fbpx

مرضى الايدز في لبنان ضحايا لانتهاكات بالجملة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

شهد لبنان في العام 2017 عدة حالات انتهاك بحق المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV أو السيدا. ومن بين تلك الانتهاكات: رفض مستشفى استقبال متعايش مع الفايروس، ورفض مصرف لبناني توظيف آخر بعد أن كشف الفحص المخبري أنه مصاب بالفايروس.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

شهد لبنان في العام 2017 عدة حالات انتهاك بحق المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV أو السيدا. ومن بين تلك الانتهاكات: رفض مستشفى استقبال متعايش مع الفايروس، ورفض مصرف لبناني توظيف آخر بعد أن كشف الفحص المخبري أنه مصاب بالفايروس.وتعد انتهاكات العام الماضي امتداداً لسجل مشابه حصل في السنوات الماضية. ففي عام 2016، سجل وقوع 54 حالة انتهاك، وثقتها جمعیة العناية الصحية اللبنانية، المعنية بمتابعة ملف المصابين بفيروس نقص المناعة، بینما تم توثيق خمسة عشر انتهاكاً عام 2017، بحق أشخاص متعایشین مع الفایروس، وأبرز هذه الانتهاكات: خرق السریة وفضح اسماء مصابين، ورفض تقدیم الخدمة، والمعاملة بأسلوب غير لائق.عانى محمد، وهذا ليس اسمه الحقيقي، من آلام مبرحة في أضراسه، فتوجه إلى طبيب الاسنان في بيروت، واطلعه على حقيقة أنه متعايش مع السيدا. رفض الطبيب تقديم الخدمة الطبية له، خوفاً من المضاعفات السلبية في حال اكتشف مرضى آخرين انه يعالج مريضاً مصاباً بالسيدا.ولا تتوقف المشكلة، عند رفض المستشفيات والاطباء تقديم الخدمة الصحية للمرضى، بل يزيد الأمر تعقيداً، مع وجود قطاعات توظيفية في لبنان تفرض على الراغبين بالتقدم إلى طلب العمل، اجراء فحوصات مخبرية لنقص المناعة، وفي حال ظهرت النتائج إيجابية، يتم رفض طلب العمل.  إن الجهل بسبل التعامل مع المصابين بهذا بالفايروس، يعد الدافع الأساسي الذي يؤدي بالمؤسسة أو بالشركة إلى رفض طلب التوظيف، خوفاً من إنتقال المرض بين الزملاء، أو ان يؤثر الموظف على سمعة المؤسسة علماً أن تلك الانطباعات لا تستند الى معلومات علمية بل قائمة على جهل مطلق بماهية المرض وكيف ينتقل.هذا الواقع المأساوي الذي يرزح تحت مضاعفاته السلبية مرضى الايدز في لبنان كما في دول مماثلة، جعل شهر كانون الثاني/يناير، مخصصاً لطرح ومناصرة قضية هذه الشريحة من المصابين. فقد أطلقت “جمعية العناية الصحية اللبنانية” بدعم من منظمات دولية، حملة توعية حملت إسم “أرفع صوتك”، بالتعاون مع البرنامج الوطني لمكافحة السیدا في لبنان، وجمعیة “vivre positife” ، وبرعایة من المبادرة الشرق أوسطیة لدعم ومناصرة المصابین بفایروس الـ”HIV”. تهدف الحملة إلى تقدیم الدعم المعنوي والمادي للمصابین بالفایروس، بالإضافة إلى توثیق الإنتهاكات التي تعرضوا لها في المرافق الصحیة ومیادين العمل المختلفة في لبنان. وقد سجلت الجمعيات المعنية بملف السيدا في لبنان، حصول جملة انتهاكات من قبل البنوك، بحق أشخاص مصابين بالفايروس، وتعمل الجمعيات بالتعاون مع الاجهزة الحكومية على معالجة الملف.لم تكن نتائج حملة المناصرة مخيبة للآمال، خصوصاً أن مطلقيها شددوا على ضرورة البحث في الاطار القانوني والتشریعي المتعلق بالمصابین بالفایروس، بحيث طرحت أسئلة حقیقیة حول حقوق كل إنسان مصاب بالفایروس، والذي يواجه لوحده تهميشاً اجتماعياً، وانتهاكات واساءات بالجملة من قبل المؤسسات الصحیة والوظيفية.كلفة العلاجتبلغ تكلفة العلاج الشهری للمصابين بالسیدا 600 دولار أميركي، وتقدم وزارة الصحة اللبنانية العلاج الكامل بشكل مجاني لكل مصاب. في عام 1984، سجلت وزارة الصحة اللبنانية أول إصابة بالفايروس، ومنذ تلك الفترة، بدأ الرقم بالارتفاع سنوياً. وترجح المصادر الطبية، ان يكون العدد الحقيقي للإصابات أكبر من المعلن عنه، لكن من الصعب رصد العدد، لأن هناك أشخاص كثر يرفضون القيام بالفحص المخبري.مديرة البرامج في جمعية العناية الصحية ناديا بدران تحدثت لـ”درج” عن برنامج “إرفع صوتك”، وهو عبارة عن مشروع متكامل، وثقت من خلاله الجمعیة بالتعاون مع منظمات وجمعيات محلیة ودولیة، انتهاكات حصلت داخل المرافق الصحیة والمهنية، ضد المتعایشین مع الـHIV.تشدّد بدران على ضرورة استخدام لفظ “متعایش” بدلاً من لفظ مصاب أو مریض، لتقليص التهميش المعنوي الذي يُعامل به المصابون، وأشارت إلى أن عدداً من المرافق والمستشفیات اللبنانیة رفض استقبال المتعایشین الذین كانوا بحاجة لإجراء عملیة طبیة، كما تم رفض متابعة وضعهم الصحي. والحُجة التي يستند إليها الأطباء الذين يرفضون معالجة مرضى السيدا؛ هو الخوف من الإحتكاك المباشر معهم، وتتذرع عدة مستشفيات بأن استقبالهم، وفي حال فضح الأمر سيؤثر سلباً على سمعة المستشفى.تفرض أخلاقيات وأداب مهنة الطب، ضرورة معالجة أي مريض وتقديم الخدمة الصحية له، لذلك يعد عدم تقديم الخدمة الطبية للمصابين أمراً مخالفاً لأخلاقيات مهنة الطب. ومن هنا جاءت حملات المناصرة التي اطلقتها الجمعيات اللبنانية المعنية بملف الايدز، من أجل لفت انظار الرأي العام اللبناني حول أهمية القضية الانسانية. وحصدت الحملة، تفاعلاً مميزاً، من حقوقیين وفنانین.وشملت حملة المناصرة، عرض 20 فیلماً دعائياً، على صفحات جمعية العناية الصحية في مواقع التواصل الاجتماعي، وتتناول هذه الأفلام واقع المتعایشین مع السيدا وتجربتهم، بالإضافة إلى رؤیتهم للعالم من حولهم.يقول أحد الأفلام الكارتونية المشارك في الحملة، “قد يكون حامل الفايروس شخصاً مقرباً منك، وبالتالي فما علیك فعله هو حمایة نفسك من الفایروس ولیس من الشخص الذي یحمله، لأن المعرفة أقوى من الخوف.”  وفي أحد الأفلام، تظهر فتاة متعایشة مع الفایروس، یقوم أصدقائها بتجهیز حفل صغیر بمناسبة عید میلادها، وأثناء إلقاءها لأمنیتها، تغمض الفتاة عینیها، وتتخیل نفسها وهي تقوم بإخبارهم أنها متعایشة مع الفایروس. المؤسف في الفیلم أن الفتاة لم تطلع اصدقائها على حقیقة أمرها، لأنها تعلم أن مصارحتهم بواقعها الصحي، كفیل بدفعهم للابتعاد عنها.شارك في حملة المناصرة، مجموعة من الفنانین اللبنانیين من بینهم مقدم البرامج والمغني فؤاد یمین الذي جاءت رسالته، رداً على أشخاص قدموا شهادات حّیة، رفضوا فيها تلقي العلاج في مستشفیات تستقبل مصابين بالايدز. یقول یمین في رده “إن الفایروس لا ینتقل في الهواء، ولا ینتقل عبر السلام.” والملفت في الفیلم الذي یعرض ردّ یمین على شهادات مواطنین برأیهم بحاملي الفایروس، هو إنعدام ثقة اللبنانيين بالقطاع الصحي اللبناني، لجهة طبیعة الخدمات الطبیة التي یقدمها ونوعیتها والرقابة علیها وبحسب بدران، فإن القطاع الصحي اللبناني يقدم خدمات عالية الجودة، وأثبتت الاحصائيات، عدم حصول أي إصابة نتيجة نقل الدم، وأن نسبة 80% من الإصابات يعود للقيام بعلاقات جنسية غير محمية، والنسبة المتبقية، حملها أشخاص كانو يسكنون خارج لبنان.تقول بدران، إن عدد المتعايشين بحالة تراكم، ویوجد حالیاً في لبنان 2006 حالة تم تشخیصها وتجري معالجتها، وتلفت إلى أن المتعایشین مع الفایروس، ارتفع عددهم عام 2017، حیث سجل في هذا العام 205 إصابات أكثر من العام الذي سبق بمئة حالة.  وتضيف بدران، “إن ارتفاع الأعداد جاء نتیجة اندفاع الافراد الذین أثیرت لدیهم شكوك حول امكانیة قیامهم بعلاقات جنسیة غیر محمیة فعمدوا الى اجراء الفحص المخبري للـ”HIV.” وقد لاحظ المتابعون لملف المتعایشین مع الـHIV ، أن أغلب المصابين قبل عام 2007 كانت أعمارهم فوق الثلاثين عاماً، بینما في العقد الحالي، أظهرت النتائج والاحصائیات أن عدداً كبیراً من المصابين، هم دون الخامسة والعشرین من العمر، وهذا یؤكد بحسب بدران، أن جیل الشباب یعاني من نقص في التوعیة، حول أهمیة الوقایة الجنسیة، واستخدام الواقي الذكري خلال العملیة الجنسیة، مشددةً على أهمیة حملات التوعیة. وبحسب بدران فهناك نقص كبير في الوعي من خطورة الأمراض الجنسية لدى الجيل الشاب وهذا ما دفع الجمعية للقيام بحملات توعية. آخر تلك الحملات، وهي حملة مدعومة من منظمة الیونسیف والوكالة الایطالیة للتنمیة والتعاون، طالت مدینة بیروت وجبل لبنان، وتم التوجه فیها إلى الفئة العمریة لمن هم دون الثامنة عشرة.  [video_player link=””][/video_player]

"درج"
لبنان
02.02.2018
زمن القراءة: 5 minutes

شهد لبنان في العام 2017 عدة حالات انتهاك بحق المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV أو السيدا. ومن بين تلك الانتهاكات: رفض مستشفى استقبال متعايش مع الفايروس، ورفض مصرف لبناني توظيف آخر بعد أن كشف الفحص المخبري أنه مصاب بالفايروس.

شهد لبنان في العام 2017 عدة حالات انتهاك بحق المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV أو السيدا. ومن بين تلك الانتهاكات: رفض مستشفى استقبال متعايش مع الفايروس، ورفض مصرف لبناني توظيف آخر بعد أن كشف الفحص المخبري أنه مصاب بالفايروس.وتعد انتهاكات العام الماضي امتداداً لسجل مشابه حصل في السنوات الماضية. ففي عام 2016، سجل وقوع 54 حالة انتهاك، وثقتها جمعیة العناية الصحية اللبنانية، المعنية بمتابعة ملف المصابين بفيروس نقص المناعة، بینما تم توثيق خمسة عشر انتهاكاً عام 2017، بحق أشخاص متعایشین مع الفایروس، وأبرز هذه الانتهاكات: خرق السریة وفضح اسماء مصابين، ورفض تقدیم الخدمة، والمعاملة بأسلوب غير لائق.عانى محمد، وهذا ليس اسمه الحقيقي، من آلام مبرحة في أضراسه، فتوجه إلى طبيب الاسنان في بيروت، واطلعه على حقيقة أنه متعايش مع السيدا. رفض الطبيب تقديم الخدمة الطبية له، خوفاً من المضاعفات السلبية في حال اكتشف مرضى آخرين انه يعالج مريضاً مصاباً بالسيدا.ولا تتوقف المشكلة، عند رفض المستشفيات والاطباء تقديم الخدمة الصحية للمرضى، بل يزيد الأمر تعقيداً، مع وجود قطاعات توظيفية في لبنان تفرض على الراغبين بالتقدم إلى طلب العمل، اجراء فحوصات مخبرية لنقص المناعة، وفي حال ظهرت النتائج إيجابية، يتم رفض طلب العمل.  إن الجهل بسبل التعامل مع المصابين بهذا بالفايروس، يعد الدافع الأساسي الذي يؤدي بالمؤسسة أو بالشركة إلى رفض طلب التوظيف، خوفاً من إنتقال المرض بين الزملاء، أو ان يؤثر الموظف على سمعة المؤسسة علماً أن تلك الانطباعات لا تستند الى معلومات علمية بل قائمة على جهل مطلق بماهية المرض وكيف ينتقل.هذا الواقع المأساوي الذي يرزح تحت مضاعفاته السلبية مرضى الايدز في لبنان كما في دول مماثلة، جعل شهر كانون الثاني/يناير، مخصصاً لطرح ومناصرة قضية هذه الشريحة من المصابين. فقد أطلقت “جمعية العناية الصحية اللبنانية” بدعم من منظمات دولية، حملة توعية حملت إسم “أرفع صوتك”، بالتعاون مع البرنامج الوطني لمكافحة السیدا في لبنان، وجمعیة “vivre positife” ، وبرعایة من المبادرة الشرق أوسطیة لدعم ومناصرة المصابین بفایروس الـ”HIV”. تهدف الحملة إلى تقدیم الدعم المعنوي والمادي للمصابین بالفایروس، بالإضافة إلى توثیق الإنتهاكات التي تعرضوا لها في المرافق الصحیة ومیادين العمل المختلفة في لبنان. وقد سجلت الجمعيات المعنية بملف السيدا في لبنان، حصول جملة انتهاكات من قبل البنوك، بحق أشخاص مصابين بالفايروس، وتعمل الجمعيات بالتعاون مع الاجهزة الحكومية على معالجة الملف.لم تكن نتائج حملة المناصرة مخيبة للآمال، خصوصاً أن مطلقيها شددوا على ضرورة البحث في الاطار القانوني والتشریعي المتعلق بالمصابین بالفایروس، بحيث طرحت أسئلة حقیقیة حول حقوق كل إنسان مصاب بالفایروس، والذي يواجه لوحده تهميشاً اجتماعياً، وانتهاكات واساءات بالجملة من قبل المؤسسات الصحیة والوظيفية.كلفة العلاجتبلغ تكلفة العلاج الشهری للمصابين بالسیدا 600 دولار أميركي، وتقدم وزارة الصحة اللبنانية العلاج الكامل بشكل مجاني لكل مصاب. في عام 1984، سجلت وزارة الصحة اللبنانية أول إصابة بالفايروس، ومنذ تلك الفترة، بدأ الرقم بالارتفاع سنوياً. وترجح المصادر الطبية، ان يكون العدد الحقيقي للإصابات أكبر من المعلن عنه، لكن من الصعب رصد العدد، لأن هناك أشخاص كثر يرفضون القيام بالفحص المخبري.مديرة البرامج في جمعية العناية الصحية ناديا بدران تحدثت لـ”درج” عن برنامج “إرفع صوتك”، وهو عبارة عن مشروع متكامل، وثقت من خلاله الجمعیة بالتعاون مع منظمات وجمعيات محلیة ودولیة، انتهاكات حصلت داخل المرافق الصحیة والمهنية، ضد المتعایشین مع الـHIV.تشدّد بدران على ضرورة استخدام لفظ “متعایش” بدلاً من لفظ مصاب أو مریض، لتقليص التهميش المعنوي الذي يُعامل به المصابون، وأشارت إلى أن عدداً من المرافق والمستشفیات اللبنانیة رفض استقبال المتعایشین الذین كانوا بحاجة لإجراء عملیة طبیة، كما تم رفض متابعة وضعهم الصحي. والحُجة التي يستند إليها الأطباء الذين يرفضون معالجة مرضى السيدا؛ هو الخوف من الإحتكاك المباشر معهم، وتتذرع عدة مستشفيات بأن استقبالهم، وفي حال فضح الأمر سيؤثر سلباً على سمعة المستشفى.تفرض أخلاقيات وأداب مهنة الطب، ضرورة معالجة أي مريض وتقديم الخدمة الصحية له، لذلك يعد عدم تقديم الخدمة الطبية للمصابين أمراً مخالفاً لأخلاقيات مهنة الطب. ومن هنا جاءت حملات المناصرة التي اطلقتها الجمعيات اللبنانية المعنية بملف الايدز، من أجل لفت انظار الرأي العام اللبناني حول أهمية القضية الانسانية. وحصدت الحملة، تفاعلاً مميزاً، من حقوقیين وفنانین.وشملت حملة المناصرة، عرض 20 فیلماً دعائياً، على صفحات جمعية العناية الصحية في مواقع التواصل الاجتماعي، وتتناول هذه الأفلام واقع المتعایشین مع السيدا وتجربتهم، بالإضافة إلى رؤیتهم للعالم من حولهم.يقول أحد الأفلام الكارتونية المشارك في الحملة، “قد يكون حامل الفايروس شخصاً مقرباً منك، وبالتالي فما علیك فعله هو حمایة نفسك من الفایروس ولیس من الشخص الذي یحمله، لأن المعرفة أقوى من الخوف.”  وفي أحد الأفلام، تظهر فتاة متعایشة مع الفایروس، یقوم أصدقائها بتجهیز حفل صغیر بمناسبة عید میلادها، وأثناء إلقاءها لأمنیتها، تغمض الفتاة عینیها، وتتخیل نفسها وهي تقوم بإخبارهم أنها متعایشة مع الفایروس. المؤسف في الفیلم أن الفتاة لم تطلع اصدقائها على حقیقة أمرها، لأنها تعلم أن مصارحتهم بواقعها الصحي، كفیل بدفعهم للابتعاد عنها.شارك في حملة المناصرة، مجموعة من الفنانین اللبنانیين من بینهم مقدم البرامج والمغني فؤاد یمین الذي جاءت رسالته، رداً على أشخاص قدموا شهادات حّیة، رفضوا فيها تلقي العلاج في مستشفیات تستقبل مصابين بالايدز. یقول یمین في رده “إن الفایروس لا ینتقل في الهواء، ولا ینتقل عبر السلام.” والملفت في الفیلم الذي یعرض ردّ یمین على شهادات مواطنین برأیهم بحاملي الفایروس، هو إنعدام ثقة اللبنانيين بالقطاع الصحي اللبناني، لجهة طبیعة الخدمات الطبیة التي یقدمها ونوعیتها والرقابة علیها وبحسب بدران، فإن القطاع الصحي اللبناني يقدم خدمات عالية الجودة، وأثبتت الاحصائيات، عدم حصول أي إصابة نتيجة نقل الدم، وأن نسبة 80% من الإصابات يعود للقيام بعلاقات جنسية غير محمية، والنسبة المتبقية، حملها أشخاص كانو يسكنون خارج لبنان.تقول بدران، إن عدد المتعايشين بحالة تراكم، ویوجد حالیاً في لبنان 2006 حالة تم تشخیصها وتجري معالجتها، وتلفت إلى أن المتعایشین مع الفایروس، ارتفع عددهم عام 2017، حیث سجل في هذا العام 205 إصابات أكثر من العام الذي سبق بمئة حالة.  وتضيف بدران، “إن ارتفاع الأعداد جاء نتیجة اندفاع الافراد الذین أثیرت لدیهم شكوك حول امكانیة قیامهم بعلاقات جنسیة غیر محمیة فعمدوا الى اجراء الفحص المخبري للـ”HIV.” وقد لاحظ المتابعون لملف المتعایشین مع الـHIV ، أن أغلب المصابين قبل عام 2007 كانت أعمارهم فوق الثلاثين عاماً، بینما في العقد الحالي، أظهرت النتائج والاحصائیات أن عدداً كبیراً من المصابين، هم دون الخامسة والعشرین من العمر، وهذا یؤكد بحسب بدران، أن جیل الشباب یعاني من نقص في التوعیة، حول أهمیة الوقایة الجنسیة، واستخدام الواقي الذكري خلال العملیة الجنسیة، مشددةً على أهمیة حملات التوعیة. وبحسب بدران فهناك نقص كبير في الوعي من خطورة الأمراض الجنسية لدى الجيل الشاب وهذا ما دفع الجمعية للقيام بحملات توعية. آخر تلك الحملات، وهي حملة مدعومة من منظمة الیونسیف والوكالة الایطالیة للتنمیة والتعاون، طالت مدینة بیروت وجبل لبنان، وتم التوجه فیها إلى الفئة العمریة لمن هم دون الثامنة عشرة.  [video_player link=””][/video_player]