fbpx

لبنان: في سوسيولوجيا الجمهور العوني وتغيراتها

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

هذا التيار يجمع بين الخفة الفكرية، والاختراق الفكري المدروس، والانتهازية السياسية. وهو مرشح ليكون الأقوى في المستقبل، ووريث الحالة التي كان قد بناها النظام السوري على مدى ثلاثة عقود، وأسير صعود نفوذ “حزب الله”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

قد يكون جمهور ومناصرو “التيار الوطني الحر” من أكثر المجموعات السياسية تنوعا hétéroclite، مقارنة مع جماهير الأحزاب الأخرى. منذ نشأته، كان “التيار” خليطاً من التيارات والتوجهات المنسجمة أحياناً والمتناقضة أحياناً أخرى. هو كغيره من الجماهير يتعرض لتغيرات مع الوقت وتصيبه تحولات في أوزان كل جناح من أجنحته الداخلية. بين الجماهير التابعة للأحزاب “المغلقة طائفياً”، قد يكون التيار العوني هو من أكثر التيارات تعددية. وهذا بالطبع ليس نتاج فائض في الحياة الحزبية الديمقراطية، وإنما نتيجة غياب مشروع سياسي واضح ومؤسسة حزبية، ما يعزز دور القائد الملهم والمخلص، المستند إلى خطاب شعبوي. 

فهم الجمهور العوني يعتبر تحدياً كبيراً، وأعتقد أن أياً من الباحثين الجادين في السوسيولوجيا السياسية وتاريخ الحركات السياسية لم يقدم شرحاً كافياً ووافياً، حتى الآن. في كل حال، العمل البحثي حول جماهير الأحزاب، ما زال إلى حد كبير غائباً عن أدبياتنا، في حين تتكاثر المذكرات وكتب السرد التاريخي والوثائقيات، والتي على أهميتها تظل عاجزة عن تقديم فهم سوسيولوجي عميق عن الجماهير والجماعات الحزبية وتطور الاتجاهات داخلها. 

لا يدعي هذا المقال أنه يقدم قراءة تحليلية قائمة على منهجية بحثية، بل يكتفي بتوصيف يستند إلى المتابعة والملاحظة للتغيرات التي تصيب التيار العوني ونخبه وحقل أفكاره وخطابه السياسي. 

في البدايات: تيار مسيحي- لبناني يبحث عمن يمثله

قبل اندلاع الحرب اللبنانية، كانت الجماعة المسيحية، كبقية الجماعات الطائفية السياسية، ولو بتفاوتات، محكومة بتنوع كبير على المستوى السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والانتماء المناطقي. ديناميات الحرب وديناميات التنافس داخل الجماعة أدت تدريجياً (بين 1975 و1982) إلى فرض وحدة وانسجام وتناسق على جميع المستويات، تحت راية الدفاع عن الوجود وعن الكيان. بالطبع، هذه “الوحدة المفروضة” كانت متخيلة وآنية، وغير مكتملة، وقامت على “القوات اللبنانية” و”الجبهة اللبنانية” والقائد التاريخي، الرئيس بشير الجميل. هذه “الوحدة” بالطبع طمست التناقضات والتنوع والتعدد داخل الجماعة المسيحية ولم تلغِها. فالقاعدة الأساسية لكل اجتماع هي التعدد والتنوع. 

مع اغتيال بشير الجميل، بدأت هذه الوحدة تتفكك سريعاً. هذا المسار التفككي للوحدة “المرغوبة والمفروضة في آن”، بدأ مع انتخاب أمين الجميل رئيساً ومع حرب الجبل ولم ينتهِ مع الاتفاق الثلاثي وانقسام “القوات” والجبهة اللبنانية. في عهد الرئيس أمين الجميل، كان الاتجاه الى إدارة هذا التفكك “من فوق”، أي من خلال النخب الموجودة، على وقع الشرخ الكتائبي- القواتي الذي سيمهد لتعبير سياسي آخر. 

إلى أن جاءت الظروف بالجنرال ميشال عون الى سدة الحكم. هو الذي كان جزءاً من هذه الوحدة، وإحدى أذرعها العسكرية، لتكتمل بذلك سيطرة “العسكر” (مع قائد القوات، سمير جعجع) على المشهد السياسي العام في المنطقة الشرقية. 

وسريعاً، فرض الجنرال نفسه “أداة تعبير” عن ميل شعبي طامح للعودة إلى التنوع والتعدد، بخاصة مع استقرار كبير شهدته المناطق الشرقية بين 1986 و1988. فبمجرد إزالة عامل الخوف، تحركت الديناميات الاجتماعية والسياسية، والتناقضات باتجاه رؤية مختلفة عن “وضع الجماعة وإدارة تنوعها”.

باختصار، كانت الظاهرة العونية تعبيراً عن تناقضات منذ بداياتها. تناقضات لم يكن بوسعها أن تنتظم في حياة حزبية، بعدما قضت الحرب عليها. هذه التناقضات يمكن تصنيفها باختصار شديد كالآتي:

خلاف وتناقض عميق بين البيئة المدينية والبيئة الريفية بخاصة مع النزوح وعمليات التهجير التي تعرض لها أبناء الأطراف.

خلاف وتناقض بين المستوى السياسي والمستوى العسكري والأمني، والعقليات خلف كل مستوى.

خلاف بين النزعة الدينية المسيحية والنزعة القومية اللبنانية والمستوى المدني الأقل تديناً ومحافظة.

التناقض بين نزعة تثبيت الستاتيكو ونزعة محاولة العودة الى لبنان الكبير.

الخلاف على مسؤوليات الخسائر والهزائم غير المعترف بها والتي أدت إلى تقلص الدور المسيحي.

الخلاف بين البرجوازية المسيحية والإقطاع السياسي من جهة وبين الأثرياء الجدد وصغار التجار من جهة ثانية.

الخلاف والتناقض على التموضع الجيوسياسي والعلاقة مع إسرائيل.

جاء الخطاب الشعبوي العوني ليعبر عن هذه التناقضات السوسيولوجية والسياسية دون أن يقدّم أي برنامج سياسي واضح لحلها أو لمعالجتها. هو فقط تعبير ديماغوجي شعبوي كان يهدف إلى نزع الشرعية عن القوات والكتائب والاستئثار بالتمثيل الشرعي المسيحي، موحياً بإعادة تركيب وحدة الجماعة على قواعد مختلفة وضمن رؤية تجديدية هجومية تدغدغ المخيلة المجروحة والذاكرة المصابة بتشوهات الحرب. 

إقرأوا أيضاً:

نشوء تيار مسيحي- لبناني نتيجة حربين وتحولات ما بعد 2005

انتهت الحرب مع هزيمة الجنرال. فنشأ تيار عموده الفقري نزعة مسيحية- قومية، لبنانية- ليبرالية مع تيار علماني غير محدد المعالم على الهامش، وتفاعل إيجابي من تيار يساري (او يساروي) من داخل المنطقة الشرقية وخارجها. 

مع عودة الجنرال عام 2005 واتفاق مار مخايل، كان لا بد من فذلكة سياسية تبرر تدريجياً هذه الاستدارة. استدارة كان من الواضح أن المطلوب منها أن تحمي “تركة النظام السوري”، افراداً وأحزاباً، وتستفيد منها. فبدأ ينمو تدريجياً داخل التيار (بإرادة من القيادة ومن خلال خروقات الأصدقاء والحلفاء الجدد وبما يعني ترجمة لمقتضيات التحالف مع حزب الله والنظام السوري)، تيار هجين تمكن تسميته تيار الممانعة. وهي التجربة التي كان قد حاول إنجاحها كل من كريم بقردوني في “حزب الكتائب” وإيلي حبيقة في “حزب الوعد” وإميل رحمة وغيرهم.

لكن اللافت للنظر هو صعود هذا تيار في السنوات الأخيرة داخل التركيبة الحزبية والجماهيرية العونية: تيار من جذور يساروية، علمانوية، قومجية، ممانعجية، مزايدة… يتمركز في أوساط الطبقات الوسطى السفلى من الوسط الماروني، وفي البيئة الارثوذوكسية أيضاً. وهو ما قام بعض القوميين السوريين بتقديم فذلكة له تحت مفهوم “المشرقية” وأضيف إليها تعبير “الاقتصادية”، لتجاري الوجدان الماروني الليبرالي الاقتصادي التاريخي. وهذه فذلكة تقدم نفسها كحالة دفاعية حيناً (تحت مفهوم حلف الأقليات في وجه الأكثرية السنية) وكحالة هجومية في أحيان أخرى (في الاقتصاد والذهاب شرقاً).    

 هذا التيار يجمع بين الخفة الفكرية، والاختراق الفكري المدروس، والانتهازية السياسية. وهو مرشح ليكون الأقوى في المستقبل، ووريث الحالة التي كان قد بناها النظام السوري على مدى ثلاثة عقود، وأسير صعود نفوذ “حزب الله”. 

الانتخابات النيابية الأخيرة دلت على تراجع التيار العوني في الوجدان المسيحي، وبخاصة لناحية الاتجاهات المسيحية والقومية اللبنانية داخله، ما سيجعل من قيادته أسيرة الخط الممانع الذي يمدها بعناصر القوة للحفاظ على كتلة وازنة في البرلمان. 

التيار لن يكون بمقدوره الاستمرار طويلاً بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، إلا إذا أتى جبران باسيل رئيساً، عقب صفقة دولية، يكون “حزب الله” الوصي الجديد فيها. 

إقرأوا أيضاً:

"درج" | 27.09.2024

“إشعال السماء”: ماذا خلف ألسنة اللهب السامة التي تسمح بها شركات النفط العملاقة ؟

تٌعد شركات النفط العملاقة في غرب أوروبا مثل "بريتيش بتروليوم ـ بي بي" وشركة "إيني" الإيطالية "الوكالة الوطنية للمحروقات" و"توتال إنرجيز" و"شل"، من بين أكبر عشرة مصادر للتلوث في أفريقيا والشرق الأوسط نتيجة عمليات حرق الغاز. وتشارك هذه الشركات في إطلاق السموم في السماء وتلويث البيئة والإضرار بصحة الناس. هذا ما كشفه تحقيق "إشعال السماء"،…
09.09.2022
زمن القراءة: 5 minutes

هذا التيار يجمع بين الخفة الفكرية، والاختراق الفكري المدروس، والانتهازية السياسية. وهو مرشح ليكون الأقوى في المستقبل، ووريث الحالة التي كان قد بناها النظام السوري على مدى ثلاثة عقود، وأسير صعود نفوذ “حزب الله”.

قد يكون جمهور ومناصرو “التيار الوطني الحر” من أكثر المجموعات السياسية تنوعا hétéroclite، مقارنة مع جماهير الأحزاب الأخرى. منذ نشأته، كان “التيار” خليطاً من التيارات والتوجهات المنسجمة أحياناً والمتناقضة أحياناً أخرى. هو كغيره من الجماهير يتعرض لتغيرات مع الوقت وتصيبه تحولات في أوزان كل جناح من أجنحته الداخلية. بين الجماهير التابعة للأحزاب “المغلقة طائفياً”، قد يكون التيار العوني هو من أكثر التيارات تعددية. وهذا بالطبع ليس نتاج فائض في الحياة الحزبية الديمقراطية، وإنما نتيجة غياب مشروع سياسي واضح ومؤسسة حزبية، ما يعزز دور القائد الملهم والمخلص، المستند إلى خطاب شعبوي. 

فهم الجمهور العوني يعتبر تحدياً كبيراً، وأعتقد أن أياً من الباحثين الجادين في السوسيولوجيا السياسية وتاريخ الحركات السياسية لم يقدم شرحاً كافياً ووافياً، حتى الآن. في كل حال، العمل البحثي حول جماهير الأحزاب، ما زال إلى حد كبير غائباً عن أدبياتنا، في حين تتكاثر المذكرات وكتب السرد التاريخي والوثائقيات، والتي على أهميتها تظل عاجزة عن تقديم فهم سوسيولوجي عميق عن الجماهير والجماعات الحزبية وتطور الاتجاهات داخلها. 

لا يدعي هذا المقال أنه يقدم قراءة تحليلية قائمة على منهجية بحثية، بل يكتفي بتوصيف يستند إلى المتابعة والملاحظة للتغيرات التي تصيب التيار العوني ونخبه وحقل أفكاره وخطابه السياسي. 

في البدايات: تيار مسيحي- لبناني يبحث عمن يمثله

قبل اندلاع الحرب اللبنانية، كانت الجماعة المسيحية، كبقية الجماعات الطائفية السياسية، ولو بتفاوتات، محكومة بتنوع كبير على المستوى السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والانتماء المناطقي. ديناميات الحرب وديناميات التنافس داخل الجماعة أدت تدريجياً (بين 1975 و1982) إلى فرض وحدة وانسجام وتناسق على جميع المستويات، تحت راية الدفاع عن الوجود وعن الكيان. بالطبع، هذه “الوحدة المفروضة” كانت متخيلة وآنية، وغير مكتملة، وقامت على “القوات اللبنانية” و”الجبهة اللبنانية” والقائد التاريخي، الرئيس بشير الجميل. هذه “الوحدة” بالطبع طمست التناقضات والتنوع والتعدد داخل الجماعة المسيحية ولم تلغِها. فالقاعدة الأساسية لكل اجتماع هي التعدد والتنوع. 

مع اغتيال بشير الجميل، بدأت هذه الوحدة تتفكك سريعاً. هذا المسار التفككي للوحدة “المرغوبة والمفروضة في آن”، بدأ مع انتخاب أمين الجميل رئيساً ومع حرب الجبل ولم ينتهِ مع الاتفاق الثلاثي وانقسام “القوات” والجبهة اللبنانية. في عهد الرئيس أمين الجميل، كان الاتجاه الى إدارة هذا التفكك “من فوق”، أي من خلال النخب الموجودة، على وقع الشرخ الكتائبي- القواتي الذي سيمهد لتعبير سياسي آخر. 

إلى أن جاءت الظروف بالجنرال ميشال عون الى سدة الحكم. هو الذي كان جزءاً من هذه الوحدة، وإحدى أذرعها العسكرية، لتكتمل بذلك سيطرة “العسكر” (مع قائد القوات، سمير جعجع) على المشهد السياسي العام في المنطقة الشرقية. 

وسريعاً، فرض الجنرال نفسه “أداة تعبير” عن ميل شعبي طامح للعودة إلى التنوع والتعدد، بخاصة مع استقرار كبير شهدته المناطق الشرقية بين 1986 و1988. فبمجرد إزالة عامل الخوف، تحركت الديناميات الاجتماعية والسياسية، والتناقضات باتجاه رؤية مختلفة عن “وضع الجماعة وإدارة تنوعها”.

باختصار، كانت الظاهرة العونية تعبيراً عن تناقضات منذ بداياتها. تناقضات لم يكن بوسعها أن تنتظم في حياة حزبية، بعدما قضت الحرب عليها. هذه التناقضات يمكن تصنيفها باختصار شديد كالآتي:

خلاف وتناقض عميق بين البيئة المدينية والبيئة الريفية بخاصة مع النزوح وعمليات التهجير التي تعرض لها أبناء الأطراف.

خلاف وتناقض بين المستوى السياسي والمستوى العسكري والأمني، والعقليات خلف كل مستوى.

خلاف بين النزعة الدينية المسيحية والنزعة القومية اللبنانية والمستوى المدني الأقل تديناً ومحافظة.

التناقض بين نزعة تثبيت الستاتيكو ونزعة محاولة العودة الى لبنان الكبير.

الخلاف على مسؤوليات الخسائر والهزائم غير المعترف بها والتي أدت إلى تقلص الدور المسيحي.

الخلاف بين البرجوازية المسيحية والإقطاع السياسي من جهة وبين الأثرياء الجدد وصغار التجار من جهة ثانية.

الخلاف والتناقض على التموضع الجيوسياسي والعلاقة مع إسرائيل.

جاء الخطاب الشعبوي العوني ليعبر عن هذه التناقضات السوسيولوجية والسياسية دون أن يقدّم أي برنامج سياسي واضح لحلها أو لمعالجتها. هو فقط تعبير ديماغوجي شعبوي كان يهدف إلى نزع الشرعية عن القوات والكتائب والاستئثار بالتمثيل الشرعي المسيحي، موحياً بإعادة تركيب وحدة الجماعة على قواعد مختلفة وضمن رؤية تجديدية هجومية تدغدغ المخيلة المجروحة والذاكرة المصابة بتشوهات الحرب. 

إقرأوا أيضاً:

نشوء تيار مسيحي- لبناني نتيجة حربين وتحولات ما بعد 2005

انتهت الحرب مع هزيمة الجنرال. فنشأ تيار عموده الفقري نزعة مسيحية- قومية، لبنانية- ليبرالية مع تيار علماني غير محدد المعالم على الهامش، وتفاعل إيجابي من تيار يساري (او يساروي) من داخل المنطقة الشرقية وخارجها. 

مع عودة الجنرال عام 2005 واتفاق مار مخايل، كان لا بد من فذلكة سياسية تبرر تدريجياً هذه الاستدارة. استدارة كان من الواضح أن المطلوب منها أن تحمي “تركة النظام السوري”، افراداً وأحزاباً، وتستفيد منها. فبدأ ينمو تدريجياً داخل التيار (بإرادة من القيادة ومن خلال خروقات الأصدقاء والحلفاء الجدد وبما يعني ترجمة لمقتضيات التحالف مع حزب الله والنظام السوري)، تيار هجين تمكن تسميته تيار الممانعة. وهي التجربة التي كان قد حاول إنجاحها كل من كريم بقردوني في “حزب الكتائب” وإيلي حبيقة في “حزب الوعد” وإميل رحمة وغيرهم.

لكن اللافت للنظر هو صعود هذا تيار في السنوات الأخيرة داخل التركيبة الحزبية والجماهيرية العونية: تيار من جذور يساروية، علمانوية، قومجية، ممانعجية، مزايدة… يتمركز في أوساط الطبقات الوسطى السفلى من الوسط الماروني، وفي البيئة الارثوذوكسية أيضاً. وهو ما قام بعض القوميين السوريين بتقديم فذلكة له تحت مفهوم “المشرقية” وأضيف إليها تعبير “الاقتصادية”، لتجاري الوجدان الماروني الليبرالي الاقتصادي التاريخي. وهذه فذلكة تقدم نفسها كحالة دفاعية حيناً (تحت مفهوم حلف الأقليات في وجه الأكثرية السنية) وكحالة هجومية في أحيان أخرى (في الاقتصاد والذهاب شرقاً).    

 هذا التيار يجمع بين الخفة الفكرية، والاختراق الفكري المدروس، والانتهازية السياسية. وهو مرشح ليكون الأقوى في المستقبل، ووريث الحالة التي كان قد بناها النظام السوري على مدى ثلاثة عقود، وأسير صعود نفوذ “حزب الله”. 

الانتخابات النيابية الأخيرة دلت على تراجع التيار العوني في الوجدان المسيحي، وبخاصة لناحية الاتجاهات المسيحية والقومية اللبنانية داخله، ما سيجعل من قيادته أسيرة الخط الممانع الذي يمدها بعناصر القوة للحفاظ على كتلة وازنة في البرلمان. 

التيار لن يكون بمقدوره الاستمرار طويلاً بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، إلا إذا أتى جبران باسيل رئيساً، عقب صفقة دولية، يكون “حزب الله” الوصي الجديد فيها. 

إقرأوا أيضاً: