fbpx

محضر الجلسة الأولى من اجتماع كامل والمملوك

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

علم “درج” من مصادر وثيقة الاطّلاع في القاهرة بأنّ الجلسة الأولى لزيارة اللواء علي المملوك، رئيس “مكتب الأمن الوطنيّ” السوريّ إلى مصر، واجتماعه باللواء عبّاس كامل، رئيس المخابرات المصريّة، كانت مثمرة جدّاً…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

علم “درج” من مصادر وثيقة الاطّلاع في القاهرة بأنّ الجلسة الأولى لزيارة اللواء علي المملوك، رئيس “مكتب الأمن الوطنيّ” السوريّ إلى مصر، واجتماعه باللواء عبّاس كامل، رئيس المخابرات المصريّة، كانت مثمرة جدّاً.

فبعد التحيّات والمجاملات، سأل كامل زميله السوريّ عن زيارة الرئيس السودانيّ عمر البشير إلى دمشق، لكنّ المملوك ابتسم: “كلّنا على علم بخلفيّاتها، فلماذا نضيع وقتنا في الحديث عنها؟ لعن الله هذه الأيّام التي صار فيها رئيس السودان يمثّل دولاً عربيّة محترمة وكبرى، توصل لنا سرّاً أنّها مستعدّة لإعادة إعمار سوريّا، لكنّها لا تتجرّأ على الإفصاح عن رغباتها”.

كامل هزّ رأسه: “يا عزيزي، في مصر، مرسي هو الذي ورّطنا، قبل أشهر على إطاحته، بقطع علاقاتنا معكم. لعن الله الإخوان، فنحن نعمل على محو آثار ما فعلوه. وبصراحة أقول لكم إنّ الرئيس السيسي يحبّ الرئيس بشّار حبّاً جمّاً، وهو من الأساس يريد الانفتاح عليه وعلى سوريّا. فلننتظر قليلاً، ولسوف تسير الأمور كلّها لمصلحتنا”. هنا، قال المملوك: “يا عزيزي، ما الذي يفرّق نظامنا عن نظامكم؟ نحن وإيّاكم نتعرّض لنفس الخطر، خطر الأصوليّين والتكفيريّين. أنتم تملأون سجونكم بهم، ونحن أيضاً لم نقصّر. لا شكّ أنّك سمعت بالبراميل…”. وبابتسامة إعجاب ردّ كامل: “يا إلهي! والله لا أخفيك إعجابنا في مصر، وعلى جميع مستويات القرار، بهذا الإبداع السوريّ الرائع. نحن لسوء الحظّ لم نُضطرّ إلى اعتماد مثل هذه الإجراءات. لقد تغلّبنا عليهم بسهولة”.

وما أن صُبّت كؤوس الشاي حتّى دخل المملوك في صلب الموضوع:

“يا عزيزي، الجامعة العربيّة. نريد أن نعود”.

“اسمع يا سي علي”، قال كامل، “هل تعلم ماذا قال الرئيس السيسي في اجتماع ضيّق جمعنا أخيراً؟ قال: هل يمكن أن يبقى بشّار خارج الجامعة، وأن يكون فيها ممثّلون لدول كالسودان أو اليمن؟”. وابتسم المملوك وعلّق: “لو سمعوك لقالوا إنّك عنصريّ”.

“وما لو يا أخي… العرب في النهاية هم مصر وسوريّا. ألم تقرأ بيت شاعرنا الكبير حافظ ابراهيم:

لمصر أم لربوع الشام تنتسب؟

هنا العلى وهناك المجد والحسب”.

“الله، الله”، قال المملوك، “إنّه بيت رائع، لكنْ ماذا عن الجامعة؟”.

“العودة، يا عزيزي علي، مضمونة، لكنْ يلزمها بعض الوقت لتبريرها. الآن تبحث دول كالسعوديّة والإمارات والبحرين عن تبرير ما فلنعطها بعض الوقت. حتّى تركيّا وقطر، رغم العداء بيننا، لن تمانعا. لكنْ بالعودة إلى التاريخ، كان ضروريّاً أن تندلع حرب العراق وإيران لعودة مصر إلى الجامعة. والآن فلنركّز على الحرب على الإرهاب لتسريع عودة سوريّا”.

“أنت تعلم يا عزيزي عبّاس، أنّنا ساهمنا بإنشاء داعش من خلال إطلاق المساجين المجانين عندنا، وقبلذاك شجّعنا المجانين وسلّحناهم للقتال في العراق… لنا دَين عليكم جميعاً إذ أعطيناكم الحجّة القويّة”.

“والله، أنت على حقّ. إنّنا نظام واحد… اذهب إلى دمشق وكن واثقاً أنّ عبد الفتّاح لا يخذل أخاه بشّار. لكنْ في استطاعكم أن تسرّعوا العودة إذا اتّخذتم موقفاً قويّاً من إيران”.

“هذا سابق لأوانه يا عزيزي عبّاس، وسيبقى إلى وقت طويل سابقاً لأوانه… شرح ذلك تلزمه جلسة أخرى نعقدها بعد استراحة قصيرة”.

إقرأ أيضاً:
هل يذهب البشير إلى إسرائيل؟
مراسلات سرّيّة بين ترامب وإردوغان

28.12.2018
زمن القراءة: 3 minutes

علم “درج” من مصادر وثيقة الاطّلاع في القاهرة بأنّ الجلسة الأولى لزيارة اللواء علي المملوك، رئيس “مكتب الأمن الوطنيّ” السوريّ إلى مصر، واجتماعه باللواء عبّاس كامل، رئيس المخابرات المصريّة، كانت مثمرة جدّاً…

علم “درج” من مصادر وثيقة الاطّلاع في القاهرة بأنّ الجلسة الأولى لزيارة اللواء علي المملوك، رئيس “مكتب الأمن الوطنيّ” السوريّ إلى مصر، واجتماعه باللواء عبّاس كامل، رئيس المخابرات المصريّة، كانت مثمرة جدّاً.

فبعد التحيّات والمجاملات، سأل كامل زميله السوريّ عن زيارة الرئيس السودانيّ عمر البشير إلى دمشق، لكنّ المملوك ابتسم: “كلّنا على علم بخلفيّاتها، فلماذا نضيع وقتنا في الحديث عنها؟ لعن الله هذه الأيّام التي صار فيها رئيس السودان يمثّل دولاً عربيّة محترمة وكبرى، توصل لنا سرّاً أنّها مستعدّة لإعادة إعمار سوريّا، لكنّها لا تتجرّأ على الإفصاح عن رغباتها”.

كامل هزّ رأسه: “يا عزيزي، في مصر، مرسي هو الذي ورّطنا، قبل أشهر على إطاحته، بقطع علاقاتنا معكم. لعن الله الإخوان، فنحن نعمل على محو آثار ما فعلوه. وبصراحة أقول لكم إنّ الرئيس السيسي يحبّ الرئيس بشّار حبّاً جمّاً، وهو من الأساس يريد الانفتاح عليه وعلى سوريّا. فلننتظر قليلاً، ولسوف تسير الأمور كلّها لمصلحتنا”. هنا، قال المملوك: “يا عزيزي، ما الذي يفرّق نظامنا عن نظامكم؟ نحن وإيّاكم نتعرّض لنفس الخطر، خطر الأصوليّين والتكفيريّين. أنتم تملأون سجونكم بهم، ونحن أيضاً لم نقصّر. لا شكّ أنّك سمعت بالبراميل…”. وبابتسامة إعجاب ردّ كامل: “يا إلهي! والله لا أخفيك إعجابنا في مصر، وعلى جميع مستويات القرار، بهذا الإبداع السوريّ الرائع. نحن لسوء الحظّ لم نُضطرّ إلى اعتماد مثل هذه الإجراءات. لقد تغلّبنا عليهم بسهولة”.

وما أن صُبّت كؤوس الشاي حتّى دخل المملوك في صلب الموضوع:

“يا عزيزي، الجامعة العربيّة. نريد أن نعود”.

“اسمع يا سي علي”، قال كامل، “هل تعلم ماذا قال الرئيس السيسي في اجتماع ضيّق جمعنا أخيراً؟ قال: هل يمكن أن يبقى بشّار خارج الجامعة، وأن يكون فيها ممثّلون لدول كالسودان أو اليمن؟”. وابتسم المملوك وعلّق: “لو سمعوك لقالوا إنّك عنصريّ”.

“وما لو يا أخي… العرب في النهاية هم مصر وسوريّا. ألم تقرأ بيت شاعرنا الكبير حافظ ابراهيم:

لمصر أم لربوع الشام تنتسب؟

هنا العلى وهناك المجد والحسب”.

“الله، الله”، قال المملوك، “إنّه بيت رائع، لكنْ ماذا عن الجامعة؟”.

“العودة، يا عزيزي علي، مضمونة، لكنْ يلزمها بعض الوقت لتبريرها. الآن تبحث دول كالسعوديّة والإمارات والبحرين عن تبرير ما فلنعطها بعض الوقت. حتّى تركيّا وقطر، رغم العداء بيننا، لن تمانعا. لكنْ بالعودة إلى التاريخ، كان ضروريّاً أن تندلع حرب العراق وإيران لعودة مصر إلى الجامعة. والآن فلنركّز على الحرب على الإرهاب لتسريع عودة سوريّا”.

“أنت تعلم يا عزيزي عبّاس، أنّنا ساهمنا بإنشاء داعش من خلال إطلاق المساجين المجانين عندنا، وقبلذاك شجّعنا المجانين وسلّحناهم للقتال في العراق… لنا دَين عليكم جميعاً إذ أعطيناكم الحجّة القويّة”.

“والله، أنت على حقّ. إنّنا نظام واحد… اذهب إلى دمشق وكن واثقاً أنّ عبد الفتّاح لا يخذل أخاه بشّار. لكنْ في استطاعكم أن تسرّعوا العودة إذا اتّخذتم موقفاً قويّاً من إيران”.

“هذا سابق لأوانه يا عزيزي عبّاس، وسيبقى إلى وقت طويل سابقاً لأوانه… شرح ذلك تلزمه جلسة أخرى نعقدها بعد استراحة قصيرة”.

إقرأ أيضاً:
هل يذهب البشير إلى إسرائيل؟
مراسلات سرّيّة بين ترامب وإردوغان