fbpx

“مازلنا نمشي على زجاج بيروت أيها القتلة”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يريد القتلة بصراحة ومن دون أي مواربات، أن تمر الجريمة وتُنسى وتسدل الستارة عن المشهد من أجل مشاهد أخرى، ربما تكون أكثر شناعة. إنه تعويل السلطة الدائم على قدرتنا على التأقلم وكيّ الجراح بالملح والنسيان.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

إنها ليست قضية أهالي ضحايا المرفأ وليست قضية ناس بيروت المكلومين. ليست حتى قضية تفجير أو انفجار قَلَب مدينة كاملة، حتى صرنا نمشي فيها ونكاد نخطئ ملامحها. بعد أكثر من سنتين على جريمة 4 آب/ أغسطس، أصبحت القضية معركة من أجل الحرية، من أجل فكرة الدولة وفكرة القضاء ومفهوم العدالة وقيمتنا كبشر وكمواطنين.

يأتي تمسكنا بالتحقيق في جريمة المرفأ، بوصفه تذكيراً بكل الجرائم التي لم نفهم من ارتكبها وكيف ارتُكبت ولماذا، وجرائم أخرى بقي فاعلوها فارّين من العقاب، منذ الحرب اللبنانية التي لم يحاسب على جرائمها أحد مروراً بسلسلة معارك وجرائم واغتيالات وصولاً إلى مقتل لقمان سليم (قُتل عام 2021)، وهو رفيقنا وواحد منا، أُنهيت حياته بدم بارد. 

نتيجة هذا التراكم كله من اللاعدالة، دوّى انفجار مرفأ بيروت، وقتل وشرّد وجرح وأصاب كثيرين… إلا أنّ أحداً لم يعاقب، ولم يصدر قرار اتهامي حتى الآن يشرح لوالدة جو نون من فعل هذا بها وكيف.

 يريدون أن نتذكّر المجزرة بضعف بوصفنا ضحايا لا أصحاب حق، وأن نقارب الذكرى باكين مكسورين، متقبّلين، صابرين، وفي أحسن الأحوال متوسّلين، ما يؤرقهم بالفعل أن يبقى الغضب حياً، والسأم طازجاً رشيقاً يتمشى في شوارع بيروت التي ما زلنا نمشي على زجاجها…

الآن، يريد القتلة بصراحة ومن دون أي مواربات، أن تمر الجريمة وتُنسى وتسدل الستارة عن المشهد من أجل مشاهد أخرى، ربما تكون أكثر شناعة. إنه تعويل السلطة الدائم على قدرتنا على التأقلم وكيّ الجراح بالملح والنسيان، فكما كل الجرائم السياسية سابقة الذكر وسواها، والتي تلاشى وقعها مع الوقت لتتحول إلى ذكرى وفولكلور وبرنامج احتفالي وكلمات ومأدبة عشاء… هكذا تريد هذه السلطة وأجهزتها ورجالها أن يفعلوا بـ4 آب. يريدون أن نتذكّر المجزرة بضعف بوصفنا ضحايا لا أصحاب حق، وأن نقارب الذكرى باكين مكسورين، متقبّلين، صابرين، وفي أحسن الأحوال متوسّلين، ما يؤرقهم بالفعل أن يبقى الغضب حياً، والسأم طازجاً رشيقاً يتمشى في شوارع بيروت التي ما زلنا نمشي على زجاجها…

حقاً ما زلنا نمشي على الزجاج! هذه ليست صورة مجازية، إنها حقيقة يعرفها من يعرف المدينة وأحياءها ومن يعرف حجم المقتلة، فالدولة اللبنانية لم تكلّف نفسها حتى عناء كنس الزجاج أو مسح الدماء.

عمليات الترميم والإعمار التي أعقبت انفجار المرفأ، والتي تولّتها منظمات مدنية ومبادرات فردية وأخرى حزبية، بقيت محدودة في أحياء ومناطق معينة، ولم تشمل المدينة كلها، كما أنها لا يمكن أن تمثل المدينة. حتى إن معظمها قام من دون خطة عمرانية تحافظ على الهوية الديمغرافية لبيروت – المدينة، فبجانب أي مبنى مرمّم قد تجد خرابة، ذلك أن ما يؤرق السلطة الآن هو محاولة طمس الجريمة، لا ترميم المدينة ومساعدة أهلها. 

في الأحياء المنسيّة، ما زال زجاج 4 آب حاضراً، إنه الزجاج الذي اختلط بدم الضحايا ودموع أمهاتهم وعائلاتهم… إنه الزجاج الذي يبقينا غاضبين وأحياء. فيما تعمد السلطة إلى فعل كل ما في وسعها لتقويض التحقيق ومنع العدالة ومحاصرة المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، في محاولة لإسكاتنا وإفهامنا أن “التحقيق انتهى” كما قال حسن نصر الله، أمين عام “حزب الله”، في شباط/ فبراير 2021، أي منذ ما يقارب السنة. 

نعم التحقيق انتهى، كما انتهى التحقيق في قضية سمير قصير وجو بجاني وفرانسوا الحاج ولقمان سليم… من دون عقاب!

طارق اسماعيل - كاتب لبناني | 02.12.2024

من يرد عنا تهديدات أدرعي؟ 

يفترض واقع الحال مباشرة الجيش مهمته القديمة والمستحدثة، كضامن وحيد لأمن الجنوبيين، ولو بحد أدنى متاحاً يستدعي بالضرورة تفعيل دور مديرية التوجيه فيه، كي لا يبقى الجنوبيون أسرى لاستعلاء ذميم يمارسه عليهم أفيخاي أدرعي.
26.01.2023
زمن القراءة: 3 minutes

يريد القتلة بصراحة ومن دون أي مواربات، أن تمر الجريمة وتُنسى وتسدل الستارة عن المشهد من أجل مشاهد أخرى، ربما تكون أكثر شناعة. إنه تعويل السلطة الدائم على قدرتنا على التأقلم وكيّ الجراح بالملح والنسيان.

إنها ليست قضية أهالي ضحايا المرفأ وليست قضية ناس بيروت المكلومين. ليست حتى قضية تفجير أو انفجار قَلَب مدينة كاملة، حتى صرنا نمشي فيها ونكاد نخطئ ملامحها. بعد أكثر من سنتين على جريمة 4 آب/ أغسطس، أصبحت القضية معركة من أجل الحرية، من أجل فكرة الدولة وفكرة القضاء ومفهوم العدالة وقيمتنا كبشر وكمواطنين.

يأتي تمسكنا بالتحقيق في جريمة المرفأ، بوصفه تذكيراً بكل الجرائم التي لم نفهم من ارتكبها وكيف ارتُكبت ولماذا، وجرائم أخرى بقي فاعلوها فارّين من العقاب، منذ الحرب اللبنانية التي لم يحاسب على جرائمها أحد مروراً بسلسلة معارك وجرائم واغتيالات وصولاً إلى مقتل لقمان سليم (قُتل عام 2021)، وهو رفيقنا وواحد منا، أُنهيت حياته بدم بارد. 

نتيجة هذا التراكم كله من اللاعدالة، دوّى انفجار مرفأ بيروت، وقتل وشرّد وجرح وأصاب كثيرين… إلا أنّ أحداً لم يعاقب، ولم يصدر قرار اتهامي حتى الآن يشرح لوالدة جو نون من فعل هذا بها وكيف.

 يريدون أن نتذكّر المجزرة بضعف بوصفنا ضحايا لا أصحاب حق، وأن نقارب الذكرى باكين مكسورين، متقبّلين، صابرين، وفي أحسن الأحوال متوسّلين، ما يؤرقهم بالفعل أن يبقى الغضب حياً، والسأم طازجاً رشيقاً يتمشى في شوارع بيروت التي ما زلنا نمشي على زجاجها…

الآن، يريد القتلة بصراحة ومن دون أي مواربات، أن تمر الجريمة وتُنسى وتسدل الستارة عن المشهد من أجل مشاهد أخرى، ربما تكون أكثر شناعة. إنه تعويل السلطة الدائم على قدرتنا على التأقلم وكيّ الجراح بالملح والنسيان، فكما كل الجرائم السياسية سابقة الذكر وسواها، والتي تلاشى وقعها مع الوقت لتتحول إلى ذكرى وفولكلور وبرنامج احتفالي وكلمات ومأدبة عشاء… هكذا تريد هذه السلطة وأجهزتها ورجالها أن يفعلوا بـ4 آب. يريدون أن نتذكّر المجزرة بضعف بوصفنا ضحايا لا أصحاب حق، وأن نقارب الذكرى باكين مكسورين، متقبّلين، صابرين، وفي أحسن الأحوال متوسّلين، ما يؤرقهم بالفعل أن يبقى الغضب حياً، والسأم طازجاً رشيقاً يتمشى في شوارع بيروت التي ما زلنا نمشي على زجاجها…

حقاً ما زلنا نمشي على الزجاج! هذه ليست صورة مجازية، إنها حقيقة يعرفها من يعرف المدينة وأحياءها ومن يعرف حجم المقتلة، فالدولة اللبنانية لم تكلّف نفسها حتى عناء كنس الزجاج أو مسح الدماء.

عمليات الترميم والإعمار التي أعقبت انفجار المرفأ، والتي تولّتها منظمات مدنية ومبادرات فردية وأخرى حزبية، بقيت محدودة في أحياء ومناطق معينة، ولم تشمل المدينة كلها، كما أنها لا يمكن أن تمثل المدينة. حتى إن معظمها قام من دون خطة عمرانية تحافظ على الهوية الديمغرافية لبيروت – المدينة، فبجانب أي مبنى مرمّم قد تجد خرابة، ذلك أن ما يؤرق السلطة الآن هو محاولة طمس الجريمة، لا ترميم المدينة ومساعدة أهلها. 

في الأحياء المنسيّة، ما زال زجاج 4 آب حاضراً، إنه الزجاج الذي اختلط بدم الضحايا ودموع أمهاتهم وعائلاتهم… إنه الزجاج الذي يبقينا غاضبين وأحياء. فيما تعمد السلطة إلى فعل كل ما في وسعها لتقويض التحقيق ومنع العدالة ومحاصرة المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، في محاولة لإسكاتنا وإفهامنا أن “التحقيق انتهى” كما قال حسن نصر الله، أمين عام “حزب الله”، في شباط/ فبراير 2021، أي منذ ما يقارب السنة. 

نعم التحقيق انتهى، كما انتهى التحقيق في قضية سمير قصير وجو بجاني وفرانسوا الحاج ولقمان سليم… من دون عقاب!