يعرض طيران الإمارات، أثناء الرحلة من دبي إلى الدوحة، خمسة أفلام إسرائيلية جديدة للمشاهدة. من المشكوك فيه أن تقدّم شركة طيران أوروبية اليوم أفلاماً إسرائيلية على رحلاتها إلى وجهة غير إسرائيل من دون إثارة الاحتجاج. لكن يبدو ألا أحد يحتجّ في طيران الإمارات.
شاهدت فيلم “Invictus” الرائع لكلينت إيستوود عن نيلسون مانديلا وفريق الركبي العنصري في جنوب إفريقيا، Springboks، بترجمة عبرية على رحلة بين مدينتين عربيتين في الخليج الفارسي، الشرق الأوسط الجديد.
في هذا الشرق الأوسط، تذبحُ إسرائيل بلا رحمة سكان غزة، والأمل باتفاق ينهي هذا الوضع معلّق على قطر، دولة الخليج الفارسي التي لا تربطها علاقات دبلوماسية بإسرائيل.
في السنوات الأخيرة، تحوّلت قطر إلى النرويج أو السويد أو سويسرا: إنها الوسيط العالمي، صانع السلام ومُنقذ الرهائن. يدها في كل شيء تقريباً. تحاول الوساطة بين فنزويلا والولايات المتحدة، وتسعى نحو تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وإيران، وإنقاذ الأطفال الذين اختُطفوا من أوكرانيا في روسيا، والتوسط ضمن اتفاق بين الفصائل في تشاد، وبالطبع الحرب والرهائن في غزة.
وزير الدولة للشؤون الخارجية، محمد عبد العزيز الخليفي– معاليه، كما يُقدم – سُئل الأسبوع الماضي مع من تناول الإفطار بالأمس ومع من سيجلسُ في غرفة الطعام في الفندق غداً، فضيوفه يأتون أحياناً إلى هنا لأشهر للوصول إلى السلام أو تسوية.
كان الخليفي عميد كلية القانون بجامعة قطر قبل التحول إلى السياسة والدبلوماسية. حصل على الماجستير والدكتوراه في القانون من جامعة كاليفورنيا، بيركلي، وتشهد لغته الإنكليزية بهذا. مثل جميع المسؤولين الحكوميين الذين تقابلهم هنا، هو أكثر تأثيراً بكثير من وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتز على سبيل المثال.
الساعة الفاخرة التي يرتديها حمد خميس الكبيسي، أيضاً مثيرة للإعجاب. هو نائب الأمين العام لمجلس الأمن الوطني، وأمضى معظم وقت المحادثة الخلفية في مكالمات هاتفية محمومة مع مدرسة أطفاله. حدث شيء هناك، وكان الكبيسي قلقاً.
أراد الدبلوماسي القطري أن يعرف ما إذا كان بيني غانتس سينفّذ تهديده بالاستقالة من الحكومة ما لم يتم تقديم خطة ما بعد الحرب لغزة بحلول 8 حزيران/ يونيو. مستوى دقة معرفته بالشؤون الإسرائيلية مدهش.
مسؤول رفيع آخر، أيضاً معاليه، قال صراحة إن محادثات الرهائن ستُستأنف في غضون أيام، وربما يتم التوصل إلى اتفاق إضافي، فقط لمنع استقالة غانتس.
يعرفون جيداً ازدواجية بنيامين نتانياهو، ويبدو أنهم قد ضاقوا ذرعاً بها. يقولون إنه لا يوجد من يتحدثون معه في إسرائيل. في كل مرة تتم فيها تسوية مسألة مع رئيس الموساد ديفيد برنياع، يتبعها رد: لم يعطِ رئيس الوزراء موافقته. كانوا مستائين من إيلي كوهين، سلف كاتز؛ لقد فقدوا الأمل بنتانياهو.

يكرّر المسؤولون في الدوحة أن تحويل الأموال إلى غزة تم عبر الموساد، ولذلك يرون أن الاتهامات بأن قطر سلمت حماس النقود لبناء الأنفاق غير صحيحة.
دُعي ممثلون عن عائلات الرهائن الإسرائيليين إلى منتدى الأمن العالمي 2024 الأسبوع الماضي، الذي استضافه مركز صوفان في قطر.
يلاحظ المسؤولون أن القرار الأصلي لتوفير قاعدة لحماس في الدوحة كان أيضاً بناءً على طلب أميركي: من الأفضل أن تكون في قطر بدلاً من إيران. في صالة كبار الشخصيات في مطار الدوحة، كان وفد حماس أمامي في الصف، كان جبريل رجوب يتجوّل في رواق فندق شيراتون. لكن الاسم الأهم في ممرات الفندق بشأن غزة ما بعد الحرب، كان محمد دحلان، الذي وُلد في خان يونس.
الأسعار إسرائيلية، والنظافة سويسرية، والحرارة صحراوية. الهنود، السريلانكيون والبنغلاديشيون يتأثرون بشدة من الحرارة. هم بالطبع الغالبية المطلقة من السكان هنا؛ القطريون يشكلون حوالى 300,000 فقط من بين 2.7 مليون نسمة.
في مكتبه الفسيح، المليء بالكتب، في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي أسّسه في الدوحة، يجلس النائب الإسرائيلي السابق عزمي بشارة، الذي أسس هنا محطة تلفزيونية وصحيفة. يستدعي لقاؤه الحنين إلى مستوى آخر من السياسيين الإسرائيليين، قال لي بابتسامة: “في عمري من الصعب أن تكون منفياً”.
هذا المقال مترجم عن النص الاصلي المنشور في موقع “هآرتس”
إقرأوا أيضاً: