fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

معضلة أهل غزة مع الـ”تراسفير” ومعضلتنا مع “راكبي الأمواج”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

حتى القول بأن “7 أكتوبر” فعل يائس وعدمي أقدم عليه من يشعر أن الانتحار خياره الوحيد في ظل انعدام أي أفق للحياة، مع ما قد يرافق أي فعل يائس من تخبط وارتكابات، كان صاحبه عرضة لحملات راكبي الأمواج من الممانعين والـ”نيو ممانعين”. هذا على رغم أن تفسير الواقعة بذلك لا يقترب من انتقاد “درة عين المقاومة”، أي حركة “حماس”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

هل حان الوقت لقدر من الشفافية في تناولنا الموجة الهائلة التي ركبها كثيرون منا في أعقاب “7 أكتوبر”، والتي صار لزاماً علينا بفعلها لكي ننحاز إلى الضحية الفلسطينية ولكي ندين القاتل الإسرائيلي، أن نسمي الضحية شهيداً و7 أكتوبر “طوفان الأقصى”، وأن نقول إن “حماس” و”حزب الله” مقاومة، وربما لاحقاً الجيش السوري والحوثيين من يدري؟! ذاك أن التجرؤ على الإشارة إلى حقيقة أن “حماس” استثمرت في أنفاق هائلة لمقاتليها ولم تستثمر في ملجأ واحد يقي أهل غزة وحشية نتانياهو، صار يتطلب شجاعة تترافق مع احتمالات تخوينية. علماً أن أهل غزة بدأوا يشهرون هذه الحقيقة في وجه “حماس”!

نعم الموجة كانت هائلة، وأصابتنا على نحو متفاوت، فبين محترفي ركوب الأمواج وبين متجنبي شظاياها، تداعى الكثير من عناصر القصة الفلسطينية، لا بل اللبنانية أيضاً، والسورية والعراقية واليمنية. ممنوع الاقتراب من “7 أكتوبر” بغير التمجيد، ولا يكفي الموقف الحاسم من الوحشية الإسرائيلية لكي يتاح للمرء نظرة نقدية لموقع “حماس” الإقليمي، ولاشتغالها وفق أجندات غير فلسطينية. 

حتى القول بأن “7 أكتوبر” فعل يائس وعدمي أقدم عليه من يشعر أن الانتحار خياره الوحيد في ظل انعدام أي أفق للحياة، مع ما قد يرافق أي فعل يائس من تخبط وارتكابات، كان صاحبه عرضة لحملات راكبي الأمواج من الممانعين والـ”نيو ممانعين”. هذا على رغم أن تفسير الواقعة بذلك لا يقترب من انتقاد “درة عين المقاومة”، أي حركة “حماس”، وهو ينطوي على تسليم بأن اليأس الفلسطيني هو تتويج لحقيقة بدأت تلوح وتتمثل في أن أنظمة عربية ذهبت نحو “اتفاقات ابراهام”، وأخرى نحو تطبيع مع إسرائيل من دون الشرط الفلسطيني، وهو ما احتفل به نتانياهو عندما أعلن قضاءه على القضية الفلسطينية.

لا بأس، فالأمواج المتلاطمة سبق أن أخذت راكبيها من حرب تموز عام 2006 إلى الثورة السورية ومن 17 تشرين اللبنانية إلى “طوفان الأقصى”.

اليوم، حان الوقت لبعض الكلام المختلف. إسرائيل كشفت عن أقبح وجه لها منذ قيامها. العالم الغربي سقط في معضلة أخلاقية هائلة بفعل انحيازه الى آلة الحرب الإسرائيلية. ثمة مليونا فلسطيني محشورون في مساحة جغرافية شديدة الضيق ويعانون من شبه مجاعة ومن احتمالات الموت بفعل قرار نتانياهو الدخول إلى رفح. وإلى جانب ذلك، لا تقوى “حماس” على أي فعل سياسي، ذاك أنها من جهة محكومة بموقعها القتالي الضيق، ومن جهة أخرى بحسابات الراعي الإيراني.

ووسط هذا الانسداد، ظهرت مؤشرات لا بد من التعاطي معها، لعل أبرزها “حل الدولتين” الذي وجد أصداء له في أوساط رسمية غربية، وفي الموقف السعودي المنتقل من التطبيع غير المشروط، إلى التطبيع بشرط قيام الدولة الفلسطينية.

ومرة أخرى، “حماس” ليست مؤهلة لغير القتال، والمهمتان المتمثلتان أولاً بوقف سريع لإطلاق النار ثم الانطلاق نحو مفاوضات لحل الدولتين، تقتضيان وجود منظمة التحرير الفلسطينية، والأخيرة هي الممثل المعترف به دولياً للشعب الفلسطيني. علماً أن “حماس” رفضت الانضمام إلى المنظمة، وآثرت القتال ضمن معادلة “وحدة الساحات”، ناهيك بأنها لم تفصح يوماً عن موقفها من حل الدولتين.

الحل اليوم لهذه المعضلة عادت وقدمته منظمة التحرير، فالعالم يرفض التفاوض مع “حماس”، والحل هو اندراجها في المنظمة التي ستتولى مفاوضات ستكون الحركة جزءاً منها. أما القتال، فقد حان الوقت لشيء من السياسة في ظله. نتانياهو يقول إن لا وقف لإطلاق النار من دون القضاء على “حماس”، والأخيرة تقول إن شرطها وقف القتال والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع!

 نتانياهو يقاتل على رأس منظومة اليمين الفاشي الذي يحكم إسرائيل اليوم، و”حماس” ضمن تحالف إقليمي على رأسه إيران. الفلسطينيون في غزة عالقون اليوم بين هذين الانسدادين، ووحده الانتقال نحو صيغة فلسطينية تتعدى “حماس”، ما يمكن أن يشكل أفقاً فلسطينياً، ولو بعيد، لما بعد القتال.

نتانياهو يواصل اختبار إمكانية الترانسفير إلى مصر، وإذا كانت المهمة اليوم مقاومة هذا الخيار بكل ما أتيح من إمكانات، فليس القتال ما يُنجح المهمة، لا بل قد يعيقها، ولا بد من خطوة فلسطينية تقدم عليها “حماس”، حتى لو كانت على حساب وظيفتها الإقليمية. وفي هذا الوقت، بدأت تلوح مؤشرات الى أن الأمواج في طريقها إلى الانحسار.     

إقرأوا أيضاً:

نجيب جورج عوض - باحث سوري | 21.03.2025

هيئة تحرير الشام، الطائفية، و”ميتريكس” سوريا الموازية

في سوريا الحالية الواقعية، لا يوجد خيار ولا كبسولتان ولا حتى مورفيوس: إما أن تنصاع لحقيقة هيمنة ميتريكس سوريا الافتراضية الموازية الذي أحضرته الهيئة معها من تجربة إدلب، أو عليك أن تتحول إلى ضحية وهدف مشروعين أمام خالقي الميتريكس وحراسه في سبيل ترسيخ وتحقيق هيمنة الميتريكس المذكور على الواقع.
21.02.2024
زمن القراءة: 3 minutes

حتى القول بأن “7 أكتوبر” فعل يائس وعدمي أقدم عليه من يشعر أن الانتحار خياره الوحيد في ظل انعدام أي أفق للحياة، مع ما قد يرافق أي فعل يائس من تخبط وارتكابات، كان صاحبه عرضة لحملات راكبي الأمواج من الممانعين والـ”نيو ممانعين”. هذا على رغم أن تفسير الواقعة بذلك لا يقترب من انتقاد “درة عين المقاومة”، أي حركة “حماس”.

هل حان الوقت لقدر من الشفافية في تناولنا الموجة الهائلة التي ركبها كثيرون منا في أعقاب “7 أكتوبر”، والتي صار لزاماً علينا بفعلها لكي ننحاز إلى الضحية الفلسطينية ولكي ندين القاتل الإسرائيلي، أن نسمي الضحية شهيداً و7 أكتوبر “طوفان الأقصى”، وأن نقول إن “حماس” و”حزب الله” مقاومة، وربما لاحقاً الجيش السوري والحوثيين من يدري؟! ذاك أن التجرؤ على الإشارة إلى حقيقة أن “حماس” استثمرت في أنفاق هائلة لمقاتليها ولم تستثمر في ملجأ واحد يقي أهل غزة وحشية نتانياهو، صار يتطلب شجاعة تترافق مع احتمالات تخوينية. علماً أن أهل غزة بدأوا يشهرون هذه الحقيقة في وجه “حماس”!

نعم الموجة كانت هائلة، وأصابتنا على نحو متفاوت، فبين محترفي ركوب الأمواج وبين متجنبي شظاياها، تداعى الكثير من عناصر القصة الفلسطينية، لا بل اللبنانية أيضاً، والسورية والعراقية واليمنية. ممنوع الاقتراب من “7 أكتوبر” بغير التمجيد، ولا يكفي الموقف الحاسم من الوحشية الإسرائيلية لكي يتاح للمرء نظرة نقدية لموقع “حماس” الإقليمي، ولاشتغالها وفق أجندات غير فلسطينية. 

حتى القول بأن “7 أكتوبر” فعل يائس وعدمي أقدم عليه من يشعر أن الانتحار خياره الوحيد في ظل انعدام أي أفق للحياة، مع ما قد يرافق أي فعل يائس من تخبط وارتكابات، كان صاحبه عرضة لحملات راكبي الأمواج من الممانعين والـ”نيو ممانعين”. هذا على رغم أن تفسير الواقعة بذلك لا يقترب من انتقاد “درة عين المقاومة”، أي حركة “حماس”، وهو ينطوي على تسليم بأن اليأس الفلسطيني هو تتويج لحقيقة بدأت تلوح وتتمثل في أن أنظمة عربية ذهبت نحو “اتفاقات ابراهام”، وأخرى نحو تطبيع مع إسرائيل من دون الشرط الفلسطيني، وهو ما احتفل به نتانياهو عندما أعلن قضاءه على القضية الفلسطينية.

لا بأس، فالأمواج المتلاطمة سبق أن أخذت راكبيها من حرب تموز عام 2006 إلى الثورة السورية ومن 17 تشرين اللبنانية إلى “طوفان الأقصى”.

اليوم، حان الوقت لبعض الكلام المختلف. إسرائيل كشفت عن أقبح وجه لها منذ قيامها. العالم الغربي سقط في معضلة أخلاقية هائلة بفعل انحيازه الى آلة الحرب الإسرائيلية. ثمة مليونا فلسطيني محشورون في مساحة جغرافية شديدة الضيق ويعانون من شبه مجاعة ومن احتمالات الموت بفعل قرار نتانياهو الدخول إلى رفح. وإلى جانب ذلك، لا تقوى “حماس” على أي فعل سياسي، ذاك أنها من جهة محكومة بموقعها القتالي الضيق، ومن جهة أخرى بحسابات الراعي الإيراني.

ووسط هذا الانسداد، ظهرت مؤشرات لا بد من التعاطي معها، لعل أبرزها “حل الدولتين” الذي وجد أصداء له في أوساط رسمية غربية، وفي الموقف السعودي المنتقل من التطبيع غير المشروط، إلى التطبيع بشرط قيام الدولة الفلسطينية.

ومرة أخرى، “حماس” ليست مؤهلة لغير القتال، والمهمتان المتمثلتان أولاً بوقف سريع لإطلاق النار ثم الانطلاق نحو مفاوضات لحل الدولتين، تقتضيان وجود منظمة التحرير الفلسطينية، والأخيرة هي الممثل المعترف به دولياً للشعب الفلسطيني. علماً أن “حماس” رفضت الانضمام إلى المنظمة، وآثرت القتال ضمن معادلة “وحدة الساحات”، ناهيك بأنها لم تفصح يوماً عن موقفها من حل الدولتين.

الحل اليوم لهذه المعضلة عادت وقدمته منظمة التحرير، فالعالم يرفض التفاوض مع “حماس”، والحل هو اندراجها في المنظمة التي ستتولى مفاوضات ستكون الحركة جزءاً منها. أما القتال، فقد حان الوقت لشيء من السياسة في ظله. نتانياهو يقول إن لا وقف لإطلاق النار من دون القضاء على “حماس”، والأخيرة تقول إن شرطها وقف القتال والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع!

 نتانياهو يقاتل على رأس منظومة اليمين الفاشي الذي يحكم إسرائيل اليوم، و”حماس” ضمن تحالف إقليمي على رأسه إيران. الفلسطينيون في غزة عالقون اليوم بين هذين الانسدادين، ووحده الانتقال نحو صيغة فلسطينية تتعدى “حماس”، ما يمكن أن يشكل أفقاً فلسطينياً، ولو بعيد، لما بعد القتال.

نتانياهو يواصل اختبار إمكانية الترانسفير إلى مصر، وإذا كانت المهمة اليوم مقاومة هذا الخيار بكل ما أتيح من إمكانات، فليس القتال ما يُنجح المهمة، لا بل قد يعيقها، ولا بد من خطوة فلسطينية تقدم عليها “حماس”، حتى لو كانت على حساب وظيفتها الإقليمية. وفي هذا الوقت، بدأت تلوح مؤشرات الى أن الأمواج في طريقها إلى الانحسار.     

إقرأوا أيضاً:

21.02.2024
زمن القراءة: 3 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية