fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

لبنان: “الحرب مجدداً على الأبواب” 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ثمة شيء تغيّر في الموقف الأميركي من الحرب على لبنان. وزيارة الجنرال الأميركي لقيادة الجيش الإسرائيلي في الشمال مؤشر يجب رصده. أما كثافة الغارات، وتحديداً على مواقع في سوريا، فهي ليست منفصلة عن تصعيد خطاب الحرب، واستباق لجبهات الإمداد.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم تعد الحرب (الشاملة) في جنوب لبنان أمراً متوقعاً، إذ اقتربت من أن تصبح واقعاً. لا شيء يحوز على إجماع في إسرائيل، باستثناء الحرب على لبنان. لا بل إن بنيامين نتانياهو هو الأهدأ بين الزعماء هناك لجهة مباشرة الحرب في الشمال. فوزير الدفاع يوآف غالانت، وهو من حمائم الحكومة، يريدها اليوم قبل الغد، وقال أمس في واشنطن: “حان وقت الشمال”، وبن غفير طبعاً متحمّس لها.

 أما الجديد على هذا الصعيد، فهو زيارة رئيس القيادة المركزية في الجيش الأميركي مايكل أريك كوريلا إسرائيل وتفقّده “الجبهة الشمالية”، أي الحدود مع لبنان. فيما لبنان، لا يد له بما يجري على حدوده الجنوبية! هذه حقيقة يدركها القاصي والداني. 

حين ترتفع لهجة التهديد الإسرائيلية، لا توازيها خطوات من المفترض أن يتعامل لبنان بموجبها مع احتمالات التصعيد. لكن بالأمس، استدعى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سفراء الدول الكبرى، ووضعهم في أجواء التهديدات الإسرائيلية. فعل ذلك بمعزل عن جهله الكامل بمجريات الحرب. وضع ميقاتي، رئيس السلطة التنفيذية في لبنان، خصوصاً في ظل الفراغ في رئاسة الجمهورية، الدول الكبرى أمام مسؤولياتها حيال احتمالات عدوان إسرائيلي. 

يصلح هذا الرجل لأن يبقى في منصبه إلى الأبد. فحزب الله يريده، ونبيه بري، الرئيس الأبدي لمجلس النواب، يريده أيضاً. لا ماء في وجهه لكي يبذله في سبيل تسهيل مهمة الثنائي المتمثّلة في إبقاء لبنان مجرد ساحة لا أثر فيها لدولة ولا لسيادة ولا لقانون. نجيب ميقاتي هو الفراغ الذي يملأه حزب الله، وهو الدولة الراضية بالاختفاء والامحاء، ووحده الفساد ما يؤشر إلى وجودها وإلى دور لها في مضاعفة بؤس رعاياها.  

لعل الاستقطاب الذي يشهده لبنان بفعل هذه المعادلة أشد من أي استقطاب سبق أن اختبرناه. تعطيل الدولة من جهة، وحال من الاحتقان المسيحي الناجم عن شعور بهيمنة “الشركاء في الوطن” الكاملة على كل مفاصل البلد. 

يحصل ذلك في ظل صعود صاروخي لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بوصفه على رأس المواجهة، وفي ظل تصدّع كبير للتيار العوني ناجم عن الانشقاقات، وعن التباس موقفه من الحرب في الجنوب. 

أما أكثر ما يلفت الانتباه بموازاة هذا الاحتقان فهو مظاهر عسكرة موازية أوحت بها احتفالات القوات اللبنانية في يوم شهدائها، فالنشيد لا يخلو من حنين الى زمن السلاح، وحرص المنظمين على التماهي مع ذلك الزمن يدفع الى الاعتقاد بأن عدوى السلاح شرعت تأخذ مكانها في وعي الجماعات مجدداً. 

إذاً، لبنان ينتظر الحرب في ظل شقاق أهلي غير مسبوق. أما اللغة التخوينية التي صدرت عن حزب الله وإعلامه ومفوّهيه، والتي استهدفت القوى المسيحية وصولاً إلى البطريركية، فقد كشفت أننا ذاهبون إلى الحرب وفي خاصرتنا خنجر ثانٍ، وأن نجيب ميقاتي لا يكفي لكي يعطي شرعية لمن أخذ القرار نيابة عن اللبنانيين بالحرب. 

لكن لا وقت أمامنا لنندب حالنا، فالحرب على الأبواب. الرؤساء والمسؤولون وأصحاب المصارف أرسلوا عائلاتهم إلى الخارج. الـCote d’Azur مشتعلة على رغم اقتراب الخريف. 

أما فقراء الوطن الجميل ممن خاطبهم أمين عام حزب الله حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة، داعياً إياهم إلى أن يعودوا إلى منازلهم بعدما “وفى بعهده” وردّ على اغتيال فؤاد شكر، فما لبث الخوف أن عاودهم، ذاك أن تباشير الحرب استأنفت اشتغالها، وجعلت تحوم مجدداً فوق رؤوسهم.

لا شيء لدى السلطة في لبنان لتقوله عن الحرب. لا خطة إخلاء، ولا مشاريع إغاثة، هذا قبل أن نسألها عما إذا كان لها رأي بالحرب أو قدرة على ضبط الخسائر.

وأمام هذا المشهد، بإمكان المرء أن يسلّم أمره للباري. هو ليس مواطناً، وليس فرداً في رعية، هو كائن في ساحة تمت ملشَنة (اشتقاق من ميليشيا) كل شيء فيها. ويبدو أن العبارة (ملشنة) وجدت طريقها إلى القاموس السياسي، بهدف وصف أحوال كل دول هلال الممانعة (لبنان وسوريا والعراق واليمن). ولا بأس أن نذكر أن لكل بلد من هذا الهلال ميقاتيه.

ثمة شيء تغيّر في الموقف الأميركي من الحرب على لبنان. وزيارة الجنرال الأميركي لقيادة الجيش الإسرائيلي في الشمال مؤشر يجب رصده. أما كثافة الغارات، وتحديداً على مواقع في سوريا، فهي ليست منفصلة عن تصعيد خطاب الحرب، واستباق لجبهات الإمداد.

إذاً، علينا مجدداً أن نشدّ الأحزمة استعداداً.          

ثمة شيء تغيّر في الموقف الأميركي من الحرب على لبنان. وزيارة الجنرال الأميركي لقيادة الجيش الإسرائيلي في الشمال مؤشر يجب رصده. أما كثافة الغارات، وتحديداً على مواقع في سوريا، فهي ليست منفصلة عن تصعيد خطاب الحرب، واستباق لجبهات الإمداد.

لم تعد الحرب (الشاملة) في جنوب لبنان أمراً متوقعاً، إذ اقتربت من أن تصبح واقعاً. لا شيء يحوز على إجماع في إسرائيل، باستثناء الحرب على لبنان. لا بل إن بنيامين نتانياهو هو الأهدأ بين الزعماء هناك لجهة مباشرة الحرب في الشمال. فوزير الدفاع يوآف غالانت، وهو من حمائم الحكومة، يريدها اليوم قبل الغد، وقال أمس في واشنطن: “حان وقت الشمال”، وبن غفير طبعاً متحمّس لها.

 أما الجديد على هذا الصعيد، فهو زيارة رئيس القيادة المركزية في الجيش الأميركي مايكل أريك كوريلا إسرائيل وتفقّده “الجبهة الشمالية”، أي الحدود مع لبنان. فيما لبنان، لا يد له بما يجري على حدوده الجنوبية! هذه حقيقة يدركها القاصي والداني. 

حين ترتفع لهجة التهديد الإسرائيلية، لا توازيها خطوات من المفترض أن يتعامل لبنان بموجبها مع احتمالات التصعيد. لكن بالأمس، استدعى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سفراء الدول الكبرى، ووضعهم في أجواء التهديدات الإسرائيلية. فعل ذلك بمعزل عن جهله الكامل بمجريات الحرب. وضع ميقاتي، رئيس السلطة التنفيذية في لبنان، خصوصاً في ظل الفراغ في رئاسة الجمهورية، الدول الكبرى أمام مسؤولياتها حيال احتمالات عدوان إسرائيلي. 

يصلح هذا الرجل لأن يبقى في منصبه إلى الأبد. فحزب الله يريده، ونبيه بري، الرئيس الأبدي لمجلس النواب، يريده أيضاً. لا ماء في وجهه لكي يبذله في سبيل تسهيل مهمة الثنائي المتمثّلة في إبقاء لبنان مجرد ساحة لا أثر فيها لدولة ولا لسيادة ولا لقانون. نجيب ميقاتي هو الفراغ الذي يملأه حزب الله، وهو الدولة الراضية بالاختفاء والامحاء، ووحده الفساد ما يؤشر إلى وجودها وإلى دور لها في مضاعفة بؤس رعاياها.  

لعل الاستقطاب الذي يشهده لبنان بفعل هذه المعادلة أشد من أي استقطاب سبق أن اختبرناه. تعطيل الدولة من جهة، وحال من الاحتقان المسيحي الناجم عن شعور بهيمنة “الشركاء في الوطن” الكاملة على كل مفاصل البلد. 

يحصل ذلك في ظل صعود صاروخي لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بوصفه على رأس المواجهة، وفي ظل تصدّع كبير للتيار العوني ناجم عن الانشقاقات، وعن التباس موقفه من الحرب في الجنوب. 

أما أكثر ما يلفت الانتباه بموازاة هذا الاحتقان فهو مظاهر عسكرة موازية أوحت بها احتفالات القوات اللبنانية في يوم شهدائها، فالنشيد لا يخلو من حنين الى زمن السلاح، وحرص المنظمين على التماهي مع ذلك الزمن يدفع الى الاعتقاد بأن عدوى السلاح شرعت تأخذ مكانها في وعي الجماعات مجدداً. 

إذاً، لبنان ينتظر الحرب في ظل شقاق أهلي غير مسبوق. أما اللغة التخوينية التي صدرت عن حزب الله وإعلامه ومفوّهيه، والتي استهدفت القوى المسيحية وصولاً إلى البطريركية، فقد كشفت أننا ذاهبون إلى الحرب وفي خاصرتنا خنجر ثانٍ، وأن نجيب ميقاتي لا يكفي لكي يعطي شرعية لمن أخذ القرار نيابة عن اللبنانيين بالحرب. 

لكن لا وقت أمامنا لنندب حالنا، فالحرب على الأبواب. الرؤساء والمسؤولون وأصحاب المصارف أرسلوا عائلاتهم إلى الخارج. الـCote d’Azur مشتعلة على رغم اقتراب الخريف. 

أما فقراء الوطن الجميل ممن خاطبهم أمين عام حزب الله حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة، داعياً إياهم إلى أن يعودوا إلى منازلهم بعدما “وفى بعهده” وردّ على اغتيال فؤاد شكر، فما لبث الخوف أن عاودهم، ذاك أن تباشير الحرب استأنفت اشتغالها، وجعلت تحوم مجدداً فوق رؤوسهم.

لا شيء لدى السلطة في لبنان لتقوله عن الحرب. لا خطة إخلاء، ولا مشاريع إغاثة، هذا قبل أن نسألها عما إذا كان لها رأي بالحرب أو قدرة على ضبط الخسائر.

وأمام هذا المشهد، بإمكان المرء أن يسلّم أمره للباري. هو ليس مواطناً، وليس فرداً في رعية، هو كائن في ساحة تمت ملشَنة (اشتقاق من ميليشيا) كل شيء فيها. ويبدو أن العبارة (ملشنة) وجدت طريقها إلى القاموس السياسي، بهدف وصف أحوال كل دول هلال الممانعة (لبنان وسوريا والعراق واليمن). ولا بأس أن نذكر أن لكل بلد من هذا الهلال ميقاتيه.

ثمة شيء تغيّر في الموقف الأميركي من الحرب على لبنان. وزيارة الجنرال الأميركي لقيادة الجيش الإسرائيلي في الشمال مؤشر يجب رصده. أما كثافة الغارات، وتحديداً على مواقع في سوريا، فهي ليست منفصلة عن تصعيد خطاب الحرب، واستباق لجبهات الإمداد.

إذاً، علينا مجدداً أن نشدّ الأحزمة استعداداً.          

|

اشترك بنشرتنا البريدية