fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

من هو والد مستشارة رياض سلامة صاحب “هبة” الـ 1.8 مليون يورو؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

حين سألت قاضية التحقيق الفرنسية مستشارة حاكم مصرف لبنان ماريان حويك عن تحويل مالي ضخم الى حسابها في سياق تحقيقات بشبهات تبييض أموال قالت إن المال من والدها. هذا التحقيق الخاص يعرض لحقيقة “الثروة” المزعومة لحويك وعلاقتها بحاكم مصرف لبنان.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]
منزل آل حويك في قرية حلتا

في قضاء البترون وعلى الساحل الشمالي للبنان، قرية صغيرة اسمها حلتا، لا شيء يميزها أكثر من شوارعها الضيقة وشجرها الكثيف، وهي منطقة مصنّفة (أي تخضع لمعايير سياحية خاصة كعدد الطبقات والقرميد)، ما يعني أن عقاراتها ثمينة. حلتا مسقط رأس مستشارة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ماريان حويك، حيث منزل العائلة الذي بناه والدها، حميد يوسف حويك. 

ورد اسم حميد حويك في التحقيقات الأوروبية المفتوحة ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومستشارته ماريان بشبهات تبييض أموال، إذ طرحت القاضية الفرنسية عليها سؤالاً حول وصول نحو 1.8 مليون يورو إلى حسابها في مصرف BGL BNP Paribas عام 2013، فاكتفت بالقول إنها “هبة من والدها”. نشر “درج” في تحقيق سابق، الوثيقة المسربة التي توضح المبلغ وتوقيع الرجل الوسيط الذي قام بعملية التحويل، نبيل عون، والذي تناوله “درج” أيضاً في تحقيق سابق.

عند وصول الدفعة الأولى من الـ 1.8 مليون يورو، التي قدرت بنحو 410 آلاف يورو بتاريخ 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2012 وفقاً لوثيقة اطلع عليها “درج”، رجحت إدارة مصرف BGL BNP PARIBAS وجود طرف ثالث لهذه العملية الذي تمثل بشخص يرجح أنه رياض سلامة. 

حوّل عون، بصفته وسيطاً بين صندوق ائتماني يحمل اسم INTER JURA CY TRUST LTD وبين شركة Rise Invest التي تمكلها ماريان، من حساب حميد حويك عبر هذا الصندوق إلى ابنته المبلغ المذكور أعلاه. لكن، تعذر على المصرف حينها إثبات أن الصندوق الائتماني يعود إلى والدها، وبالتالي يبقى إثبات ماريان لذلك إشكالية تكتفي بتبريرها بأنها هبة من والدها، والذي يبدو أنه لم يقنع القاضية.  

الطرف الأساسي في تحويل هذا المبلغ هو رياض سلامة، لكن كان لا بد من إيجاد طرف ثالث لإتمام عملية التحويل، فكان الحل الأمثل والد ماريان، حميد حويك، في حال سئلت عن الأمر في المصرف. 

كانت خبيرة الجرائم المالية أني لانغ (Anne Leung) قد أوضحت لشركائنا  في “مشروع تعقب الجريمة المالية والفساد العابر للحدود” (OCCRP) بهذا الخصوص، قائلةً: “عندما يكون هناك تحويل مالي إلى حساب شركة تجارية ويكون مبرره هبة عائلية، فيجب أن يرفع في وجه العملية العلم الأحمر. وكون باناما من الجنات الضريبية (مقر الشركة التي تلقت التحويل)، فمن المنطقي أن يقوم المصرف بالتدقيق بحسابات شركة Rise Invest بطريقة أكثر تشدداً من الحالات العادية”. 

من موظف كازينو إلى رجل أعمال

فور وصولنا الى القرية، توجهنا إلى منزل أحد أصدقاء حميد حويك – الذي رفض ذكر اسمه لأسباب خاصة – والذي عرفه منذ عام 2009 تقريباً، إذ استشاره حويك لبناء منزل عائلي في حلتا، قرب كنيسة مار يوسف. وساعده حينها على بناء منزله. ليست لهذا المنزل أي تفاصيل إضافية تثير الجدل أو الدهشة، فهو منزل قروي متواضع له حديقة صغيرة وبعض المساحات الزراعية. أشار صديق حميد إلى أنه قبل فترة وجيزة من بناء المنزل، كان حميد موظفاً في “الكازينو”. وأكد ذلك مختار القرية حنا يوسف منسى المقرب أيضاً من حميد، وأضاف أنه كان موظفاً “عادياً” على “الروليت” ويقتصر عمله على تغيير النقود أو رقائق الكازينو إلى رقائق “روليت”، وتدوير العجلة وإلقاء الكرة الصغيرة، والتأكد من أن اللاعبين لا يراهنون بعد فوات الأوان، ووضع العلامة على الرقم الفائز، وجمع الرقائق وسداد الرهانات الفائزة، وأشار المختار إلى أن راتبه كان كراتب أي موظف آخر في كازينو لبنان. 

ترك وظيفته في “الكازينو” لأسباب مجهولة وانتقل إلى عمله الحر، إذ افتتح شركة Kitwood SAL المسجلة في بعبدا تحت الرقم 2039643 لتصنيع وتصميم المطابخ عام 1981، وقال صديقه إنه كان كثير السفر إلى إيطاليا لاستيراد الخشب. 

عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، تراجع عمل حويك، فسافر مع عائلته الصغيرة إلى فرنسا ليدير عمله من هناك وفقاً لصديقه. مع نهاية الحرب، عاد إلى لبنان وطوّر شركته مستفيداً من علاقاته المتشعبة، وبينما يدير أبناءه الشركة في لبنان كان يسافر إلى إيطاليا لجلب البضائع. 

(في الصورة والد حويك وأفراد من عائلتها)

تمكّن حميد من توسيع علاقاته السياسية مستفيداً من صداقته مع جرجي باسيل، والد رئيس “التيار الوطني الحر” والنائب جبران باسيل، وأكد المختار منسى أنه كان موالياً لـ”التيار الوطني الحر” خصوصاً مع صعود نجم باسيل الابن. أما صديقه، فيقول إنه لم تكن تجمعه أي علاقة مباشرة مع باسيل، إنما اقتصرت الصداقة على والده فقط الذي شاركه مقاعد الدراسة. 

في فترة استلام الوزيرة السابقة ندى البستاني، وهي من حصة “التيار الوطني الحر”، وزارة الطاقة، عيّنت ابنته، سعاد المعروفة بـ “سوزي”، منسّقة مشروع الحدّ من تلوّث بحيرة القرعون المستفيد من قرض البنك الدولي  (راجع درج)، أما حالياً فتشغل سعاد حويك منصب مستشارة وزير الطاقة وليد فياض. 

اللافت أن ابنته ماريان تُعتبر من أشد خصوم باسيل نتيجة إصرار تياره على التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، وفتح القاضية النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان غادة عون الملفات المصرفية، والتي تعتبر ماريان جزءاً أساسياً منها، لكن في الوقت عينه ساهمت العلاقة مع والد باسيل في جعل ابنته سوزي مستشارة وزير الطاقة والمياه. 

هذه العلاقات السياسية الوطيدة مكّنته من التعامل مع “الطبقة المخملية”، بحسب تعبير صديقه، وساعده ذلك على تصميم مطابخ للطبقة الثرية في البلد. بالإضافة إلى ذلك، كان يتردد إلى منزله أصحاب هذه الطبقة ذات السيارات الفارهة، وقال صديقه: “عندما كان يتصل بي على مأدبة عشاء، كنت الوحيد من الطبقة المتوسطة، وجميعهم كانوا فاحشي الغنى”. 

العقارات والجلسات السياسيّة 

لدى حميد أكثر من عشرة عقارات في مسقط رأسه، وأراض ورثها عن والده، يوسف، وفقاً للمختار. وعندما كان يصل إلى القرية لتمضية عطلة نهاية الأسبوع التي تمتد من الخميس إلى صباح الاثنين كما قال صديقه، يمضي معظمها في عقد الاجتماعات مع سياسيين وغير سياسيين، إضافة إلى دعوات الغداء والعشاء والحفلات.

لم يشاهد صديق حميد يوماً سلامة في دارته، لكن في الوقت عينه لم ينفِ أن علاقة تجمع ربما الاثنين، لأن “معارف حويك كانت واسعة، خصوصاً أنه صهر عائلات سياسية مثل عائلتي الشدياق وقرداحي، إذ إن صهره لشقيقته الراحل وديع الشدياق كان نقيباً في الجيش اللبناني، أما الإعلامي جورج قرداحي فهو شقيق زوجته”. 

بالعودة إلى وثيقة تحويل 1.8 مليون يورو الى ماريان، فقد تبيّن من المستندات المتاحة للهيئة الاستشارية المستقلة، أن هذه الشهادة تمت مناقشتها عبر البريد الإلكتروني مع المصرف عن طريق صندوق بريد خاص و”سري” يبدو أنه يخص رياض سلامة. ويتضح أن المصرف لا يملك وثائق دامغة تثبت الصلة بين الشركة المستعطفة ووالد ماريان حويك، بحسب وثيقة حصل عليها “درج”. 

من ناحية أخرى، يملك المصرف شهادة مكتوبة من مسؤول الشركة المانحة للأوامر – أي الشركة أو الجهة التي تصدر الأوامر أو التعليمات للمصرف للقيام بتحويلات مالية أو إجراءات مالية أخرى – وهذه الحالة هي Rise Invest، والتي يؤكد فيها أن العملية تمت لصالح طرف ثالث، وأن هذا الطرف هو والد ماريان حويك. 

وحسب المعلومات المتاحة للهيئة الاستشارية المستقلة، فإن هذه الشهادة قد مرت أيضاً بمراسلات بريد إلكتروني مع المصرف عبر “عنوان بريد إلكتروني خاص وسري مخصص لرياض سلامة”، والذي يعتبر طرفاً ثالثاً بالنسبة الى عملية التبرع الخاصة التي استفادت منها ماريان حويك. وبالتالي، لا يمكن استبعاد وجود ارتباط بين رياض سلامة والأموال المودعة في حساب شركة RISE INVEST.

الابتعاد من العمل 

كان حويك يمضي معظم وقته في بيروت في سنواته الأخيرة قبل وفاته عام 2017، لإصابته بمرض السرطان، وقبل وفاته وزّع الميراث على أولاده، لكن المختار أنكر معرفته بالحصص الموزّعة على أولاده. 

بعد وفاته، استلم ابنه الأكبر يوسف شركة Kitwood وفتح فرعاً إضافياً لها في لارنكا، قبرص. أما ابنه الأصغر كارلو، فيتابع عمل الشركة ويديرها في لبنان، وتحديداً في منطقتي زوق مصبح- أدونيس والزلقا. 

خلاصة الأمر، يبدو أن مستوى ثراء حميد يوسف حويك لم يضعه في قائمة الأثرياء بحسب الشاهدين المقرّبين منه، أي مختار بلدة حلتا وصديقه المقرب. وهذا ما يفسر الارتياب من هبة بقيمة 1.8 مليون يورو قدّمها لابنته. 

عمّار المأمون - فراس دالاتي | 13.01.2025

“إعادة الانتشار”… تقارير استخباراتيّة عن انسحاب الجيش السوري أمام “ردع العدوان”

تشير الوثائق إلى اختلاف بين الأوامر الأمنية التي تكشف "إعادة الانتشار" والأوامر العسكريّة التي تشير إلى الجاهزية والاستعداد للمعركة، التي اختارت الغالبية من جنود النظام ألا تخوضها.
27.07.2023
زمن القراءة: 6 minutes

حين سألت قاضية التحقيق الفرنسية مستشارة حاكم مصرف لبنان ماريان حويك عن تحويل مالي ضخم الى حسابها في سياق تحقيقات بشبهات تبييض أموال قالت إن المال من والدها. هذا التحقيق الخاص يعرض لحقيقة “الثروة” المزعومة لحويك وعلاقتها بحاكم مصرف لبنان.

منزل آل حويك في قرية حلتا

في قضاء البترون وعلى الساحل الشمالي للبنان، قرية صغيرة اسمها حلتا، لا شيء يميزها أكثر من شوارعها الضيقة وشجرها الكثيف، وهي منطقة مصنّفة (أي تخضع لمعايير سياحية خاصة كعدد الطبقات والقرميد)، ما يعني أن عقاراتها ثمينة. حلتا مسقط رأس مستشارة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ماريان حويك، حيث منزل العائلة الذي بناه والدها، حميد يوسف حويك. 

ورد اسم حميد حويك في التحقيقات الأوروبية المفتوحة ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومستشارته ماريان بشبهات تبييض أموال، إذ طرحت القاضية الفرنسية عليها سؤالاً حول وصول نحو 1.8 مليون يورو إلى حسابها في مصرف BGL BNP Paribas عام 2013، فاكتفت بالقول إنها “هبة من والدها”. نشر “درج” في تحقيق سابق، الوثيقة المسربة التي توضح المبلغ وتوقيع الرجل الوسيط الذي قام بعملية التحويل، نبيل عون، والذي تناوله “درج” أيضاً في تحقيق سابق.

عند وصول الدفعة الأولى من الـ 1.8 مليون يورو، التي قدرت بنحو 410 آلاف يورو بتاريخ 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2012 وفقاً لوثيقة اطلع عليها “درج”، رجحت إدارة مصرف BGL BNP PARIBAS وجود طرف ثالث لهذه العملية الذي تمثل بشخص يرجح أنه رياض سلامة. 

حوّل عون، بصفته وسيطاً بين صندوق ائتماني يحمل اسم INTER JURA CY TRUST LTD وبين شركة Rise Invest التي تمكلها ماريان، من حساب حميد حويك عبر هذا الصندوق إلى ابنته المبلغ المذكور أعلاه. لكن، تعذر على المصرف حينها إثبات أن الصندوق الائتماني يعود إلى والدها، وبالتالي يبقى إثبات ماريان لذلك إشكالية تكتفي بتبريرها بأنها هبة من والدها، والذي يبدو أنه لم يقنع القاضية.  

الطرف الأساسي في تحويل هذا المبلغ هو رياض سلامة، لكن كان لا بد من إيجاد طرف ثالث لإتمام عملية التحويل، فكان الحل الأمثل والد ماريان، حميد حويك، في حال سئلت عن الأمر في المصرف. 

كانت خبيرة الجرائم المالية أني لانغ (Anne Leung) قد أوضحت لشركائنا  في “مشروع تعقب الجريمة المالية والفساد العابر للحدود” (OCCRP) بهذا الخصوص، قائلةً: “عندما يكون هناك تحويل مالي إلى حساب شركة تجارية ويكون مبرره هبة عائلية، فيجب أن يرفع في وجه العملية العلم الأحمر. وكون باناما من الجنات الضريبية (مقر الشركة التي تلقت التحويل)، فمن المنطقي أن يقوم المصرف بالتدقيق بحسابات شركة Rise Invest بطريقة أكثر تشدداً من الحالات العادية”. 

من موظف كازينو إلى رجل أعمال

فور وصولنا الى القرية، توجهنا إلى منزل أحد أصدقاء حميد حويك – الذي رفض ذكر اسمه لأسباب خاصة – والذي عرفه منذ عام 2009 تقريباً، إذ استشاره حويك لبناء منزل عائلي في حلتا، قرب كنيسة مار يوسف. وساعده حينها على بناء منزله. ليست لهذا المنزل أي تفاصيل إضافية تثير الجدل أو الدهشة، فهو منزل قروي متواضع له حديقة صغيرة وبعض المساحات الزراعية. أشار صديق حميد إلى أنه قبل فترة وجيزة من بناء المنزل، كان حميد موظفاً في “الكازينو”. وأكد ذلك مختار القرية حنا يوسف منسى المقرب أيضاً من حميد، وأضاف أنه كان موظفاً “عادياً” على “الروليت” ويقتصر عمله على تغيير النقود أو رقائق الكازينو إلى رقائق “روليت”، وتدوير العجلة وإلقاء الكرة الصغيرة، والتأكد من أن اللاعبين لا يراهنون بعد فوات الأوان، ووضع العلامة على الرقم الفائز، وجمع الرقائق وسداد الرهانات الفائزة، وأشار المختار إلى أن راتبه كان كراتب أي موظف آخر في كازينو لبنان. 

ترك وظيفته في “الكازينو” لأسباب مجهولة وانتقل إلى عمله الحر، إذ افتتح شركة Kitwood SAL المسجلة في بعبدا تحت الرقم 2039643 لتصنيع وتصميم المطابخ عام 1981، وقال صديقه إنه كان كثير السفر إلى إيطاليا لاستيراد الخشب. 

عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، تراجع عمل حويك، فسافر مع عائلته الصغيرة إلى فرنسا ليدير عمله من هناك وفقاً لصديقه. مع نهاية الحرب، عاد إلى لبنان وطوّر شركته مستفيداً من علاقاته المتشعبة، وبينما يدير أبناءه الشركة في لبنان كان يسافر إلى إيطاليا لجلب البضائع. 

(في الصورة والد حويك وأفراد من عائلتها)

تمكّن حميد من توسيع علاقاته السياسية مستفيداً من صداقته مع جرجي باسيل، والد رئيس “التيار الوطني الحر” والنائب جبران باسيل، وأكد المختار منسى أنه كان موالياً لـ”التيار الوطني الحر” خصوصاً مع صعود نجم باسيل الابن. أما صديقه، فيقول إنه لم تكن تجمعه أي علاقة مباشرة مع باسيل، إنما اقتصرت الصداقة على والده فقط الذي شاركه مقاعد الدراسة. 

في فترة استلام الوزيرة السابقة ندى البستاني، وهي من حصة “التيار الوطني الحر”، وزارة الطاقة، عيّنت ابنته، سعاد المعروفة بـ “سوزي”، منسّقة مشروع الحدّ من تلوّث بحيرة القرعون المستفيد من قرض البنك الدولي  (راجع درج)، أما حالياً فتشغل سعاد حويك منصب مستشارة وزير الطاقة وليد فياض. 

اللافت أن ابنته ماريان تُعتبر من أشد خصوم باسيل نتيجة إصرار تياره على التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، وفتح القاضية النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان غادة عون الملفات المصرفية، والتي تعتبر ماريان جزءاً أساسياً منها، لكن في الوقت عينه ساهمت العلاقة مع والد باسيل في جعل ابنته سوزي مستشارة وزير الطاقة والمياه. 

هذه العلاقات السياسية الوطيدة مكّنته من التعامل مع “الطبقة المخملية”، بحسب تعبير صديقه، وساعده ذلك على تصميم مطابخ للطبقة الثرية في البلد. بالإضافة إلى ذلك، كان يتردد إلى منزله أصحاب هذه الطبقة ذات السيارات الفارهة، وقال صديقه: “عندما كان يتصل بي على مأدبة عشاء، كنت الوحيد من الطبقة المتوسطة، وجميعهم كانوا فاحشي الغنى”. 

العقارات والجلسات السياسيّة 

لدى حميد أكثر من عشرة عقارات في مسقط رأسه، وأراض ورثها عن والده، يوسف، وفقاً للمختار. وعندما كان يصل إلى القرية لتمضية عطلة نهاية الأسبوع التي تمتد من الخميس إلى صباح الاثنين كما قال صديقه، يمضي معظمها في عقد الاجتماعات مع سياسيين وغير سياسيين، إضافة إلى دعوات الغداء والعشاء والحفلات.

لم يشاهد صديق حميد يوماً سلامة في دارته، لكن في الوقت عينه لم ينفِ أن علاقة تجمع ربما الاثنين، لأن “معارف حويك كانت واسعة، خصوصاً أنه صهر عائلات سياسية مثل عائلتي الشدياق وقرداحي، إذ إن صهره لشقيقته الراحل وديع الشدياق كان نقيباً في الجيش اللبناني، أما الإعلامي جورج قرداحي فهو شقيق زوجته”. 

بالعودة إلى وثيقة تحويل 1.8 مليون يورو الى ماريان، فقد تبيّن من المستندات المتاحة للهيئة الاستشارية المستقلة، أن هذه الشهادة تمت مناقشتها عبر البريد الإلكتروني مع المصرف عن طريق صندوق بريد خاص و”سري” يبدو أنه يخص رياض سلامة. ويتضح أن المصرف لا يملك وثائق دامغة تثبت الصلة بين الشركة المستعطفة ووالد ماريان حويك، بحسب وثيقة حصل عليها “درج”. 

من ناحية أخرى، يملك المصرف شهادة مكتوبة من مسؤول الشركة المانحة للأوامر – أي الشركة أو الجهة التي تصدر الأوامر أو التعليمات للمصرف للقيام بتحويلات مالية أو إجراءات مالية أخرى – وهذه الحالة هي Rise Invest، والتي يؤكد فيها أن العملية تمت لصالح طرف ثالث، وأن هذا الطرف هو والد ماريان حويك. 

وحسب المعلومات المتاحة للهيئة الاستشارية المستقلة، فإن هذه الشهادة قد مرت أيضاً بمراسلات بريد إلكتروني مع المصرف عبر “عنوان بريد إلكتروني خاص وسري مخصص لرياض سلامة”، والذي يعتبر طرفاً ثالثاً بالنسبة الى عملية التبرع الخاصة التي استفادت منها ماريان حويك. وبالتالي، لا يمكن استبعاد وجود ارتباط بين رياض سلامة والأموال المودعة في حساب شركة RISE INVEST.

الابتعاد من العمل 

كان حويك يمضي معظم وقته في بيروت في سنواته الأخيرة قبل وفاته عام 2017، لإصابته بمرض السرطان، وقبل وفاته وزّع الميراث على أولاده، لكن المختار أنكر معرفته بالحصص الموزّعة على أولاده. 

بعد وفاته، استلم ابنه الأكبر يوسف شركة Kitwood وفتح فرعاً إضافياً لها في لارنكا، قبرص. أما ابنه الأصغر كارلو، فيتابع عمل الشركة ويديرها في لبنان، وتحديداً في منطقتي زوق مصبح- أدونيس والزلقا. 

خلاصة الأمر، يبدو أن مستوى ثراء حميد يوسف حويك لم يضعه في قائمة الأثرياء بحسب الشاهدين المقرّبين منه، أي مختار بلدة حلتا وصديقه المقرب. وهذا ما يفسر الارتياب من هبة بقيمة 1.8 مليون يورو قدّمها لابنته. 

27.07.2023
زمن القراءة: 6 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية