fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

ميليشيا الجولاني تدهس امرأة … فتشتعل إدلب

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“كان هناك شخص يصورنا بهاتفه، وعند سؤالنا له لماذا تصورنا، استقل سيارته وهجم علينا، ليدهسني ويتسبب بجروح في قدمي”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“أنت مكانك المطبخ وأبعد نقطة لك هي السطح لنشر الغسيل، شو مطالعك على الشارع؟”، بهذه الكلمات وبأقسى منها خاطبت الحسابات الموالية ل”هيئة تحرير الشام” النساء والفتيات اللواتي خرجن بمظاهرة في مدينة بنش، للمطالبة بتحرير أقاربهم المعتقلين في سجون تحرير الشام منذ 15 يوماً، على خلفية مشاركتهم في مظاهرات منددة بسلوك جهاز الأمن في المدينة.

التعليقات والتهجم المباشر من الذباب الإلكتروني الموالي للهيئة والأشخاص ذوي النفوذ فيها، اشتعل يوم أمس الاثنين، على خلفية مظاهرات جابت مدينة بنش، وعدداً من مدن شمال غرب سوريا وبلداته، طالبت بتنحي زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني وحل جهاز الأمن العام.

مظاهرات نسائيّة تطالب بالمعتقلين

يصف الناشط وليد الإدلبي ما حصل قائلاً: “بعد أيام عديدة على اعتقال هيئة تحرير الشام عدداً من أهالي بنش ونشطاءها، خرجت عشرات النساء والفتيات في مظاهرة مسائية، أمام مبنى مخفر المدينة، وهتفن بحرية أقاربهن، ليقوم المدعو  بلال حاج فاضل العنصر الأمني المعروف وشقيق أحد القادة الأمنيين في الهيئة، بالهجوم على المظاهرة بسيارته من نوع سبورتاج، ودهس فتاة كانت تتظاهر للمطالبة بحرية والدها، مما تسبب لها بجروح بالغة في ساقها، وفور انتشار مقطع الفيديو الذي وثق الحادثة، خرجت غالبية الأهالي في مظاهرات جابت أرجاء المدينة، منددة بسلوك جهاز الأمن العام التابع للهيئة ورحيل متزعمها”.

لم تقتصر المظاهرات على مدينة بنش، إذ  أثار مقطع الفيديو حفيظة السكان في شمال غرب سوريا، لتخرج مظاهرات في إدلب وكللي وكفرلوسين وسلقين وكفرتخاريم والأتارب وحارم وغيرها، أطلق خلالها المتظاهرون عبارات التضامن مع بنش، ووصفوا جهاز الأمن العام بـ”الشبيحة”. 

الهيئة “تئدُ الفتنة” و”الخطأ فردي”

أكدت الفتاة التي تعرضت للدهس أثناء مقابلة معها بثها تلفزيون سوريا، أنها شاركت في مظاهرة انطلقت من سوق المدينة، وصولاً إلى المخفر في وسطها، وقالت: “كان هناك شخص يصورنا بهاتفه، وعند سؤالنا له لماذا تصورنا، استقل سيارته وهجم علينا، ليدهسني ويتسبب بجروح في قدمي”.

من جانبها بثت وكالة إعلامية ناطقة باسم “هيئة تحرير الشام”، مقابلة مع شقيق الجاني، المدعو فاضل حاج هاشم ( أبو تيسير الأمني) الذي كان يشغل منصب قائد المنطقة الوسطى في الهيئة سابقاً، ويشغل اليوم موقعاً قيادياً في الإدارة العامة، وصف فيها المتظاهرات بـ”المخربات” وقال إنه “يجب وأد الفتنة في مدينة بنش، والمحافظة على قيادة الهيئة ومشروعها في المنطقة”، وأكد أن شقيقه “مدني”، في حين أن نشطاء من بنش قالوا إن “الجاني ويُدعى بلال يعمل عنصراً أمنياً في الهيئة، وهو معروف بولائه الكبير لنهجها القمعي”، في الوقت الذي لم يتطرق إعلام الهيئة الرسمي لرواية المُعتدى عليها أو يُجري مقابلة معها. 

الروايات الرسمية للهيئة وإداراتها الأمنية عن الحدث أتت متطابقة بالمجمل، وتمحورت حول ما يُسمى بالخطأ المرتكب من الجاني، وقالت إنه “عمل فردي غير موجه”، وادّعت أن الفاعل سلم نفسه طواعية للأجهزة الأمنية، وسيُقدم للقضاء، في حين حمّلت بعض الروايات أهالي بنش، مسؤولية ما اسمته بالانفلات الأمني والاعتداء على الدوائر الرسمية. 

بالتوازي مع ذلك، بثت وكالة رسمية ناطقة باسم الهيئة، فيديو لما قالت إنه لاعتقال منفذ عملية الدهس، فقام نشطاء على وسائل التواصل بتفنيد ما وصفوه ب”عملية اعتقال غير معهودة من قبل الأجهزة الأمنية” وتحليلها، وبحسب تحليلاتهم أن الأجهزة الأمنية تقوم عادة حين اعتقال المتهمين، ببث اعترافاتهم وتكبيل أيديهم وتصويرهم عند إدخالهم السجن، لكن الفيديو الخاص بمنفذ العملية، لم يظهر فيه أي تفصيل يُذكر سوى صورة له”، مما دفع النشطاء إلى التشكيك بحقيقة إيداعه في السجن، واعتبروا أن الفيديو جاء لتهدئة نفوس المتظاهرين. 

“كان هناك شخص يصورنا بهاتفه، وعند سؤالنا له لماذا تصورنا، استقل سيارته وهجم علينا، ليدهسني ويتسبب بجروح في قدمي”.

“سيل بشري” ينادي بعزل الجولاني

التصريحات الرسمية والموالية ل”هيئة تحرير الشام” وفيديو اعتقال المتهم، أسهم بتأجيج المظاهرات في بنش والمدن المحاذية لها، ووصف الناشط عدي الشامي المظاهرات بـ”السيل البشري”، وقال إنها دعت إلى حل جهاز الأمن وعزل أبو محمد الجولاني.

وقد عمل إعلاميون ونشطاء على تغطيتها بعدساتهم، ثم نشرها على مواقع إعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، لتنهال عليهم مئات التعليقات من أسماء وهمية، تعمل ضمن سرب الذباب الإلكتروني الموالي للهيئة، تُذكر بأفضال الهيئة وحسناتها وضرورة اتباع الجولاني من جهة، وتخوّن الإعلاميين والنشطاء وأهالي مدينة بنش من جهة أخرى، وتتهجم على النساء وتصفهن بألفاظ نابية.

قمعت “هيئة تحرير الشام” وجهازها الأمني المظاهرات في بنش بالقوة، فداهمتها عشرات السيارت المحملة بالعناصر الأمنية، الذين طوقوا مداخلها، وانتشروا في الأحياء السكنية، وأطلقوا الأعيرة النارية، ونفذوا عمليات دهم واعتقال طالت عدداً من أبناء المدينة، وسط حالة من الذعر والخوف بين السكان، عطلت جميع نواحي الحياة فيها. 

يقول الناشط عدي الشامي إن “أكثر من 30 سيارة محملة بالعناصر المسلحة التابعة لجهاز الأمن العام، دخلت مدينة بنش بعد الساعة 11 ليلاً، وبدأت بإطلاق الأعيرة النارية، ومداهمة منازل المدنيين، لتعتقل عدداً منهم، وتودعهم في سجونها، قبل أن تقطع أوصالها، وتمنع الحركة ليلاً، وتعطل المصالح العامة والخاصة، في صورة واضحة لاعتمادها نهج العقاب الجماعي، وهذا ما أعلنته صراحة المنشورات والتعليقات الصادرة عن الذباب الإلكتروني الموالي للهيئة”.

في الأثناء، نشرت عدة معرفات مرتبطة بالهيئة، ما وصفته بأنه اتفاق بين “الحراك الثوري” في بنش و”هيئة تحرير الشام”، يقضي بوقف التظاهر في المدينة لمدة ثلاثة أشهر، مقابل سحب الهيئة المظاهر الأمنية، والإفراج عن المعتقلين من أبناء المدينة، أما المعتقلون من خارجها فيرجع أمرهم للجان بلداتهم الأهلية، لتنشر بعدها حسابات “الحراك الثوري” بياناً تدين فيه “سياسة تحرير الشام، وتتبرأ من الاتفاق الصادر صبيحة يوم الأربعاء الماضي”.

ما زالت “هيئة تحرير الشام” تعتقل 22 ناشطاً وشخصاً شاركوا في المظاهرات، التي تشهدها بنش منذ ما يقارب الشهر ونصف الشهر، كما أن جهازها الأمني اقتحم المدينة بأكثر من 200 عنصر، وطوقها وقطع أوصالها لقمع المظاهرات المناوئة للهيئة.

18.07.2024
زمن القراءة: 4 minutes

“كان هناك شخص يصورنا بهاتفه، وعند سؤالنا له لماذا تصورنا، استقل سيارته وهجم علينا، ليدهسني ويتسبب بجروح في قدمي”.

“أنت مكانك المطبخ وأبعد نقطة لك هي السطح لنشر الغسيل، شو مطالعك على الشارع؟”، بهذه الكلمات وبأقسى منها خاطبت الحسابات الموالية ل”هيئة تحرير الشام” النساء والفتيات اللواتي خرجن بمظاهرة في مدينة بنش، للمطالبة بتحرير أقاربهم المعتقلين في سجون تحرير الشام منذ 15 يوماً، على خلفية مشاركتهم في مظاهرات منددة بسلوك جهاز الأمن في المدينة.

التعليقات والتهجم المباشر من الذباب الإلكتروني الموالي للهيئة والأشخاص ذوي النفوذ فيها، اشتعل يوم أمس الاثنين، على خلفية مظاهرات جابت مدينة بنش، وعدداً من مدن شمال غرب سوريا وبلداته، طالبت بتنحي زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني وحل جهاز الأمن العام.

مظاهرات نسائيّة تطالب بالمعتقلين

يصف الناشط وليد الإدلبي ما حصل قائلاً: “بعد أيام عديدة على اعتقال هيئة تحرير الشام عدداً من أهالي بنش ونشطاءها، خرجت عشرات النساء والفتيات في مظاهرة مسائية، أمام مبنى مخفر المدينة، وهتفن بحرية أقاربهن، ليقوم المدعو  بلال حاج فاضل العنصر الأمني المعروف وشقيق أحد القادة الأمنيين في الهيئة، بالهجوم على المظاهرة بسيارته من نوع سبورتاج، ودهس فتاة كانت تتظاهر للمطالبة بحرية والدها، مما تسبب لها بجروح بالغة في ساقها، وفور انتشار مقطع الفيديو الذي وثق الحادثة، خرجت غالبية الأهالي في مظاهرات جابت أرجاء المدينة، منددة بسلوك جهاز الأمن العام التابع للهيئة ورحيل متزعمها”.

لم تقتصر المظاهرات على مدينة بنش، إذ  أثار مقطع الفيديو حفيظة السكان في شمال غرب سوريا، لتخرج مظاهرات في إدلب وكللي وكفرلوسين وسلقين وكفرتخاريم والأتارب وحارم وغيرها، أطلق خلالها المتظاهرون عبارات التضامن مع بنش، ووصفوا جهاز الأمن العام بـ”الشبيحة”. 

الهيئة “تئدُ الفتنة” و”الخطأ فردي”

أكدت الفتاة التي تعرضت للدهس أثناء مقابلة معها بثها تلفزيون سوريا، أنها شاركت في مظاهرة انطلقت من سوق المدينة، وصولاً إلى المخفر في وسطها، وقالت: “كان هناك شخص يصورنا بهاتفه، وعند سؤالنا له لماذا تصورنا، استقل سيارته وهجم علينا، ليدهسني ويتسبب بجروح في قدمي”.

من جانبها بثت وكالة إعلامية ناطقة باسم “هيئة تحرير الشام”، مقابلة مع شقيق الجاني، المدعو فاضل حاج هاشم ( أبو تيسير الأمني) الذي كان يشغل منصب قائد المنطقة الوسطى في الهيئة سابقاً، ويشغل اليوم موقعاً قيادياً في الإدارة العامة، وصف فيها المتظاهرات بـ”المخربات” وقال إنه “يجب وأد الفتنة في مدينة بنش، والمحافظة على قيادة الهيئة ومشروعها في المنطقة”، وأكد أن شقيقه “مدني”، في حين أن نشطاء من بنش قالوا إن “الجاني ويُدعى بلال يعمل عنصراً أمنياً في الهيئة، وهو معروف بولائه الكبير لنهجها القمعي”، في الوقت الذي لم يتطرق إعلام الهيئة الرسمي لرواية المُعتدى عليها أو يُجري مقابلة معها. 

الروايات الرسمية للهيئة وإداراتها الأمنية عن الحدث أتت متطابقة بالمجمل، وتمحورت حول ما يُسمى بالخطأ المرتكب من الجاني، وقالت إنه “عمل فردي غير موجه”، وادّعت أن الفاعل سلم نفسه طواعية للأجهزة الأمنية، وسيُقدم للقضاء، في حين حمّلت بعض الروايات أهالي بنش، مسؤولية ما اسمته بالانفلات الأمني والاعتداء على الدوائر الرسمية. 

بالتوازي مع ذلك، بثت وكالة رسمية ناطقة باسم الهيئة، فيديو لما قالت إنه لاعتقال منفذ عملية الدهس، فقام نشطاء على وسائل التواصل بتفنيد ما وصفوه ب”عملية اعتقال غير معهودة من قبل الأجهزة الأمنية” وتحليلها، وبحسب تحليلاتهم أن الأجهزة الأمنية تقوم عادة حين اعتقال المتهمين، ببث اعترافاتهم وتكبيل أيديهم وتصويرهم عند إدخالهم السجن، لكن الفيديو الخاص بمنفذ العملية، لم يظهر فيه أي تفصيل يُذكر سوى صورة له”، مما دفع النشطاء إلى التشكيك بحقيقة إيداعه في السجن، واعتبروا أن الفيديو جاء لتهدئة نفوس المتظاهرين. 

“كان هناك شخص يصورنا بهاتفه، وعند سؤالنا له لماذا تصورنا، استقل سيارته وهجم علينا، ليدهسني ويتسبب بجروح في قدمي”.

“سيل بشري” ينادي بعزل الجولاني

التصريحات الرسمية والموالية ل”هيئة تحرير الشام” وفيديو اعتقال المتهم، أسهم بتأجيج المظاهرات في بنش والمدن المحاذية لها، ووصف الناشط عدي الشامي المظاهرات بـ”السيل البشري”، وقال إنها دعت إلى حل جهاز الأمن وعزل أبو محمد الجولاني.

وقد عمل إعلاميون ونشطاء على تغطيتها بعدساتهم، ثم نشرها على مواقع إعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، لتنهال عليهم مئات التعليقات من أسماء وهمية، تعمل ضمن سرب الذباب الإلكتروني الموالي للهيئة، تُذكر بأفضال الهيئة وحسناتها وضرورة اتباع الجولاني من جهة، وتخوّن الإعلاميين والنشطاء وأهالي مدينة بنش من جهة أخرى، وتتهجم على النساء وتصفهن بألفاظ نابية.

قمعت “هيئة تحرير الشام” وجهازها الأمني المظاهرات في بنش بالقوة، فداهمتها عشرات السيارت المحملة بالعناصر الأمنية، الذين طوقوا مداخلها، وانتشروا في الأحياء السكنية، وأطلقوا الأعيرة النارية، ونفذوا عمليات دهم واعتقال طالت عدداً من أبناء المدينة، وسط حالة من الذعر والخوف بين السكان، عطلت جميع نواحي الحياة فيها. 

يقول الناشط عدي الشامي إن “أكثر من 30 سيارة محملة بالعناصر المسلحة التابعة لجهاز الأمن العام، دخلت مدينة بنش بعد الساعة 11 ليلاً، وبدأت بإطلاق الأعيرة النارية، ومداهمة منازل المدنيين، لتعتقل عدداً منهم، وتودعهم في سجونها، قبل أن تقطع أوصالها، وتمنع الحركة ليلاً، وتعطل المصالح العامة والخاصة، في صورة واضحة لاعتمادها نهج العقاب الجماعي، وهذا ما أعلنته صراحة المنشورات والتعليقات الصادرة عن الذباب الإلكتروني الموالي للهيئة”.

في الأثناء، نشرت عدة معرفات مرتبطة بالهيئة، ما وصفته بأنه اتفاق بين “الحراك الثوري” في بنش و”هيئة تحرير الشام”، يقضي بوقف التظاهر في المدينة لمدة ثلاثة أشهر، مقابل سحب الهيئة المظاهر الأمنية، والإفراج عن المعتقلين من أبناء المدينة، أما المعتقلون من خارجها فيرجع أمرهم للجان بلداتهم الأهلية، لتنشر بعدها حسابات “الحراك الثوري” بياناً تدين فيه “سياسة تحرير الشام، وتتبرأ من الاتفاق الصادر صبيحة يوم الأربعاء الماضي”.

ما زالت “هيئة تحرير الشام” تعتقل 22 ناشطاً وشخصاً شاركوا في المظاهرات، التي تشهدها بنش منذ ما يقارب الشهر ونصف الشهر، كما أن جهازها الأمني اقتحم المدينة بأكثر من 200 عنصر، وطوقها وقطع أوصالها لقمع المظاهرات المناوئة للهيئة.