لعلّ أكثر ما أثاره الوصول الصّعب لرئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري إلى باريس، كان اتصاله الإيجابي برئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون وما بدا تفهماً لشكل إدارته ملف غياب الحريري واستقالته، إذ اعتُبرَ ذلك بمثابة نقطة افتراق عن الموقف السعودي الذي باشر حملة على عون واعتبره أداة إيرانية.
في باريس كلامٌ كثير في الأروقة الفرنسية عن تخلٍّ سعودي عن الحريري، وتقول مصادر فرنسية أنه ليس تخلياً نهائياً، لكن مؤشراته بدت واضحة للفرنسيين خلال زياراتهم الأخيرة إلى الرياض ولقاءآتهم مسؤولين فيها أثناء توليهم التفاوض على وضع رئيس الحكومة اللبنانية.
لكن في مقابل ذلك رأى مواكبون لزيارة الحريري إلى باريس أن الأخير لا يشعر أن تخلي الرياض عنه نهاية لحياته السياسية، وهو يراهن على دور لعون في صياغة علاقة تعيد التوازن لطغيان حضور حزب الله، وهو ما يدفع الفرنسيين في اتجاهه أيضاً، خصوصاً أن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل سمع كلاماً فرنسياً حاسماً عبرت فيه باريس عن تذمرها من تضخم دور حزب الله في لبنان وما يمثله ذلك من مخاطر على استقراره. وهذا الأمر فُسر بصفته يقظة فرنسية ومحاولةً لموازنة الجنوح الأميركي نحو المواجهة المباشرة مع إيران، إذ أن الفرنسيين يعتقدون أن لدى لبنان فرصة نجاة ضيقة تتمثل في التقاء عون والحريري وفي انكفاءة طوعية لحزب الله تدفع باتجاهها ضغوط داخلية، وهذا ما أثار حفيظة طهران على ما يبدو. لكن أيضاً شكل ذلك محطة افتراق بين باريس والرياض.
لا شك أن التضامن الذي حظي به الحريري في بيروت يمكن أن يشكل منصة انطلاقة مختلفة للرجل في الحياة العامة اللبنانية، لكن فكرة افتراقه النهائي عن الرياض لا تبدو واقعية أيضاً، وهذا ما يجعل المشهد غير واضح وعناصره لا تساعد على التوقع. فميشال عون الذي انصب عليه الغضب السعودي في الأيام العشرة الأخيرة، انصب عليه في المقابل سيل من تحيات الشكر الصادرة عن مقربين من الحريري، لعل أبرزهم وزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، وسرت شائعاتٌ أن النائب بهية الحريري اتصلت بعون، لكن ذلك بقي غير موثق.
والحال أنه لم يعد خافياً على أحد في بيروت أن ثمة شقاق في محيط الحريري تعبر عنه التصريحات غير المنسجمة لوزراء ونواب قريبون من رئيس الحكومة، لعل أكثرها تعبيراً عن حقيقة الافتراق التفاوت بين تصريحات المشنوق والنائب عقاب صقر الذي يعتبر أيضاً من أكثر المقربين من الحريري.
يبقى أن المشهد الذي أرادته باريس لوصول الحريري إليها والحرص على إضافة البعد “العائلي” إلى البعد السياسي يعطي انطباعاً برغبة فرنسية بتعويض الرجل القادم من الرياض بحفاوة استثنائية، وفي ملء فراغ أحدثه الغياب الديبلوماسي الأميركي عن حالة الاحتقان، ورغبة فرنسا في أن تستبق المواجهة التي تدفع واشنطن وطهران في اتجاهها، عبر الاستعانة بموقع الحريري وبما تبقى لها من صورة ونفوذ لدى الزعامة المسيحية في لبنان. لكن المهمة ليست سهلة من دون شك، فاستعادة عون من طهران والحريري من الرياض لن يتم بسهولة حتى لو رغب الرجلان بذلك، والخيوط التي تمسك بها كل من العاصمتين المتواجهتين في لبنان أعقد من أن تتولى باريس لوحدها تخليصها.
اليوم أعلنت طهران ضيقها بالطموحات الفرنسية المستجدة، وقد يفضي ملف احتضان الحريري إلى احتقان مواز مع الرياض. لكن مبادرة الفرنسيين تبقى الأفق الوحيد لكي يتفادى اللبنانيون ما يلوح في الأفق، وهو أن يكون بلدهم مسرح المواجهة التي تدفع باتجاهها قوى أكبر منهم. [video_player link=””][/video_player]

معلوماتٌ من باريس عن تخلّي الرياض عن الحريري
لعلّ أكثر ما أثاره الوصول الصّعب لرئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري إلى باريس، كان اتصاله الإيجابي برئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون وما بدا تفهماً لشكل إدارته ملف غياب الحريري واستقالته، إذ اعتُبرَ ذلك بمثابة نقطة افتراق عن الموقف السعودي الذي باشر حملة على عون واعتبره أداة إيرانية.

تجارة الموت في غزة… الجثامين رهائن حتى دفع ثمن الانتشال

فضل شاكر… ثنائيّة العذوبة والسلاح اللبنانيّة!

الأزهر يحرّض ضد أحد علمائه… والتهمة فتوى بمساواة المرأة بالرجل بالميراث!
"درج"
لعلّ أكثر ما أثاره الوصول الصّعب لرئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري إلى باريس، كان اتصاله الإيجابي برئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون وما بدا تفهماً لشكل إدارته ملف غياب الحريري واستقالته، إذ اعتُبرَ ذلك بمثابة نقطة افتراق عن الموقف السعودي الذي باشر حملة على عون واعتبره أداة إيرانية.
لعلّ أكثر ما أثاره الوصول الصّعب لرئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري إلى باريس، كان اتصاله الإيجابي برئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون وما بدا تفهماً لشكل إدارته ملف غياب الحريري واستقالته، إذ اعتُبرَ ذلك بمثابة نقطة افتراق عن الموقف السعودي الذي باشر حملة على عون واعتبره أداة إيرانية.
في باريس كلامٌ كثير في الأروقة الفرنسية عن تخلٍّ سعودي عن الحريري، وتقول مصادر فرنسية أنه ليس تخلياً نهائياً، لكن مؤشراته بدت واضحة للفرنسيين خلال زياراتهم الأخيرة إلى الرياض ولقاءآتهم مسؤولين فيها أثناء توليهم التفاوض على وضع رئيس الحكومة اللبنانية.
لكن في مقابل ذلك رأى مواكبون لزيارة الحريري إلى باريس أن الأخير لا يشعر أن تخلي الرياض عنه نهاية لحياته السياسية، وهو يراهن على دور لعون في صياغة علاقة تعيد التوازن لطغيان حضور حزب الله، وهو ما يدفع الفرنسيين في اتجاهه أيضاً، خصوصاً أن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل سمع كلاماً فرنسياً حاسماً عبرت فيه باريس عن تذمرها من تضخم دور حزب الله في لبنان وما يمثله ذلك من مخاطر على استقراره. وهذا الأمر فُسر بصفته يقظة فرنسية ومحاولةً لموازنة الجنوح الأميركي نحو المواجهة المباشرة مع إيران، إذ أن الفرنسيين يعتقدون أن لدى لبنان فرصة نجاة ضيقة تتمثل في التقاء عون والحريري وفي انكفاءة طوعية لحزب الله تدفع باتجاهها ضغوط داخلية، وهذا ما أثار حفيظة طهران على ما يبدو. لكن أيضاً شكل ذلك محطة افتراق بين باريس والرياض.
لا شك أن التضامن الذي حظي به الحريري في بيروت يمكن أن يشكل منصة انطلاقة مختلفة للرجل في الحياة العامة اللبنانية، لكن فكرة افتراقه النهائي عن الرياض لا تبدو واقعية أيضاً، وهذا ما يجعل المشهد غير واضح وعناصره لا تساعد على التوقع. فميشال عون الذي انصب عليه الغضب السعودي في الأيام العشرة الأخيرة، انصب عليه في المقابل سيل من تحيات الشكر الصادرة عن مقربين من الحريري، لعل أبرزهم وزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، وسرت شائعاتٌ أن النائب بهية الحريري اتصلت بعون، لكن ذلك بقي غير موثق.
والحال أنه لم يعد خافياً على أحد في بيروت أن ثمة شقاق في محيط الحريري تعبر عنه التصريحات غير المنسجمة لوزراء ونواب قريبون من رئيس الحكومة، لعل أكثرها تعبيراً عن حقيقة الافتراق التفاوت بين تصريحات المشنوق والنائب عقاب صقر الذي يعتبر أيضاً من أكثر المقربين من الحريري.
يبقى أن المشهد الذي أرادته باريس لوصول الحريري إليها والحرص على إضافة البعد “العائلي” إلى البعد السياسي يعطي انطباعاً برغبة فرنسية بتعويض الرجل القادم من الرياض بحفاوة استثنائية، وفي ملء فراغ أحدثه الغياب الديبلوماسي الأميركي عن حالة الاحتقان، ورغبة فرنسا في أن تستبق المواجهة التي تدفع واشنطن وطهران في اتجاهها، عبر الاستعانة بموقع الحريري وبما تبقى لها من صورة ونفوذ لدى الزعامة المسيحية في لبنان. لكن المهمة ليست سهلة من دون شك، فاستعادة عون من طهران والحريري من الرياض لن يتم بسهولة حتى لو رغب الرجلان بذلك، والخيوط التي تمسك بها كل من العاصمتين المتواجهتين في لبنان أعقد من أن تتولى باريس لوحدها تخليصها.
اليوم أعلنت طهران ضيقها بالطموحات الفرنسية المستجدة، وقد يفضي ملف احتضان الحريري إلى احتقان مواز مع الرياض. لكن مبادرة الفرنسيين تبقى الأفق الوحيد لكي يتفادى اللبنانيون ما يلوح في الأفق، وهو أن يكون بلدهم مسرح المواجهة التي تدفع باتجاهها قوى أكبر منهم. [video_player link=””][/video_player]
"درج"
آخر القصص

الأزهر يحرّض ضد أحد علمائه… والتهمة فتوى بمساواة المرأة بالرجل بالميراث!

تجارة الموت في غزة… الجثامين رهائن حتى دفع ثمن الانتشال

فضل شاكر… ثنائيّة العذوبة والسلاح اللبنانيّة!

مشاريع الاستثمار المتلكّئة في العراق: تفاقم أزمة السكن بدلاً من حلّها!
