكن طبعاً مناقشتها ومعارضتها عند عرضها. أما بالنسبة إلى نزاهته، فهو في حال وصوله سيكون تحت المجهر وستكون علينا محاسبته كل يوم. سيكون علينا تكريس ثقافة المساءلة الغائبة أصلاً عن حياتنا السياسية منذ عقود.   

إذا كان ما نسعى إليه هو دولة أقوى من أحزابها وميليشياتها ونوابها ووزرائها، دولة عادلة، تحترم مواطنيها من دون ابتزاز، تهتم بفقراتها من دون شعبوية، تشجع أصحاب الكفاءة من دون فساد، فعلينا أن نكسر قواعد المنظومة القديمة. هناك سلطة متجذرة منذ أكثر من 30 سنة، سبقتها 20 سنة من الحرب الأهلية، التي فرضت خلالها قيم جعلت من الجريمة وجهة نظر. 

 افتراض أن نزع هذه المنظومة أمر ممكن خلال بضع سنوات وعدد من التظاهرات جمعتنا في ساحة الشهداء، فيه الكثير من المثالية غير الواقعية. الحقيقة أن في لبنان مئات الكفاءات هم أفضل بكثير من جهاد أزعور وآخرين مرشحين لمناصب أخرى، يستطيعون أن يشكلوا معاً  فريق عمل مثالياً يأخذ لبنان إلى مستقبل أفضل بكثير من الواقع الذي نعيش فيه. 

قد يأتي يوم ويصل هؤلاء إلى الحكم، لكنه لم يحن بعد، ولكي تبقى لنا فرصة الوصول يوماً علينا اليوم مواجهة أولويتنا، والأولوية المطلقة هي عدم وصول صديق بشار الأسد إلى السلطة، أو حتى اعتباره مرشحاً من الأساس. لنبدأ إذاً بطرح جهاد أزعور جدياً، وليكن بعد ذلك ما يكون. 

13.06.2023
زمن القراءة: 4 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية