fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

لحظات مقتطعة من الـ”هايد بارك” السوري

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

على رغم ألم الفقد وتعب سنين الحرب وحرقة أهالي المفقودين بحثاً عن مغيبيهم خلف جدران السجون المظلمة، هناك إجماع واضح لدى السوريين على التفاؤل بغد أفضل، فلن تعود أيام الطاغية، و”مافي للأبد” و”مهما كان القادم، لا شيء أسوأ من أيام الأسدين”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تشهد سوريا الجديدة انفجار مشاعر مكبوتة لعقود، وكأن البلاد تهيم على سطح الأرض بخفة بعدما زال عن كاهلها وكاهل سكانها ثقل الطاغوت وجرائمه، هناك فرح على وجوه الناس كان غائباً خلف عتمة الخوف والقتل والجوع لسنوات.

رجال ونساء وكهول وأطفال يصلون إلى الساحات للرقص والاحتفال. شيوخ اعتلوا المسارح رقصاً على أنغام أغانٍ شعبية غُيرت كلماتها لتحتفل بالثورة والتحرر، ورجال من “هيئة تحرير الشام” التي أسقطت نظام الأسد، يلتفون حول المحتفلين، يشاركونهم فرحهم، يرقصون تارة، ويشاركون الصغار والكبار صوراً تاريخية تارة أخرى. 

في زاوية من زوايا ساحة الأمويين، أخرج أحدهم ورقة وباشر قراءة أبيات شعر كتبها ليتغنى بالحرية.

وعلى رغم ألم الفقد وتعب سنين الحرب وحرقة أهالي المفقودين بحثاً عن مغيبيهم خلف جدران السجون المظلمة، هناك إجماع واضح على التفاؤل بغد أفضل، فلن تعود أيام الطاغية، و”مافي للأبد” و”مهما كان القادم، لا شيء أسوأ من أيام الأسدين”. 

وعلى عكس ما يروج له من قلق وتجاوزات وفرض لتطبيقات الشريعة والحجاب من قبل رجال الهيئة، هناك أيضاً ذهول لدى الكثيرين، إزاء الانضباط والتهذيب الذي أظهره رجال الهيئة في الشوارع، وسرعتهم في تلبية نداءات الكثير من المشتكين على تجاوزات بعض الشبان باسم الهيئة، كالدخول إلى مطعم في حي القصاع المسيحي ومنعه من تقديم الكحول، ليقوم صاحب المحل بطلب هوية الشاب الملثم الذي يفرض قانون الشريعة والاستنجاد بـ”أمن الهيئة”، الذي حضر للفور واعتقل الشخص الذي انتحل هويتهم، وتابع زوار المطعم أمسيتهم وشرب كحولهم من دون تدخل.

تم أيضاً تداول خبر عن اعتداء على كنيسة في حماة من قِبل مخربين، وجاء رجال الهيئة كي يوقفوا الفاعلين، كما أرسل “فريق الاستجابة الطارئة” فريقاً لإصلاح الكنيسة، المعالجة السريعة ذاتها حصلت حين وصلت أخبار عن سرقة بيوت ومحال تجارية، إذ  تم إلقاء القبض على مرتكبي السرقات، أمثلة كثيرة هنا وهناك عن حالات اطمئنان لأداء عناصر السلطة الجديدة.

لست هنا بصدد التهليل للفريق الذي قام بإسقاط النظام، فهذا النصر أيضاً حققه آلاف المعتقلين الذين قضوا تعذيباً في سجون الأسد، وأهاليهم الذين انتظروا سنوات، وما زالوا ينتظرون خبراً عن مصير المختفين، وآلاف آخرون ينتظرون تحقيق العدالة للمتظاهرين السلميين الذين اعتُقلوا أو هُجروا، هناك أيضاً عشرات آلاف الأهالي الذين قُصفوا ودُمرت بيوتهم وهُجروا إلى دول الجوار أو ركبوا أمواج البحر ليصلوا إلى بر الأمان في أوروبا، وآلاف الأرواح الأخرى التي ابتلعها البحر بينما تنظر بعين الخوف إلى بر الأمان.

المآسي السورية لا تنتهي، وكل من جاهر بصوته، بموقفه، أو عمل سراً حفاظاً على أمنه أو أمن عائلته، هو جزء لا يتجزأ من هذا النصر.

معالم الحكومة  الانتقالية الجديدة الإسلامية واضحة، وإن كان هناك تحولات سريعة في صورتها، وتواكب العجلة المطلوبة للبقاء في السلطة، فما يصدر عن القيادي الجديد أحمد الشرع، يعطي تطمينات تطالب بها المجتمعات الدولية، لكن الفعل على الأرض لجهة انتقاء رجالات الحكومة؛ ولو كانت انتقالية، من لون إسلامي واحد شأن مقلق.

بالتوازي مع تعيينات الحكومة الانتقالية، تمت الدعوة إلى مؤتمر حوار وطني لإشراك أطياف المجتمع السوري في القرار السياسي، ومستقبل سوريا وصياغة الدستور، لكن هناك مساراً قانونياً يجب اتّباعه للوصول إلى صياغة شكل الدولة، لم يتم تداوله حتى الآن.

التخوّف من الأصوات الإقصائية

أتباع “هيئة تحرير الشام” في الساحات، رددوا عبارات إقصائية لا جدل حولها، عبارات من نوع “من ينتصر يقرر”، وغيرهم هاجم تجمعاً للدفاع عن حقوق المرأة، بعد تعليقات صدرت من المتحدث باسم الحكومة الجديدة عبيدة الأرناؤوط، الذي تم تعيينه بعدها محافظاً لحمص. 

تلك الأصوات ناقشتها سيدات في ساحة الأمويين، سيدات سُجِنًّ سابقاً، وعملن بصمت لسنين طويلة، للدفاع عن المظلومين تحت سلطة النظام، سيدات عملن في السر حفاظاً على حيواتهن وبقائهن في بلدهن، ولا يمكن اتّهامهن بالصمت  أو التواطؤ، أو تغييب نضالهن ضد نظام الأسد، من قبل أصوات جاءت تهلل للنصر الجديد.

ما يحصل في الساحات من نقاشات بين أطراف غير متشابهة فكرياً واجتماعياً، يعكس غنى وتنوعاً في مرحلة ولادة الحريات، وما يهم هو انتقال هذا الاختلاف في الآراء إلى مكان تلتقي فيه المصلحة العامة في سبيل دولة مدنية، تضمن حقوق السوريين كافة على اختلاف طوائفهم وخلفياتهم، دولة قانون وحقوق متساوية، وهذا هو التحدي الأكبر.

شهدتُ خلافاً في الآراء تجسد بنقاشات طويلة في ساحة الأمويين، كما تجمع أيضاً عدد آخر من الشباب للمطالبة بدولة علمانية، حاول هؤلاء إسكات رجل ملتحٍ من الهيئة اعتلى المسرح لإبداء وجهة نظر متقاربة مع ما يطلبه العلمانيون إلى حد ما، تحدث عن دولة حريات واحترام للحقوق، لكن “العلمانيين” رفعوا أصواتهم لإسكاته، فرد عليهم “أنتم من تخافون من لحانا ولا تريدون أن تسمعوا صوتنا. حين أتحدث يعلو صوت المتظاهرين لإسكات صوتي، وحين يتحدث الشاب غير الملتحي الكل يصمت”.

قالت لي سيدة وهي من عائلة غير متدينة أن كلمة “علمانية”، كانت خطاب قمع في ذلك اليوم، لأن المنادين بها حاولوا إسكات الطرف الآخر، ناهيك بالحملة الإعلامية التي اشتعلت ضد بعض المشاركين في هذه الوقفة، التي كشفت عن توجه البعض قبل سقوط النظام الذي يصل حد “التشبيح”، واتهام آخرين ظلماً فقط لوجودهم في المكان!.

شبّهت ناشطة أخرى المشهد بزاوية “هايد بارك” الشهيرة في لندن، حيث يعتلي  المتحدث منصة ليطرح أفكاره أمام “الجميع”، أفكار من شتى الاتجاهات والمشارب.

ينشط حراك واسع للمشاركة في حل سياسي، وفي كتابة الدستور وشكل سوريا الجديدة، وذلك ليس حكراً على نشطاء العاصمة دمشق فحسب، فهناك مبادرات ظهرت في مدن عدة، ودعوات للتوقيع على وثيقة عهد وطني، تطالب بدولة قانون وتعددية.

هناك أيضاً حالة افتراق واختلاف، بعض “سوريي الداخل” يرون أن من كان في الخارج منتفع ومُموَل وأتى لفرض وجوده، بعدما دفع “سوريو الداخل” أثماناً باهظة، مقابل البقاء في سوريا تحت وطأة نظام ظالم، لكن “سوريي الخارج” أيضاً في تعطش للعودة والمشاركة.

ضرورة الحوار والمشاركة 

هناك فرصة الآن أمام المجتمع السوري للمشاركة في بناء سوريا الغد، الجميع بحاجة إلى الوقت، وإلى مساحة تشاركية لطرح القضايا ونقاشها والبناء على الخبرات المكتسبة عند البعض، عوضاً عن هدر الوقت والبداية من نقطة الصفر.

البلد تآكل خلال حكم الأسد، دُمر معظم مدنه وقراه، وبقي نحو تسعين في المئة من سكانه تحت خط الفقر، والهم مشترك ليكون شكل الدولة يتناسب مع مطالب السوريين كافة.

ما زال هناك الكثير من العمل، من إنعاش الاقتصاد وإعادة إعمار المناطق المنكوبة، إلى محاسبة مجرمي الحرب ومن هلل لهم ودافع عن سفك الدماء. المرحلة المقبلة مهمة  لتشكيل سوريا، وهي أكثر مرحلة تحتاج إلى تضافر الجهود بدلاً من الإبعاد والإقصاء.

24.12.2024
زمن القراءة: 5 minutes

على رغم ألم الفقد وتعب سنين الحرب وحرقة أهالي المفقودين بحثاً عن مغيبيهم خلف جدران السجون المظلمة، هناك إجماع واضح لدى السوريين على التفاؤل بغد أفضل، فلن تعود أيام الطاغية، و”مافي للأبد” و”مهما كان القادم، لا شيء أسوأ من أيام الأسدين”.

تشهد سوريا الجديدة انفجار مشاعر مكبوتة لعقود، وكأن البلاد تهيم على سطح الأرض بخفة بعدما زال عن كاهلها وكاهل سكانها ثقل الطاغوت وجرائمه، هناك فرح على وجوه الناس كان غائباً خلف عتمة الخوف والقتل والجوع لسنوات.

رجال ونساء وكهول وأطفال يصلون إلى الساحات للرقص والاحتفال. شيوخ اعتلوا المسارح رقصاً على أنغام أغانٍ شعبية غُيرت كلماتها لتحتفل بالثورة والتحرر، ورجال من “هيئة تحرير الشام” التي أسقطت نظام الأسد، يلتفون حول المحتفلين، يشاركونهم فرحهم، يرقصون تارة، ويشاركون الصغار والكبار صوراً تاريخية تارة أخرى. 

في زاوية من زوايا ساحة الأمويين، أخرج أحدهم ورقة وباشر قراءة أبيات شعر كتبها ليتغنى بالحرية.

وعلى رغم ألم الفقد وتعب سنين الحرب وحرقة أهالي المفقودين بحثاً عن مغيبيهم خلف جدران السجون المظلمة، هناك إجماع واضح على التفاؤل بغد أفضل، فلن تعود أيام الطاغية، و”مافي للأبد” و”مهما كان القادم، لا شيء أسوأ من أيام الأسدين”. 

وعلى عكس ما يروج له من قلق وتجاوزات وفرض لتطبيقات الشريعة والحجاب من قبل رجال الهيئة، هناك أيضاً ذهول لدى الكثيرين، إزاء الانضباط والتهذيب الذي أظهره رجال الهيئة في الشوارع، وسرعتهم في تلبية نداءات الكثير من المشتكين على تجاوزات بعض الشبان باسم الهيئة، كالدخول إلى مطعم في حي القصاع المسيحي ومنعه من تقديم الكحول، ليقوم صاحب المحل بطلب هوية الشاب الملثم الذي يفرض قانون الشريعة والاستنجاد بـ”أمن الهيئة”، الذي حضر للفور واعتقل الشخص الذي انتحل هويتهم، وتابع زوار المطعم أمسيتهم وشرب كحولهم من دون تدخل.

تم أيضاً تداول خبر عن اعتداء على كنيسة في حماة من قِبل مخربين، وجاء رجال الهيئة كي يوقفوا الفاعلين، كما أرسل “فريق الاستجابة الطارئة” فريقاً لإصلاح الكنيسة، المعالجة السريعة ذاتها حصلت حين وصلت أخبار عن سرقة بيوت ومحال تجارية، إذ  تم إلقاء القبض على مرتكبي السرقات، أمثلة كثيرة هنا وهناك عن حالات اطمئنان لأداء عناصر السلطة الجديدة.

لست هنا بصدد التهليل للفريق الذي قام بإسقاط النظام، فهذا النصر أيضاً حققه آلاف المعتقلين الذين قضوا تعذيباً في سجون الأسد، وأهاليهم الذين انتظروا سنوات، وما زالوا ينتظرون خبراً عن مصير المختفين، وآلاف آخرون ينتظرون تحقيق العدالة للمتظاهرين السلميين الذين اعتُقلوا أو هُجروا، هناك أيضاً عشرات آلاف الأهالي الذين قُصفوا ودُمرت بيوتهم وهُجروا إلى دول الجوار أو ركبوا أمواج البحر ليصلوا إلى بر الأمان في أوروبا، وآلاف الأرواح الأخرى التي ابتلعها البحر بينما تنظر بعين الخوف إلى بر الأمان.

المآسي السورية لا تنتهي، وكل من جاهر بصوته، بموقفه، أو عمل سراً حفاظاً على أمنه أو أمن عائلته، هو جزء لا يتجزأ من هذا النصر.

معالم الحكومة  الانتقالية الجديدة الإسلامية واضحة، وإن كان هناك تحولات سريعة في صورتها، وتواكب العجلة المطلوبة للبقاء في السلطة، فما يصدر عن القيادي الجديد أحمد الشرع، يعطي تطمينات تطالب بها المجتمعات الدولية، لكن الفعل على الأرض لجهة انتقاء رجالات الحكومة؛ ولو كانت انتقالية، من لون إسلامي واحد شأن مقلق.

بالتوازي مع تعيينات الحكومة الانتقالية، تمت الدعوة إلى مؤتمر حوار وطني لإشراك أطياف المجتمع السوري في القرار السياسي، ومستقبل سوريا وصياغة الدستور، لكن هناك مساراً قانونياً يجب اتّباعه للوصول إلى صياغة شكل الدولة، لم يتم تداوله حتى الآن.

التخوّف من الأصوات الإقصائية

أتباع “هيئة تحرير الشام” في الساحات، رددوا عبارات إقصائية لا جدل حولها، عبارات من نوع “من ينتصر يقرر”، وغيرهم هاجم تجمعاً للدفاع عن حقوق المرأة، بعد تعليقات صدرت من المتحدث باسم الحكومة الجديدة عبيدة الأرناؤوط، الذي تم تعيينه بعدها محافظاً لحمص. 

تلك الأصوات ناقشتها سيدات في ساحة الأمويين، سيدات سُجِنًّ سابقاً، وعملن بصمت لسنين طويلة، للدفاع عن المظلومين تحت سلطة النظام، سيدات عملن في السر حفاظاً على حيواتهن وبقائهن في بلدهن، ولا يمكن اتّهامهن بالصمت  أو التواطؤ، أو تغييب نضالهن ضد نظام الأسد، من قبل أصوات جاءت تهلل للنصر الجديد.

ما يحصل في الساحات من نقاشات بين أطراف غير متشابهة فكرياً واجتماعياً، يعكس غنى وتنوعاً في مرحلة ولادة الحريات، وما يهم هو انتقال هذا الاختلاف في الآراء إلى مكان تلتقي فيه المصلحة العامة في سبيل دولة مدنية، تضمن حقوق السوريين كافة على اختلاف طوائفهم وخلفياتهم، دولة قانون وحقوق متساوية، وهذا هو التحدي الأكبر.

شهدتُ خلافاً في الآراء تجسد بنقاشات طويلة في ساحة الأمويين، كما تجمع أيضاً عدد آخر من الشباب للمطالبة بدولة علمانية، حاول هؤلاء إسكات رجل ملتحٍ من الهيئة اعتلى المسرح لإبداء وجهة نظر متقاربة مع ما يطلبه العلمانيون إلى حد ما، تحدث عن دولة حريات واحترام للحقوق، لكن “العلمانيين” رفعوا أصواتهم لإسكاته، فرد عليهم “أنتم من تخافون من لحانا ولا تريدون أن تسمعوا صوتنا. حين أتحدث يعلو صوت المتظاهرين لإسكات صوتي، وحين يتحدث الشاب غير الملتحي الكل يصمت”.

قالت لي سيدة وهي من عائلة غير متدينة أن كلمة “علمانية”، كانت خطاب قمع في ذلك اليوم، لأن المنادين بها حاولوا إسكات الطرف الآخر، ناهيك بالحملة الإعلامية التي اشتعلت ضد بعض المشاركين في هذه الوقفة، التي كشفت عن توجه البعض قبل سقوط النظام الذي يصل حد “التشبيح”، واتهام آخرين ظلماً فقط لوجودهم في المكان!.

شبّهت ناشطة أخرى المشهد بزاوية “هايد بارك” الشهيرة في لندن، حيث يعتلي  المتحدث منصة ليطرح أفكاره أمام “الجميع”، أفكار من شتى الاتجاهات والمشارب.

ينشط حراك واسع للمشاركة في حل سياسي، وفي كتابة الدستور وشكل سوريا الجديدة، وذلك ليس حكراً على نشطاء العاصمة دمشق فحسب، فهناك مبادرات ظهرت في مدن عدة، ودعوات للتوقيع على وثيقة عهد وطني، تطالب بدولة قانون وتعددية.

هناك أيضاً حالة افتراق واختلاف، بعض “سوريي الداخل” يرون أن من كان في الخارج منتفع ومُموَل وأتى لفرض وجوده، بعدما دفع “سوريو الداخل” أثماناً باهظة، مقابل البقاء في سوريا تحت وطأة نظام ظالم، لكن “سوريي الخارج” أيضاً في تعطش للعودة والمشاركة.

ضرورة الحوار والمشاركة 

هناك فرصة الآن أمام المجتمع السوري للمشاركة في بناء سوريا الغد، الجميع بحاجة إلى الوقت، وإلى مساحة تشاركية لطرح القضايا ونقاشها والبناء على الخبرات المكتسبة عند البعض، عوضاً عن هدر الوقت والبداية من نقطة الصفر.

البلد تآكل خلال حكم الأسد، دُمر معظم مدنه وقراه، وبقي نحو تسعين في المئة من سكانه تحت خط الفقر، والهم مشترك ليكون شكل الدولة يتناسب مع مطالب السوريين كافة.

ما زال هناك الكثير من العمل، من إنعاش الاقتصاد وإعادة إعمار المناطق المنكوبة، إلى محاسبة مجرمي الحرب ومن هلل لهم ودافع عن سفك الدماء. المرحلة المقبلة مهمة  لتشكيل سوريا، وهي أكثر مرحلة تحتاج إلى تضافر الجهود بدلاً من الإبعاد والإقصاء.