fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

ماذا خلف تسريبات “التحرش” التي تلاحق لاعب الأهلي المصري صلاح محسن؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

التسريبات انتشرت بشكل واسع وتحولت الى قضية رأي عام وهي قضية تحمل طبقات معقدة، فمن واقع المحادثات المسربة اتضحت صدمة بعض الفتيات من اللاعب، وبعد إحساسهن بالإهانة حظرنه من التطبيق لكن أخريات تجاوبن مع الابتزاز الفاضح لصاحب الاسم الصاعد كروياً ومالياً.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“أنا صلاح محسن أنا مش صغير معكي عشان مترديش”.

عبارة من سيل محادثات طويلة سربتها زوجة لاعب كرة القدم المصري المعروف صلاح محسن، تكشف عن ملاحقته عددا كبيراً من الفتيات على موقع الصور والتواصل سناب شات، واستغلال شهرته في التحدث معهن بشكل مسيء جنسياً وطلبه صوراً خاصة لهن..

التسريبات انتشرت بشكل واسع وتحولت الى قضية رأي عام وهي قضية تحمل طبقات معقدة، فمن واقع المحادثات المسربة اتضحت صدمة بعض الفتيات من اللاعب، وبعد إحساسهن بالإهانة حظرنه من التطبيق لكن أخريات تجاوبن مع الابتزاز الفاضح لصاحب الاسم الصاعد كروياً ومالياً.

القضية تأخذ مسارات معقدة بعد أن رفع اللاعب دعوى تشهير ضد زوجته، وبعد أن شعر بدعم واسع من وسط كروي ومن رأي عام لا يرى غضاضة في أن يكون “رجل” مشهور ومحبوب يقدم على ملاحقة فتيات واستخدام صور ولغة ذكورية فاضحة. الوضع نفسه سينقلب حتماً لو كانت المعنية امرأة. والمفارقة هنا أن التشهير الفعلي طاول الفتيات اللواتي وردت وانتشرت اسماؤهن دون موافقتهن في مجتمع وبيئة ونظام لا يزال يلاحق الفتيات بتهم تتعلق بـ”قيم الأسرة” وهي تهمة لن تلاحق اللاعب محسن.

لم تكن هذه القضية التي تلاحق لاعب كرة القدم المصري صلاح محسن هي الأولى في وسط اللاعبين الكرويين المصريين فقد تكررت قضايا تحرش وسلوك فاضح بعدد من نجوم الوسط الرياضي.

لعل الأبرز ما ارتبط باللاعب عمرو وردة الذي وجهت له تهمة “التحرش الجنسي” بإحدى عارضات الأزياء المصريات خلال تواجده مع المنتخب المصري عام ٢٠١٩.  

لاحقاً ذكرت صحف يونانية أن وردة تحرش بصحافية معروفة هناك. وأوضحت صحيفة “أون سبورتس”اليونانية، الصيف الماضي أن وردة كان يلعب وقتها في نادي “باوك سالونيك” وقد تحرش بإعلامية تدعى ديمي ستاماتليا. 

في يناير من العام 2013 في تونس، جرى اتهام وردة باقتحام إحدى غرف فندق معسكر منتخب الشباب والاعتداء على فتاة فرنسية فاستدعت الأمن وتدخل مسؤولو البعثة لإنقاذ الموقف، ليجري ترحيله لاحقاً من تونس. لكن هذه القضايا لم تؤثر على مستقبل اللاعب ولم تتسبب بملاحقته بأي شكل في مصر بل لا يزال يجد دعماً واحتضاناً واسعين.

رغم الشهادات البارزة في قضية وردة لكنه حصد تعاطفاً واسعاً خصوصاً حين أراد تبرير نفسه بقوله إنه يعاني من “مرض” منذ طفولته.

لم تكن هذه القضية التي تلاحق لاعب كرة القدم المصري صلاح محسن هي الأولى في وسط اللاعبين الكرويين المصريين فقد تكررت قضايا تحرش وسلوك فاضح بعدد من نجوم الوسط الرياضي.

سبق أن تم اتهام أحمد شوبير الحارس الأسبق لمنتخب مصر لكرة القدم وعضو مجلس الشعب الأسبق بواقعة تحرش بزوجة سائقه الشخصي، رغم أن الأخيرة تقدمت لاحقا باعتذار لكن ظهر لشوبير لاحقا مكالمة مسربة وهو يبتز فتاة مغربية معجبة بتاريخه الكروي وشهرته ويعرض عليها تذكرة وإقامة في القاهرة لمدة أسبوع  لتقضي معه “أسبوع عسل”.

الحوادث المتكررة لتحرش اللاعبين بمعجبات من الجمهور سواء في الواقع الفعلي أو على مواقع التواصل الاجتماعي تكشف هوة  واسعة في كيفية تعامل النظم الاجتماعية والقوانين مع أن غياب الردع القانوني ومحاربة عقاب ووصم اللاعبين المتحرشين بمنطق” ادوله فرصة تانية” -مثل دفاع اللاعب المعروف محمد صلاح عن عمرو وردة سابقا-  وهذا يجعل جريمة الإساءة للنساء لن تنتهي قريبا في وسط الكرويين وبالأخص مع وجود أسماء ذات ثقل إداري في النوادي وثقل جماهيري لدي مشجعي الكرة مثل مرتضي منصور المعروف بعباراته المسيئة للنساء وأسلوبه الفاضح ومع ذلك فهو وجد سبيله ليحمل مناصب مهمة وحضوراً دائماً في وسائل الاعلام دون أي محاسبة على لغته المهينة والتحقيرية بحق نساء كثيرات.

نموذج مرتضى منصور وشوبير ومنطق استسهال التعدي على النساء واهانتهن دون أي عواقب خلق ثقافة لدى  شريحة واسعة من اللاعبين والرأي العام بمنطقية كل ما يفعلونه من انتهاكات وتحرش وابتزاز حتى أصبحت النساء المشجعات إما مشروع جنسي محتمل أو أرضية حقيقية لفرض الوصاية الذكورية.

 مرتضى منصور كان يضع شروطاً للنساء عضوات نادي الزمالك بمنعه ارتداء الملابس الضيقة وصبغ الشعر باللون الأحمر والتدخين داخل النادي، ومن تخالف القوانين مهددة بإلغاء عضويتها بالنادي والمفارقة أن مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك السابق كان قاضيا ومحاميا قبل رئاسته للنادي وهذا يفتح مجال أكثر للنظر حول أن من يخرق منظومة المحاسبة هو أحد أهم أربابها.

في اليوم الأول لتسريب زوجة صلاح محسن لمحادثات ملاحقة زوجها لفتيات عبر تطبيق “سناب شات” تعالت الموجة ضد اللاعب وكتب على صفحته أدعية بالتوبة عن ذنبه. 

لعل  اللاعب المصري يعلم كيف يدار الماتش ليس فقط  داخل النادي الكروي بل الماتش مع وعي المصريين، وبالفعل نجح صلاح محسن في توجيه الجمهور لصالحه وأثار تعاطفهم بعد “التوبة الفيسبوكية” وليزيد الماتش سخونة قلب موجة الهجوم إلى فريقين فريق يساند “توبة” اللاعب ويدعو لإغلاق صفحة الماضي وفريق يرى ضرورة محاسبة اللاعب حتى تتوقف مهزلة ابتزاز النساء والمشجعات.

ترك صلاح محسن الفريقين ليتقاتلا على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يعلم أنها زوبعة وستمضي مثلما مضت مع عمرو وردة و شوبير ومرتضى منصور وآخرين، ويركز الآن وهو “الجبل لا يهزه ريح” مثلما وصف نفسه في البوست الأخير، على محاكمة زوجته أم أبنائه على التشهير به، متحدثاً عن أصالة المرأة المصرية التي يجب أن تتستر على زوجها، ليلعب بقاموس الوعي الراسخ عند المصريين بأن الرجل يحق له فعل ما يشاء وعلى الزوجة أو ضحايا الابتزاز والتحرش أن يلزمن الخرس.

24.01.2024
زمن القراءة: 4 minutes

التسريبات انتشرت بشكل واسع وتحولت الى قضية رأي عام وهي قضية تحمل طبقات معقدة، فمن واقع المحادثات المسربة اتضحت صدمة بعض الفتيات من اللاعب، وبعد إحساسهن بالإهانة حظرنه من التطبيق لكن أخريات تجاوبن مع الابتزاز الفاضح لصاحب الاسم الصاعد كروياً ومالياً.

“أنا صلاح محسن أنا مش صغير معكي عشان مترديش”.

عبارة من سيل محادثات طويلة سربتها زوجة لاعب كرة القدم المصري المعروف صلاح محسن، تكشف عن ملاحقته عددا كبيراً من الفتيات على موقع الصور والتواصل سناب شات، واستغلال شهرته في التحدث معهن بشكل مسيء جنسياً وطلبه صوراً خاصة لهن..

التسريبات انتشرت بشكل واسع وتحولت الى قضية رأي عام وهي قضية تحمل طبقات معقدة، فمن واقع المحادثات المسربة اتضحت صدمة بعض الفتيات من اللاعب، وبعد إحساسهن بالإهانة حظرنه من التطبيق لكن أخريات تجاوبن مع الابتزاز الفاضح لصاحب الاسم الصاعد كروياً ومالياً.

القضية تأخذ مسارات معقدة بعد أن رفع اللاعب دعوى تشهير ضد زوجته، وبعد أن شعر بدعم واسع من وسط كروي ومن رأي عام لا يرى غضاضة في أن يكون “رجل” مشهور ومحبوب يقدم على ملاحقة فتيات واستخدام صور ولغة ذكورية فاضحة. الوضع نفسه سينقلب حتماً لو كانت المعنية امرأة. والمفارقة هنا أن التشهير الفعلي طاول الفتيات اللواتي وردت وانتشرت اسماؤهن دون موافقتهن في مجتمع وبيئة ونظام لا يزال يلاحق الفتيات بتهم تتعلق بـ”قيم الأسرة” وهي تهمة لن تلاحق اللاعب محسن.

لم تكن هذه القضية التي تلاحق لاعب كرة القدم المصري صلاح محسن هي الأولى في وسط اللاعبين الكرويين المصريين فقد تكررت قضايا تحرش وسلوك فاضح بعدد من نجوم الوسط الرياضي.

لعل الأبرز ما ارتبط باللاعب عمرو وردة الذي وجهت له تهمة “التحرش الجنسي” بإحدى عارضات الأزياء المصريات خلال تواجده مع المنتخب المصري عام ٢٠١٩.  

لاحقاً ذكرت صحف يونانية أن وردة تحرش بصحافية معروفة هناك. وأوضحت صحيفة “أون سبورتس”اليونانية، الصيف الماضي أن وردة كان يلعب وقتها في نادي “باوك سالونيك” وقد تحرش بإعلامية تدعى ديمي ستاماتليا. 

في يناير من العام 2013 في تونس، جرى اتهام وردة باقتحام إحدى غرف فندق معسكر منتخب الشباب والاعتداء على فتاة فرنسية فاستدعت الأمن وتدخل مسؤولو البعثة لإنقاذ الموقف، ليجري ترحيله لاحقاً من تونس. لكن هذه القضايا لم تؤثر على مستقبل اللاعب ولم تتسبب بملاحقته بأي شكل في مصر بل لا يزال يجد دعماً واحتضاناً واسعين.

رغم الشهادات البارزة في قضية وردة لكنه حصد تعاطفاً واسعاً خصوصاً حين أراد تبرير نفسه بقوله إنه يعاني من “مرض” منذ طفولته.

لم تكن هذه القضية التي تلاحق لاعب كرة القدم المصري صلاح محسن هي الأولى في وسط اللاعبين الكرويين المصريين فقد تكررت قضايا تحرش وسلوك فاضح بعدد من نجوم الوسط الرياضي.

سبق أن تم اتهام أحمد شوبير الحارس الأسبق لمنتخب مصر لكرة القدم وعضو مجلس الشعب الأسبق بواقعة تحرش بزوجة سائقه الشخصي، رغم أن الأخيرة تقدمت لاحقا باعتذار لكن ظهر لشوبير لاحقا مكالمة مسربة وهو يبتز فتاة مغربية معجبة بتاريخه الكروي وشهرته ويعرض عليها تذكرة وإقامة في القاهرة لمدة أسبوع  لتقضي معه “أسبوع عسل”.

الحوادث المتكررة لتحرش اللاعبين بمعجبات من الجمهور سواء في الواقع الفعلي أو على مواقع التواصل الاجتماعي تكشف هوة  واسعة في كيفية تعامل النظم الاجتماعية والقوانين مع أن غياب الردع القانوني ومحاربة عقاب ووصم اللاعبين المتحرشين بمنطق” ادوله فرصة تانية” -مثل دفاع اللاعب المعروف محمد صلاح عن عمرو وردة سابقا-  وهذا يجعل جريمة الإساءة للنساء لن تنتهي قريبا في وسط الكرويين وبالأخص مع وجود أسماء ذات ثقل إداري في النوادي وثقل جماهيري لدي مشجعي الكرة مثل مرتضي منصور المعروف بعباراته المسيئة للنساء وأسلوبه الفاضح ومع ذلك فهو وجد سبيله ليحمل مناصب مهمة وحضوراً دائماً في وسائل الاعلام دون أي محاسبة على لغته المهينة والتحقيرية بحق نساء كثيرات.

نموذج مرتضى منصور وشوبير ومنطق استسهال التعدي على النساء واهانتهن دون أي عواقب خلق ثقافة لدى  شريحة واسعة من اللاعبين والرأي العام بمنطقية كل ما يفعلونه من انتهاكات وتحرش وابتزاز حتى أصبحت النساء المشجعات إما مشروع جنسي محتمل أو أرضية حقيقية لفرض الوصاية الذكورية.

 مرتضى منصور كان يضع شروطاً للنساء عضوات نادي الزمالك بمنعه ارتداء الملابس الضيقة وصبغ الشعر باللون الأحمر والتدخين داخل النادي، ومن تخالف القوانين مهددة بإلغاء عضويتها بالنادي والمفارقة أن مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك السابق كان قاضيا ومحاميا قبل رئاسته للنادي وهذا يفتح مجال أكثر للنظر حول أن من يخرق منظومة المحاسبة هو أحد أهم أربابها.

في اليوم الأول لتسريب زوجة صلاح محسن لمحادثات ملاحقة زوجها لفتيات عبر تطبيق “سناب شات” تعالت الموجة ضد اللاعب وكتب على صفحته أدعية بالتوبة عن ذنبه. 

لعل  اللاعب المصري يعلم كيف يدار الماتش ليس فقط  داخل النادي الكروي بل الماتش مع وعي المصريين، وبالفعل نجح صلاح محسن في توجيه الجمهور لصالحه وأثار تعاطفهم بعد “التوبة الفيسبوكية” وليزيد الماتش سخونة قلب موجة الهجوم إلى فريقين فريق يساند “توبة” اللاعب ويدعو لإغلاق صفحة الماضي وفريق يرى ضرورة محاسبة اللاعب حتى تتوقف مهزلة ابتزاز النساء والمشجعات.

ترك صلاح محسن الفريقين ليتقاتلا على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يعلم أنها زوبعة وستمضي مثلما مضت مع عمرو وردة و شوبير ومرتضى منصور وآخرين، ويركز الآن وهو “الجبل لا يهزه ريح” مثلما وصف نفسه في البوست الأخير، على محاكمة زوجته أم أبنائه على التشهير به، متحدثاً عن أصالة المرأة المصرية التي يجب أن تتستر على زوجها، ليلعب بقاموس الوعي الراسخ عند المصريين بأن الرجل يحق له فعل ما يشاء وعلى الزوجة أو ضحايا الابتزاز والتحرش أن يلزمن الخرس.

24.01.2024
زمن القراءة: 4 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية