fbpx

لماذا تُثير ألوان قوس القزح كل هذا الخوف لدى الأنظمة العربية؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

السعودية، وقبلها الإمارات والكويت وغيرها… لماذا تخشى هذه الدول من ألوان قوس القزح، لا سيما إذا كانت تُروّج لنفسها على أنها دول سبّاقة في الريادة؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“هذه الألعاب بألوانٍ برّاقة ما هي إلا رسائل مسمومة تستهدف براءة الأطفال…”، قال صحافي في قناة سعودية تلك العبارة فيما يقف في وسط ألعابٍ مُصادرة مرمية على الأرض. أشار الصحافي إلى أعضاء من وزارة التجارة يقفون إلى جانبه على أنهم أبطال أنقذوا المجتمع من “شعارات المثلية الجنسية”، و”حموا مستقبل الأطفال”. 

السعودية، وقبلها الإمارات والكويت وغيرها… لماذا تخشى هذه الدول من ألوان قوس القزح، لا سيما إذا كانت تُروّج لنفسها على أنها دول سبّاقة في الريادة؟ 

طاردت أنظمة عربية في الأيام الأخيرة علم قوس القزح كمن يُطارد فأراً في متاهة، فانصبّت جهود القوى الأمنية على ملاحقة أي لعبة بألوانٍ زاهية بذريعة أنها “تروّج للمثلية الجنسية بين الفئة الناشئة” و”تتعارض مع الطبيعة الصحيحة”.  

لم يكن هناك أي خلافٍ على ألعاب القنص والرصاص المكدّسة في المتاجر، لا سيما في الدول التي تُعاني من حروبٍ دامية أصابت أطفالها بهلعٍ دائم كسوريا، التي صادرت حكومة نظامها 600 طائرة ورقية بألوانٍ زاهية للأطفال لأنها “تشير إلى المثلية الجنسية”. كل ذلك الأمر يطرح سؤالاً حول ألوان الأطفال المعتمدة، هل عليها أن تكون بالأبيض والأسود كي لا تُغضب الأنظمة مثلاً؟

السعودية، وقبلها الإمارات والكويت وغيرها… لماذا تخشى هذه الدول من ألوان قوس القزح، لا سيما إذا كانت تُروّج لنفسها على أنها دول سبّاقة في الريادة؟ 

14 نظاماً vs قُبلة في فيلم رسوم متحركة!

مع صدور فيلم Lightyear، سارعت دول عدة إلى منع عرضه ومنها دول عربية كالأردن وعمان ولبنان والسعودية وغيرها. أتى ذلك بسبب قُبلة عابرة بين شخصيتين مثليتين.  

الفيلم، الذي أنتجته “ديزني” ضمن سلسلة أفلام “توي ستوري– قصة لعبة” والذي يروي قصة “باز يطير”، لم يكن الفيلم الأول الذي يُحظر في دول عربية بسبب مشاهد تجمع أشخاصاً مثليي الجنس. 

ففي أنظمة عربية، كالسعودية مثلاً، لم تُمنع أعمال فنية وتُصادر ألعاب ملوّنة وحسب، إنما تعرّض أفراد مجتمع الميم عين للملاحقة والاضطهاد، لدرجة وصلت إلى الترحيل والسجن أو حتى الإعدام. 

تقويض الحريات واضطهاد فئة الميم عين في العالم العربي ليس جديداً، إلا أن “الإضاءة على الممارسات التمييزية ازدادت في السنوات الأخيرة، لا سيما مع الدور الذي لعبته وسائل الإعلام البديلة ومنصات التواصل الاجتماعي”، وفق الناشط الاجتماعي في قضايا مجتمع الميم عين ضومط قزي. 

في السياق اللبناني، يقول قزي إن منع الفيلم الأخير سبقته رقابة طاولت عدداً من الأعمال الفنية، كما ترافق ذلك مع منع نشاطات وتعليق استقبال نشطاء من مجتمع الميم عين من دول مختلفة في لبنان. “هذا عدا انتهاك خصوصية الأفراد وأماكنهم، إذ سبق أن اقتحم عناصر من القوى الأمنية ملهى أغلب روّاده من تلك الفئة واعتقلوا أفراداً فيه”، وفق قزي. 

تلك الممارسات، عدا أنها تعمد إلى إبقاء أفراد ذلك المجتمع في الظل وتمنع تمثيله سواء في الفن أو غيره، فهي استكمال للنهج التمييزي البنيوي الذي تقوم عليه معظم الأنظمة العربية منذ تأسيسها، عبر اضطهاد الفئات المهمشة والإمعان في تهميشها. 

إقرأوا أيضاً:

نعم لكأس العالم، لا للمثليّة الجنسية…

“لا يمكننا أن نغيّر القوانين، لا يمكننا أن نغيّر الدين لـ28 يوماً من أجل كأس العالم”.

قالها رئيس لجنة عمليات أمن وسلامة المونديال القطري عبدالعزيز الأنصاري في مقابلة مع وكالة “أسوشييتد برس” بكل أريحية، ملوّحاً إلى سحب أعلام قوس القزح من المشجعين “لحمايتهم من التعرّض للهجوم بسبب ترويجهم لحقوق المثليين”. 

قطر التي أعادت هيكلة البنى التحتية كاملةً وبنت مئات الفنادق الجديدة وما زالت تُحارب من أجل كسب تحدي استقبال مباريات كأس العالم لعام 2022، تضيق باستقبال مثليي الجنس على أرضها.  

ففي تحقيقٍ كشفته صحيفة “ذا تلغراف”، تم الكشف عن فنادق قطرية ترفض استقبال الأزواج مثليي الجنس. علماً أن “الاتحاد الدولي لكرة القدم- فيفا” حذّر الشهر الفائت من أنه “سيلغي عقود كأس العالم مع أي فندق في قطر أو أي مزوّد للخدمات يظهر تمييزاً ضد المثليين”. وهو ما يُجدد المخاوف حيال الاضطهاد الذي يُمارس بحق تلك الفئة. 

إقرأوا أيضاً:

بادية فحص - صحافية وكاتبة لبنانية | 06.09.2024

“هالسيارة مش عم تمشي”… لكنها الحرب في ميس الجبل وليس في “ميس الريم”!

نعم، لقد تأخر الجنوبيون بالاعتراف أن هذه الحرب ليست نزهة، بل نكبة أخرى، وأنهم سوف يتجرعون مراراتها إلى أجل غير معروف، فالقافلة المغادرة، لا تعني سوى أن جنوبهم وليس ميس الجبل وحدها، على وشك فقدان الحياة.
"درج"
لبنان
17.06.2022
زمن القراءة: 3 minutes

السعودية، وقبلها الإمارات والكويت وغيرها… لماذا تخشى هذه الدول من ألوان قوس القزح، لا سيما إذا كانت تُروّج لنفسها على أنها دول سبّاقة في الريادة؟

“هذه الألعاب بألوانٍ برّاقة ما هي إلا رسائل مسمومة تستهدف براءة الأطفال…”، قال صحافي في قناة سعودية تلك العبارة فيما يقف في وسط ألعابٍ مُصادرة مرمية على الأرض. أشار الصحافي إلى أعضاء من وزارة التجارة يقفون إلى جانبه على أنهم أبطال أنقذوا المجتمع من “شعارات المثلية الجنسية”، و”حموا مستقبل الأطفال”. 

السعودية، وقبلها الإمارات والكويت وغيرها… لماذا تخشى هذه الدول من ألوان قوس القزح، لا سيما إذا كانت تُروّج لنفسها على أنها دول سبّاقة في الريادة؟ 

طاردت أنظمة عربية في الأيام الأخيرة علم قوس القزح كمن يُطارد فأراً في متاهة، فانصبّت جهود القوى الأمنية على ملاحقة أي لعبة بألوانٍ زاهية بذريعة أنها “تروّج للمثلية الجنسية بين الفئة الناشئة” و”تتعارض مع الطبيعة الصحيحة”.  

لم يكن هناك أي خلافٍ على ألعاب القنص والرصاص المكدّسة في المتاجر، لا سيما في الدول التي تُعاني من حروبٍ دامية أصابت أطفالها بهلعٍ دائم كسوريا، التي صادرت حكومة نظامها 600 طائرة ورقية بألوانٍ زاهية للأطفال لأنها “تشير إلى المثلية الجنسية”. كل ذلك الأمر يطرح سؤالاً حول ألوان الأطفال المعتمدة، هل عليها أن تكون بالأبيض والأسود كي لا تُغضب الأنظمة مثلاً؟

السعودية، وقبلها الإمارات والكويت وغيرها… لماذا تخشى هذه الدول من ألوان قوس القزح، لا سيما إذا كانت تُروّج لنفسها على أنها دول سبّاقة في الريادة؟ 

14 نظاماً vs قُبلة في فيلم رسوم متحركة!

مع صدور فيلم Lightyear، سارعت دول عدة إلى منع عرضه ومنها دول عربية كالأردن وعمان ولبنان والسعودية وغيرها. أتى ذلك بسبب قُبلة عابرة بين شخصيتين مثليتين.  

الفيلم، الذي أنتجته “ديزني” ضمن سلسلة أفلام “توي ستوري– قصة لعبة” والذي يروي قصة “باز يطير”، لم يكن الفيلم الأول الذي يُحظر في دول عربية بسبب مشاهد تجمع أشخاصاً مثليي الجنس. 

ففي أنظمة عربية، كالسعودية مثلاً، لم تُمنع أعمال فنية وتُصادر ألعاب ملوّنة وحسب، إنما تعرّض أفراد مجتمع الميم عين للملاحقة والاضطهاد، لدرجة وصلت إلى الترحيل والسجن أو حتى الإعدام. 

تقويض الحريات واضطهاد فئة الميم عين في العالم العربي ليس جديداً، إلا أن “الإضاءة على الممارسات التمييزية ازدادت في السنوات الأخيرة، لا سيما مع الدور الذي لعبته وسائل الإعلام البديلة ومنصات التواصل الاجتماعي”، وفق الناشط الاجتماعي في قضايا مجتمع الميم عين ضومط قزي. 

في السياق اللبناني، يقول قزي إن منع الفيلم الأخير سبقته رقابة طاولت عدداً من الأعمال الفنية، كما ترافق ذلك مع منع نشاطات وتعليق استقبال نشطاء من مجتمع الميم عين من دول مختلفة في لبنان. “هذا عدا انتهاك خصوصية الأفراد وأماكنهم، إذ سبق أن اقتحم عناصر من القوى الأمنية ملهى أغلب روّاده من تلك الفئة واعتقلوا أفراداً فيه”، وفق قزي. 

تلك الممارسات، عدا أنها تعمد إلى إبقاء أفراد ذلك المجتمع في الظل وتمنع تمثيله سواء في الفن أو غيره، فهي استكمال للنهج التمييزي البنيوي الذي تقوم عليه معظم الأنظمة العربية منذ تأسيسها، عبر اضطهاد الفئات المهمشة والإمعان في تهميشها. 

إقرأوا أيضاً:

نعم لكأس العالم، لا للمثليّة الجنسية…

“لا يمكننا أن نغيّر القوانين، لا يمكننا أن نغيّر الدين لـ28 يوماً من أجل كأس العالم”.

قالها رئيس لجنة عمليات أمن وسلامة المونديال القطري عبدالعزيز الأنصاري في مقابلة مع وكالة “أسوشييتد برس” بكل أريحية، ملوّحاً إلى سحب أعلام قوس القزح من المشجعين “لحمايتهم من التعرّض للهجوم بسبب ترويجهم لحقوق المثليين”. 

قطر التي أعادت هيكلة البنى التحتية كاملةً وبنت مئات الفنادق الجديدة وما زالت تُحارب من أجل كسب تحدي استقبال مباريات كأس العالم لعام 2022، تضيق باستقبال مثليي الجنس على أرضها.  

ففي تحقيقٍ كشفته صحيفة “ذا تلغراف”، تم الكشف عن فنادق قطرية ترفض استقبال الأزواج مثليي الجنس. علماً أن “الاتحاد الدولي لكرة القدم- فيفا” حذّر الشهر الفائت من أنه “سيلغي عقود كأس العالم مع أي فندق في قطر أو أي مزوّد للخدمات يظهر تمييزاً ضد المثليين”. وهو ما يُجدد المخاوف حيال الاضطهاد الذي يُمارس بحق تلك الفئة. 

إقرأوا أيضاً: