fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

مسيّرات إسرائيلية تتلاعب بأعصاب الغزيين وتستدرجهم لحتفهم

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تترك أصوات الطائرات آثاراً نفسية عميقة على من يسمعها، خلال ساعات الليل المتأخرة في منطقة تعيش حرباً مسعورة، قتلت حتى كتابة هذه السطور 46,565 إنساناً، وأصابت 109,660 آخرين، وفقاً لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بعد منتصف الليل، سمع الشاب أمير عودة أصوات أطفال يبكون، ويطلبون المساعدة، تتناهى إليه من جهة الشارع خلف خيمة نزوحه في حي جورة اللوت شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فخرج برفقة عدد من جيرانه للبحث عن مصدر الصوت، ليتفاجأوا بأنه صادر عن طائرة مسيّرة إسرائيلية.

شاهد عودة الطائرة الإسرائيلية المسيّرة، المعروفة بين الغزيين باسم “كواد كابتر”، وهي تحلّق على ارتفاعات منخفضة، وتقترب من أماكن خيام النازحين، وتطلق أصوات أطفال يبكون ونساء يصرخن.

أصيب عودة وجيرانه، سكان الخيام، بحالة من الخوف والقلق، نتيجة ما اكتشفوه، خاصة بعد تكرار إصدار الطائرات المسيّرة الإسرائيلية أصوات أطفال ونساء يبكون في ظلام الليل، وبات ذلك يثير الرعب في قلوبهم، إذ إن الجيش الإسرائيلي يعمد إلى استدراجهم من أجل استهدافهم.

ضاعفت هذه الخطوة الإسرائيلية من الضغوط النفسية الهائلة، التي يعيشها عودة وعائلته وجيرانه، نتيجة لاستمرار الحرب، والقتل، والصدمة، والمجاعة، والخوف، والجوع، والبرد، وأصوات الانفجارات التي لا تتوقف.

تترك أصوات هذه الطائرات آثاراً نفسية عميقة على من يسمعها، خلال ساعات الليل المتأخرة في منطقة تعيش حرباً مسعورة، قتلت حتى كتابة هذه السطور 46,565 إنساناً، وأصابت 109,660 آخرين، وفقاً لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.

“عند كل قصف نهرع للمساعدة وإنقاذ الناس، وفي إحدى الليالي، سمعنا صوت استغاثة نساء مخيف، وحين اقتربنا من الصوت، تم إطلاق النار علينا بكثافة”.

منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) سبق أن قدّرت أن 17 ألف طفل في غزة، أصبحوا من دون ذويهم، أو انفصلوا عن عائلاتهم خلال الصراع، ويُعتقد أن جميع الأطفال تقريباً في القطاع، بحاجة إلى دعم في مجال الصحة النفسية.

وتظهر على الأطفال، حسب المنظمة الأممية، أعراض مثل مستويات عالية للغاية من القلق المستمر، وفقدان الشهية، وعدم القدرة على النوم، أو نوبات اهتياج عاطفي، أو الفزع مع كل صوت قصف.

يقول عودة لـ”درج”: “ليل غزة مخيف وموحش وطويل هذه الأيام، بسبب القصف واحتمال الموت بصاروخ أو حرقاً. ننتظر دخول ساعات الليل حتى نخلد إلى النوم، للهروب من بشاعة نهارات الحرب”.

بصوت خافت يضيف عودة: “في كل ليلة أسمع أصوات بكاء أطفال، كنت أعتقد أنها من داخل أحد الخيام، إلا أن جاري في الخيام جاء وطلب مني أن نذهب إلى مصدر الصوت، الذي كان قريباً منا، وعرفنا حقيقتها”.

تبدأ أصوات بكاء الأطفال وصراخ النساء في الانتشار عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، حسب عودة، حيث يكون الناس نياماً ولا أحد في الشوارع إلا الكلاب والقطط، ولا صوت سوى الانفجارات الناتجة عن غارات الجيش الإسرائيلي.

لم يستطع عودة وعائلته الاعتياد على الأصوات، التي تصدرها الطائرات الإسرائيلية المسيّرة خلال الليل، بسبب تنوّعها، ففي بعض الأحيان، يصدر عنها صوت نباح الكلاب أو الذئاب أو صفارات سيارات الإسعاف.

تُدخل هذه الأصوات الرعب في قلوب أطفال عائلة عودة، خاصة بعد علمهم أن مصدرها هو الجيش الإسرائيلي، إذ يشعرون أن الجنود والآليات العسكرية قد تقترب منهم في أي لحظة، حسب ما يروي والدهم.

في النصيرات وسط قطاع غزة، سمع أهالي حي المخيم الجديد، أصوات نساء يطلبن النجدة خلال ساعات الليل المتأخرة من وسط الأراضي الزراعية، ذهب عدد من الشبان إلى مصدر الصوت، وعند اقترابهم منه، تفاجأوا بتعرضهم لإطلاق نار كثيف، وتبين لاحقاً أن مصدره طائرة مسيّرة إسرائيلية.

يقول محمد أبو الخير، وهو أحد الشبان الذين توجهوا إلى مصدر الصوت: “عند كل قصف نهرع للمساعدة وإنقاذ الناس، وفي إحدى الليالي، سمعنا صوت استغاثة نساء مخيف، وحين اقتربنا من الصوت، تم إطلاق النار علينا بكثافة”.

أُصيب أبو الخير برصاص في قدمه، وتبين أن من أطلق النار عليه هي طائرة مسيّرة إسرائيلية، وهي التي كانت تطلق الأصوات، بهدف استدراج المدنيين إلى أماكن استهداف واضحة لقناصة الجيش الإسرائيلي والطائرات.

أبو الخير واحد من عشرات المدنيين الغزيين، الذين أُصيبوا بالطريقة نفسها، بعدما ذهبوا باتجاه مصدر الصوت، ليتبين لهم أنها طائرات مسيّرة إسرائيلية، وفق شهادات وثّقها “درج”.

بادية فحص - صحافية وكاتبة لبنانية | 01.02.2025

في اليوم العالمي للحجاب: مانيفستو لحجاب اختياري

الحجاب مجرد عادة، تحوّلت بحكم العُرف إلى مظهر ديني، ليس أكثر، فمفسرو القرآن الأوائل الذين استسهلوا النقل وغلّبوه على العقل، لمحدودية معارفهم وضعف قدراتهم التحليلية آنذاك، فسروا "آيات الحجاب" بمعزل عن سياقها التاريخي وأسباب نزولها…
15.01.2025
زمن القراءة: 3 minutes

تترك أصوات الطائرات آثاراً نفسية عميقة على من يسمعها، خلال ساعات الليل المتأخرة في منطقة تعيش حرباً مسعورة، قتلت حتى كتابة هذه السطور 46,565 إنساناً، وأصابت 109,660 آخرين، وفقاً لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.

بعد منتصف الليل، سمع الشاب أمير عودة أصوات أطفال يبكون، ويطلبون المساعدة، تتناهى إليه من جهة الشارع خلف خيمة نزوحه في حي جورة اللوت شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فخرج برفقة عدد من جيرانه للبحث عن مصدر الصوت، ليتفاجأوا بأنه صادر عن طائرة مسيّرة إسرائيلية.

شاهد عودة الطائرة الإسرائيلية المسيّرة، المعروفة بين الغزيين باسم “كواد كابتر”، وهي تحلّق على ارتفاعات منخفضة، وتقترب من أماكن خيام النازحين، وتطلق أصوات أطفال يبكون ونساء يصرخن.

أصيب عودة وجيرانه، سكان الخيام، بحالة من الخوف والقلق، نتيجة ما اكتشفوه، خاصة بعد تكرار إصدار الطائرات المسيّرة الإسرائيلية أصوات أطفال ونساء يبكون في ظلام الليل، وبات ذلك يثير الرعب في قلوبهم، إذ إن الجيش الإسرائيلي يعمد إلى استدراجهم من أجل استهدافهم.

ضاعفت هذه الخطوة الإسرائيلية من الضغوط النفسية الهائلة، التي يعيشها عودة وعائلته وجيرانه، نتيجة لاستمرار الحرب، والقتل، والصدمة، والمجاعة، والخوف، والجوع، والبرد، وأصوات الانفجارات التي لا تتوقف.

تترك أصوات هذه الطائرات آثاراً نفسية عميقة على من يسمعها، خلال ساعات الليل المتأخرة في منطقة تعيش حرباً مسعورة، قتلت حتى كتابة هذه السطور 46,565 إنساناً، وأصابت 109,660 آخرين، وفقاً لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.

“عند كل قصف نهرع للمساعدة وإنقاذ الناس، وفي إحدى الليالي، سمعنا صوت استغاثة نساء مخيف، وحين اقتربنا من الصوت، تم إطلاق النار علينا بكثافة”.

منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) سبق أن قدّرت أن 17 ألف طفل في غزة، أصبحوا من دون ذويهم، أو انفصلوا عن عائلاتهم خلال الصراع، ويُعتقد أن جميع الأطفال تقريباً في القطاع، بحاجة إلى دعم في مجال الصحة النفسية.

وتظهر على الأطفال، حسب المنظمة الأممية، أعراض مثل مستويات عالية للغاية من القلق المستمر، وفقدان الشهية، وعدم القدرة على النوم، أو نوبات اهتياج عاطفي، أو الفزع مع كل صوت قصف.

يقول عودة لـ”درج”: “ليل غزة مخيف وموحش وطويل هذه الأيام، بسبب القصف واحتمال الموت بصاروخ أو حرقاً. ننتظر دخول ساعات الليل حتى نخلد إلى النوم، للهروب من بشاعة نهارات الحرب”.

بصوت خافت يضيف عودة: “في كل ليلة أسمع أصوات بكاء أطفال، كنت أعتقد أنها من داخل أحد الخيام، إلا أن جاري في الخيام جاء وطلب مني أن نذهب إلى مصدر الصوت، الذي كان قريباً منا، وعرفنا حقيقتها”.

تبدأ أصوات بكاء الأطفال وصراخ النساء في الانتشار عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، حسب عودة، حيث يكون الناس نياماً ولا أحد في الشوارع إلا الكلاب والقطط، ولا صوت سوى الانفجارات الناتجة عن غارات الجيش الإسرائيلي.

لم يستطع عودة وعائلته الاعتياد على الأصوات، التي تصدرها الطائرات الإسرائيلية المسيّرة خلال الليل، بسبب تنوّعها، ففي بعض الأحيان، يصدر عنها صوت نباح الكلاب أو الذئاب أو صفارات سيارات الإسعاف.

تُدخل هذه الأصوات الرعب في قلوب أطفال عائلة عودة، خاصة بعد علمهم أن مصدرها هو الجيش الإسرائيلي، إذ يشعرون أن الجنود والآليات العسكرية قد تقترب منهم في أي لحظة، حسب ما يروي والدهم.

في النصيرات وسط قطاع غزة، سمع أهالي حي المخيم الجديد، أصوات نساء يطلبن النجدة خلال ساعات الليل المتأخرة من وسط الأراضي الزراعية، ذهب عدد من الشبان إلى مصدر الصوت، وعند اقترابهم منه، تفاجأوا بتعرضهم لإطلاق نار كثيف، وتبين لاحقاً أن مصدره طائرة مسيّرة إسرائيلية.

يقول محمد أبو الخير، وهو أحد الشبان الذين توجهوا إلى مصدر الصوت: “عند كل قصف نهرع للمساعدة وإنقاذ الناس، وفي إحدى الليالي، سمعنا صوت استغاثة نساء مخيف، وحين اقتربنا من الصوت، تم إطلاق النار علينا بكثافة”.

أُصيب أبو الخير برصاص في قدمه، وتبين أن من أطلق النار عليه هي طائرة مسيّرة إسرائيلية، وهي التي كانت تطلق الأصوات، بهدف استدراج المدنيين إلى أماكن استهداف واضحة لقناصة الجيش الإسرائيلي والطائرات.

أبو الخير واحد من عشرات المدنيين الغزيين، الذين أُصيبوا بالطريقة نفسها، بعدما ذهبوا باتجاه مصدر الصوت، ليتبين لهم أنها طائرات مسيّرة إسرائيلية، وفق شهادات وثّقها “درج”.