fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

لبنان: زياد شبيب “قديس” الطائفة ومحافظها

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الشجرة المثمرة دائماً ما ترشق بالحجارة، لذلك اسحب رمحك يا زياد شبيب كما فعل القديس جرجس، واقتل فيه تنانين الحاقدين والحاسدين، ثم اذهب إلى الكنيسة يوم الأحد لتصلي خلف الياس عودة، ورأسك في الأرض.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ليس هذا المقال لتعداد الملفات أو المخالفات المتهم فيها زياد شبيب محافظ بيروت، من تعديات فندق “الإيدين باي” وقنوات صرفه الصحي إلى بلدية بيروت، وقصص التلزيمات والتعهدات، فمن يكتب عن ذلك كلها “أقلام مأجورة”، (ما عدا طبعاً قناة الـMTV المدافعة عن كل شريف في هذه البلاد التعيسة من رياض سلامة إلى زياد شبيب). 

فهذه الأقلام المأجورة التي تكتب عن قضايا فساد ارتبطت بالمحافظ لابد وأنها تغار من نجاح المحافظ سياسياً ودينياً، وهي لا يمكن أن تغشّ المؤمنين (أمثال المطران الياس عودة، صديق آل الحريري منذ زمن بعيد).

زياد شبيب

فالمحافظ شخص “مؤمن جداً”، والإيمان طبعاً لا المحسوبيات، هو ما قرّبه من متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة الّذي ساهم مع “تيار المستقبل” في تعيينه في منصبه منذ سنوات، ومنذ ذلك الوقت تتوالى عليه الحملات المغرضة إن كان من البيئيين “الدجالين” أو من جماعة المجتمع المدني أو من مجموعات يسارية (هو ابن كاهن وبطبيعة الحال اليسار مكروه جينياً)، الّذين يتذمرون كثيراً ولا يشبعون من المطالب، وآخر مطالبهم العجيبة كان إبقاء الشاطئ للناس (يا للوقاحة!) لا لرجل الأعمال المعروف وسام عاشور وصحبه من المتمولين.

لم يكن ينقص قداسة المحافظ سوى مطالب الفقراء البغيضين بمكان وشاطئ عامين. اذهبوا واعملوا يا كسالى، لو كنتم تعملون لما كنتم فقراء وكنتم ستتنعمون بإطلالة “الإيدين باي” الرائعة (نظرية رائعة على أمل ألا تصورها نادين لبكي فيلماً).

المهم استشاطت الطائفة الأرثوذوكسية (الكريمة لضرورات تمثيلية) غضباً لخبر أو استشفاف أن موقع زياد شبيب في خطر، وأن أحداً ما يريد تغييره وعدم التجديد له، فبدأت الجوقة نفسها (مع تغيير اسم الطائفة وأسماء المدافعين) الدفاع عنه كما سبق للبطريرك الماروني أن دافع عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الماروني (لا يحب البطريرك أن يكون سلامة كبش محرقة، مع أن الله يحب أكباش المحارق يا راعي، ألم تقرأ العهد القديم؟!). كما دافع المفتي عن فؤاد السنيورة (المسكين صرف 11 مليار دولار من دون تدقيق وكارهو الطائفة السنية الكريمة طبعاً يريدون النيل منه). وعلى قاعدة “ما حدا خطو الأحمر أحسن من حدا”، كان للمطران عودة والياس الفرزلي وعموم نواب الأرثوذوكس السابقين واللاحقين خطهم الأحمر أيضاً.

استبدال زياد شبيب في حال حصل سيكون بشخص آخر روم أرثوذوكس أيضاً، كما حالة رياض سلامة، وبقية موظفي الدولة الكبار.

لكن حتى وفقاً للنموذج اللبناني المسخ (وفقاً للنموذج والعرف وليس الدستور وعلى سيرة النموذج وربما خارج السياق وربما لا، كانت زيارة وليد جنبلاط لرئيس الجمهورية للتشاور في التعيينات الدرزية في الدولة، فعند المحاصصة ينسى وليد جنبلاط أي خلاف سياسي). استبدال زياد شبيب في حال حصل سيكون بشخص آخر روم أرثوذوكس أيضاً، كما حالة رياض سلامة، وبقية موظفي الدولة الكبار (الّذين أصبحوا أكبر من الدولة). لكن المشكلة ليست طائفية بحتة، علماً أن الإكليروس ليس بريئاً لا بل هو مستفيد بطرائق شتى من هذا النظام، وقد راكم رجاله ومؤسساته بموازاة ذلك ثرواتهم وأراضيهم، فيما أقساط مدارسهم وجامعاتهم ومستشفياتهم معفاة من الضرائب. وقد استفادت المنظومات الدينية من نفوذها في الدولة، وغطّت في أحيان كثيرة باسم الطائفة فاسدين وكبار الموظفين. إنها إذاً، مصالح اقتصادية قبل أن تكون طائفية، فالمال ثم الطائفة، ولهذا دلالات عدة…

في المحصلة، الشجرة المثمرة دائماً ما ترشق بالحجارة، لذلك اسحب رمحك يا زياد شبيب كما فعل القديس جرجس، واقتل فيه تنانين الحاقدين والحاسدين، ثم اذهب إلى الكنيسة يوم الأحد لتصلي خلف الياس عودة، ورأسك في الأرض.

جيفري كرم - أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية | 12.04.2025

النسيان كسياسة: عن الحرب التي لم تنتهِ في لبنان

لم تكن الحرب الأهلية اللبنانيّة مجرّد صراع أهلي تمّ تجاوزه، بل أساس للنظام الذي تلاها، وبدل أن تكون لحظة تأسيس لذاكرة وطنية، أصبحت لحظة إنتاج لسياسة النسيان. كلّ ما يُذكّر بالحرب من محاكمات إلى مناهج دراسية، إلى أرشيفات، اعتُبر تهديداً يجب إسقاطه.
05.05.2020
زمن القراءة: 3 minutes

الشجرة المثمرة دائماً ما ترشق بالحجارة، لذلك اسحب رمحك يا زياد شبيب كما فعل القديس جرجس، واقتل فيه تنانين الحاقدين والحاسدين، ثم اذهب إلى الكنيسة يوم الأحد لتصلي خلف الياس عودة، ورأسك في الأرض.

ليس هذا المقال لتعداد الملفات أو المخالفات المتهم فيها زياد شبيب محافظ بيروت، من تعديات فندق “الإيدين باي” وقنوات صرفه الصحي إلى بلدية بيروت، وقصص التلزيمات والتعهدات، فمن يكتب عن ذلك كلها “أقلام مأجورة”، (ما عدا طبعاً قناة الـMTV المدافعة عن كل شريف في هذه البلاد التعيسة من رياض سلامة إلى زياد شبيب). 

فهذه الأقلام المأجورة التي تكتب عن قضايا فساد ارتبطت بالمحافظ لابد وأنها تغار من نجاح المحافظ سياسياً ودينياً، وهي لا يمكن أن تغشّ المؤمنين (أمثال المطران الياس عودة، صديق آل الحريري منذ زمن بعيد).

زياد شبيب

فالمحافظ شخص “مؤمن جداً”، والإيمان طبعاً لا المحسوبيات، هو ما قرّبه من متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة الّذي ساهم مع “تيار المستقبل” في تعيينه في منصبه منذ سنوات، ومنذ ذلك الوقت تتوالى عليه الحملات المغرضة إن كان من البيئيين “الدجالين” أو من جماعة المجتمع المدني أو من مجموعات يسارية (هو ابن كاهن وبطبيعة الحال اليسار مكروه جينياً)، الّذين يتذمرون كثيراً ولا يشبعون من المطالب، وآخر مطالبهم العجيبة كان إبقاء الشاطئ للناس (يا للوقاحة!) لا لرجل الأعمال المعروف وسام عاشور وصحبه من المتمولين.

لم يكن ينقص قداسة المحافظ سوى مطالب الفقراء البغيضين بمكان وشاطئ عامين. اذهبوا واعملوا يا كسالى، لو كنتم تعملون لما كنتم فقراء وكنتم ستتنعمون بإطلالة “الإيدين باي” الرائعة (نظرية رائعة على أمل ألا تصورها نادين لبكي فيلماً).

المهم استشاطت الطائفة الأرثوذوكسية (الكريمة لضرورات تمثيلية) غضباً لخبر أو استشفاف أن موقع زياد شبيب في خطر، وأن أحداً ما يريد تغييره وعدم التجديد له، فبدأت الجوقة نفسها (مع تغيير اسم الطائفة وأسماء المدافعين) الدفاع عنه كما سبق للبطريرك الماروني أن دافع عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الماروني (لا يحب البطريرك أن يكون سلامة كبش محرقة، مع أن الله يحب أكباش المحارق يا راعي، ألم تقرأ العهد القديم؟!). كما دافع المفتي عن فؤاد السنيورة (المسكين صرف 11 مليار دولار من دون تدقيق وكارهو الطائفة السنية الكريمة طبعاً يريدون النيل منه). وعلى قاعدة “ما حدا خطو الأحمر أحسن من حدا”، كان للمطران عودة والياس الفرزلي وعموم نواب الأرثوذوكس السابقين واللاحقين خطهم الأحمر أيضاً.

استبدال زياد شبيب في حال حصل سيكون بشخص آخر روم أرثوذوكس أيضاً، كما حالة رياض سلامة، وبقية موظفي الدولة الكبار.

لكن حتى وفقاً للنموذج اللبناني المسخ (وفقاً للنموذج والعرف وليس الدستور وعلى سيرة النموذج وربما خارج السياق وربما لا، كانت زيارة وليد جنبلاط لرئيس الجمهورية للتشاور في التعيينات الدرزية في الدولة، فعند المحاصصة ينسى وليد جنبلاط أي خلاف سياسي). استبدال زياد شبيب في حال حصل سيكون بشخص آخر روم أرثوذوكس أيضاً، كما حالة رياض سلامة، وبقية موظفي الدولة الكبار (الّذين أصبحوا أكبر من الدولة). لكن المشكلة ليست طائفية بحتة، علماً أن الإكليروس ليس بريئاً لا بل هو مستفيد بطرائق شتى من هذا النظام، وقد راكم رجاله ومؤسساته بموازاة ذلك ثرواتهم وأراضيهم، فيما أقساط مدارسهم وجامعاتهم ومستشفياتهم معفاة من الضرائب. وقد استفادت المنظومات الدينية من نفوذها في الدولة، وغطّت في أحيان كثيرة باسم الطائفة فاسدين وكبار الموظفين. إنها إذاً، مصالح اقتصادية قبل أن تكون طائفية، فالمال ثم الطائفة، ولهذا دلالات عدة…

في المحصلة، الشجرة المثمرة دائماً ما ترشق بالحجارة، لذلك اسحب رمحك يا زياد شبيب كما فعل القديس جرجس، واقتل فيه تنانين الحاقدين والحاسدين، ثم اذهب إلى الكنيسة يوم الأحد لتصلي خلف الياس عودة، ورأسك في الأرض.

05.05.2020
زمن القراءة: 3 minutes
|
آخر القصص
المُعتقَل في الدراما التلفزيونية السورية… حساسية الجرح المفتوح
علاء الدين العالم - كاتب ومسرحي فلسطيني سوري | 12.04.2025
النسيان كسياسة: عن الحرب التي لم تنتهِ في لبنان
جيفري كرم - أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية | 12.04.2025
من سهول دونباس في أوكرانيا إلى بادية الشام… وثائق حصرية ومصادر مفتوحة تكشف تكثيف روسيا حرب المسيّرات في سماء سوريا 
محمد بسيكي (سراج) عبد القادر ضويحي، كريستسان مامو، أليكسينا كالونكي (osint for ukraine) | 11.04.2025

اشترك بنشرتنا البريدية