fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

محنة الحريري كلغزٍ بوليسي

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

قدّم رئيس وزراء لبنان (سعد الحريري) استقالته المفاجئة في السعودية منذ أكثر من أسبوع ولم يعد إلى لبنان. لم تكن حال الحريري السياسية توحي بأنه منزعج إلى هذا الحدّ من رئاسة الوزراء أو في وارد الاستقالة. فتوصّل الكثيرون الى الاستنتاج المنطقي بأنه أُجبر على الاستقالة بإصرار سعودي لا يقبل المساومة. وبما انه لم يعد بعد إلى لبنان، وليس لديه ما يفعله في السعودية

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

قدّم رئيس وزراء لبنان (سعد الحريري) استقالته المفاجئة في السعودية منذ أكثر من أسبوع ولم يعد إلى لبنان. لم تكن حال الحريري السياسية توحي بأنه منزعج إلى هذا الحدّ من رئاسة الوزراء أو في وارد الاستقالة. فتوصّل الكثيرون الى الاستنتاج المنطقي بأنه أُجبر على الاستقالة بإصرار سعودي لا يقبل المساومة. وبما انه لم يعد بعد إلى لبنان، وليس لديه ما يفعله  في السعودية، وهناك الكثير مما ينبغي فعله في لبنان، كتقديم الاستقالة رسمياً وترتيب بيته السياسي بما يقتضيه الأمر، استنتج كثيرون أنّه ليس حراً أيضا في خيار العودة، أو بمعنى آخر أنه محتجز أو مختطف في السعودية ومنها. قويَ هذا الاعتقاد بالحجز اللاإرادي بعد عدم تلبية المطالب المتكررة من الأصدقاء والأعداء وعابري السبيل بعودته إلى ربوع الوطن. لكن لنترك السياسة وتعقيداتها وخفاياها جانباً وننظر إلى محنة الحريري كمسألة بوليسية محضة. أي كمحنة شخص يُحتمل أنه مختطف من قبل جماعة ما. في هذه الحال هناك أسئلة بديهية تخطر على بال أي مشتغلٍ بقضايا الخطف والاحتجاز، أهمها: من الخاطف؟ مكان الاحتجاز؟ مطالب وأهداف الخاطفين؟ الخ. وبما أن هوية الخاطف ومكان الاحتجاز المفترضين ليسا موضع سؤال، يبقى أن نجيب عن السؤال الأخير: ما هي أهداف الخاطفين ومطالبهم؟بالفعل ما هي أهدافهم من الاحتجاز، إذا كان هناك احتجاز فعلا؟ أو لنضع السؤال بطريقة أخرى، ماذا يريد السعوديون أن يكسبوا من احتجاز الحريري أو ماذا يخسرون من السماح له بالعودة إلى لبنان أو السفر إلى أي مكانٍ آخر؟ ربما كانوا يخشون أن يتراجع الحريري عن الاستقالة، قد يقول قائل. لكن هذا يعني أنهم لا يثقون بالحريري وأن لا وسائل ضغط عليه (مالية او غيره) إذا ما صار خارج الأسر. لكن إذا كان هذا الأمر صحيحاً، فلا بد من الاحتفاظ بالحريري إلى ما لا نهاية. أو ربما حتى نهاية أزمة الشرق الأوسط، كموعد رومانسي خيالي يحلو للكثيرين تأجيل الأمور إليه. ربما، يقول البعض الآخر، أراد السعوديون أن يأخذوا من الحريري ضماناتٍ مقنعة بأنه لن يتراجع عن الاستقالة، وما جاء فيها في حال ترك السعودية وعاد إلى لبنان. لكن ما نوع هذه الضمانات؟ كأن يُقسم مثلا على المصحف الشريف او برحمة والده!!إن أيّ شخص يستطيع تحرير نفسه من خاطفيه بالقسم على الكتب المقدسة أو بشرفه أو بذكرى أحبائه، لا يكون فعلا شخصاً مختطفاً. هو في أقصى الأحوال شخصٌ مُحرج. من غير المنطقي أيضا أن تطلب السعودية من الحريري ضماناتٍ مالية للإفراج عنه. فما سيخسره الحريري مالياً، في حال نكث بوعده لها وتراجع عن الاستقالة أو عن مواجهة حزب الله، هو أكثر بكثير من أي ضمانة مالية قد تطلبها السعودية. ماذا يريد الخاطفون اذاً، إذا كانوا فعلا خاطفين؟ أم هو خطفٌ للخطف ذاته. أي محقق بوليسي يحترم نفسه ومهنته لن يتعاطى مع القضية كحالة خطف. وسيبحث عن أسباب أخرى إرادية لبقاء سعد الحريري في الرياض. [video_player link=””][/video_player]

"درج"
لبنان
17.11.2017
زمن القراءة: 2 minutes

قدّم رئيس وزراء لبنان (سعد الحريري) استقالته المفاجئة في السعودية منذ أكثر من أسبوع ولم يعد إلى لبنان. لم تكن حال الحريري السياسية توحي بأنه منزعج إلى هذا الحدّ من رئاسة الوزراء أو في وارد الاستقالة. فتوصّل الكثيرون الى الاستنتاج المنطقي بأنه أُجبر على الاستقالة بإصرار سعودي لا يقبل المساومة. وبما انه لم يعد بعد إلى لبنان، وليس لديه ما يفعله في السعودية

قدّم رئيس وزراء لبنان (سعد الحريري) استقالته المفاجئة في السعودية منذ أكثر من أسبوع ولم يعد إلى لبنان. لم تكن حال الحريري السياسية توحي بأنه منزعج إلى هذا الحدّ من رئاسة الوزراء أو في وارد الاستقالة. فتوصّل الكثيرون الى الاستنتاج المنطقي بأنه أُجبر على الاستقالة بإصرار سعودي لا يقبل المساومة. وبما انه لم يعد بعد إلى لبنان، وليس لديه ما يفعله  في السعودية، وهناك الكثير مما ينبغي فعله في لبنان، كتقديم الاستقالة رسمياً وترتيب بيته السياسي بما يقتضيه الأمر، استنتج كثيرون أنّه ليس حراً أيضا في خيار العودة، أو بمعنى آخر أنه محتجز أو مختطف في السعودية ومنها. قويَ هذا الاعتقاد بالحجز اللاإرادي بعد عدم تلبية المطالب المتكررة من الأصدقاء والأعداء وعابري السبيل بعودته إلى ربوع الوطن. لكن لنترك السياسة وتعقيداتها وخفاياها جانباً وننظر إلى محنة الحريري كمسألة بوليسية محضة. أي كمحنة شخص يُحتمل أنه مختطف من قبل جماعة ما. في هذه الحال هناك أسئلة بديهية تخطر على بال أي مشتغلٍ بقضايا الخطف والاحتجاز، أهمها: من الخاطف؟ مكان الاحتجاز؟ مطالب وأهداف الخاطفين؟ الخ. وبما أن هوية الخاطف ومكان الاحتجاز المفترضين ليسا موضع سؤال، يبقى أن نجيب عن السؤال الأخير: ما هي أهداف الخاطفين ومطالبهم؟بالفعل ما هي أهدافهم من الاحتجاز، إذا كان هناك احتجاز فعلا؟ أو لنضع السؤال بطريقة أخرى، ماذا يريد السعوديون أن يكسبوا من احتجاز الحريري أو ماذا يخسرون من السماح له بالعودة إلى لبنان أو السفر إلى أي مكانٍ آخر؟ ربما كانوا يخشون أن يتراجع الحريري عن الاستقالة، قد يقول قائل. لكن هذا يعني أنهم لا يثقون بالحريري وأن لا وسائل ضغط عليه (مالية او غيره) إذا ما صار خارج الأسر. لكن إذا كان هذا الأمر صحيحاً، فلا بد من الاحتفاظ بالحريري إلى ما لا نهاية. أو ربما حتى نهاية أزمة الشرق الأوسط، كموعد رومانسي خيالي يحلو للكثيرين تأجيل الأمور إليه. ربما، يقول البعض الآخر، أراد السعوديون أن يأخذوا من الحريري ضماناتٍ مقنعة بأنه لن يتراجع عن الاستقالة، وما جاء فيها في حال ترك السعودية وعاد إلى لبنان. لكن ما نوع هذه الضمانات؟ كأن يُقسم مثلا على المصحف الشريف او برحمة والده!!إن أيّ شخص يستطيع تحرير نفسه من خاطفيه بالقسم على الكتب المقدسة أو بشرفه أو بذكرى أحبائه، لا يكون فعلا شخصاً مختطفاً. هو في أقصى الأحوال شخصٌ مُحرج. من غير المنطقي أيضا أن تطلب السعودية من الحريري ضماناتٍ مالية للإفراج عنه. فما سيخسره الحريري مالياً، في حال نكث بوعده لها وتراجع عن الاستقالة أو عن مواجهة حزب الله، هو أكثر بكثير من أي ضمانة مالية قد تطلبها السعودية. ماذا يريد الخاطفون اذاً، إذا كانوا فعلا خاطفين؟ أم هو خطفٌ للخطف ذاته. أي محقق بوليسي يحترم نفسه ومهنته لن يتعاطى مع القضية كحالة خطف. وسيبحث عن أسباب أخرى إرادية لبقاء سعد الحريري في الرياض. [video_player link=””][/video_player]

"درج"
لبنان
17.11.2017
زمن القراءة: 2 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية