fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

لهذه الأسباب يمكن أن نحتفي بعام 2020

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

سأحتفي بثورة أولئك الذين يعارضون النظام، والذين يحاربون القمع والظلم يومياً وبأساليب كثيرة مختلفة، والذين يرفضون الاستسلام…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

عجَّت منصات التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، بمنشورات احتفالية عقب الإعلان عن إقرار قانون يعاقب التحرش الجنسي وعن إجراء تعديلات على قانون “حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري”. 

فنَّدت الكاتبة والناشطة النسوية الرصينة، مايا العمّار، تلك الانتصارات المزعومة وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن ليس ثمّة ما يستدعي البهجة أو التهليل، وأن الإنجازات المذكورة ليست سوى مجرد إجراءات شكلية زائفة بل وحتى محاولة لتلميع نظام رثّ وإبرازه كنظامٍ مُتحضِّر مناصر للمرأة .

بصفتي ناشطة نسوية في لبنان، لن أحتفل بتلك الخطوات التافهة ولن أشارك من دون حياءٍ في تلميع نظام أفقر شعبه، وشجَّع على ارتكاب جرائم عنصرية عنيفة وشنيعة، وشيطنَ اللاجئين، وساهم في تدمير جزء كبير من مدينة بيروت ورفض الإقرار بمحنة ضحايا انفجار مرفأ بيروت وأسرهم، نظام عرقل العدالة وأحبطها، بل وسمح للمحاكم الشرعية بمواصلة اضطهاد النساء وانتهاك حقوقهن من دون رادع، وضيق على النشطاء واعتقلهم، وساهم في انتزاع الرمق الأخير من كل شيء الذي كان لا يزال قائماً في لبنان. نظام لم يخجل أبداً من تصرفاته ورفض على الدوام إظهار أي بادرة كرامة أو احترام بسيطة…

إقرأوا أيضاً:

في كل مرة أستمع فيها إلى الدعوات الموجهة للنساء اللبنانيات بأن يكن ممتنات للهبات البائسة التي يلقيها إليهن النظام الأبوي، أقترح أن نلقي ولو نظرة خاطفة على تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدامغ الذي يوثق كيف خذل لبنان نسائه، ولا يزال، بأساليب شتى. 

لكنني، على رغم ذلك، سأحتفي بشجاعة الناشطات النسويات مثل داينا آش وكثيرات من اللاتي هاجمتهن قوات إنفاذ القانون بوحشية أكثر من مرة خلال الثورة، ليجعلهن ذلك أكثر إصراراً على محاربة النظام ومواجهة السلطة الأبوية بقوة وحزم. 

 سأحتفي أيضاً بمجتمع الميم والعابرين جنسياً، الذين دعوا إلى الثورة وتجاوزوا تاريخاً وحشياً من القمع والاضطهاد والعنف والإقصاء والتمييز المتراكم في لبنان. وسأحتفي بكثير من الأصوات الجميلة التي رصدتها رشا يونس في الوثائقي الرائع الذي أعدته بعنوان: “إن لم يكن الآن، فمتى؟” If not Now, When?.

سأحتفي بمئات المتخصصين والمهنيين المستقلين الذين تجمعوا معاً بمنتهى السلاسة بعد حادث انفجار مرفأ بيروت الإجرامي في 4 آب/ أغسطس لتنظيم “ثورة عمل وعلم”، وأنشأوا منصة “خضّة بيروت” Khaddit Beirut، التي باتت على الفور منظمة تعافي يقودها مدنيون عندما كانت الدولة في أحسن الأحوال خاملة وغير مبالية. بعد أكثر من أربعة أشهر على هذه الجريمة، وفي ظل الجمود التام للنظام، بدأت “خضيّة بيروت” بالفعل في عملية تعافٍ مستعينة بموارد فردية لتمويل مشاريع تجارية صغيرة وافتتاح مستوصف مجتمعي ونجحت في حشد الدعم من لبنانيّي المهجر خلال هذه العملية.

سأحتفي بالأفراد والجمعيات المستقلة الذين تمكنوا، من دون أي دعم من الدولة اللبنانية الفاشلة، من الانتقال إلى وضع الطوارئ، وقدموا الدعم الأساسي الضروري للحياة لأضعف الفئات السكانية، وبخاصة ضحايا العنف من النساء، والعاملون في مجال الجنس، ومجتمع الميم، واللاجئون والنازحون، وذوو الاحتياجات الخاصة. وسأحتفي بتلك الجمعيات التي على رغم أنها تكبدت خسائر مادية جسيمة، فقد حرصت على أن تستمر مراكزها في العمل وأن تظل خدمات الصحة الجنسية والإنجابية التي تقدمها متاحة لجميع من يحتاجون إليها.

إقرأوا أيضاً:

سأحتفي بمضي عام انطوى على الكثير من الحملات المتواصلة والدؤوبة من أجل حق المرأة اللبنانية في منح جنسيتها لأسرتها في ظل خطاب النظام الذي اقتصر على الادعاء، “أردنا إصلاح القانون لكنهم لم يسمحوا لنا بذلك”، الأمر الذي لاقى قبولاً من جانب كثيرين للأسف. سأحتفي بالجهد الذي بذلته ناشطة نسوية معينة أمضت وقتاً عصيباً هذا العام في الإطاحة بالساسة المخادعين واحداً تلو الآخر، والتصدي للأخبار المضللة، وضمان حصول النساء وأسرهن على بعض الحقوق الأساسية.

سأحتفي بحماسة وتصميم الكثير من الأفراد والجماعات الذين تمكنوا بمفردهم من تقديم المساعدة والدعم الفوريين للعاملات المنزليات المهاجرات اللواتي افترشن أرصفة شوارع المدينة، وتمكنوا من جمع الموارد اللازمة لعودتهن الكريمة إلى أوطانهن .

سأحتفي بالمجموعات غير الرسمية من العاملات المنزليات المهاجرات اللاتي عكفن على تنظيم حملات منذ بداية الجائحة لجمع حزم الإغاثة وترتيبها وتوزيعها على آلاف العاملات المنزليات اللواتي تقطعت بهن السبل من دون طعام أو مأوى أو موارد. 

سأحتفي بالتكريم البديع والقوي الذي قدمته المخرجة اللبنانية كارول منصور لبيروت وأهلها في فيلمها القصير الخالد “بيروت السادسة وسبع دقائق”.

سأحتفي بالمئات إن لم يكن الآلاف من المتطوعين والمواطنين والمقيمين الرائعين، ولا سيما الصليب الأحمر اللبناني، الذين هرعوا إلى شوارع الكرنتينا والمدوّر والجميزة ومار مخايل ومنطقة المرفأ وجعيتاوي، وغيرها من المناطق المدمرة لتقديم المساعدة والعون للمواطنين والمقيمين الذين عانوا من خسارة منازلهم وفقدان أحبائهم. ومن بين هؤلاء سأحتفي بالصليب الأحمر الفلسطيني وجاليات العمال المهاجرين الذين لم يترددوا في النزول إلى الشوارع وإزالة الأنقاض على رغم معاناتهم من التمييز والعنف وإساءة المعاملة على نحو منهجي.

خلاصة القول، سأحتفي بثورة أولئك الذين يعارضون النظام، والذين يحاربون القمع والظلم يومياً وبأساليب كثيرة مختلفة، والذين يرفضون الاستسلام، والذين لم يردعهم الوباء أو الظروف السيئة التي فرضها النظام، والذين يؤمنون بأن لبنان وشعبه، مواطنين ومقيمين، يستحقون ما هو أفضل، والذين لم يهنوا، ولم يتستروا على النظام، والذين يفون بوعدهم. هذه هي الإنجازات الحقيقية التي تستحق الاحتفاء بها.

بسبب هذه الأمور الرائعة التي حدثت خلال عام 2020، وعلى رغم الصعاب كلها، ما زال يحدوني الأمل.

إقرأوا أيضاً:

سأحتفي بثورة أولئك الذين يعارضون النظام، والذين يحاربون القمع والظلم يومياً وبأساليب كثيرة مختلفة، والذين يرفضون الاستسلام…

عجَّت منصات التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، بمنشورات احتفالية عقب الإعلان عن إقرار قانون يعاقب التحرش الجنسي وعن إجراء تعديلات على قانون “حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري”. 

فنَّدت الكاتبة والناشطة النسوية الرصينة، مايا العمّار، تلك الانتصارات المزعومة وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن ليس ثمّة ما يستدعي البهجة أو التهليل، وأن الإنجازات المذكورة ليست سوى مجرد إجراءات شكلية زائفة بل وحتى محاولة لتلميع نظام رثّ وإبرازه كنظامٍ مُتحضِّر مناصر للمرأة .

بصفتي ناشطة نسوية في لبنان، لن أحتفل بتلك الخطوات التافهة ولن أشارك من دون حياءٍ في تلميع نظام أفقر شعبه، وشجَّع على ارتكاب جرائم عنصرية عنيفة وشنيعة، وشيطنَ اللاجئين، وساهم في تدمير جزء كبير من مدينة بيروت ورفض الإقرار بمحنة ضحايا انفجار مرفأ بيروت وأسرهم، نظام عرقل العدالة وأحبطها، بل وسمح للمحاكم الشرعية بمواصلة اضطهاد النساء وانتهاك حقوقهن من دون رادع، وضيق على النشطاء واعتقلهم، وساهم في انتزاع الرمق الأخير من كل شيء الذي كان لا يزال قائماً في لبنان. نظام لم يخجل أبداً من تصرفاته ورفض على الدوام إظهار أي بادرة كرامة أو احترام بسيطة…

إقرأوا أيضاً:

في كل مرة أستمع فيها إلى الدعوات الموجهة للنساء اللبنانيات بأن يكن ممتنات للهبات البائسة التي يلقيها إليهن النظام الأبوي، أقترح أن نلقي ولو نظرة خاطفة على تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدامغ الذي يوثق كيف خذل لبنان نسائه، ولا يزال، بأساليب شتى. 

لكنني، على رغم ذلك، سأحتفي بشجاعة الناشطات النسويات مثل داينا آش وكثيرات من اللاتي هاجمتهن قوات إنفاذ القانون بوحشية أكثر من مرة خلال الثورة، ليجعلهن ذلك أكثر إصراراً على محاربة النظام ومواجهة السلطة الأبوية بقوة وحزم. 

 سأحتفي أيضاً بمجتمع الميم والعابرين جنسياً، الذين دعوا إلى الثورة وتجاوزوا تاريخاً وحشياً من القمع والاضطهاد والعنف والإقصاء والتمييز المتراكم في لبنان. وسأحتفي بكثير من الأصوات الجميلة التي رصدتها رشا يونس في الوثائقي الرائع الذي أعدته بعنوان: “إن لم يكن الآن، فمتى؟” If not Now, When?.

سأحتفي بمئات المتخصصين والمهنيين المستقلين الذين تجمعوا معاً بمنتهى السلاسة بعد حادث انفجار مرفأ بيروت الإجرامي في 4 آب/ أغسطس لتنظيم “ثورة عمل وعلم”، وأنشأوا منصة “خضّة بيروت” Khaddit Beirut، التي باتت على الفور منظمة تعافي يقودها مدنيون عندما كانت الدولة في أحسن الأحوال خاملة وغير مبالية. بعد أكثر من أربعة أشهر على هذه الجريمة، وفي ظل الجمود التام للنظام، بدأت “خضيّة بيروت” بالفعل في عملية تعافٍ مستعينة بموارد فردية لتمويل مشاريع تجارية صغيرة وافتتاح مستوصف مجتمعي ونجحت في حشد الدعم من لبنانيّي المهجر خلال هذه العملية.

سأحتفي بالأفراد والجمعيات المستقلة الذين تمكنوا، من دون أي دعم من الدولة اللبنانية الفاشلة، من الانتقال إلى وضع الطوارئ، وقدموا الدعم الأساسي الضروري للحياة لأضعف الفئات السكانية، وبخاصة ضحايا العنف من النساء، والعاملون في مجال الجنس، ومجتمع الميم، واللاجئون والنازحون، وذوو الاحتياجات الخاصة. وسأحتفي بتلك الجمعيات التي على رغم أنها تكبدت خسائر مادية جسيمة، فقد حرصت على أن تستمر مراكزها في العمل وأن تظل خدمات الصحة الجنسية والإنجابية التي تقدمها متاحة لجميع من يحتاجون إليها.

إقرأوا أيضاً:

سأحتفي بمضي عام انطوى على الكثير من الحملات المتواصلة والدؤوبة من أجل حق المرأة اللبنانية في منح جنسيتها لأسرتها في ظل خطاب النظام الذي اقتصر على الادعاء، “أردنا إصلاح القانون لكنهم لم يسمحوا لنا بذلك”، الأمر الذي لاقى قبولاً من جانب كثيرين للأسف. سأحتفي بالجهد الذي بذلته ناشطة نسوية معينة أمضت وقتاً عصيباً هذا العام في الإطاحة بالساسة المخادعين واحداً تلو الآخر، والتصدي للأخبار المضللة، وضمان حصول النساء وأسرهن على بعض الحقوق الأساسية.

سأحتفي بحماسة وتصميم الكثير من الأفراد والجماعات الذين تمكنوا بمفردهم من تقديم المساعدة والدعم الفوريين للعاملات المنزليات المهاجرات اللواتي افترشن أرصفة شوارع المدينة، وتمكنوا من جمع الموارد اللازمة لعودتهن الكريمة إلى أوطانهن .

سأحتفي بالمجموعات غير الرسمية من العاملات المنزليات المهاجرات اللاتي عكفن على تنظيم حملات منذ بداية الجائحة لجمع حزم الإغاثة وترتيبها وتوزيعها على آلاف العاملات المنزليات اللواتي تقطعت بهن السبل من دون طعام أو مأوى أو موارد. 

سأحتفي بالتكريم البديع والقوي الذي قدمته المخرجة اللبنانية كارول منصور لبيروت وأهلها في فيلمها القصير الخالد “بيروت السادسة وسبع دقائق”.

سأحتفي بالمئات إن لم يكن الآلاف من المتطوعين والمواطنين والمقيمين الرائعين، ولا سيما الصليب الأحمر اللبناني، الذين هرعوا إلى شوارع الكرنتينا والمدوّر والجميزة ومار مخايل ومنطقة المرفأ وجعيتاوي، وغيرها من المناطق المدمرة لتقديم المساعدة والعون للمواطنين والمقيمين الذين عانوا من خسارة منازلهم وفقدان أحبائهم. ومن بين هؤلاء سأحتفي بالصليب الأحمر الفلسطيني وجاليات العمال المهاجرين الذين لم يترددوا في النزول إلى الشوارع وإزالة الأنقاض على رغم معاناتهم من التمييز والعنف وإساءة المعاملة على نحو منهجي.

خلاصة القول، سأحتفي بثورة أولئك الذين يعارضون النظام، والذين يحاربون القمع والظلم يومياً وبأساليب كثيرة مختلفة، والذين يرفضون الاستسلام، والذين لم يردعهم الوباء أو الظروف السيئة التي فرضها النظام، والذين يؤمنون بأن لبنان وشعبه، مواطنين ومقيمين، يستحقون ما هو أفضل، والذين لم يهنوا، ولم يتستروا على النظام، والذين يفون بوعدهم. هذه هي الإنجازات الحقيقية التي تستحق الاحتفاء بها.

بسبب هذه الأمور الرائعة التي حدثت خلال عام 2020، وعلى رغم الصعاب كلها، ما زال يحدوني الأمل.

إقرأوا أيضاً: