بوبرجان، مواطن من أصول أوزبكية، من قيرغيزستان، في الثلاثين من عمره ويقضي حكما بالسجن لمدة ٦سنوات بعد إلقاء القبض عليه عام ٢٠١٥، ليعترف أمام المحققين بأنه التحق بالجماعات المسلحة في سوريا، أمضى هناك ٦ أشهر تدرب خلالها في معسكر تابع لتنظيم داعش، قبل عودته إلى بلاده في وسط آسيا لتنفيذ هجمات إرهابية.
أبلغ بوبرجان الصحفيين الذين التقوه فور سجنه، أنه تم تجنيده في موسكو، التي سافر إليها بحثاً عن عمل، وحدث ذلك في أحد المساجد، التي يسيطر عليها متشددون، قاموا بعرض تسجيلات فيديو تروي قصص الجهاد و الدفاع عن الاسلام.
في السنوات الأربع الماضية، نجح تنظيم داعش في فرض نفوذه على مناطق عدة في دول آسيا الوسطى، وفي مقدمها، داغستان، وانغوشيا، وقبردينو – بلقاريا الروسية، التي أعلنت الحركات الإسلامية المتطرفة فيها، مبايعتها أبو بكر البغدداي حين ظهر في العراق عام ٢٠١٤، فوزعت تلك الحركات بيان مبايعةٍ مسجلاً باللغتين العربية والانكليزية.
ومع تكرار هجمات داعش في ذروة نشاط التنظيم، كشف رابع اعتداء في الغرب ينفذه أوزبكي ضعف مناعة المهاجرين من هذه الدولة، أمام الدعاية الاعلامية للمتطرفين ، وكان سيف الله سايبوف، الذي نفذ اعتداء مانهاتن، قد وصل الى الولايات المتحدة بعد حصوله على البطاقة الخضراء، وهو رابع إرهابي يحمل الجنسية الأوزبكية، أو ينتمي إلى الاثنية الأوزبكية، ينفذ هجوماً ارهابياً في أوروبا والولايات المتحدة. فعبد القادر مشاريبوف، الذي نفذ الهجوم على ناد ليلي في اسطنبول ليلة رأس السنة، ورحمن عقيلوف، الذي دهس بشاحنة حشداً في شارع للمشاة في ستوكهولم، وأكبر جان جليلوف، الذي ينتمي إلى الإثنية الأوزبكية و يحمل الجنسية الروسية، نفذ الاعتداء في مترو سان بطرسبورغ.
يقول الخبير الامني في منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، يان ماتوسيفتيتش، ” إن معظم المهاجمين من أوساط غير دينية، لكنهم تطرفوا في البلدان التي هاجروا اليها”. وقالت مديرة آسيا الوسطى في مجموعة الازمات الدولية، ديردري تينان، “إن المشترك في هذه الهجمات، أن منفذيها من آسيا الوسطى”، لكن الهجمات، ” تعود إلى شكل أشمل وأوسع للتطرف”.
أوزبكستان الاسلامية و الهجرة الى الخارج
يشكل المقاتلون من جمهوريات آسيا الوسطى الذين التحقوا بتنظيم داعش، العدد الأكبر من بين الجهاديين الذين اندفعوا للقتال في سوريا والعراق. وبحسب تقرير مركز ( صوفان) الأميركي يبلغ عدد هؤلاء ٨٧١٧ مقاتل. وفي سياق محاولتها البحث في أسباب تحول مواطنين من أوزبكستان إلى التطرف الديني، تقول الباحثة في الشأن الروسي، والأستاذة في جامعة جورج واشنطن، مارلين لوريل، ” منذ استقلالها العام ١٩٩١، كانت أوزبكستان أكثر دول آسيا الوسطى قمعاً للدين، حيث سجن فيها الآلاف، وعُذب بعضهم لميولهم الاسلامية، وكان من يسافر إلى دول أخرى، لدراسة الدين، يواجه مصاعب في العثور على عمل عند عودته”، وتضيف، ” من المنطقي أن يؤدي مثل هذا القمع، الى ارتفاع العنف الديني محليا”.
وكوسيلة لحماية وجودها من القمع والملاحقات، قامت الحركات الاسلامية، في مقدمتها حركة أوزبكستان الإسلامية، بالانتقال إلى الخارج”. وتشير لوريل إلى، ” هناك مئات من إسلاميي أوزبكستان، انضموا إلى حركة طالبان، وتنظيم القاعدة في افغانستان، ثم انسحبوا إلى باكستان، قبل أن يأتي “داعش” ويقسمهم، فبعضهم أراد أن يحارب الوجود الأجنبي في أفغانستان، فيما انتقل البعض الآخر الى الشرق الاوسط”.
بعد استقلال أوزبكستان عن الاتحاد السوفياتي العام ١٩٩١، انتعشت الآمال بقيام نظام حكم ديموقراطي، يصون الحريات العامة وحقوق الانسان، ولكن سرعان ما تبددت تلك الآمال بعد إحكام السلطة قبضتها على الحريات الدينية، وذلك بعد شنّ النظام حملات لملاحقة الدعاة، الذين نادوا بإقامة نظام حكم إسلامي. توجت حملة الملاحقة بإصدار تشريع العام ١٩٩٨، الذي يمنح الحكومة صلاحيات واسعة لمواجهة النشاطات الدينية غير القانونية، بمختلف الوسائل المتاحة، ما ساهم في ارتفاع منسوب ردود الفعل المضادة، من مجموعات إسلامية نشأت وتبلورت حديثاً. كما ساهم ذلك في توسيع انتشار المجموعات الاسلامية، وتأثيرها وسط الشباب الذين يعانون من البطالة والفقر. كان في مقدمة المجموعات الإسلامية النشطة، حركة أوزبكستان الاسلامية، التي تأسست رسمياً العام ١٩٩٦ في اوزبكستان وقيرغسان، لتشهد بعد ذلك نمواً وتوسعاً، ولتمتد نشاطاتها إلى دول أخرى في وسط آسيا، وقد تلقت دعماً من جماعات إسلامية متشددة في جنوب ووسط آسيا.
بعد سلسلةٍ من الهجمات المسلحة التي نفذتها الحركة ضد المصالح الأوزبكية والأميركية، وجهت الحكومة لها تهمة محاولة اغتيال الرئيس الأوزبكي، إسلام كريموف. وأُدرجت الحركة بعد جريمتي واشنطن ونيويورك العام ٢٠٠١، على لائحة الارهاب المرتبطة بالقاعدة. وتحدثت تقارير أمنية عن توسع نشاط الحركة لتصل الى سوريا والعراق، حيث شارك مقاتلوها في الحرب في صفوف داعش وجبهة النصرة. وكانت وكالة (ريا نوفوستي) قد ذكرت، أن زعيم الحركة عثمان غازي، أعلن ولائه لتنظيم( داعش) ومشاركة مقاتلية في الحرب في سوريا والعراق، حيث قتل هناك في العام ٢٠١٤ وحده حوالي ١٧ أوزبكياً.
خليط من المتطوعين
يشكل مقاتلوا الحركة الإسلامية الاوزبكية، خليطاً من المتطوعين العرب والشيشان والباكستانيين والروس والاوكرانيين والقرغيز والاوزبك والطاجيك. كما قاتلت الحركة مع حركة طالبان في أفغانستان. وارتبط هذا التنظيم بشخصين ساهما في تأسيسه، أحدهما يعدّ المنظر الإيديولوجي والقائد السياسي، وهو طاهر يولداشيف، وقد قتل في عام ٢٠٠٩ إثر هجوم صاروخي في منطقة وزيرستان الجنوبية، على الحدود الافغانية، في ٢٧ آب/اغسطس ٢٠٠٩، والاخر هو القائد العسكري، ويعرف بجمعة نمغاني، واسمه الحقيقي جمبواي خوجييف، وقد قتل هو أيضاً في العام ٢٠٠١ في قصف أميركي ضد مواقع طالبان في شمال أفغانستان.
تعرضت حركة أوزبكستان الإسلامية إلى التفكك لعدة كيانات متنافسة، وبقي جزء منها في أفغانستان وباكستان، فيما انضمّ آخرون إلى جبهة النصرة. ووفقاً لمركز الأبحاث التابع لمنظمة ( USAID)، فإن عدد المقاتلين الأوزبك في داعش، وصل الى ٢٠٠ مقاتل في الفترة ما بين ٢٠١٤ و ٢٠١٥. وبحسب تقرير لمجلة( فورين أفيرز) الأميركية، “فإن عدداً من الاوزبك الذين هاجروا إلى الغرب، تطرفوا حديثاً، وهم الذين يقومون بعمليات إرهابية”.
يشير محللون في شؤون الجماعات الجهادية في القوقاز، إلى أن التحاق جهاديي القوقاز للقتال في سوريا، يعتبر تحولاً مهماً في نشاطات هذه التنظيمات في الشرق الأوسط. فتدفق هؤلاء المقاتلين يبدو كتعويض على انحسار نشاطاتهم داخل بلدانهم الأصلية، كما يحمل رغبةً في قتال القوات الروسية في سوريا. ويشير تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى
“إن توسع الوجود الروسي العسكري في سوريا، يعود في جزء منه إلى تعيين داعش ل أبو محمد القدري، والياً على القوقاز، ما اعتبرته موسكو تهديداً مباشراً لمصالح روسيا القومية في آسيا الوسطى والقوقاز”.
ويتميز مقاتلو القوقاز بأنهم من الأكثر شراسة من بين الجهاديين الآخرين القادمين إلى سوريا من خارجها. وبحسب الناطق بأسم ( الجبهة الاسلامية) السورية حسين ناصر، ” هؤلاء هم الأكثر إثارة للرعب في سوريا، فهم مستعدون لقتل حتى الأطفال، في حال تلقيهم الأوامر من أميرهم”. وتبوأ جهاديو القوقاز مواقع قيادية في الهيئات العسكرية والقيادية لتنظيم داعش في سوريا والعراق، وبحسب التقارير الأمنية، فإن “إمارة القوقاز الاسلامية”، شكّلت مصدراً رئيسياً للمقاتلين الاجانب.
يصل عدد المهاجرين الاوزبك في روسيا، إلى نحو مليونين إلى ثلاثة ملايين، بعضهم تطرف عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. وفي تركيا، هناك عشرات الآلاف، وفي أميركا وأوروبا الغربية نحو ٣٠٠ ألف، وقد تم اعتقال أعدادٍ منهم، بتهمة التطرف والتحضير لشنّ هجمات إرهابية في المانيا و أميركا، وغالبيتهم ينتمون إلى حركة أوزبكستان الاسلامية.
وتشدد لوريل على أن “الارهابيون الجدد في العام ٢٠١٧، ليسوا جزءاً من شبكة عميقة، لكنهم استلهموا هجماتهم من الأعمال الارهابية في العواصم الغربية”. وتقول” إن إرهاب الاوزبك في أوروبا وأميركا، ليس ناتجاً عن سياسات أوزبكستان مباشرة، وإنما عن صعوبات الاندماج في مجتمعات البلدان المستضيفة”. ويرى المحلل الكازاخي الكسندر كنيازيف، إن منفذي هذه الهجمات هم مما يمكن تسميته، ” جيل الشباب المهمش، الذين هاجروا بحثًا عن حياة أفضل، تنقصهم الثقافة الدينية الرصينة، وانعدام القدرة على التعايش مع الحياة في الغرب”.[video_player link=””][/video_player]
لماذا يشكل الأوزبك غالبية منفذي العمليات الإرهابية في الغرب؟
بوبرجان، مواطن من أصول أوزبكية، من قيرغيزستان، في الثلاثين من عمره ويقضي حكما بالسجن لمدة ٦سنوات بعد إلقاء القبض عليه عام ٢٠١٥، ليعترف أمام المحققين بأنه التحق بالجماعات المسلحة في سوريا، أمضى هناك ٦ أشهر تدرب خلالها في معسكر تابع لتنظيم داعش، قبل عودته إلى بلاده في وسط آسيا لتنفيذ هجمات إرهابية.
هل يقرأ أحمد الشرع “رسائل” العلويين ؟
حزب الجبهة الوطنية: لا معارضة ولا موالاة… جئنا في سلام
غزة… سؤال الخراب والأمل
محمد خلف - صحافي عراقي
بوبرجان، مواطن من أصول أوزبكية، من قيرغيزستان، في الثلاثين من عمره ويقضي حكما بالسجن لمدة ٦سنوات بعد إلقاء القبض عليه عام ٢٠١٥، ليعترف أمام المحققين بأنه التحق بالجماعات المسلحة في سوريا، أمضى هناك ٦ أشهر تدرب خلالها في معسكر تابع لتنظيم داعش، قبل عودته إلى بلاده في وسط آسيا لتنفيذ هجمات إرهابية.
بوبرجان، مواطن من أصول أوزبكية، من قيرغيزستان، في الثلاثين من عمره ويقضي حكما بالسجن لمدة ٦سنوات بعد إلقاء القبض عليه عام ٢٠١٥، ليعترف أمام المحققين بأنه التحق بالجماعات المسلحة في سوريا، أمضى هناك ٦ أشهر تدرب خلالها في معسكر تابع لتنظيم داعش، قبل عودته إلى بلاده في وسط آسيا لتنفيذ هجمات إرهابية.
أبلغ بوبرجان الصحفيين الذين التقوه فور سجنه، أنه تم تجنيده في موسكو، التي سافر إليها بحثاً عن عمل، وحدث ذلك في أحد المساجد، التي يسيطر عليها متشددون، قاموا بعرض تسجيلات فيديو تروي قصص الجهاد و الدفاع عن الاسلام.
في السنوات الأربع الماضية، نجح تنظيم داعش في فرض نفوذه على مناطق عدة في دول آسيا الوسطى، وفي مقدمها، داغستان، وانغوشيا، وقبردينو – بلقاريا الروسية، التي أعلنت الحركات الإسلامية المتطرفة فيها، مبايعتها أبو بكر البغدداي حين ظهر في العراق عام ٢٠١٤، فوزعت تلك الحركات بيان مبايعةٍ مسجلاً باللغتين العربية والانكليزية.
ومع تكرار هجمات داعش في ذروة نشاط التنظيم، كشف رابع اعتداء في الغرب ينفذه أوزبكي ضعف مناعة المهاجرين من هذه الدولة، أمام الدعاية الاعلامية للمتطرفين ، وكان سيف الله سايبوف، الذي نفذ اعتداء مانهاتن، قد وصل الى الولايات المتحدة بعد حصوله على البطاقة الخضراء، وهو رابع إرهابي يحمل الجنسية الأوزبكية، أو ينتمي إلى الاثنية الأوزبكية، ينفذ هجوماً ارهابياً في أوروبا والولايات المتحدة. فعبد القادر مشاريبوف، الذي نفذ الهجوم على ناد ليلي في اسطنبول ليلة رأس السنة، ورحمن عقيلوف، الذي دهس بشاحنة حشداً في شارع للمشاة في ستوكهولم، وأكبر جان جليلوف، الذي ينتمي إلى الإثنية الأوزبكية و يحمل الجنسية الروسية، نفذ الاعتداء في مترو سان بطرسبورغ.
يقول الخبير الامني في منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، يان ماتوسيفتيتش، ” إن معظم المهاجمين من أوساط غير دينية، لكنهم تطرفوا في البلدان التي هاجروا اليها”. وقالت مديرة آسيا الوسطى في مجموعة الازمات الدولية، ديردري تينان، “إن المشترك في هذه الهجمات، أن منفذيها من آسيا الوسطى”، لكن الهجمات، ” تعود إلى شكل أشمل وأوسع للتطرف”.
أوزبكستان الاسلامية و الهجرة الى الخارج
يشكل المقاتلون من جمهوريات آسيا الوسطى الذين التحقوا بتنظيم داعش، العدد الأكبر من بين الجهاديين الذين اندفعوا للقتال في سوريا والعراق. وبحسب تقرير مركز ( صوفان) الأميركي يبلغ عدد هؤلاء ٨٧١٧ مقاتل. وفي سياق محاولتها البحث في أسباب تحول مواطنين من أوزبكستان إلى التطرف الديني، تقول الباحثة في الشأن الروسي، والأستاذة في جامعة جورج واشنطن، مارلين لوريل، ” منذ استقلالها العام ١٩٩١، كانت أوزبكستان أكثر دول آسيا الوسطى قمعاً للدين، حيث سجن فيها الآلاف، وعُذب بعضهم لميولهم الاسلامية، وكان من يسافر إلى دول أخرى، لدراسة الدين، يواجه مصاعب في العثور على عمل عند عودته”، وتضيف، ” من المنطقي أن يؤدي مثل هذا القمع، الى ارتفاع العنف الديني محليا”.
وكوسيلة لحماية وجودها من القمع والملاحقات، قامت الحركات الاسلامية، في مقدمتها حركة أوزبكستان الإسلامية، بالانتقال إلى الخارج”. وتشير لوريل إلى، ” هناك مئات من إسلاميي أوزبكستان، انضموا إلى حركة طالبان، وتنظيم القاعدة في افغانستان، ثم انسحبوا إلى باكستان، قبل أن يأتي “داعش” ويقسمهم، فبعضهم أراد أن يحارب الوجود الأجنبي في أفغانستان، فيما انتقل البعض الآخر الى الشرق الاوسط”.
بعد استقلال أوزبكستان عن الاتحاد السوفياتي العام ١٩٩١، انتعشت الآمال بقيام نظام حكم ديموقراطي، يصون الحريات العامة وحقوق الانسان، ولكن سرعان ما تبددت تلك الآمال بعد إحكام السلطة قبضتها على الحريات الدينية، وذلك بعد شنّ النظام حملات لملاحقة الدعاة، الذين نادوا بإقامة نظام حكم إسلامي. توجت حملة الملاحقة بإصدار تشريع العام ١٩٩٨، الذي يمنح الحكومة صلاحيات واسعة لمواجهة النشاطات الدينية غير القانونية، بمختلف الوسائل المتاحة، ما ساهم في ارتفاع منسوب ردود الفعل المضادة، من مجموعات إسلامية نشأت وتبلورت حديثاً. كما ساهم ذلك في توسيع انتشار المجموعات الاسلامية، وتأثيرها وسط الشباب الذين يعانون من البطالة والفقر. كان في مقدمة المجموعات الإسلامية النشطة، حركة أوزبكستان الاسلامية، التي تأسست رسمياً العام ١٩٩٦ في اوزبكستان وقيرغسان، لتشهد بعد ذلك نمواً وتوسعاً، ولتمتد نشاطاتها إلى دول أخرى في وسط آسيا، وقد تلقت دعماً من جماعات إسلامية متشددة في جنوب ووسط آسيا.
بعد سلسلةٍ من الهجمات المسلحة التي نفذتها الحركة ضد المصالح الأوزبكية والأميركية، وجهت الحكومة لها تهمة محاولة اغتيال الرئيس الأوزبكي، إسلام كريموف. وأُدرجت الحركة بعد جريمتي واشنطن ونيويورك العام ٢٠٠١، على لائحة الارهاب المرتبطة بالقاعدة. وتحدثت تقارير أمنية عن توسع نشاط الحركة لتصل الى سوريا والعراق، حيث شارك مقاتلوها في الحرب في صفوف داعش وجبهة النصرة. وكانت وكالة (ريا نوفوستي) قد ذكرت، أن زعيم الحركة عثمان غازي، أعلن ولائه لتنظيم( داعش) ومشاركة مقاتلية في الحرب في سوريا والعراق، حيث قتل هناك في العام ٢٠١٤ وحده حوالي ١٧ أوزبكياً.
خليط من المتطوعين
يشكل مقاتلوا الحركة الإسلامية الاوزبكية، خليطاً من المتطوعين العرب والشيشان والباكستانيين والروس والاوكرانيين والقرغيز والاوزبك والطاجيك. كما قاتلت الحركة مع حركة طالبان في أفغانستان. وارتبط هذا التنظيم بشخصين ساهما في تأسيسه، أحدهما يعدّ المنظر الإيديولوجي والقائد السياسي، وهو طاهر يولداشيف، وقد قتل في عام ٢٠٠٩ إثر هجوم صاروخي في منطقة وزيرستان الجنوبية، على الحدود الافغانية، في ٢٧ آب/اغسطس ٢٠٠٩، والاخر هو القائد العسكري، ويعرف بجمعة نمغاني، واسمه الحقيقي جمبواي خوجييف، وقد قتل هو أيضاً في العام ٢٠٠١ في قصف أميركي ضد مواقع طالبان في شمال أفغانستان.
تعرضت حركة أوزبكستان الإسلامية إلى التفكك لعدة كيانات متنافسة، وبقي جزء منها في أفغانستان وباكستان، فيما انضمّ آخرون إلى جبهة النصرة. ووفقاً لمركز الأبحاث التابع لمنظمة ( USAID)، فإن عدد المقاتلين الأوزبك في داعش، وصل الى ٢٠٠ مقاتل في الفترة ما بين ٢٠١٤ و ٢٠١٥. وبحسب تقرير لمجلة( فورين أفيرز) الأميركية، “فإن عدداً من الاوزبك الذين هاجروا إلى الغرب، تطرفوا حديثاً، وهم الذين يقومون بعمليات إرهابية”.
يشير محللون في شؤون الجماعات الجهادية في القوقاز، إلى أن التحاق جهاديي القوقاز للقتال في سوريا، يعتبر تحولاً مهماً في نشاطات هذه التنظيمات في الشرق الأوسط. فتدفق هؤلاء المقاتلين يبدو كتعويض على انحسار نشاطاتهم داخل بلدانهم الأصلية، كما يحمل رغبةً في قتال القوات الروسية في سوريا. ويشير تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى
“إن توسع الوجود الروسي العسكري في سوريا، يعود في جزء منه إلى تعيين داعش ل أبو محمد القدري، والياً على القوقاز، ما اعتبرته موسكو تهديداً مباشراً لمصالح روسيا القومية في آسيا الوسطى والقوقاز”.
ويتميز مقاتلو القوقاز بأنهم من الأكثر شراسة من بين الجهاديين الآخرين القادمين إلى سوريا من خارجها. وبحسب الناطق بأسم ( الجبهة الاسلامية) السورية حسين ناصر، ” هؤلاء هم الأكثر إثارة للرعب في سوريا، فهم مستعدون لقتل حتى الأطفال، في حال تلقيهم الأوامر من أميرهم”. وتبوأ جهاديو القوقاز مواقع قيادية في الهيئات العسكرية والقيادية لتنظيم داعش في سوريا والعراق، وبحسب التقارير الأمنية، فإن “إمارة القوقاز الاسلامية”، شكّلت مصدراً رئيسياً للمقاتلين الاجانب.
يصل عدد المهاجرين الاوزبك في روسيا، إلى نحو مليونين إلى ثلاثة ملايين، بعضهم تطرف عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. وفي تركيا، هناك عشرات الآلاف، وفي أميركا وأوروبا الغربية نحو ٣٠٠ ألف، وقد تم اعتقال أعدادٍ منهم، بتهمة التطرف والتحضير لشنّ هجمات إرهابية في المانيا و أميركا، وغالبيتهم ينتمون إلى حركة أوزبكستان الاسلامية.
وتشدد لوريل على أن “الارهابيون الجدد في العام ٢٠١٧، ليسوا جزءاً من شبكة عميقة، لكنهم استلهموا هجماتهم من الأعمال الارهابية في العواصم الغربية”. وتقول” إن إرهاب الاوزبك في أوروبا وأميركا، ليس ناتجاً عن سياسات أوزبكستان مباشرة، وإنما عن صعوبات الاندماج في مجتمعات البلدان المستضيفة”. ويرى المحلل الكازاخي الكسندر كنيازيف، إن منفذي هذه الهجمات هم مما يمكن تسميته، ” جيل الشباب المهمش، الذين هاجروا بحثًا عن حياة أفضل، تنقصهم الثقافة الدينية الرصينة، وانعدام القدرة على التعايش مع الحياة في الغرب”.[video_player link=””][/video_player]