fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

مقتدى الصدر يبحث عن حرب جديدة: هذه المرة مع “يزيد”!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

مجدداً يحاول مقتدى الصدر، سحب العراق لحفرة الحروب، إرضاء لمصالحه الشخصية. يلامس أكثر الأمور حساسية وطائفية ومذهبية، متعكزاً على جمهور كبير من الموالين له، ويمص قدرتهم -كمواطنين- على اتخاذ القرارات الشخصية ويجعل منهم أداة خطرة وقابلة للاشتعال في أي لحظة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم يكن لي حل سوى أن أنقع جلدي للمرة العاشرة بمياه الصنبور الساخنة للغاية، أحاول حماية نفسي من جنون انقطاع الكهرباء المستمر منذ أكثر من عشر ساعات. 

أنتظر هواء الرب أو المكيف، أو صاحب المولد الذي تتزامن أعطاله مع انقطاع التيار الكهربائيّ”الحكومي”.

“جاءت” الكهرباء في النهاية، لا يهم مصدرها، لكن ما إن شعلت الأنوار، حتى ركضت نحو كل شيء يشعرني بآدميتي، أقلب صفحات فيسبوك وتويتر، كلها تلطم بسبب الحر.

وأنا أتصفّح، أكتشف أن هنا من “يغرد” و”يخطب” بسرب ثانٍ كلياً، يغرّد بأسلوب مُستفز لدرجة تنسيك الحر والصيف وتساؤلاتك حول الحصول على حق الآدمية في بلدك. إنه مقتدى الصدر، الذي قرر بعد 1400 عام من مقتل الإمام الحسين، أن اسم يزيد لا يجب تداوله أو التسمية به، ببساطة هكذا وكأن الحسين قُتل قبل يومين.

تسبّب الصدر  أثناء كلمته في النجف الأشرف لمناسبة عاشوراء، بدبّ الرعب في قلوب آلاف حاملي هذا الاسم، ما أثار قليلاً قدرتي على استيعاب كلماته، لكن، أحد سيئي  الحظ، والذي اسمه يزيد الحسون، فضّل مواجهة مقتدى الصدر ورفض تغيير اسمه. 

يزيد الحسّون، ذكّر الصدر بأن ستة من المقتولين في (معركة الطف- واقعة كربلاء) والذين كانوا بجيش الحسين، اسمهم يزيد، ليكتب بعدها الحسون أنه خائف من أن يستهدف من جهات وأفراد “يتصيدون في الماء العاكر”، يزيد خائف من أن يتعرض للأذى هو أو عائلته وأصدقائه، لينهي رسالته/منشوره بتودد كبير لزعيم التيار الوطني الشيعي العراقي.

الأسماء التي دمّرت أصحابها 

عام 2007، قُتل أمامي شخص برصاصة أصابته بمعدته، حدّق بي طويلاً قبل أن يسقط هادئاً على وجهه، كان اسمه علي، ونجا سابقاً من محاولة قتل بسبب اسمه الذي لا نعرف إن كان صحيحاً أم لا.

عمل علي في سوق منطقتنا، وردد كثيراً أمام المتبضعين كل مرة تلك الحادثة: “الحمير لا يعرفوا إني سني أو شيعي، لدي هويتين، يمكنني عرضهما في كل منطقة تتحسس من اسم معين. يضحك ويعيد تفاصيل الحادثة. 

“يا أخي كنت محظوظاً يومها، لبقائي على قيد الحياة، قُتل قبلي شخص بسبب اسمي، عرفت أنه يجب أن أظهر هوية معاكسة لهم، ونجوت! يفتح فمه، يصرخ بأعجوبة، لكنه بعد أشهر قُتل بسبب اسمه”.

رد مقتدى الصدر على منشور الشاب يزيد الحسون دون غيره، أقرأ الرد وأنتظر أن أجد شعوراً بالخجل، او تأنيب للضمير، لكن الصدر،  لم يعتذر، وأصر على تغيير الاسم، مراعياً وضع يزيد، فـ”سمّاه” عُمر، وكأن الصدر يمتلك حق التسمية!

“يا أخي كنت محظوظاً يومها، لبقائي على قيد الحياة، قُتل قبلي شخص بسبب اسمي، عرفت أنه يجب أن أظهر هوية معاكسة لهم، ونجوت! يفتح فمه، يصرخ بأعجوبة، لكنه بعد أشهر قُتل بسبب اسمه”.

محاولات الخراب الصدرية 

مجدداً يحاول مقتدى الصدر، سحب العراق لحفرة الحروب، إرضاء لمصالحه الشخصية. يلامس أكثر الأمور حساسية وطائفية ومذهبية، متعكزاً على جمهور كبير من الموالين له، ويمص قدرتهم -كمواطنين- على اتخاذ القرارات الشخصية ويجعل منهم أداة خطرة وقابلة للاشتعال في أي لحظة.

يعرف الصدر تماماً أن أي طلب يخرج من فمه، يُلبى من المواطنين، والحكومة العراقية لأسباب عدة، منها أنه ولربما -ياخذوه على كد عقله- لمعرفتهم برعونته وقدرته على قلب “واطيها بعاليها” عبر تغريدة واحدة.

اعتزل مقتدى الصدر السياسة وأقر -بشكل غير مباشر- بشله في العملية كلها منذ سنتين، لكن شيئاً ما يحكّه، فبدأ باختبار الشارع، البرلمان، وأتباعه، من خلال تغريدات لا تعطينا كمواطنين عراقيين بائسين شعوراً سوى أننا تحت رحمة عباءة دينية، مازوخية، تستلذ بوضعنا كفئران تجارب، يجرب فيها الصدر كيفية اعادة دمج أفكاره في السياسة العراقية، بأقل الخسائر بالنسبة له، وبتكلفة كبيرة يدفعها الشعب العراقي. 

انسحب من البرلمان أواسط حزيران/ يونيو 2022 ، وأعلن رفضه “الاشتراك مع الفاسدين” لتشكيل الحكومة، وحلّ التحالف الثلاثي الذي جمعه مع قيادات من السُّنة والأكراد، وعقب ذلك دفع أنصاره إلى اتخاذ خطوات احتجاجية أطلق عليها حينها “ثورة عاشوراء”، انتهت باقتحام مقر مجلس النواب العراقي في نهاية حزيران من العام ذاته والاعتصام فيه قرابة شهر.

انتهى الأمر بمواجهات دامية داخل المنطقة الخضراء بين عناصر التيار الصدري ومجموعات الحشد الشعبي والفصائل المسلحة، وقتل أكثر من عشرة أشخاص من أتباع الصدر وجرح أكثر من 200 من الطرفين، أَعلن الصدر بعدها إنهاء الاعتصام وتجميد كل النشاطات السياسية لتياره.

 زج الصدر بجماعته في معركة غير متكافئة، وهو يعلم أنهم لا يمتلكون العدة العسكرية أو الدعم الحكومي كالذي بحوزة ميليشيات الإطار التنسيقي، لكنه بقي متفرجاً طوال ليلة كاملة تلقى أتباعه خلالها صفعات مدمرة، ولم يقرر الانسحاب إلا بعدما علم كلياً أنه لن يظفر بالسلطة. الصدر  وكما في كل مرة، تعامل مع الآخرين كممتلكات أو جسور لعبوره نحو غاياته. 

كل يوم قمع جديد

بعد خمسة أشهر فقط على اعتزاله، غرد مقتدى ضد المثليين ومجتمع الميم عين في العراق والعالم، ودعا بشكل رمزي الى عدم حمايتهم، باثًا الرعب في نفوس مجتمع يعيش من الأساس بالسر والخوف، بخاصة بعد تعديل قانون تجريم المثلية في العراق وإضافة المزيد من القمع بحق الحريات. 

لم يكتف بذلك حتى أسّس “التيار الوطني الشيعي”، الاسم الذي عدّه كثيرون تسمية طائفية تؤجج مزيداً من الانقسامات التي يريد من خلالها تحقيق مآربه باللعب مرة أخرى على ما تبقى من الشيعة غير الموالين لحكومة السوداني والإطار التنسيقي.

 يمتهن الصدر التحايل وهو مستعد لرؤية الشعب تتقطع أوصاله كما في حروبه السابقة، مقابل عودته الى السلطة. مقتدى الصدر لعنة ممتدة من 2003 حتى اليوم، وما يغفر قليلاً لبقية المجرمين من السياسيين العراقيين، هو قدرة المواطن العراقي على كتابة منشور ضدهم على الأقل.

لكن الوضع عند مقتدى الصدر يختلف، فبعد كتابة المنشور بدقائق سيأخذونك أنت وعشيرتك خلف الشمس. لحظة، حتى حينما تكتب عن قيس الخزعلي، والحشد الشعبي، وعصائب أهل الحق وهادي العامري، وكتائب الإمام علي، وحزب الله، وأخيراً رئيس الوزراء محمد السوداني يحصل لك الشيء ذاته، أنا لا أمزح… 

يعمل الصدر على ترويض فشله السياسي بمحاولات تجعله أسوأ حتى وهو خارج العملية، فتسأل: ما الذي يريده مقتدى بالضبط؟ يا أخي ما الذي يرضيك؟ بمزاجه! هو حر، وحر بكيفية التصرف والتلاعب بنا، ولا يرى من الشعب سوى دمى يميلها يميناً ويساراً،  يضربنا ويحضننا متى أراد، بلا صداد ولا رداد. 

يتشفى أتباعه بأن له تأثيراً ساحراً على العراق من دون الحاجة الى مقعد برلماني صدري واحد، الدليل على ذلك، أنه عاد مجدداً بطلب غريب للغاية، وهو إعلان يوم عيد الغدير (وهو عيد شيعي) كعطلة رسمية في العراق، الذي يفترض أنه بلد يجمع ما لا يقل عن أربعة أديان مختلفة، وقد صوّ ت البرلمان على العطلة بما يريد فعلاً، على رغم أنوف الناشطين الذين أكدوا أنها خطوة طائفية للغاية، وترسل للعالم صوتاً يوضح أن العراق شيعي فقط، بتهميش واضح لباقي أتباع الديانات، الذين حقاً لا يحصلون سوى على إجازات من دوائرهم للاحتفال بأعيادهم الدينية. 

أشعر دائماً بالاستغراب أمام مقتدى الصدر، هو مخلوق غريب، وأفكاره غريبة، ولا يمكنني التفكير بها، من يصفق له؟ من يقول له “عفية سيدنا؟” من يرضى بكل هذا؟ نحن ننجو من فك مقتدى الصدر بالحظ، مرة بعد مرة، نقاوم وندعي ونصلي، لئلا نكون إحدى الفئات المستهدفة بشكل مباشر من تغريداته، أفكر بكل من اسمه”يزيد”، الذين عليهم أن يواجهوا كل هذا الطغيان والديكتاتورية بابتسامة وتوسل، أو أن يستسلموا أمام التحريض على القتل والعنف من مقتدى، الذي سيراها أزمة سيُقتل خلالها كم يزيد ياترى؟، لا نعلم، لكن ما نعلمه أنه سيخرج ويطلب حماية المدنيين من القتل. وهكذا، يعود هو المنقذ بدرء الفتنة بعدما أشعلها.

23.07.2024
زمن القراءة: 5 minutes

مجدداً يحاول مقتدى الصدر، سحب العراق لحفرة الحروب، إرضاء لمصالحه الشخصية. يلامس أكثر الأمور حساسية وطائفية ومذهبية، متعكزاً على جمهور كبير من الموالين له، ويمص قدرتهم -كمواطنين- على اتخاذ القرارات الشخصية ويجعل منهم أداة خطرة وقابلة للاشتعال في أي لحظة.

لم يكن لي حل سوى أن أنقع جلدي للمرة العاشرة بمياه الصنبور الساخنة للغاية، أحاول حماية نفسي من جنون انقطاع الكهرباء المستمر منذ أكثر من عشر ساعات. 

أنتظر هواء الرب أو المكيف، أو صاحب المولد الذي تتزامن أعطاله مع انقطاع التيار الكهربائيّ”الحكومي”.

“جاءت” الكهرباء في النهاية، لا يهم مصدرها، لكن ما إن شعلت الأنوار، حتى ركضت نحو كل شيء يشعرني بآدميتي، أقلب صفحات فيسبوك وتويتر، كلها تلطم بسبب الحر.

وأنا أتصفّح، أكتشف أن هنا من “يغرد” و”يخطب” بسرب ثانٍ كلياً، يغرّد بأسلوب مُستفز لدرجة تنسيك الحر والصيف وتساؤلاتك حول الحصول على حق الآدمية في بلدك. إنه مقتدى الصدر، الذي قرر بعد 1400 عام من مقتل الإمام الحسين، أن اسم يزيد لا يجب تداوله أو التسمية به، ببساطة هكذا وكأن الحسين قُتل قبل يومين.

تسبّب الصدر  أثناء كلمته في النجف الأشرف لمناسبة عاشوراء، بدبّ الرعب في قلوب آلاف حاملي هذا الاسم، ما أثار قليلاً قدرتي على استيعاب كلماته، لكن، أحد سيئي  الحظ، والذي اسمه يزيد الحسون، فضّل مواجهة مقتدى الصدر ورفض تغيير اسمه. 

يزيد الحسّون، ذكّر الصدر بأن ستة من المقتولين في (معركة الطف- واقعة كربلاء) والذين كانوا بجيش الحسين، اسمهم يزيد، ليكتب بعدها الحسون أنه خائف من أن يستهدف من جهات وأفراد “يتصيدون في الماء العاكر”، يزيد خائف من أن يتعرض للأذى هو أو عائلته وأصدقائه، لينهي رسالته/منشوره بتودد كبير لزعيم التيار الوطني الشيعي العراقي.

الأسماء التي دمّرت أصحابها 

عام 2007، قُتل أمامي شخص برصاصة أصابته بمعدته، حدّق بي طويلاً قبل أن يسقط هادئاً على وجهه، كان اسمه علي، ونجا سابقاً من محاولة قتل بسبب اسمه الذي لا نعرف إن كان صحيحاً أم لا.

عمل علي في سوق منطقتنا، وردد كثيراً أمام المتبضعين كل مرة تلك الحادثة: “الحمير لا يعرفوا إني سني أو شيعي، لدي هويتين، يمكنني عرضهما في كل منطقة تتحسس من اسم معين. يضحك ويعيد تفاصيل الحادثة. 

“يا أخي كنت محظوظاً يومها، لبقائي على قيد الحياة، قُتل قبلي شخص بسبب اسمي، عرفت أنه يجب أن أظهر هوية معاكسة لهم، ونجوت! يفتح فمه، يصرخ بأعجوبة، لكنه بعد أشهر قُتل بسبب اسمه”.

رد مقتدى الصدر على منشور الشاب يزيد الحسون دون غيره، أقرأ الرد وأنتظر أن أجد شعوراً بالخجل، او تأنيب للضمير، لكن الصدر،  لم يعتذر، وأصر على تغيير الاسم، مراعياً وضع يزيد، فـ”سمّاه” عُمر، وكأن الصدر يمتلك حق التسمية!

“يا أخي كنت محظوظاً يومها، لبقائي على قيد الحياة، قُتل قبلي شخص بسبب اسمي، عرفت أنه يجب أن أظهر هوية معاكسة لهم، ونجوت! يفتح فمه، يصرخ بأعجوبة، لكنه بعد أشهر قُتل بسبب اسمه”.

محاولات الخراب الصدرية 

مجدداً يحاول مقتدى الصدر، سحب العراق لحفرة الحروب، إرضاء لمصالحه الشخصية. يلامس أكثر الأمور حساسية وطائفية ومذهبية، متعكزاً على جمهور كبير من الموالين له، ويمص قدرتهم -كمواطنين- على اتخاذ القرارات الشخصية ويجعل منهم أداة خطرة وقابلة للاشتعال في أي لحظة.

يعرف الصدر تماماً أن أي طلب يخرج من فمه، يُلبى من المواطنين، والحكومة العراقية لأسباب عدة، منها أنه ولربما -ياخذوه على كد عقله- لمعرفتهم برعونته وقدرته على قلب “واطيها بعاليها” عبر تغريدة واحدة.

اعتزل مقتدى الصدر السياسة وأقر -بشكل غير مباشر- بشله في العملية كلها منذ سنتين، لكن شيئاً ما يحكّه، فبدأ باختبار الشارع، البرلمان، وأتباعه، من خلال تغريدات لا تعطينا كمواطنين عراقيين بائسين شعوراً سوى أننا تحت رحمة عباءة دينية، مازوخية، تستلذ بوضعنا كفئران تجارب، يجرب فيها الصدر كيفية اعادة دمج أفكاره في السياسة العراقية، بأقل الخسائر بالنسبة له، وبتكلفة كبيرة يدفعها الشعب العراقي. 

انسحب من البرلمان أواسط حزيران/ يونيو 2022 ، وأعلن رفضه “الاشتراك مع الفاسدين” لتشكيل الحكومة، وحلّ التحالف الثلاثي الذي جمعه مع قيادات من السُّنة والأكراد، وعقب ذلك دفع أنصاره إلى اتخاذ خطوات احتجاجية أطلق عليها حينها “ثورة عاشوراء”، انتهت باقتحام مقر مجلس النواب العراقي في نهاية حزيران من العام ذاته والاعتصام فيه قرابة شهر.

انتهى الأمر بمواجهات دامية داخل المنطقة الخضراء بين عناصر التيار الصدري ومجموعات الحشد الشعبي والفصائل المسلحة، وقتل أكثر من عشرة أشخاص من أتباع الصدر وجرح أكثر من 200 من الطرفين، أَعلن الصدر بعدها إنهاء الاعتصام وتجميد كل النشاطات السياسية لتياره.

 زج الصدر بجماعته في معركة غير متكافئة، وهو يعلم أنهم لا يمتلكون العدة العسكرية أو الدعم الحكومي كالذي بحوزة ميليشيات الإطار التنسيقي، لكنه بقي متفرجاً طوال ليلة كاملة تلقى أتباعه خلالها صفعات مدمرة، ولم يقرر الانسحاب إلا بعدما علم كلياً أنه لن يظفر بالسلطة. الصدر  وكما في كل مرة، تعامل مع الآخرين كممتلكات أو جسور لعبوره نحو غاياته. 

كل يوم قمع جديد

بعد خمسة أشهر فقط على اعتزاله، غرد مقتدى ضد المثليين ومجتمع الميم عين في العراق والعالم، ودعا بشكل رمزي الى عدم حمايتهم، باثًا الرعب في نفوس مجتمع يعيش من الأساس بالسر والخوف، بخاصة بعد تعديل قانون تجريم المثلية في العراق وإضافة المزيد من القمع بحق الحريات. 

لم يكتف بذلك حتى أسّس “التيار الوطني الشيعي”، الاسم الذي عدّه كثيرون تسمية طائفية تؤجج مزيداً من الانقسامات التي يريد من خلالها تحقيق مآربه باللعب مرة أخرى على ما تبقى من الشيعة غير الموالين لحكومة السوداني والإطار التنسيقي.

 يمتهن الصدر التحايل وهو مستعد لرؤية الشعب تتقطع أوصاله كما في حروبه السابقة، مقابل عودته الى السلطة. مقتدى الصدر لعنة ممتدة من 2003 حتى اليوم، وما يغفر قليلاً لبقية المجرمين من السياسيين العراقيين، هو قدرة المواطن العراقي على كتابة منشور ضدهم على الأقل.

لكن الوضع عند مقتدى الصدر يختلف، فبعد كتابة المنشور بدقائق سيأخذونك أنت وعشيرتك خلف الشمس. لحظة، حتى حينما تكتب عن قيس الخزعلي، والحشد الشعبي، وعصائب أهل الحق وهادي العامري، وكتائب الإمام علي، وحزب الله، وأخيراً رئيس الوزراء محمد السوداني يحصل لك الشيء ذاته، أنا لا أمزح… 

يعمل الصدر على ترويض فشله السياسي بمحاولات تجعله أسوأ حتى وهو خارج العملية، فتسأل: ما الذي يريده مقتدى بالضبط؟ يا أخي ما الذي يرضيك؟ بمزاجه! هو حر، وحر بكيفية التصرف والتلاعب بنا، ولا يرى من الشعب سوى دمى يميلها يميناً ويساراً،  يضربنا ويحضننا متى أراد، بلا صداد ولا رداد. 

يتشفى أتباعه بأن له تأثيراً ساحراً على العراق من دون الحاجة الى مقعد برلماني صدري واحد، الدليل على ذلك، أنه عاد مجدداً بطلب غريب للغاية، وهو إعلان يوم عيد الغدير (وهو عيد شيعي) كعطلة رسمية في العراق، الذي يفترض أنه بلد يجمع ما لا يقل عن أربعة أديان مختلفة، وقد صوّ ت البرلمان على العطلة بما يريد فعلاً، على رغم أنوف الناشطين الذين أكدوا أنها خطوة طائفية للغاية، وترسل للعالم صوتاً يوضح أن العراق شيعي فقط، بتهميش واضح لباقي أتباع الديانات، الذين حقاً لا يحصلون سوى على إجازات من دوائرهم للاحتفال بأعيادهم الدينية. 

أشعر دائماً بالاستغراب أمام مقتدى الصدر، هو مخلوق غريب، وأفكاره غريبة، ولا يمكنني التفكير بها، من يصفق له؟ من يقول له “عفية سيدنا؟” من يرضى بكل هذا؟ نحن ننجو من فك مقتدى الصدر بالحظ، مرة بعد مرة، نقاوم وندعي ونصلي، لئلا نكون إحدى الفئات المستهدفة بشكل مباشر من تغريداته، أفكر بكل من اسمه”يزيد”، الذين عليهم أن يواجهوا كل هذا الطغيان والديكتاتورية بابتسامة وتوسل، أو أن يستسلموا أمام التحريض على القتل والعنف من مقتدى، الذي سيراها أزمة سيُقتل خلالها كم يزيد ياترى؟، لا نعلم، لكن ما نعلمه أنه سيخرج ويطلب حماية المدنيين من القتل. وهكذا، يعود هو المنقذ بدرء الفتنة بعدما أشعلها.