fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

مَن وقّع على الوصاية الأميركية على مطار بيروت؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

 مشهد طريق المطار أكثر دلالة وتأشيراً إلى الوصاية. فالرقابة على المطار بوشرت على الأرجح خلال الحرب، كأحد شروط الولايات المتحدة على عدم ضربه من  إسرائيل، وبالتالي صارت الرقابة عليه حتمية بعد الحرب، وكثمن من أثمانها. 

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

الحديث عن وصاية أميركية على لبنان فيه الكثير من الواقعية، ولعل ما تفوّهت به المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس في قصر بعبدا عن “حزب الله” والحكومة، وراهناً موضوع الطائرة الإيرانية يشيان بهذه الواقعية.

 وصاية كهذه يدركها اللبنانيون في غالبيتهم، وبخاصة السياسيين، لكن مقاربتها تندرج كمسار سياسي – عسكري شاطر بين ما تراه الممانعة، وما يراه خصومها.

  من موقع ضدي تطرح الممانعة رؤيتها لوصاية كهذه، ومن ضمن مسار عدائي مزمن ما انفك يتحكم بالعلاقة بين   محور ها، وبين الإدارات الأميركية المتعاقبة، لكنه عداء يتغاضى متعمداً هذه المرة عن الأسباب الآيلة الى هذه الوصاية.

  تزامن موضوع منع الطائرة الإيرانية، وشيوع أسباب المنع المرتبط بتجفيف تمويل “حزب الله”، والذي لم يبدّده توضيح مديرية الطيران المدني اللبناني، مع كلام، ليس مصادفة، لرئيس مجلس النواب نبيه بري عن حدود تصرف لجنة مراقبة الهدنة بين إسرائيل والحزب. أصرّ بري على تأويله لبنود الهدنة، كما على تأويله الدائم للقرار 1701، وحصر عمل اللجنة جنوب الليطاني، وأن ما يتعلق بالحزب وسلاحه خارج هذه الجغرافيا مرتبط بالاستراتيجية الدفاعية التي يفترض إقرارها مستقبلاً، وبرعاية رئيس الجمهورية.

  يعرف نبيه بري، كما حزب الله، أن تأويله المذكور قد يسيَّل ضمن بيئتهما، ويواجَه بالكثير من الأسئلة الحرجة من الأخيرة، فكيف والحال خارجها؟! وبري أكثر العارفين بأن مفاعيل الهدنة وشروطها تتبدى بحد ذاتها، مفضيةً الى تلك الوصاية المقنعة.

 يعرف نبيه بري، “وحزب الله” أيضاً، أن الوصول إلى الهدنة، ومدّ طوق النجاة للبنان عموماً، وللحزب معه، ما كانا ليتمّا لولا الضغط الأميركي، وبالتالي، وبافتراض جدلي أن مقاربة الأميركيين للهدنة تساق من خارج شروطها، فإن وصاية كهذه ستكون ثمناً قسرياً لها.

 وبين حدثَي قصر بعبدا حيث كلام أورتاغوس الفج، بالمكان والزمان، وطريق المطار أمس، يمكن استنتاج الوقائع الوصائية التالية:

تألفت حكومة نواف سلام بعد يوم واحد من كلام المبعوثة الأميركية، وهو أمر كثيف الدلالات، حين كانت مؤشرات التأليف متوقّفة عند الوزير الشيعي الخامس، وإصرار بري على تسميته، بل ومكابرته المعهودة بصعودهما سوياً إلى قصر بعبدا. إنه والحال، فعل وصاية مارسته أورتاغوس وسلكه بري في اليوم التالي مرغماً أو طوعاً، سيان.

 وصاية كهذه يدركها اللبنانيون في غالبيتهم، وبخاصة السياسيين، لكن مقاربتها تندرج كمسار سياسي – عسكري شاطر بين ما تراه الممانعة، وما يراه خصومها.

 مشهد طريق المطار أكثر دلالة وتأشيراً إلى الوصاية. فالرقابة على المطار بوشرت على الأرجح خلال الحرب، كأحد شروط الولايات المتحدة على عدم ضربه من  إسرائيل، وبالتالي صارت الرقابة عليه حتمية بعد الحرب، وكثمن من أثمانها. 

  وفي متن المشهد، كان الجيش اللبناني حاضراً هذه المرة، وبوقائع قطعت مع سوابق مماثلة. حضور الجيش الكثيف، ونوعيته، رسما مساراً جديداً في سلوكه، وتعاطيه مع متظاهرين هم في صلب بيئة الحزب، وتحديداً في جغرافيا المطار التي شكلت رمزيتها في السابق “منبراً” لما يريده الحزب، سياسياً واجتماعياً وأمنياً داخل لبنان وخارجه. وللتذكير، كان التظاهر على طريق المطار مقدمة لاعتصام الحزب وحلفائه في الوسط التجاري، وهو الاعتصام الذي أفضى إلى اتفاق الدوحة في العام 2008.

  هذه المرة بدا الأمر مختلفاً، وتعاطي الجيش مع المتظاهرين وشى بما هو أبعد من نصوص الهدنة، والقرار 1701، ودور الجيش فيهما.

  إنه على الأرجح مفعول رجعي لتصويب وقائع كثيرة بدت فيها “هيبة” الأخير باهتة في ظل هيبة الحزب، وبدا الاكتفاء بدور الشاهد المكره بوقائع كان يفترض أن يكون سيدها مكثفاً لعجز معنوي أتاح له حدث المطار الراهن استدعاء تلك الهيبة كتعويض عن انكسارها سابقاً، وغالب الظن كمؤشر أن فكرة استدراج الاستراتيجية الدفاعية بتأويلها “الشيعي” ستكون  ضحية أمرين متقاطعين، الوصاية الأميركية المفترضة، وهيبة الجيش.

 ظلت تلك الاستراتيجية عنواناً سياسياً وحوارياً انطوى على الكثير من التهافت قبل الحرب الأخيرة، وتبدى الاتفاق عليها، من عدمه، أنه أسير رؤية حزب الله لها، وهي في أحسن الأحوال، وفي الحالتين، ستكرس تفوّق الحزب تقريراً ووقائع. 

راهناً، كلام بري عن الاستراتيجية الدفاعية، ومن موقع النقض للرؤية الأميركية (الإسرائيلية ضمناً)، والعربية غالباً، يستدرج العودة إلى قسم رئيس الجمهورية الذي أعقب انتخابه في البرلمان، وعلى مسامع بري ونواب حزب الله، عن حصرية السلاح بيد الدولة، إلى كلام رئيس الحكومة نواف سلام في مقابلته الأخيرة، والمتقاطع مع كلام عون.

  بدا الحديث عن استراتيجية دفاعية تفترض “التوأمة” بين سلاحين، خارج قسم عون، وحديث سلام، كما لو أن الأخيرين استبقا فكرة مبسترة عند الثنائي عن ماهية هذه الاستراتيجية، التي وشى حادث المطار بأنه أول مسمار في نعشها، وهو على الأرجح مؤشر الى المناخ السياسي المتغير الذي فرضته وقائع الحرب الأخيرة، وبطقس أميركي وصي على الهدنة، وعلى القرار 1701،  ولا يملك الرئيس نبيه بري، وحزب الله الكثير من مقومات الخروج منه، وعليه.

في  منشور على “فايسبوك” بعد الحرب الأخيرة، كتب حازم صاغية عبارة “كأن العدو الأميركي ربح هالحرب؟”. مقاربة صاغية الساخرة ظهرت واقعية حينها بالنظر إلى سياق الحرب ومآلها، لكنها تكثفت لاحقاً مع مباشرة الإدارة الأميركية “نظارتها” على هدنة الحرب، وتالياً على القرار 1701، و”الناظر” بهذا المعنى هو في أحسن الأحوال وصي على الضعيف، وهو لبنان، وفي أسوءها أن يكون الولايات المتحدة الأميركية، وبتوقيع الممانعة.

نجيب جورج عوض - باحث سوري | 21.03.2025

هيئة تحرير الشام، الطائفية، و”ميتريكس” سوريا الموازية

في سوريا الحالية الواقعية، لا يوجد خيار ولا كبسولتان ولا حتى مورفيوس: إما أن تنصاع لحقيقة هيمنة ميتريكس سوريا الافتراضية الموازية الذي أحضرته الهيئة معها من تجربة إدلب، أو عليك أن تتحول إلى ضحية وهدف مشروعين أمام خالقي الميتريكس وحراسه في سبيل ترسيخ وتحقيق هيمنة الميتريكس المذكور على الواقع.
14.02.2025
زمن القراءة: 4 minutes

 مشهد طريق المطار أكثر دلالة وتأشيراً إلى الوصاية. فالرقابة على المطار بوشرت على الأرجح خلال الحرب، كأحد شروط الولايات المتحدة على عدم ضربه من  إسرائيل، وبالتالي صارت الرقابة عليه حتمية بعد الحرب، وكثمن من أثمانها. 

الحديث عن وصاية أميركية على لبنان فيه الكثير من الواقعية، ولعل ما تفوّهت به المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس في قصر بعبدا عن “حزب الله” والحكومة، وراهناً موضوع الطائرة الإيرانية يشيان بهذه الواقعية.

 وصاية كهذه يدركها اللبنانيون في غالبيتهم، وبخاصة السياسيين، لكن مقاربتها تندرج كمسار سياسي – عسكري شاطر بين ما تراه الممانعة، وما يراه خصومها.

  من موقع ضدي تطرح الممانعة رؤيتها لوصاية كهذه، ومن ضمن مسار عدائي مزمن ما انفك يتحكم بالعلاقة بين   محور ها، وبين الإدارات الأميركية المتعاقبة، لكنه عداء يتغاضى متعمداً هذه المرة عن الأسباب الآيلة الى هذه الوصاية.

  تزامن موضوع منع الطائرة الإيرانية، وشيوع أسباب المنع المرتبط بتجفيف تمويل “حزب الله”، والذي لم يبدّده توضيح مديرية الطيران المدني اللبناني، مع كلام، ليس مصادفة، لرئيس مجلس النواب نبيه بري عن حدود تصرف لجنة مراقبة الهدنة بين إسرائيل والحزب. أصرّ بري على تأويله لبنود الهدنة، كما على تأويله الدائم للقرار 1701، وحصر عمل اللجنة جنوب الليطاني، وأن ما يتعلق بالحزب وسلاحه خارج هذه الجغرافيا مرتبط بالاستراتيجية الدفاعية التي يفترض إقرارها مستقبلاً، وبرعاية رئيس الجمهورية.

  يعرف نبيه بري، كما حزب الله، أن تأويله المذكور قد يسيَّل ضمن بيئتهما، ويواجَه بالكثير من الأسئلة الحرجة من الأخيرة، فكيف والحال خارجها؟! وبري أكثر العارفين بأن مفاعيل الهدنة وشروطها تتبدى بحد ذاتها، مفضيةً الى تلك الوصاية المقنعة.

 يعرف نبيه بري، “وحزب الله” أيضاً، أن الوصول إلى الهدنة، ومدّ طوق النجاة للبنان عموماً، وللحزب معه، ما كانا ليتمّا لولا الضغط الأميركي، وبالتالي، وبافتراض جدلي أن مقاربة الأميركيين للهدنة تساق من خارج شروطها، فإن وصاية كهذه ستكون ثمناً قسرياً لها.

 وبين حدثَي قصر بعبدا حيث كلام أورتاغوس الفج، بالمكان والزمان، وطريق المطار أمس، يمكن استنتاج الوقائع الوصائية التالية:

تألفت حكومة نواف سلام بعد يوم واحد من كلام المبعوثة الأميركية، وهو أمر كثيف الدلالات، حين كانت مؤشرات التأليف متوقّفة عند الوزير الشيعي الخامس، وإصرار بري على تسميته، بل ومكابرته المعهودة بصعودهما سوياً إلى قصر بعبدا. إنه والحال، فعل وصاية مارسته أورتاغوس وسلكه بري في اليوم التالي مرغماً أو طوعاً، سيان.

 وصاية كهذه يدركها اللبنانيون في غالبيتهم، وبخاصة السياسيين، لكن مقاربتها تندرج كمسار سياسي – عسكري شاطر بين ما تراه الممانعة، وما يراه خصومها.

 مشهد طريق المطار أكثر دلالة وتأشيراً إلى الوصاية. فالرقابة على المطار بوشرت على الأرجح خلال الحرب، كأحد شروط الولايات المتحدة على عدم ضربه من  إسرائيل، وبالتالي صارت الرقابة عليه حتمية بعد الحرب، وكثمن من أثمانها. 

  وفي متن المشهد، كان الجيش اللبناني حاضراً هذه المرة، وبوقائع قطعت مع سوابق مماثلة. حضور الجيش الكثيف، ونوعيته، رسما مساراً جديداً في سلوكه، وتعاطيه مع متظاهرين هم في صلب بيئة الحزب، وتحديداً في جغرافيا المطار التي شكلت رمزيتها في السابق “منبراً” لما يريده الحزب، سياسياً واجتماعياً وأمنياً داخل لبنان وخارجه. وللتذكير، كان التظاهر على طريق المطار مقدمة لاعتصام الحزب وحلفائه في الوسط التجاري، وهو الاعتصام الذي أفضى إلى اتفاق الدوحة في العام 2008.

  هذه المرة بدا الأمر مختلفاً، وتعاطي الجيش مع المتظاهرين وشى بما هو أبعد من نصوص الهدنة، والقرار 1701، ودور الجيش فيهما.

  إنه على الأرجح مفعول رجعي لتصويب وقائع كثيرة بدت فيها “هيبة” الأخير باهتة في ظل هيبة الحزب، وبدا الاكتفاء بدور الشاهد المكره بوقائع كان يفترض أن يكون سيدها مكثفاً لعجز معنوي أتاح له حدث المطار الراهن استدعاء تلك الهيبة كتعويض عن انكسارها سابقاً، وغالب الظن كمؤشر أن فكرة استدراج الاستراتيجية الدفاعية بتأويلها “الشيعي” ستكون  ضحية أمرين متقاطعين، الوصاية الأميركية المفترضة، وهيبة الجيش.

 ظلت تلك الاستراتيجية عنواناً سياسياً وحوارياً انطوى على الكثير من التهافت قبل الحرب الأخيرة، وتبدى الاتفاق عليها، من عدمه، أنه أسير رؤية حزب الله لها، وهي في أحسن الأحوال، وفي الحالتين، ستكرس تفوّق الحزب تقريراً ووقائع. 

راهناً، كلام بري عن الاستراتيجية الدفاعية، ومن موقع النقض للرؤية الأميركية (الإسرائيلية ضمناً)، والعربية غالباً، يستدرج العودة إلى قسم رئيس الجمهورية الذي أعقب انتخابه في البرلمان، وعلى مسامع بري ونواب حزب الله، عن حصرية السلاح بيد الدولة، إلى كلام رئيس الحكومة نواف سلام في مقابلته الأخيرة، والمتقاطع مع كلام عون.

  بدا الحديث عن استراتيجية دفاعية تفترض “التوأمة” بين سلاحين، خارج قسم عون، وحديث سلام، كما لو أن الأخيرين استبقا فكرة مبسترة عند الثنائي عن ماهية هذه الاستراتيجية، التي وشى حادث المطار بأنه أول مسمار في نعشها، وهو على الأرجح مؤشر الى المناخ السياسي المتغير الذي فرضته وقائع الحرب الأخيرة، وبطقس أميركي وصي على الهدنة، وعلى القرار 1701،  ولا يملك الرئيس نبيه بري، وحزب الله الكثير من مقومات الخروج منه، وعليه.

في  منشور على “فايسبوك” بعد الحرب الأخيرة، كتب حازم صاغية عبارة “كأن العدو الأميركي ربح هالحرب؟”. مقاربة صاغية الساخرة ظهرت واقعية حينها بالنظر إلى سياق الحرب ومآلها، لكنها تكثفت لاحقاً مع مباشرة الإدارة الأميركية “نظارتها” على هدنة الحرب، وتالياً على القرار 1701، و”الناظر” بهذا المعنى هو في أحسن الأحوال وصي على الضعيف، وهو لبنان، وفي أسوءها أن يكون الولايات المتحدة الأميركية، وبتوقيع الممانعة.