fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

من شمال سوريا إلى ناغورنو كراباخ… تركيا تجنّد مقاتلين في المعارك

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

من مفاجآت النزاع المستجد بين أرمينيا وآذربيجان على إقليم ناغورنو كراباخ مشاركة مقاتلين سوريين في جبهات القتال… بدا الأمر بداية وكأنه أخبار زائفة لكن يبدو أن هذا ما يحدث بالفعل.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

معظم الذاهبين إلى القتال اليوم، لا خلفية واضحة  لديهم عن سبب النزاع وأبعاده.

فبعد ورود أنباء عن اندلاع معارك على الحدود بين آذربيجان وأرمينيا، وقبل هذه المعارك بيومٍ واحد، وصلت دفعة من المقاتلين السوريين المنضوين ضمن فصائل المعارضة السورية المتحالفة مع تركيا إلى آذربيجان.

وكحال سوريا، وبعدها ليبيا، تحظى آذربيجان بدعمٍ تركيا، بينما تحظى أرمينيا بدعمٍ من روسيا التي تمتلك قواعد عسكرية فيها، ومنذ بدء القتال رفعت الأوساط السياسية التركية شعار “شعب واحد في دولتين” في إشارةٍ إلى الدعم التركي الرسمي لآذربيجان في هذه المعركة.

هذا الموقف يتعزّز مع تصعيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقاداته للجانب الأرميني، معتبراً أن أرمينيا هي “أكبر تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة”.

وقبل ذلك، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أن موقف أرمينيا “العدواني” يمثل أكبر عقبة أمام السلام والاستقرار في منطقة القوقاز، وأن عليها التراجع عن “العدوان” موضحاً أن بلاده تدين الهجوم الأرميني وستقف إلى جانب آذربيجان في الدفاع عن وحدة أراضيهم.

وناغورنو كاراباخ او ارتساخ بالأرمينية إقليم يشهد صراعاً بين الأرمن والآذريين منذ نحو قرن وكانت آخر المعارك حوله في التسعينات قبل ان يتوقف عام 1994 باتفاق بين الطرفين.

الجبهة اشتعلت منذ أيام، وبعد ساعات على انطلاق المعارك أعلن السفير الأرميني لدى روسيا، فاردان توغانيان إن تركيا نقلت نحو 4 آلاف “مرتزق” موالٍ لها من شمال سوريا إلى آذربيجان وانهم يشاركون في القتال.

الأمر نفسه أكّده “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مع وصول دفعة من مقاتلي الفصائل السورية الموالية لأنقرة، إلى آذربيجان.

في المقابل، اتهمت آذربيجان “مرتزقة سوريين” بالقتال إلى جانب الجيش الأرميني على لسان الناطق باسم وزارة الدفاع الأذرية أنار أيوازوف، الذي قال: “تم العثور على مرتزقة سوريين من أصول أرمينية، بين جثث القوات الأرمينية على جبهة قره باغ”.

هي إذاً حرب جديدة يجد سوريون أنفسهم فيها مقاتلين بالأجرة على أرض ليست أرضهم ويموتون في قضية خاسرة مرة أخرى.

تجنيد مقابل المال

محمد (اسم مستعار) وهو شاب سوري يعيش في شمال سوريا أكد لـ”درج” أن هناك عمليات تجنيد لمقاتلين هناك بغرض إرسالهم للقتال في أذربيجان. 

الأمر نفسه أكده لنا مقاتل في “الجيش الوطني السوري”. 

بحسب الشهادتين والمعطيات المتوافرة فإن أكثر ما يدفع سوريين للقتال هناك، هو الحالة المادية المتدهورة التي يعانون منها، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، ولا سيما بعد تدهور الليرة السورية وانخفاض الأجور الذي أدّى إلى ضعف القوة الشرائية في البلاد، ما وصل بالبعض إلى عدم القدرة على تأمين احتياجاتهم اليومية والأساسية.

وشرح محمد أن التجنيد يتم عبر استمارة يتم توزيعها على من يرغبون بالقتال، حيث يتم تعبئتها من قبل الراغبين بالانخراط في معارك أذربيجان، كما كان الحال سابقاً بالنسبة للتجنيد في ليبيا.

بعد تعبئة هذه الاستمارة، تتم دراستها من جهات تركية، ثم يتم التواصل مع المقبولين منهم للبدء بتنسيق عمليات النقل للقتال.

كما أوضح محمد أن عشرات المقاتلين والمدنيين طلبوا تسجيل أسمائهم للسفر إلى آذربيجان، وذلك مقابل الرواتب المرتفعة المقدّمة لهم.

وقال أيضاً: “إن وضع المدنيين الاقتصادي في شمال سوريا لا يُطاق، وغالبية الأسر غير قادرة على تأمين أبسط احتياجاتها الحياتية بسبب الغلاء الفاحش، وازداد هذا الأمر صعوبةً بعد الهبوط الأخير لليرة السورية إذ وصلت إلى 2200 ليرة مقابل كل دولار أميركي” لافتاً إلى أن ذلك دفع المقاتلين وأحياناً المدنيين للانتقال إلى آذربيجان.

ونقل محمد قصّة أحد أصدقائه الذي قرّر التوجّه إلى آذربيجان وقدّم طلباً لذلك، من أجل العودة ببضعة آلاف من الدولارات وتأمين مستوى حياة مقبول له داخل سوريا.

ولا ينجو المقاتلين من معادلة سوء الوضع الاقتصادي في شمال سوريا، وفي هذا الصدد أكّد باسم (اسم مستعار) وهو مقاتل في “الجيش الوطني السوري” توجّه سوريين إلى آذربيجان.

أكثر ما يدفع سوريين للقتال هناك، هو الحالة المادية المتدهورة التي يعانون منها، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين.

وقال: “رواتب المقاتلين هنا تتراوح بين 500 و600 ليرة تركية شهرياً (أقل من 100 دولار) وهذا المبلغ يكاد لا يكفي لتأمين متطلّبات الحياة الأساسية هنا، الأمر الذي دفع بالعشرات للتوجّه إلى آذربيجان”.

وأضاف باسم أن التجنيد يحصل من طريق مبعوثين وشركات أمنية من تركيا، إذ يتم تسجيل أسماء الراغبين بالالتحاق وإخطار المطلوبين لاحقاً.

كما يبلغ راتب المقاتل في أذربيجان ما بين 700 – 1200 دولار أمريكي، ويتم التجنيد ضمن عقود موقّتة مدّتها ثلاثة أشهر، أي أنّها تجلب نحو 3 آلاف دولار للمجنّد.

بحسب باسم، التوجّه إلى آذربيجان لم يكن للقتال وإنّما للقيام بمهمات أمنية مع إحدى الشركات التركية، مثل التنسيق اللوجستي وحماية بعض المناطق الحيوية من دون الانخراط بالمعارك مباشرة.

ولكن يبدو أن مهمة الحماية الأمنية ليست دقيقة تماماً، إذ كشف صحافي سوري من ريف حلب، مقتل أحد السوريين الذين توجّهوا إلى آذربيجان واسمه محمد شعلان، ويُلقّب محلياً بـ”أبي شعبان”، كان يقاتل مع فصيل “ثوار الشام” السوري المعارض، ولكنّه سرعان ما قتل بعد أيام من وصوله إلى هناك.

https://twitter.com/HousseinAk/status/1310978787014840324

بدأت عمليات التجنيد راهناً، وبالفعل توجّهت دفعة تنقل عشرات المقاتلين إلى أذربيجان، وهناك دفعة أخرى سوف تتجّه إلى هناك أيضاً بحسب المصدر ذاته.

وأجرت “هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” مقابلةً مع شابٍ سوري اسمه عبد الله وينحدر من إحدى قرى الشمال السوري، هو من المقاتلين المرابطين على خطوط التماس بين أرمينيا وآذربيجان، وصل عبد الله إلى آذربيجان.

يقول إنّه قبل بوظيفته للتوجّه إلى آذربيجان مقابل 2000 دولار شهرياً، لتحسين ظروف معيشته وأسرته، لكنه لم يعرف ما الذي كان ينتظره هناك.

ويشرح عن رحلته: “اقترح علينا سيف أبو بكر، قائد فرقة الحمزة بالجيش الوطني السوري المعارض، أن نذهب إلى أذربيجان لحراسة نقاط عسكرية على الحدود بأجر شهري يصل إلى 2000 دولار، لم تكن هناك حرب حينها”.

وأكمل: “نُقلنا من شمال سوريا إلى قرية حور كلس وهناك جرَّدنا عناصر من الجيش الوطني السوري المعارض من كل ما نملك من مال وهواتف وملابس، حتى لا يتم التعرف إلى هويتنا”، ولكنّه تمكن من استعادة هاتفه مرة أخرى للتواصل مع أسرته الصغيرة.

نُقل عبد الله بعدها إلى مطار عنتاب جنوب تركيا حيث طار برحلة جوية مدتها ساعة وأربعون دقيقة إلى مطار إسطنبول، ثم بعدها عبر الخطوط الآذرية إلى أذربيجان، ووجد نفسه في نقطة عسكرية على الحدود، ولم تكن هناك حرب وقتها، ولم يتلقَّ تدريباً على القتال حتى.

وبحسب تقرير BBC، عندما حل يوم الأحد 27 أيلول/ سبتمبر، سمع عن المعارك بين الأذريين والأرمن، وعن ذلك يردف: “شحنونا في ناقلات جند، كنا نرتدي زياً آذرياً، وكل شخص منا كان مسلحاً بسلاح فردي (كلاشنيكوف)… أغلب الناس هنا مدنيون فقراء كانوا يرغبون في المال وليسوا عسكريين، ثم توقفت السيارة وفوجئنا أننا على خط النار، لم نعلم حتى بمكان العدو” موضحاً أن قذيفة سقطت بالقرب منه قتلت أربعة سوريين وجرحت ثلاثة آخرين.

هي إذاً حرب جديدة يجد سوريون أنفسهم فيها مقاتلين بالأجرة على أرض ليست أرضهم ويموتون في قضية خاسرة مرة أخرى.

نجيب جورج عوض - باحث سوري | 21.03.2025

هيئة تحرير الشام، الطائفية، و”ميتريكس” سوريا الموازية

في سوريا الحالية الواقعية، لا يوجد خيار ولا كبسولتان ولا حتى مورفيوس: إما أن تنصاع لحقيقة هيمنة ميتريكس سوريا الافتراضية الموازية الذي أحضرته الهيئة معها من تجربة إدلب، أو عليك أن تتحول إلى ضحية وهدف مشروعين أمام خالقي الميتريكس وحراسه في سبيل ترسيخ وتحقيق هيمنة الميتريكس المذكور على الواقع.
"درج"
لبنان
01.10.2020
زمن القراءة: 5 minutes

من مفاجآت النزاع المستجد بين أرمينيا وآذربيجان على إقليم ناغورنو كراباخ مشاركة مقاتلين سوريين في جبهات القتال… بدا الأمر بداية وكأنه أخبار زائفة لكن يبدو أن هذا ما يحدث بالفعل.

معظم الذاهبين إلى القتال اليوم، لا خلفية واضحة  لديهم عن سبب النزاع وأبعاده.

فبعد ورود أنباء عن اندلاع معارك على الحدود بين آذربيجان وأرمينيا، وقبل هذه المعارك بيومٍ واحد، وصلت دفعة من المقاتلين السوريين المنضوين ضمن فصائل المعارضة السورية المتحالفة مع تركيا إلى آذربيجان.

وكحال سوريا، وبعدها ليبيا، تحظى آذربيجان بدعمٍ تركيا، بينما تحظى أرمينيا بدعمٍ من روسيا التي تمتلك قواعد عسكرية فيها، ومنذ بدء القتال رفعت الأوساط السياسية التركية شعار “شعب واحد في دولتين” في إشارةٍ إلى الدعم التركي الرسمي لآذربيجان في هذه المعركة.

هذا الموقف يتعزّز مع تصعيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقاداته للجانب الأرميني، معتبراً أن أرمينيا هي “أكبر تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة”.

وقبل ذلك، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أن موقف أرمينيا “العدواني” يمثل أكبر عقبة أمام السلام والاستقرار في منطقة القوقاز، وأن عليها التراجع عن “العدوان” موضحاً أن بلاده تدين الهجوم الأرميني وستقف إلى جانب آذربيجان في الدفاع عن وحدة أراضيهم.

وناغورنو كاراباخ او ارتساخ بالأرمينية إقليم يشهد صراعاً بين الأرمن والآذريين منذ نحو قرن وكانت آخر المعارك حوله في التسعينات قبل ان يتوقف عام 1994 باتفاق بين الطرفين.

الجبهة اشتعلت منذ أيام، وبعد ساعات على انطلاق المعارك أعلن السفير الأرميني لدى روسيا، فاردان توغانيان إن تركيا نقلت نحو 4 آلاف “مرتزق” موالٍ لها من شمال سوريا إلى آذربيجان وانهم يشاركون في القتال.

الأمر نفسه أكّده “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مع وصول دفعة من مقاتلي الفصائل السورية الموالية لأنقرة، إلى آذربيجان.

في المقابل، اتهمت آذربيجان “مرتزقة سوريين” بالقتال إلى جانب الجيش الأرميني على لسان الناطق باسم وزارة الدفاع الأذرية أنار أيوازوف، الذي قال: “تم العثور على مرتزقة سوريين من أصول أرمينية، بين جثث القوات الأرمينية على جبهة قره باغ”.

هي إذاً حرب جديدة يجد سوريون أنفسهم فيها مقاتلين بالأجرة على أرض ليست أرضهم ويموتون في قضية خاسرة مرة أخرى.

تجنيد مقابل المال

محمد (اسم مستعار) وهو شاب سوري يعيش في شمال سوريا أكد لـ”درج” أن هناك عمليات تجنيد لمقاتلين هناك بغرض إرسالهم للقتال في أذربيجان. 

الأمر نفسه أكده لنا مقاتل في “الجيش الوطني السوري”. 

بحسب الشهادتين والمعطيات المتوافرة فإن أكثر ما يدفع سوريين للقتال هناك، هو الحالة المادية المتدهورة التي يعانون منها، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، ولا سيما بعد تدهور الليرة السورية وانخفاض الأجور الذي أدّى إلى ضعف القوة الشرائية في البلاد، ما وصل بالبعض إلى عدم القدرة على تأمين احتياجاتهم اليومية والأساسية.

وشرح محمد أن التجنيد يتم عبر استمارة يتم توزيعها على من يرغبون بالقتال، حيث يتم تعبئتها من قبل الراغبين بالانخراط في معارك أذربيجان، كما كان الحال سابقاً بالنسبة للتجنيد في ليبيا.

بعد تعبئة هذه الاستمارة، تتم دراستها من جهات تركية، ثم يتم التواصل مع المقبولين منهم للبدء بتنسيق عمليات النقل للقتال.

كما أوضح محمد أن عشرات المقاتلين والمدنيين طلبوا تسجيل أسمائهم للسفر إلى آذربيجان، وذلك مقابل الرواتب المرتفعة المقدّمة لهم.

وقال أيضاً: “إن وضع المدنيين الاقتصادي في شمال سوريا لا يُطاق، وغالبية الأسر غير قادرة على تأمين أبسط احتياجاتها الحياتية بسبب الغلاء الفاحش، وازداد هذا الأمر صعوبةً بعد الهبوط الأخير لليرة السورية إذ وصلت إلى 2200 ليرة مقابل كل دولار أميركي” لافتاً إلى أن ذلك دفع المقاتلين وأحياناً المدنيين للانتقال إلى آذربيجان.

ونقل محمد قصّة أحد أصدقائه الذي قرّر التوجّه إلى آذربيجان وقدّم طلباً لذلك، من أجل العودة ببضعة آلاف من الدولارات وتأمين مستوى حياة مقبول له داخل سوريا.

ولا ينجو المقاتلين من معادلة سوء الوضع الاقتصادي في شمال سوريا، وفي هذا الصدد أكّد باسم (اسم مستعار) وهو مقاتل في “الجيش الوطني السوري” توجّه سوريين إلى آذربيجان.

أكثر ما يدفع سوريين للقتال هناك، هو الحالة المادية المتدهورة التي يعانون منها، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين.

وقال: “رواتب المقاتلين هنا تتراوح بين 500 و600 ليرة تركية شهرياً (أقل من 100 دولار) وهذا المبلغ يكاد لا يكفي لتأمين متطلّبات الحياة الأساسية هنا، الأمر الذي دفع بالعشرات للتوجّه إلى آذربيجان”.

وأضاف باسم أن التجنيد يحصل من طريق مبعوثين وشركات أمنية من تركيا، إذ يتم تسجيل أسماء الراغبين بالالتحاق وإخطار المطلوبين لاحقاً.

كما يبلغ راتب المقاتل في أذربيجان ما بين 700 – 1200 دولار أمريكي، ويتم التجنيد ضمن عقود موقّتة مدّتها ثلاثة أشهر، أي أنّها تجلب نحو 3 آلاف دولار للمجنّد.

بحسب باسم، التوجّه إلى آذربيجان لم يكن للقتال وإنّما للقيام بمهمات أمنية مع إحدى الشركات التركية، مثل التنسيق اللوجستي وحماية بعض المناطق الحيوية من دون الانخراط بالمعارك مباشرة.

ولكن يبدو أن مهمة الحماية الأمنية ليست دقيقة تماماً، إذ كشف صحافي سوري من ريف حلب، مقتل أحد السوريين الذين توجّهوا إلى آذربيجان واسمه محمد شعلان، ويُلقّب محلياً بـ”أبي شعبان”، كان يقاتل مع فصيل “ثوار الشام” السوري المعارض، ولكنّه سرعان ما قتل بعد أيام من وصوله إلى هناك.

https://twitter.com/HousseinAk/status/1310978787014840324

بدأت عمليات التجنيد راهناً، وبالفعل توجّهت دفعة تنقل عشرات المقاتلين إلى أذربيجان، وهناك دفعة أخرى سوف تتجّه إلى هناك أيضاً بحسب المصدر ذاته.

وأجرت “هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” مقابلةً مع شابٍ سوري اسمه عبد الله وينحدر من إحدى قرى الشمال السوري، هو من المقاتلين المرابطين على خطوط التماس بين أرمينيا وآذربيجان، وصل عبد الله إلى آذربيجان.

يقول إنّه قبل بوظيفته للتوجّه إلى آذربيجان مقابل 2000 دولار شهرياً، لتحسين ظروف معيشته وأسرته، لكنه لم يعرف ما الذي كان ينتظره هناك.

ويشرح عن رحلته: “اقترح علينا سيف أبو بكر، قائد فرقة الحمزة بالجيش الوطني السوري المعارض، أن نذهب إلى أذربيجان لحراسة نقاط عسكرية على الحدود بأجر شهري يصل إلى 2000 دولار، لم تكن هناك حرب حينها”.

وأكمل: “نُقلنا من شمال سوريا إلى قرية حور كلس وهناك جرَّدنا عناصر من الجيش الوطني السوري المعارض من كل ما نملك من مال وهواتف وملابس، حتى لا يتم التعرف إلى هويتنا”، ولكنّه تمكن من استعادة هاتفه مرة أخرى للتواصل مع أسرته الصغيرة.

نُقل عبد الله بعدها إلى مطار عنتاب جنوب تركيا حيث طار برحلة جوية مدتها ساعة وأربعون دقيقة إلى مطار إسطنبول، ثم بعدها عبر الخطوط الآذرية إلى أذربيجان، ووجد نفسه في نقطة عسكرية على الحدود، ولم تكن هناك حرب وقتها، ولم يتلقَّ تدريباً على القتال حتى.

وبحسب تقرير BBC، عندما حل يوم الأحد 27 أيلول/ سبتمبر، سمع عن المعارك بين الأذريين والأرمن، وعن ذلك يردف: “شحنونا في ناقلات جند، كنا نرتدي زياً آذرياً، وكل شخص منا كان مسلحاً بسلاح فردي (كلاشنيكوف)… أغلب الناس هنا مدنيون فقراء كانوا يرغبون في المال وليسوا عسكريين، ثم توقفت السيارة وفوجئنا أننا على خط النار، لم نعلم حتى بمكان العدو” موضحاً أن قذيفة سقطت بالقرب منه قتلت أربعة سوريين وجرحت ثلاثة آخرين.

هي إذاً حرب جديدة يجد سوريون أنفسهم فيها مقاتلين بالأجرة على أرض ليست أرضهم ويموتون في قضية خاسرة مرة أخرى.