fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

منتخب لبنان لكرة السلة على “أرضه” في دبي: مستقبل أفضل اللاعبين العرب في مهبّ الحرب

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تتأثر لعبة كرة السلة بما يحدث للبنان واللبنانيين، فبعد الأزمة الاقتصادية، عانت اللعبة كثيراً، وعادت كورونا وضاعفت من المعاناة، وانعكست على النشاط الرياضي في العالم، وبعدما تعافت في السنتين الأخيرتين من الأزمتين السابقتين، أتت هذه الحرب، لتعيدها إلى نقطة الصفر من جديد.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“ذاهبون لتقديم الصورة الحقيقية عن لبنان، نحن نعيش تحت القصف والحرب الآن، والجمهور اللبناني حزين، منازله مدمرة وللجميع أقارب قُتلوا في الحرب، نحن اليوم خلفنا بلداً مدمراً، علينا أن نكون على هذا القدر من المسؤولية”. هكذا أجاب قائد منتخب لبنان ولاعب النادي الرياضي أمير سعود في بودكاست “أنت الحكم” على سؤال: ما الهدف من مباراتي الإمارات وسوريا المقبلتين في 22 و25 تشرين الثاني/ نوفمبر في دبي؟

لم يُخفِ إذاً قائد منتخب لبنان أن الهدف الأساسي من المباراتين ليس التأهل شبه المضمون لكأس آسيا، بل إن الهدف سياسي وتضامني. أجبرت الـ”فيبا” لبنان على اللعب خارج أرضه بسبب الحرب القائمة، واختار دبي كأرض له في مباراة مع منتخب سوريا ستقام في 25 الشهر الجاري، وبادل “الأرض” مع المنتخب الإماراتي في المباراة التي ستقام في 22 من الشهر نفسه؛ التي كان من المفترض أن تُجرى في لبنان. وبما أن لبنان اختار دبي لمواجهة المنتخب السوري، قبِل الإماراتيون بالمبادلة، على أن تُلعب مباراتنا معهم في شباط/ فبراير من العام 2025 في لبنان، إذا كانت الظروف تسمح بذلك، وتقع المباريات ضمن تصفيات كأس آسيا 2025 التي ستقام في السعودية.

يحتل لبنان المرتبة الأولى في مجموعته، التي تضم إلى جانبه البحرين والإمارات وسوريا، وهي مجموعة بطبيعة الحال سهلة بالنسبة الى المنتخب اللبناني، الذي يتفوق فنياً بأشواط عن غالبية المنتخبات العربية، لذلك كان كلام أمير سعود عن مدى أهمية المباراة، بشقّها غير الفني، وهي أيضاً مناسبة كي يعود الجمهور اللبناني ليشاهد كرة السلة اللبنانية، بعدما أوقفت الحرب الدوري اللبناني لكرة السلة، الذي كان واعداً هذه السنة، كما أوقفت أي نشاط رياضي آخر.

وائل عرقجي يعود: السياسة والمنتخب 

  سيشارك أيضاً وائل عرقجي مع المنتخب في دبي، بعدما غاب في التصفيات المؤهلة للأولمبياد بسبب ولادة طفلته الأولى. وجود أفضل لاعب في آسيا، وفي لبنان، سيعطي دفعاً معنوياً وتقنياً للمنتخب بطبيعة الحال، ولكن الحديث عن وائل لا يقف عند الشق التقني، فإذا كان لاعبو كرة السلة في غالبيتهم يخفون انتماءاتهم السياسية، فوائل بعكس ذلك، وهو معروف بشخصيته القوية والمستفزة داخل الملعب، فمن ينسى السجال في كأس آسيا عام 2022 بينه وبين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، عندما طلب منه أن يقفل فمه، رداً على تهنئته المنتخب بالتأهل لنصف نهائي البطولة، وتبع ذلك بيان لميقاتي يهاجم وائل، ما استدعى تضامن الجمهور اللبناني مع الأخير.

لم يغب وائل عن الحرب، فمنذ اليوم الأول، نزل إلى كورنيش عين المريسة في بيروت، ليوزّع الطعام على النازحين الذين افترشوا الطريق حينها. كذلك قام بمبادرات عدة لجمع التبرعات والمساعدات، والمبادرة الأهم ربما هي توزيع كرات السلة على الأطفال في المدارس مع رسالة تشجيعية لهم كتب عليها: “أعزائي الأطفال هذه الكرة ليست مجرد لعبة، إنها وسيلة للهروب كما كانت لي. عندما تشتد الأمور، اجعلوا اللعب بها طريقكم نحو الأمل والحرية”.

لطالما أهدى وائل الفوز للبنانيين في الاستحقاقات الرياضية للمنتخب أو لناديه، مذكراً بمعاناتهم الاقتصادية بعد الانهيار المالي عام 2019 . وفي تصريح بعد التأهل لنهائي بطولة آسيا عام 2022، قال: “نحن نأتي من بلد مليء بالحزن، ونريد إسعاد شعبنا لا أكثر”. علماً أنه أهدى فوز ناديه الرياضي في بطولة “وصل” في حزيران/ يونيو الماضي لشهداء الجنوب وفلسطين وكان مرتدياً الكوفية الفلسطينية.

“أعزائي الأطفال هذه الكرة ليست مجرد لعبة، إنها وسيلة للهروب كما كانت لي. عندما تشتد الأمور، اجعلوا اللعب بها طريقكم نحو الأمل والحرية”.

 المنتخب بين حرب تموز والحرب اليوم

المقارنة حالياً في لبنان جارية على كل الصعد، سواء في السياسة أو في حجم الدمار، أو عدد الضحايا والكلفة المادية، بين حرب تموز/ يوليو عام 2006، والحرب الإسرائيلية الآن، وقد كابدت كرة السلة عموماً والمنتخب بخاصةً تبعات الحربين ولا يزالان.

في حرب تموز/ يوليو، كان لبنان متأهلاً لبطولة العالم في كرة السلة في اليابان، وحينها كانت إسرائيل تفرض حصاراً بحرياً وبرياً وجوياً على لبنان، وكان المطار خارج الخدمة بعدما قُصف في بداية الحرب، ما اضطر الفريق أن يسلك الطريق البري عبر الشمال، متوجهاً إلى سوريا، وبعدها إلى عمان، ثم أقام معسكرات عدة في مدن عدة قبل الذهاب إلى اليابان.

وبسبب هذه الرحلة الشاقة وصعوبة الموقف، لم يتوقع حينها أحد من المنتخب أن يحقق أي شيء، ولكنه فجّر حينها المفاجأة الأكبر حين انتصر على المنتخب الفرنسي، الذي يُعدّ من أقوى منتخبات كرة السلة في العالم.

اليوم، وبما أن الحرب أطول من حرب عام 2006، فإن كرة السلة قد تأثرت أكثر، ففي حرب 2006 لم يتوقف الدوري، لأن الحرب بدأت وانتهت في الصيف، أي في وقت العطلة الرياضية، أما الحرب اليوم، فقد اندلعت بشكلها الموسع في 23 أيلول/ سبتمبر، أي قبل أيام قليلة من انطلاق الدوري اللبناني، ولا تزال مستمرة إلى اليوم، ولا أفق لموعد محدد لانطلاق الدوري، وهو ما يؤثر على مستوى اللاعبين، وعلى مردودهم المادي أيضاً؛ الذي توقف، فيما اختار البعض منهم ومن المدربين الرحيل إلى دوريات أقل مستوى، في قطر وسوريا وليبيا، إلى حين انتهاء الحرب، وستزداد هجرة المدربين واللاعبين إذا ما استمرت الحرب، وهذا يشكل خطراً حقيقياً على لعبة كرة السلة اللبنانية التي وصلت أخيراً إلى مستويات فنية عالية، وكان الدوري اللبناني قد اكتسب شعبية واسعة في لبنان والمنطقة، واستقطب أهم اللاعبين الأجانب.

المنتخب والدوري

لن تكون رحلة المنتخب في التأهل لبطولة آسيا 2025 صعبة، وهو في الطريق لتحقيق ذلك، ولكن الصعوبة تكمن في الحفاظ على مستوى الدوري اللبناني، والحد من هجرة اللاعبين والمدربين، وكيف سيقام الدوري وما هو الشكل الذي سيكون عليه، وكيف سيتم استقدام اللاعبين الأجانب، أو إعادة تأمين الرعاة في بلد دمرته الحرب ومنهار اقتصادياً؟

تتأثر لعبة كرة السلة بما يحدث للبنان واللبنانيين، فبعد الأزمة الاقتصادية، عانت اللعبة كثيراً، وعادت كورونا وضاعفت من المعاناة، وانعكست على النشاط الرياضي في العالم، وبعدما تعافت في السنتين الأخيرتين من الأزمتين السابقتين، أتت هذه الحرب، لتعيدها إلى نقطة الصفر من جديد.

21.11.2024
زمن القراءة: 4 minutes

تتأثر لعبة كرة السلة بما يحدث للبنان واللبنانيين، فبعد الأزمة الاقتصادية، عانت اللعبة كثيراً، وعادت كورونا وضاعفت من المعاناة، وانعكست على النشاط الرياضي في العالم، وبعدما تعافت في السنتين الأخيرتين من الأزمتين السابقتين، أتت هذه الحرب، لتعيدها إلى نقطة الصفر من جديد.

“ذاهبون لتقديم الصورة الحقيقية عن لبنان، نحن نعيش تحت القصف والحرب الآن، والجمهور اللبناني حزين، منازله مدمرة وللجميع أقارب قُتلوا في الحرب، نحن اليوم خلفنا بلداً مدمراً، علينا أن نكون على هذا القدر من المسؤولية”. هكذا أجاب قائد منتخب لبنان ولاعب النادي الرياضي أمير سعود في بودكاست “أنت الحكم” على سؤال: ما الهدف من مباراتي الإمارات وسوريا المقبلتين في 22 و25 تشرين الثاني/ نوفمبر في دبي؟

لم يُخفِ إذاً قائد منتخب لبنان أن الهدف الأساسي من المباراتين ليس التأهل شبه المضمون لكأس آسيا، بل إن الهدف سياسي وتضامني. أجبرت الـ”فيبا” لبنان على اللعب خارج أرضه بسبب الحرب القائمة، واختار دبي كأرض له في مباراة مع منتخب سوريا ستقام في 25 الشهر الجاري، وبادل “الأرض” مع المنتخب الإماراتي في المباراة التي ستقام في 22 من الشهر نفسه؛ التي كان من المفترض أن تُجرى في لبنان. وبما أن لبنان اختار دبي لمواجهة المنتخب السوري، قبِل الإماراتيون بالمبادلة، على أن تُلعب مباراتنا معهم في شباط/ فبراير من العام 2025 في لبنان، إذا كانت الظروف تسمح بذلك، وتقع المباريات ضمن تصفيات كأس آسيا 2025 التي ستقام في السعودية.

يحتل لبنان المرتبة الأولى في مجموعته، التي تضم إلى جانبه البحرين والإمارات وسوريا، وهي مجموعة بطبيعة الحال سهلة بالنسبة الى المنتخب اللبناني، الذي يتفوق فنياً بأشواط عن غالبية المنتخبات العربية، لذلك كان كلام أمير سعود عن مدى أهمية المباراة، بشقّها غير الفني، وهي أيضاً مناسبة كي يعود الجمهور اللبناني ليشاهد كرة السلة اللبنانية، بعدما أوقفت الحرب الدوري اللبناني لكرة السلة، الذي كان واعداً هذه السنة، كما أوقفت أي نشاط رياضي آخر.

وائل عرقجي يعود: السياسة والمنتخب 

  سيشارك أيضاً وائل عرقجي مع المنتخب في دبي، بعدما غاب في التصفيات المؤهلة للأولمبياد بسبب ولادة طفلته الأولى. وجود أفضل لاعب في آسيا، وفي لبنان، سيعطي دفعاً معنوياً وتقنياً للمنتخب بطبيعة الحال، ولكن الحديث عن وائل لا يقف عند الشق التقني، فإذا كان لاعبو كرة السلة في غالبيتهم يخفون انتماءاتهم السياسية، فوائل بعكس ذلك، وهو معروف بشخصيته القوية والمستفزة داخل الملعب، فمن ينسى السجال في كأس آسيا عام 2022 بينه وبين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، عندما طلب منه أن يقفل فمه، رداً على تهنئته المنتخب بالتأهل لنصف نهائي البطولة، وتبع ذلك بيان لميقاتي يهاجم وائل، ما استدعى تضامن الجمهور اللبناني مع الأخير.

لم يغب وائل عن الحرب، فمنذ اليوم الأول، نزل إلى كورنيش عين المريسة في بيروت، ليوزّع الطعام على النازحين الذين افترشوا الطريق حينها. كذلك قام بمبادرات عدة لجمع التبرعات والمساعدات، والمبادرة الأهم ربما هي توزيع كرات السلة على الأطفال في المدارس مع رسالة تشجيعية لهم كتب عليها: “أعزائي الأطفال هذه الكرة ليست مجرد لعبة، إنها وسيلة للهروب كما كانت لي. عندما تشتد الأمور، اجعلوا اللعب بها طريقكم نحو الأمل والحرية”.

لطالما أهدى وائل الفوز للبنانيين في الاستحقاقات الرياضية للمنتخب أو لناديه، مذكراً بمعاناتهم الاقتصادية بعد الانهيار المالي عام 2019 . وفي تصريح بعد التأهل لنهائي بطولة آسيا عام 2022، قال: “نحن نأتي من بلد مليء بالحزن، ونريد إسعاد شعبنا لا أكثر”. علماً أنه أهدى فوز ناديه الرياضي في بطولة “وصل” في حزيران/ يونيو الماضي لشهداء الجنوب وفلسطين وكان مرتدياً الكوفية الفلسطينية.

“أعزائي الأطفال هذه الكرة ليست مجرد لعبة، إنها وسيلة للهروب كما كانت لي. عندما تشتد الأمور، اجعلوا اللعب بها طريقكم نحو الأمل والحرية”.

 المنتخب بين حرب تموز والحرب اليوم

المقارنة حالياً في لبنان جارية على كل الصعد، سواء في السياسة أو في حجم الدمار، أو عدد الضحايا والكلفة المادية، بين حرب تموز/ يوليو عام 2006، والحرب الإسرائيلية الآن، وقد كابدت كرة السلة عموماً والمنتخب بخاصةً تبعات الحربين ولا يزالان.

في حرب تموز/ يوليو، كان لبنان متأهلاً لبطولة العالم في كرة السلة في اليابان، وحينها كانت إسرائيل تفرض حصاراً بحرياً وبرياً وجوياً على لبنان، وكان المطار خارج الخدمة بعدما قُصف في بداية الحرب، ما اضطر الفريق أن يسلك الطريق البري عبر الشمال، متوجهاً إلى سوريا، وبعدها إلى عمان، ثم أقام معسكرات عدة في مدن عدة قبل الذهاب إلى اليابان.

وبسبب هذه الرحلة الشاقة وصعوبة الموقف، لم يتوقع حينها أحد من المنتخب أن يحقق أي شيء، ولكنه فجّر حينها المفاجأة الأكبر حين انتصر على المنتخب الفرنسي، الذي يُعدّ من أقوى منتخبات كرة السلة في العالم.

اليوم، وبما أن الحرب أطول من حرب عام 2006، فإن كرة السلة قد تأثرت أكثر، ففي حرب 2006 لم يتوقف الدوري، لأن الحرب بدأت وانتهت في الصيف، أي في وقت العطلة الرياضية، أما الحرب اليوم، فقد اندلعت بشكلها الموسع في 23 أيلول/ سبتمبر، أي قبل أيام قليلة من انطلاق الدوري اللبناني، ولا تزال مستمرة إلى اليوم، ولا أفق لموعد محدد لانطلاق الدوري، وهو ما يؤثر على مستوى اللاعبين، وعلى مردودهم المادي أيضاً؛ الذي توقف، فيما اختار البعض منهم ومن المدربين الرحيل إلى دوريات أقل مستوى، في قطر وسوريا وليبيا، إلى حين انتهاء الحرب، وستزداد هجرة المدربين واللاعبين إذا ما استمرت الحرب، وهذا يشكل خطراً حقيقياً على لعبة كرة السلة اللبنانية التي وصلت أخيراً إلى مستويات فنية عالية، وكان الدوري اللبناني قد اكتسب شعبية واسعة في لبنان والمنطقة، واستقطب أهم اللاعبين الأجانب.

المنتخب والدوري

لن تكون رحلة المنتخب في التأهل لبطولة آسيا 2025 صعبة، وهو في الطريق لتحقيق ذلك، ولكن الصعوبة تكمن في الحفاظ على مستوى الدوري اللبناني، والحد من هجرة اللاعبين والمدربين، وكيف سيقام الدوري وما هو الشكل الذي سيكون عليه، وكيف سيتم استقدام اللاعبين الأجانب، أو إعادة تأمين الرعاة في بلد دمرته الحرب ومنهار اقتصادياً؟

تتأثر لعبة كرة السلة بما يحدث للبنان واللبنانيين، فبعد الأزمة الاقتصادية، عانت اللعبة كثيراً، وعادت كورونا وضاعفت من المعاناة، وانعكست على النشاط الرياضي في العالم، وبعدما تعافت في السنتين الأخيرتين من الأزمتين السابقتين، أتت هذه الحرب، لتعيدها إلى نقطة الصفر من جديد.